حسام الدجني
بأغلبية 69 صوتا, ومعارضة 45صوت, وامتناع وغياب 6 نواب, نالت الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو الثقة من الكنيست الإسرائيلي, وتلا السيد بنيامين نتانياهو خطابه السياسي والذي تطرق فيه إلى التهديد الإيراني للمنطقة, حيث اعتبر أن إيران تشكر الخطر الاستراتيجي الأكبر على إسرائيل والأنظمة العربية وعلى العالم الحر.
يرأس السياسة الخارجية الإسرائيلية السيد افيغدور ليبرمان, والذي شغل عام 1999 مديرا لمكتب بنيامين نتنانياهو قبل أن يقنعه الأخير بتأسيس حزب إسرائيل بيتنا, والذي يعنى باليهود الروس, ثم شغل في حكومة ايهود اولمرت منصب وزير التخطيط الإستراتيجي, والذي نادى وينادي بضرورة توجيه ضربة عسكرية للمفاعل النووي الإيراني.
يعتبر العام 2009 عاما حاسما في الكثير من القضايا, لعل أبرزها الملف الإيراني, حيث شهد هذا العام مجموعة من التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها الساحة الدولية, كان من أبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية, والتحول السياسي للإدارة الأمريكية عبر انتخاب السيد باراك اوباما ذو الأصل الإفريقي المسلم, والتوجه الأمريكي لفتح حوار مع طهران, وفوز اليمين المتطرف في إسرائيل في انتخابات مبكرة عقدت في فبراير الماضي.
حيث ترى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أن إيران قد تستطيع صناعة سلاح نووي خلال فترة قريبة, حيث صرح السيد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الأدميرال مايك مولين، في مقابلة مع شبكة CNN يوم 2/3/2009, أعلن عن اعتقاده بأن إيران لديها المواد اللازمة التي تمكنها من صنع سلاح نووي، وهو ما وصفه بأنه "ينذر بعواقب سيئة جداً"، سواء لمنطقة الشرق الأوسط أو العالم.
في نفس السياق أكد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء "عاموس يدلين" خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست مجدداً أن إيران اجتازت "العتبة التكنولوجية" في المجال النووي، وأنها ستكون قادرة على إنتاج قنبلة ذرية خلال فترة تتراوح بين بضعة أشهر وسنة واحدة.. إذا اتخذت قراراً استراتيجياً بذلك.
التخوفات الإقليمية والدولية من خطر امتلاك إيران لسلاح نووي تطرح تساؤلا ماذا بعد؟؟ هل ستتحالف هذه القوى لضرب إيران هذا العام؟ وهل الأجواء الدولية والإقليمية تسمح بذلك؟ وما هي حسابات الربح والخسارة وراء هكذا قرار؟
توقع مركز التنبؤات الاستخبارية في واشنطن في تقريره للعام 2009, والذي عنونه المركز بـ التنبؤ الاستخباري السنوي للعام 2009: حروب وركود ونهوض.
ويرأس مركز التنبؤات الاستخبارية السيد جورج فريدمان الذي يعد من أبرز رجالات الفكر السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة الأمريكية, حيث يرى فريدمان في تقريره أن احتمالات شن هجوم أمريكي أو صهيوني على منشآت إيران النووية ضئيلة, لان المخاطر المترتبة على ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمي تفوق المكاسب المحتملة.
أوافق الرأي الذي يقول أن العام 2009 سيكون عاما هادئا نسبيا, وأن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة تتوجه نحو أفغانستان وباكستان, والأزمة الاقتصادية العالمية, وزيادة النفوذ الروسي والصيني والهندي, ستدفع بالسيد باراك اوباما إلى تبني إستراتيجية الاحتواء مع إيران, وإعطائها دور إقليمي وأمني في الخليج والمنطقة بشكل عام مقابل صفقة شاملة قد تبرم خلال العام 2009 مع إيران سيكون ثمنها تمدد الدور الإقليمي لإيران في الشرق الأوسط.
السيناريو السابق يثير قلق العالم العربي, والذي يتخوف من امتداد الهلال الشيعي في المنطقة, مما قد يهدد الأمن القومي العربي برمته, فما هي الخيارات المتاحة أمام العرب شعوبا وحكومات, يوجد سيناريوهان:
1- السيناريو الاول: بناء علاقات وتحالفات إستراتيجية وقوية مع إيران, في مقابل تنازل إيران عن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة, وتقديم إيران ضمانات بعدم التدخل بالشأن الداخلي العربي.
2- السيناريو الثاني: سيناريو المواجهة مع إيران ولكن ليست المواجهة العسكرية, ولا المواجهة الإعلامية, ولكنها مواجهة الذات, من خلال تبني إستراتيجية نقد ذاتي عربي شاملة, والعمل على جودة التعليم, ودعم مشاريع التنمية المستدامة, ودعم البحث العلمي في كل المجالات وعلى رأسها المجال النووي السلمي, والقضاء على الفساد والمحسوبية, والتوزيع العادل للثروات القومية العربية, وصولا إلى بناء اتحاد فدرالي عربي قوي, يستطيع مواجهة التحالفات والتكتلات العالمية, اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا وعسكريا.
كاتب وباحث فلسطيني
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق