سعيد علم الدين
هناك مثل يردده الألمان في مناسبات كمناسبة اطلاق الضباط الاربعة يقول ردا على كل من يعلن فرحته الاستباقية التالي" من يضحك في آخر الامر هو السعيد". اي ان على الانسان ان لا يستبق النتائج النهائية ويعلن عن سعادته ويقهقه عاليا او يفرقع في الهواء قبل اعلان خواتم الأمور. فلا النصر في الحرب تحدده معركة، ولا الافراج المسبق عن متهم قبل اختتام اعمال المحكمة يؤكد براءته.
مما لا شك فيه ان الضباط الاربعة لم يتم اعتقالهم عبثا وبشهادة المحقق الألماني السيد ميليس، وانما هناك الكثير من الدلائل القضائية تشير الى تورطهم بشكل ما في جريمة العصر، كإنقاص عدد حراس الحريري، والتضليل الاعلامي بفبركة شريط ابي عدس، واللعب بمسرح الجريمة، وغيرها من الدلائل المعروفة.
الا ان الاهم، ان هؤلاء الضباط كانوا أدوات صغيرة تحركهم الأوامر العليا من القيادة السورية. ولهذا فهدف محكمة العصر نسبة الى جريمة العصر ليس اضاعة الوقت مع الادوات، وانما الوصول الى الحقيقة بكشف من اعطى الأوامر. فنحن هنا في نظام شمولي دكتاتوري لا يمكن ان تحدث فيه جريمة ارهابية سياسية الابعاد بامتياز كجريمة 14 شباط الزلزال دون قرار رئاسي من بشار وبمعاونة احزاب الارهاب اللبنانية والمنظمات الفلسطينية كحزب الله و"القيادة العامة" والقومي السوري وفتح الانتفاضة وتسخير قدراتها وطاقاتها وامكانياتها الهائلة في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم البشعة التي ارتكبت في وضح النهار.
لا ننسى انه بعد اعتقال الضباط الاربعة تواصلت عمليات التفجير والتضليل والاغتيالات السياسية لقوى 14 اذار وبترابط محكم ومتزامن مع حركة اقرار المحكمة، مما يدل على ان القتلة الحقيقيين ليسوا الضباط الأربعة.
النظام الأساسي للمحكمة والذي شارك بصياغته خيرة القضاة في العالم صيغ بشكل حاسم وشفاف واحترافي معتمدا قمة المثالية والدقة في حماية حقوق الموقوف والمتهم والمدان الى ان تثبت ادانته.
ومن هنا يأتي اطلاق الضباط تعبيرا صادقا عن نظام المحكمة المثالي في تطبيق القوانين التي تسعى فقط لكشف الحقيقة ومعاقبة القتلة الحقيقيين بعيدا عن التسييس.
ومن هنا هذا الإفراج يعتبر احراجا لكل من اتهم المحكمة بالتسييس ولجما لكل من سيتهمها لاحقا اذا جرت مداولاتها ونتائجها عكس ما تشتهيه سفنه الغارقة في بحر الجريمة.
قرار الافراج عنهم ايضا هو التعبير الصادق على ان المحكمة ليست اداة بيد الغرب او امريكا او ال الحريري او غيرهم للنيل من النظام السوري ومن ميليشيا حزب الله.
فعلى هؤلاء ان لا يضحكوا الآن عاليا، لان ضحكاتهم ستنقلب مع الأيام مرا علقا في حلوقهم.
انها محكمة العصر ايها السادة لمحاكمة انظمة الكذب والغش والاغتيال والغدر والجريمة المنظمة.
الخميس، أبريل 30، 2009
الفرحة لمن يضحك في النهاية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق