د. صلاح عودة الله
أثناء تصفحي للمواقع الالكترونية, لفت نظري خبر مفاده أن الشيخ حامد البيتاوي أصيب بعيارات نارية..للوهلة الأولى ومن خلال معرفتي بالشيخ البيتاوي كممثل لحماس في المجلس التشريعي الفلسطيني اعتقدت بأن من أطلق عليه النار هم الصهاينة, ولكن وللأسف وبعد قراءة تفاصيل الخبر تبين أن من أطلق النار على الشيخ البيتاوي هو أحد أفراد جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في مدينة نابلس المحتلة.
لا أريد الدخول في تفاصيل الحادث لأنه لا يوجد أي مبررله, ناهيك عن كون المعتدى عليه علامة جليل فهو الأسير المحرر, وخطيب المسجد الأقصى المبارك سابقا, وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني..
ان هذا الاعتداء الاثم يعتبر بمثابة اعتداء على شعبنا بأكمله, ومن هنا وحتى لا يصبح أصحاب القرار شركاء في الجريمة فاننا نطالبهم الكشف عن مرتكبها وتقديمه للعدالة والتي لا نشك في نزاهتها. لقد تعودنا على سماع أنباء مشابهة ولكن الفاعل هو العدو الصهيوني وأجهزته المختلفة..
القادة الفلسطينيون مستهدفون وعلى الدوام من هذا العدو, وقد نجح في تصفية البعض منهم وأسر البعض الاخر.وللحيادية نقول بأن حماس تطاولت على بعض قياديي وعناصرفتح في غزة..فهل نعتبر هذا الحادث ردة اعتبار؟..
لا, ما هكذا تورد الابل يا اخواننا في حركتي فتح وحماس..!. ان ما يحدث بين الحركتين الان قد يعيدنا الى مصيبة الاقتتال الداخلي والتي دفع فيها أبناء الحركتين الثمن الغالي..بل دفع معهم كل ابناء شعبنا أغلى ثمن..لا نريد العودة الى الوراء, نريد قمع كل من يحاول المس بحياة الأبرياء ونريد أيضا تصفية العملاء وبعد اثبات عمالتهم الصريحة..اننا نطالب القادة والمسئولين في الحركتين بوقف الاعتقالات والاغتيالات وعمليات الخطف واطلاق النار المتبادلة بينهما, لأن هذا الأمر في منتهى الخطورة ويصب في النهاية في مصلحة العدو.
والسؤال الذي يطرح نفسه:هل ما زالت هنالك نية جادة لاتمام الحوار وانجاحه بين الحركتين الأكبر؟..سؤال بالفعل يطرح نفسه, ولكن هل من مجيب؟. ألم يصدق فيكم يا اخوة العذاب والقتل والتصفية واحتلال الوطن برمته من قبل العدو الغاشم قول الامام الشافعي رحمه الله:يعيب الناس بعضهم الزمانا**وما لزماننا عيب سوانا..نعيب زماننا والعيب فينا
**
ولو نطق الزمان بنا هجانا..وليس الذئب يأكل لحم ذئب**ويأكل بعضنا بعضا عيانا...نعم يا أبناء ياسر عرفات وأحمد ياسين, ان العين لتدمع وان القلب ليتمزق من تصرفاتكم..وكما قال أبو الطيب المتنبي:هل انكم فعلا أمة ضحكت من جهلها الأمم..!.
وفي النهاية أقول, لست ابنا لا لفتح ولا لحماس وقد هتفت لغيرهما..ومع ذلك أبقى فلسطيني غيور على مصلحة هذا الوطن الذي يضيع رويدا رويدا وعلى مسامعنا وانظارنا..هل ما يحدث في مدينة القدس واقصاها المبارك لا يحرك مشاعركم أيها القادة الأشاوس؟
أم أن الكراسي أعمت بصائركم واسكتت قلوبكم..لقد ضاعت فلسطين ولا تزال المواجع المؤلمة مستمرة مع من يدعون بأنهم زعماء فلسطين..وفيهم قال الشاعر الفلسطيني الفذ ابراهيم طوقان:في يدينا بقية من بلاد
**
فاستريحوا كي لا تطير البقية..!.هؤلاء الزعماء لم يستريحوا فلو فعلا استراحوا لما وصلنا الى ما نحن عليه الان. باسم القدس ومقدساتها وصرخاتها ونسائها واطفالها وشيوخها وشبابها نناشدكم العودة الى رشدكم, هذا ان بقي منه شيء..وتصبحون على وطن..!.
-القدس المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق