هــيثـــم البوســـعــيـــدي
من منا لم يمر بلحظات اليأس والخيبة والألم، كلنا عشنا تلك اللحظات والأحاسيس التي هي عبارة عن مزيج من عدة مشاعر مؤلمة (ضيق ، توتر ، كدر ،غضب ، قلق ،
شعور بالذنب ، شعور بالعجز ، شعور بالدونية (وهي نتيجة لعدة أسباب منها فشل أو سوء تخطيط أو خطأ أو ظروف صعبة تحيط بنا. وقد تتحكم تلك الأحاسيس في ذواتنا وتدفعنا إلى ارتكاب أفعال خاطئة وتصرفات غير مسئولة كالغضب والإساءة إلى الأخريين لتلتصق بنا بعد ذلك صفات قبيحة كالعنف والتوتر والعدوانية.
فهناك من يفشل في تحقيق مشروع مادي أو يخفق بالارتباط عاطفيا بمن يحب أو تتعسر ظروف زواجه أو يواجه صعوبة في البحث عن فرصة عمل أو تكثر أقاويل السوء والإشاعات عليه فيملئ حياته باليأس والإحباط التي هي بالاساس مشاعر لاشعورية عنيفة قد تطفو على السطح فجأة، لتبرز هنا قدرة الانسان في التعامل مع هذه الاحاسيس والمشاعر المتباينة، وتبرز هشاشة او قوة شخصيته وهل يستسلم او ينتصر على تلك الاحاسيس، لان جزء ليس بالقليل من الناس يستلم لما يواجهه في الحياة من مصاعب مما يؤدي ذلك إلى حدوث نتائج سلبية على صحته كالاكتئاب والانهيار النفسي وممارسة العادات السيئة أو يعكس صورة سلبية له أمام الآخرين في العمل أو المجتمع او حتى مع رفاقه واصدقائه.
وجذور تلك المشكلة تكمن في كوننا غير قادرين على الوقوف للحظات مع أنفسنا لأجل المراجعة والمحاسبة الدقيقة وتعليل حدوث تلك المشاعر وجدوى التصرفات الطائشة التي تليها، ويكون ذلك بضبط النفس والتأمل والتفكير العميق في أصل المشاعر المؤلمة وكيفية تجاوز تبعاتها السيئة، وهذا يحدث ايضا لأننا لا ندري بالضبط ما يدور في داخل عقولنا وأجهزتنا العصبية.
مجرد التمعن في هذه الأحاسيس أو المشاعر أو التدبر في مسببات حدوثها نكتشف أنها آنية لفترة معينة وسوف تزول لأننا نحن فقط نملك قرار زوال أو بقاء تلك المشاعر إذا امتلكنا الرغبة والإرادة لقهرها والتغلب عليها ومن ثم تناسي ما حدث في الماضي من فشل وإخفاق، كما أننا لابد ان نفهم ان للمشاعر لغة تساعدنا في النمو والارتقاء وتمنحنا طاقة خلاقة في التعامل مع المواقف الحياتية، أما إذا لم نفهم هذه اللغة ونحسن التعامل معها فقد تكون العواقب وخيمة ونقع فريسة لاوجاع النفس كالحقد والكره والحسد والحنق ضد الآخريين.
لذا يجب أن يكون لدينا التصميم الداخلي والقرار القطعي بضرورة تجاوز أي ازمة خاطفة وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية ولرثاء النفس وسرعة اتخاذ القرار، وعلينا أيضا متابعة حياتنا من جديد وتكرار المحاولة لتحقيق الهدف والتسلح بالصبر والثبات على الصعاب وحمل شعلة الأمل مهما كانت الظروف لان أحاسيس الإحباط والخيبة ترجع خطوات الانسان إلى الوراء وليس للأمام، والناجح هو من يستطيع تجاوز الالم والخيبة وينظر الى الاحباط والخيبة على أنه ظرف أو سبب عابر في حياته ومحطة من محطات الالم في قطار حياتنا الطويلة.
الاثنين، أبريل 13، 2009
أحاســيــس الأحبـــاط
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق