الثلاثاء، مارس 02، 2010

أميرة جنين: عاشقة وطن




البنانيون الجدد

هكذا هي، سيدة قلبها كبير لدرجة أنه استوعب كل الوطن فهي مغرمة به، بأرزه
بجباله
بساحله
بمنازله
بشوارعه، بترابه وبكل ذرة هواء تسبح في فضائه
هي عاشقة الوطن السيدة اميرة جنين
لها مني ألف تحية
معجب بقلمها!!


**
اليوم الذي ابيع فيه ارضي هو اليوم الذي ابيع فيه روحي


بقلم اميرة جنين


اسمعوني جيداً أنتم الذين لطالما رفضتم الاستماع!! افتحوا أذهانكم واسمعوني جيدا
الى متى ستبقوا منقسمون؟ كيف تظنون أنكم تستطيعون تقسيم الوطن وشوارع الوطن وبيوت الوطن وأبناء الوطن؟؟ ألا يكفي ما حصل ،ألم تكتفون؟
أنتم أيها الذين أُبعدتم قسراً عن وطنكم مثلي أنا وترعرتم في بيئة أمنة وحصلتم على فرصة للعيش بعيداً عن الحروب ، كيف تستطيعون التفكير، مجرد التفكير بأن يسيطر الكره على نفوسكم، يدخل الى قلوبكم،أليس السبب في تفرقتنا عن بعضنا البعض كان وما زال الطائفية
التي جعلتنا ننقسم على بعضنا البعض وعلى اخوتنا وجيراننا وابناء قريتنا ورفاق مدرستنا.
أليست الطائفية التي أبعدت أهلنا عن الوطن؟
أليست الطائفية من سرقت منا الامان والاحلام والامل؟؟
ألم نأتي الى هذه البلاد لنبتعد عن ما تسبب به أهلنا من أخطاء بحق الوطن وبحقنا؟
ألم نهَجر لكي نشعر بالامان حيث حُرمنا منه نتيجة أخطاء أهلنا؟
لكي نحصل على وطن مؤقت بديل؟
لكي نتعلم أن نحب بعضنا البعض؟؟
أتألم عندما أسمع الاجيال الشابة تتكلم بلغة الأهل التي جعلت من أنهار بلادي انهار يسري فيها دم بدل مياه المحبة العذبة،أتألم عندما اسمعكم تتكلمون بلغة أولدت الحزن والألام في كل شارع في وطني وفي كل زاوية من زواياه.
هل هناك من فرق لمن انا أصلي ولمن انت تصلي طالما انت وانا نصلي لرب واحد، كيف حصل ان اهلك واهلي اضطروا للهجرة و الرحيل ونحن لنا رب واحد في وطن يفترض انه واحد لجميع ابنائه؟ اي رب نعبده ليسمح لنا بادانة بعضنا البعض؟
كيف تقنع نفسك بانك مؤمن وليس بقلبك مكان للمحبة ؟ اليست المحبة في قلوبنا هي التي تقربنا من الله؟ ليس هناك احد يؤمن بالحب يستطيع ان يكره او يقتل فكيف ان كان الحب لله عز وجل؟؟
مجرد انك تهجرت من وطنك عليك ان لا تحمل طائفتك معك لتقول انك لبناني مسيحي ام لبناني مسلم ففي الغربة انت لبناني فقط وبيروت هي تاج تحمله فوق راسك اينما تذهب فلا تدنس هذا الفخر.
حيث نحن لا ينظر المجتمع الينا من خلال ديننا او مذهبنا انما يروا فينا لبنانيون ولبنانيون فقط ونحن حتى الان لم نتعلم ان نرى بعضنا البعض كما يرانا الاخرون
نحن الجيل الضائع الذي فقد جزء من هويته لاننا ولدنا في بلاد الغربة ، لبنانيون من رحم الغربة التي أُجبر اهلنا عليها لم نعد ندري الى اين نحن ننتمي،الى لبنا ام الى السويد ؟ نعشق لبناننا وبنفس الوقت نريد ان نكون في بيوتنا في البلاد التي اعطتنا ما سُلب منا في وطننا، الهوية!!!
لنتعلم ان ناخذ العبرة مما حصل لاهلنا بفقدانهم الوطن ذات يوم لاننا لو كررنا ما حصل مرة ثانية فلن تكون فرصة الحصول على الوطن مجدداً متاحة لنا
لنتمسك بتراب الوطن ولنكون شديدي الحذر لفقدانه ثانية، يجب ان نقدر ثمنه ولا نفرط به من جديد، خذ بيد اخاك في الوطن بمسيرة بالاتجاه الصحيح ، باتجاه الوطن، فالطريق سهلة ونستطيع ان نراها معبدة وسالكة والمناظر الجميلة تحيطها من كل صوب، ان رأيناها في قلوبنا طبعاً…
نستطيع ان نبني وطننا يوم نؤسس اساساته بالمحبه لانها متينة كالصخرة أما الكره فهو الرمال التي لن يصمد عليها مشروع الوطن وينتج عنها مثلنا….مهاجرون.


**


سامحيهم لأنهم لا يعلمون

أجثو أمامكِ وأمام ربي الذي خلقك بهذا الجمال.
ألعار كبير والحزن وصل الى جذوركِ، أعلم أنكِ في كل صباح ومع كل اشراقة شمس ترفعين يديكِ عالياً لتُسَبحي وتمَجدي خالقكِ الذي أوجدكِ كما أنتِ مقدسة ، متمنيةً أن يستفيق أبنائكِ بقلوب صافية وبنقاء قداستكِ
أرزتي !!
يا فخري أنا اليوم اليكِ أتكلم والخجل يعتريني على ما أصابكِ من أبنائك،
أخجل بما يقومون به من تدمير للأرض التي تحتوي جذوركِ، أي نهر يستطيع غسل قلوبهم؟
هناك من يدّعي محبتكِ ويدمر
هناك من يتكلم باسمكِ ولا يتوارى عن تكسير شلوحك الحنونة
هناك من يريد من جديد أن تسري بأنهارك الدماء،
وأنت تطمئنيني دوماً بقولك… يابنتي لا تخافي فهم عاشوا المأسي والحروب وجروحهم يلزمها وقت لتلتئم،، لا تخافي.
لكن يا والدة هذه الارض ، هولاء الشبان كانوا يلعبوا تحت ظلال اغصانك وكنت تحاولي حمايتهم من أن تدخل الكراهية الى قلوبهم كما دخلت الى قلوب أبائهم، انهم الاطفال الذين صليتِ لأجلهم وطلبتِ من الملائكة حمايتهم في ظل حروب أبائهم،
أنا أقف أمامك اليوم راجية أن تقسي عليهم لحمايتهم من أنفسهم قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وقبل أن يغيروا لونك الى الألوان الذين يحملونها بقلوبهم.
أقف هنا اليوم مع دموعي الصادقة التي تتساقط على التراب الذي يغمر جذورك بحب وبحنية، أقف هنا أقول الحقيقة التي يخفونها عنكِ ، أنا وأخرون مثلي ما زالوا يتكلمون بلغتكِ ، بلغة المحبة والصدق والوفاء..
أرجوكِ، أنا أرجوكِ ،، ساعدينا كي نستطيع أن نريهم الحقيقة.
تكلمي اليهم يا أرزتي ، قولي لهم أنك لست ملكاً حصرياً لأحد
لست ملكاً لطائفة
ولا لحزب
ولا للون من الالوان الكثيرة،
قولي لهم أنك والدتنا ، جميعنا ونحن جميعنا ابنائك
قولي لهم انه يمكننا جميعاً أن نتظلل تحت رايتك ونعيش على ترابك الذي يحمي جذورك العريقة.
جميعنا ، نحن من نعشقكِ ونعشق هذه الأرض التي تنبض بالحب كفؤاد سليم.
الأرض التي تعطي أكثر مما تأخذ،
قولي لهم أن جذورك لا تعيش في أرض جوفاء انما في قلب ينبض بالحب.
قولي لهم قبل فوات الأوان، أرجوكِ.
أيقظي أرواحهم الضائعة وافتحي اعينهم على السلام والحب لكن سامحيهم يا حبيبتي لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون…..

ليست هناك تعليقات: