ممدوح أبو السعيد
يبدو أن مشاريع ضرب تنظيم حماس وحكومتها من الخارج قد باءت بالفشل، سواء كان ذلك من خلال الحصار السياسي والاقتصادي، أو العزلة العربية، أو الحرب العسكرية، أو إثارة الفوضى والفلتان الأمني داخل قطاع غزة.
ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الاستهداف لحركة حماس، وهي حرب باردة تشترك فيها أطراف متعددة فلسطينية وإقليمية ودولية، وتستهدف الداخل التنظيمي لحركة حماس، وهي موجهة إلى القاعدة التنظيمية في الحركة، وتتم عبر حلقات متناغمة ومتكاملة، لذلك قد تكون هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة لتفكيك وضرب حماس التنظيم.
حيث يأتي تصريح رئيس الوزراء الروسي الأسبق، يفغيني بريماكوف في السعودية أن المخابرات الإسرائيلية هي من صنعت حماس، وعلى ما يبدو أن شعبية حماس في السعودية تؤرق النظام السياسي الحاكم والذي يستمد في شرعيته من علماء الدين والذي في معظمهم هم من مناصري ومحبي حماس، لذل ترغب السعودية من إعادة بناء الوعي الذاتي للمواطن السعودي والعربي، بأن حماس هي صنيعة الموساد ولها ارتباطات مشبوهه.
وأنا هنا أقر أن إسرائيل كقوة احتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة أعطت رخصة لافتتاح المجمع الإسلامي، وهذا ليس عيباً، فنحن نعيش تحت احتلال، أما إذا كان الموساد يخطط ويمكر ويرغب من المجمع مستقبلاً أن يكون بديلاً عن منظمة التحرير فهذا شأن الموساد، وقد يكون انقلب السحر على الساحر، فحماس اليوم وأمس وغداً شوكة تلاحق الاحتلال وأعوانه.
أما السيد رئيس الوزراء الأسبق والذي طرح القضية وهو يمثل شخصه الكريم، ولا اعلم ماذا يقصد في طرحه هذا، ولكنني أقول أن حماس اليوم أصبحت تمتلك قوة تؤهلها أن تلعب في ملاعب الآخرين، وعلى ما يبدو أنها ضمنت إغلاق ملعبها أمام اللاعبين الخارجيين وحتى الفلسطينيين الغير منتمين لحماس.
لذا على المجتمع الدولي أن يقرأ الموقف الروسي من حماس جيداً، فروسيا تستقبل قيادات حماس، وتستفيد من حضورهم في قضاياها الداخلية، فقادة حماس في زيارتهم الاخيرة زاروا مفتي روسيا للمسلمين.
أرغب أن اختم مقالي بالإعلان عن وظيفة الدولة المحورية، وأقول إن من يبحث عن المركزية والمحورية في المنطقة، ومن يبحث عن السلام والاستقرار عليه التعامل مع حماس.
كاتب ومحلل سياسي
الاثنين، مارس 22، 2010
الموساد صنع حماس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق