محمد علي الحسيني
المبادرة النوعية التي طرحتها المملکة العربية السعودية على الاجتماع السنوي السابع والعشرين لوزراء الداخلية العرب الذي انعقد لمدة يومين في تونس والمتجلي من خلال(مشروع استراتيجية عربية للأمن الفکري)، أعادت الثقة من جديد ورسختها أکثر فأکثر في فعالية وحيوية الدور السعودي على الصعيد القومي ورسمت في الافاق صورة إيجابية لمستقبل الامن القومي العربي ومنحت الامل الوضاء بتلك السواعد الغيورة والابية التي تعمل دونما کلل من أجل مصالح وطموحات العرب.
ولعل التوقف عند تصريح الامير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية السعودي والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب بخصوص ذلك المشروع البالغ الاهمية يعطي أکثر من دلالة ومعنى عندما وصفه بأنه:(محصلة دراسات معمقة و أبحاث متخصصة في قضايا الأمن الفکري) أجرتها(المؤسسات الامنية والتعليمية) في السعودية، حيث أن عملية الربط"الذکية"بين جهود المؤسسات الامنية والتعليمية ومزاوجتهما ببعضهما والخروج بأطار عملي مشترك يخدم الاهداف الاساسية البعيدة المدى للعرب، يؤکد الارضية(العلمية العملية)التي تقف عليها المشاريع الحيوية للملکة العربية السعودية ومن بينها واهمها هو هذا المشروع الطموح الذي يعتبر بمثابة تفعيل الدور العربي في الصيانة والمحافظة على نقاوة وسلامة الفکر العربي من أية تدخلات"مشبوهة او مشکوك في أمرها" ولاسيما عندما أکد سمو الامير نايف بأنه قد انجز تلك الاستراتيجية(من منطلق منهج الوقاية ونهج التحصين ضد الفکر"الديني"المنحرف الذي يهدد المجتمع وسلامته وإستقراره) مانحا دفعة قوية من الثقة والامل بأن تسهم هذه الاستراتيجية في"تعزيز الجهود الرامية الى بناء حصانة فکرية لدى الفرد والامة ضد المؤثرات الفکرية المنحرفة المهددة لأمننا العربي المشترك" ، وقد کان سمو الامير دقيقا وحذقا عندما أشار الى أن(الانحراف الفکري من أهم المشکلات الفکرية والامنية التي تعاني منها أمتنا عبر تأريخها الطويل وفي واقعها المعاصر)، وهو بذلك يلمح وبصورة في منتهى الواقعية الى تلك الاخطار والتهديدات القادمة من خارج أسوار الوطن العربي من أجل النيل من وحدة الصف والامن الفکري العربي الذي تجلى ويتجلي من خلال وجود أرضية واساس ثقافي محدد اختاره العرب و اتفقوا عليه منذ تشرفهم بالرسالة الاسلامية السمحاء وانهم ليسوا على استعداد أبدا لکي يفرطوا بها من أجل مصالح وأجندة خارجية.
ان التصدي لقضية الامن الفکري للعرب، يعتبر بحد ذاته بمثابة نقلة نوعية وبالغة الاهمية في العقل السياسي العربي خصوصا عندما يجمع بين الاصالة(من خلال التمسك بالاساس الواقعي للفکر الاسلامي العربي) و بين المعاصرة(من خلال رصد حالات الخطر ومکامن التهديد الحالية والمستقبلية للفکر العربي الراهن)، واننا في المجلس الاسلامي العربي وبصفتنا نمثل المرجعية السياسية للشيعة العرب، في الوقت الذي نقيم فيه هذا المشروع عاليا ونعتبره خطوة مبارکة وفعالة على الطريق الصحيح، فإننا نرى فيه أيضا نقلة نوعية وقفزة کبيرة في مجال صيانة تراثنا وقيمنا الفکرية والمحافظة عليها بوجه الاخطار المحدقة بها واننا ندعو الشيعة العرب کي يتمسکوا أيضا بالاساس الحقيقي والاصيل الذي تربوا عليه عبر التأريخ وان يأخذوا الحيطة والحذر الشديدين من تلك الافکار المنحرفة والشاذة القادمة من خلف حدود الوطن العربي والطامحة الى استغلالهم من أجل أهداف ومصالح مشبوهة لاعلاقة لها بأمتنا ووطننا العربي.
*المرجع السياسي للشيعة العرب.
الخميس، مارس 18، 2010
خطوة مبارکة فعالة على الطريق الصحيح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق