أميرة جنين
عندما تُقدّروا شعبكم، أقرعوا بابي حالما تعلمون أين جذور الأرز تبدأ، عندما لا يكون قلبكم مليئاً بالكره، عندما تغسلوا الدماء التي تلوثت بها يداكم، أقرعوا بابي عندما الذين يشارك الجالسون على كراسي الحكم القابعون على بساط الواقع جلستهم،،أقرعوا بابي عندما الجذور الجديدة تبدأ برؤية النور…
اقرعوا بابي عندما تنسوا ما حصل، أقرعوا بابي عندما لا تكذبون على بعضكم البعض، اقرعوا بابي عندما تؤمنون بالله، عندما تكفون عن القاء اللوم على الدين والديانة، اقرعوا بابي عندما تتعلمون أن تكونوا صادقين، اقرعوا بابي عندما لا تأبهون ان كان والدي ملكاً أو حطاباً، اقرعوا بابي عندما تنقشع الرؤيا عن عيونكم..
اقرعوا بابي عندما تقدرون المرأة كما الرجل وعندما الرجل صاحب البذلة الانيقة يتقبل وجودها بجانبه في الحكم دون التشكيك بقدرتها، اقرعوا بابي عندما تؤمنون بأن الدنيا أم وأن الرب أكرمها و وضع بين ضلوعها قلب يستطيع الحب والعطاء لشعبها ولوطنها.
اقرعوا بابي عندما تؤمنوا بأن الأجيال الشابة والجديدة تستطيع أن تتقدم بالوطن الى الأمام وأن تعطوها فرصة حقيقية .
تقفون هناك، حزب تلو الآخر محاولين اقناعنا بأنكم نسيتم الكره والعناد لكن ان نظرنا الى سواد قلوبكم ادركنا بان الكره يعشعش بداخله وأسوء من قبل.
كفّوا عن الابتسام لبعضكم البعض وأنتم لا تتوارون عن سحق شعوبكم للحصول على مأربكم.
لكن وبعد البحث والتدقيق فالخطأ ليس خطئكم انما خطئنا نحنا الذين نصّبناكم ملوكاً علينا، انه خطأ الشعب الأعمى البصيرة الذي يمشي ورائكم حتى الموت(دون أن يدري)
لو كنت أستطيع أن أهز الأرض من تحت قدميكم، لتفيقوا.
لو كنت أستطيع أن أجعل السماء تتكلم لقالت لكم،،
أنتم الخاسرون وهم الرابحون.
لو كنت أستطيع ارسال رسالة مع الريح لتهمس بأذانكم قائلة،، اسمعوا صوت الأرض وصوت الوطن وصوت الضمير.
من دونكم لن يستطيعوا أن يبيعوا ومن دون موافقتكم لن يستطيعوا أن يكذبوا، أنتم تتقبلون كذبهم لأنهم يلونون كذبهم باللون الذي يناسب بيوتكم والاهكم، هم يتكلمون اليكم بكلام منمق وملون يجعلكم تنسون وتتخلون عن أبنائكم واخوانكم الذين هم من دمكم ولحمكم، وعندما يعشعش الكره في قلوبكم، أنتم من تدفعون الثمن.
هم يجلسون على كراسيهم وينظرون اليكم من فوق وكأن شيئاً لم يحصل بينما أنتم تقتلون بعضكم البعض.
لقد تعبت من مسرحياتكم ومن أدواركم ومن ألاعيبكم ومن أكاذيبكم.
لقد سئمت من الرجل صاحب البذلة الأنيقة الذي يعبد ويؤله كرسيه ويرفض التخلي عنها غير لخليفة علّمه أصول اللعبة ومرّنه على اللعب بمصيركم والحفاظ على كرسيه المقدسة.
لقد سئمت من رؤيتي مسرحية أعلم كيف تنتهي وسئمت من وجود أُناس لا يجيدون سوى التصفيق من دون أن يعلموا لماذا يصفقون.
لقد سئمت من سماعي بأنكم مع المساواة وبأنكم تريدون للمراة بأن تظهر بجانبكم لكنكم لا تتوارون عن محاولة تحجيمها ما ان تبدأ بالظهور وبالانتاج.
يصيبني غثيان لرؤيتكم تطعنون بعضكم في الظهر لكن بطريقة حضارية ليس كما فعلتم في الماضي ، فبالأمس كنتم تقتلون بعضكم في الشارع واليوم تجلسون على كراسيكم حول طاولتكم المستديرة
وتفعلون الشيء نفسه لكن بطريقة حضارية!!
جميعكم تريدون أن تصبحوا ملوك وجميعكم تريدون أن تكونوا مدعاة أمانة وصدق وتبتسمون منتظرين أن يأتي اليوم الذي تروا فيه الملك الحقيقي يقع..لن أكون معكم ولن ابتسم ولن اصفق كما تصفقون لانني لم أصفق يوماً دون أن أعلم لماذا ولمن ودائماً أحاول جاهدة أن أرى أي من المصفقيق والمهللين يسمع ما يُقال له لكن،، لا أرى!!
لن أكون معكم وأشارك في مسرحية كتبوا فصولها على مقاساتهم لأنني رفعت الغطاء ورأيت السّواد الذي كتبوا فيه فصولها.
فصول مسرحيتي لم يكتبها رجال باعوا شعبهم الى سوريا،
فصول مسرحيتي لم يكتبها رجال باعوا شعبهم الى اسرائيل أو الى ايران، ولم يكتبها رجال وقفوا في وجه جيرانهم وأبناء وطنهم وجعلوا الدماء تُسال مباحة في قلب بيروت.
فصول مسرحيتي كتبتها نساء قويات هن أمهاتكم وشقيقاتكم،النساء اللواتي لا تريدون رؤيتهن بعدما أعمت السلطة بصيرتكم.
هن النساء اللواتي حملن بكم طوال تسعة أشهر.
هن النساء اللواتي فقدن ابنائهن وأزواجهن وعائلاتهن يوم أعلنتم الحرب على بعضكم.
فصول مسرحيتي كتبتها صخور العزة في البقاع وسيدة لبنان في جونية التي تنظر اليكم وبقلبها حزن شديد.
فصول مسرحيتي كتبها المؤمنون بالله والوطن، هم الذين يعلمون بأنه ليس الذي يجلس على كرسيه وقلبه فارغ من العدل والمحبة هو الذي سيبني الوطن انما هم، الشعب هو الذي يبني الوطن!
فصول مسرحيتي كتبها الذين لا يملئون قلوب أطفالهم بالكره والذين يطمحون للعيش بسلام مع اهلهم وجيرانهم وفي نهاية المسرحية سوف تتكلم الأنهار وشجرة الأرز ستلبس أبهى حلة.
لم نكن نحن من بعنا انما كانوا هم الذين باعونا وبالرخيص!
أرزتي الحبيبة، لقد أقفلت بابي وهناك الكثيرين سوف يفعلون مثلي.
الأن سوف نتبعك أنت وأنني أعدك بانني لن أسمح لهم بتقسيمنا طالما قلبي ينبض،حتى ولو بإسم الانجيل وبإسم القرأن حاولوا تقسيمنا لن يفلحوا، متى كان الشياطين يتكلمون بلغة الرب!
أتريدون قرع بابي؟
عليكم اذاً أن تفهموا كلماتي وأن تتعلموا أن تسمعوا أصوات قلوبكم التي تتكلم بلغة الروح التي تتكلم بها بيروت.
أتريدون قرع بابي؟
عليكم أن تسمعوا كلمة الأرز التي تريدكم أن تبدأوا بمحبة بعضكم البعض لكي تتمكنوا من محبة وطنكم الغالي.
(موقع اللبنانيون الجدد)
الأربعاء، مارس 24، 2010
اقرعوا بابي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق