سامي الأخرس
قبل البدء بكتابة هذا المقال ، فإنه قراءة وليس تفائلاً ، بل يأتي ضمن الواقع الذي فرضه العدو الصهيوني بعد سبعة أيام من هجمته البرية على قطاع غزة ، هذه الهجمة التي تحولت من ضربة صدمة إلى ضربة أزمة لإسرائيل .
مر أسبوع من الهجمة البربرية الإرهابية العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة ، ولا زالت طائراته تواصل قصفها المتجدد على نفس الأهداف التي قصفتها سابقاً عدة مرات مما يؤكد على إفلاس المخزون الصهيوني من الأهداف ، ولم يعد يجد شيئاً يبرره لطياريه وجنده الذين ترتعد أوصالهم من لحظة الحسم على الأرض إن أتت واختارها العدو ، والتي أعدت لها فصائل المقاومة الفلسطينية العدة ، وهي على أتم الجهوزيه لها ، بل وتترقبها لحظة تلو لحظة لتؤكد أن الشجاعة والفروسية تكون بالمواجهة المباشرة ، والمنازلة على ألأرض رغم ضآلة الإمكانيات وشحتها مقارنة مع إمكانيات العدو . ولكن هناك عامل يجهله هذا المتغطرس وهو سلاح لا يقهر ولا يهزم ، إنه سلاح الإرادة وعشق الأرض ، فهما السلاح الأقوى الذي أذاق كل قوى الاستعمار والاحتلال العالمي ويلات الهزيمة ، ومرارة الإنكسار ، والعودة خائبة الأمل والرجاء.
لم يدخر العدو جهداً في ضرب غزة ، وأهلها ، وأطفالها ، وشيوخها ، ونسائها ، وشبابها ، قُتل منهم من قُتل ، وأصيب من أصيب ، ودمر ما دمر ولكنه ماذا حقق حتى راهن اللحظة ؟!
لقد حقق الكثير من الأهداف ولكنها أهداف عكسية لصالح الشعب الفلسطيني عامة ، وأهل غزة خاصة ، حيث أعاد اللحمة الاجتماعية والتماسك والتكاثف ، أعاد لهم الأمل بالنصر للملمة الجراح ، ولثم الانكسار من الانقسام ، والمضي بهما إلى السجال الأهم بمعركة اللحمة التي لن تُهزم بها غزة ، وبإرادة الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ..الخ نصر أصبح يداعبنا في كل لحظة ، ننتظره عندما ستدنس أول قدم صهيونية أرض غزة هاشم ، حينها سيبدأ المقاتل الفلسطيني بتدوين أول كلمات النصر ، وأول عبارات الملحمة التي سينبهر العالم وهو يشاهد إحداثياتها على الأرض .
لا أكتب ذلك رفعاً للروح المعنوية وشحذ الهمم ، ولكنه واقع وقناعات وليدة حالة معاشة راسخة كرسوخ جبل الجرمق في أرض الوطن ، قناعات متجذرة بعمق في الأرض ، كعمق وعراقة هذا الشعب الأصيل المتجذر بأرضه ، وسيشاهد العالم أجمع أن المعركة ستحسم لصالح غزة هاشم وشعبها ,أهلها وأبنائها ومقاتليها ، فغزة اليوم ترتدي ثوب المعركة وتستجمع طاقاتها للحظة الحسم ، تتجاوز جراحها وألمها سريعاً لتنهض متعملقة تداوى الجرح وتحتفي بالصر.
من ينقذ إسرائيل من غزة ؟
سؤال ليس منبعه الاستعباط أو التفاؤل وأعلم جيداً أن الكثير سيقولون هذا الكاتب متفائل وطوباوي الخيال ، ولكنهم سيدركون أن الحقيقة آتية .
وأن هذا نابع من أرض العركة الفعلية وواقع فعلي مترجم على الأرض لا يدركه سوى من يعيش الحقيقة ويراها على أرضها ، وفي خضم أحداثها ، وهذا ما أرده على من يقولون أنقذوا غزة ، وأقول لهم من ينقذ إسرائيل من غزة ؟
فغزة اليوم تُحرق نعم ، ولكنها في نفس الوقت تَحرق عدوها ، وتجبره على التخبط والهذيان لأن السبعة أيام الماضية لم تُحدث في غزة سوى دمار وشهداء وجرحى ، وفشل ذريع للآلة الصهيونية ، فالشهادة لم تكن يوماً خسارة بل هي أحدى الحسنيين التي يطلبها الصامدون كأوسمة شرف " النصر أو الشهادة " وهذا وسامنا الذي لا نرتضي سواه وسام آخر " إما النصر أو الشهادة " وغزة كلها إصرار على نيل أحد هذين الوسامين " إما نصر " وهو آت ، وإما " شهادة " وهي أجل تكريم يطلبه المرء .
أما العدو فإنه يتوجع من الإرهاق ، ومن صمود هذه البقعة الجغرافية المكدسة بالبشر ، ومن إرادتها التي لن ولم تنكسر قطعاً ، لأنها عصية على الانكسار والانهزام ، ولها في سجلات الشرف عشرات الملاحم البطولية ، فمن هنا فإسرائيل هي التي أصبحت تؤجل الإعلان عن هزيمتها يوماً تلو يم أملاً في تدخل دولي يخرجها من هزيمتها ، وهزيمة مشروعها الصهيوني الذي بدأ يحتضر يوماً تلو يوم وبدأت ملامح الموت الشاحبة تبدو على وجهة ، وتبشر بزواله . وعليه فهي تكابر وتضع التبريرات لتأجيل هجمتها البرية تحت مبررات غير مقنعة ، وفي الحقيقة هي فرار من الهزيمة الفعلية التي تنتظرها على الأرض .
ولننتظر قادم الأيام وما تحمله من بشائر بدأ مسكها يفوح من تحت ركام الموت ، وتناثر الجثث ، التي جعلتهم مهزومون .
فالسماء نعم لهم وقذائفهم تدوي في كل بقعة من غزة ، وهو سلاحهم الذي أدركوا إنه لم يحقق شيئاً سوى ذر الرماد في العيون أمام شعبها وجندها ، وتخشى من المواجهة البرية حتى راهن اللحظة .
إنها معركة غزة التي لا بد أن يدرك هذا العدو إنها لن تكون ساحة فسحه لجنده ، وساحة نصر يرفع به معنوياته ، بل ستكون ساحة البداية لنهايته ، وهزيمته وانكساره .
وهنا لا بد لي من تسجيل التالي :
أولاً : الأخوة في حماس إن هذه المعركة درس للجميع بأن قوتنا في وحدتنا ، وإننا شعب واحد وأرض واحدة لا يمكن لنا أن نسلم بالانقسام والتشرذم .
ثانياً : إن هذه المعركة ضرورة لتعيدكم إلى مواقعكم المقاومة بعيداً عن سلطة واهية تسيء لكم ولنا ولمقاومتنا .
ثالثاً : ضرورة إعادة صياغة الأجندة الفلسطينية صياغة إجمالية عنوانها التحرير والبناء وفق أجندة وطنية .
رابعاً : القوي والفصائل الفلسطينية عليها إعادة تقييم عملها وتعئبتها لعناصرها ورسم ملامح فلسطين الوطن والانتماء في أعين عناصرها فالحزبية المقيتة أدمتنا وأدمت قلوبنا .
ولقاءنا بالنصر القادم حتماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق