الثلاثاء، مارس 02، 2010

إنها حرب ولاية الفقيه وليست حربنا

السيد محمد علي الحسيني

تتزايد التقارير الخبرية و الاستخبارية بخصوص إحتمالات نشوب حرب في المنطقة ولاسيما حول مايشاع عن نية الکيان الصهيوني بشن حرب او هجوم عسکري واسع النطاق ضد لبنان، وهو ماولد و يولد حالة من التوجس و القلق بصدد آثار ونتائج و تداعيات نشوب هکذا حرب على مجمل الاوضاع.

تبادل التهديدات والحرب الکلامية بين النظام الايراني من جهة، والکيان الصهيوني من جهة أخرى، وماتنقله الاوساط السياسية و الاعلامية بخصوص السيناريوهات المحتملة و المفترضة لتلك الحرب، تزامن و يتزامن دوما مع مد تصاعدي للأحداث السياسية والامنية في المنطقة وبالاخص مايتعلق منها بالاوضاع في داخل إيران و تأثيراتها القوية على مستقبل النظام الايراني، ومن هنا فإن فرضية سيناريوهات متباينة بشأن تخفيف الضغط الدولي على طهران من جهة، وإلهاء الشعب الايراني المظلوم من جانب آخر بقضايا خارجية تشغله عن الهموم و المشاکل و الازمات المختلفة التي تطحن به دون رحمة.

ويقينا ان ترکيز النظام الايراني في الاونة الاخيرة على موضوع الاراضي الفلسطينية المحتلة وترکيز‌ه على مسألة المقاومة ضد الکيان الصهيوني، لا ولم ولن يکن جهدا مبذولا بنية صافية وبريئة من أجل أمتنا العربية والاسلامية، ذلك ان ترکيز النظام الايراني على إشکالية إحتلال الارض العربية الفلسطينية من جانب الکيان الصهيوني، هو امر نشكك کثيرا في خلوص نيته و في مصداقيته، إذ أن النظام الايراني الذي يحتل حاليا الجزر العربية الثلاث طنب الکبرى و طنب الصغرى و ابو موسى، و يلمح من حين لآخر بعائدية مملکة البحرين لإيران، يجب أن يدرك جيدا ان من(ينهى عن منکر و يأتي مثله)، لن يحرز أبدا ثقة الرأي العام العربي به بل وانه يدفع العرب للمزيد من التشکيك بحقيقة نوايا وأهداف النظام الايراني من التلاعب ببعض القضايا العربية من حين لآخر تخوفهم من النتائج و الاحتمالات الکارثية لهکذا سيناريوهات خطيرة تخلف الکثير من المآسي و الويلات و المحن التي نحن العرب قطعا في غنى کامل عنها.

ولعل نظرة متفحصة على موقف النظام الايراني المتشنج جدا من مفردة"الخليج العربي"، وإصراره على مصطلح"الخليج الفارسي"، بل وانه قد قام بتفعيل مواقفه السياسية بنائا على ذلك على أرض الواقع، أمر جدير بالعرب جميعا بشکل عام، ولاسيما اولئك المأخوذون بشعاراته و مزاعمه العقائدية و الفکرية ان ينتبهوا جيدا الى هذه المسألة وان يتوقفوا عندها طويلا، ذلك ان الذي يثور و يتوعد و يتهدد لمجرد تسمية الخليج بالعربي، فکيف سيقوم هکذا نظام ديماغوجي و غوغائي و دجال بنصرة قضية من شأنها أن تغير من الکثير من الموازين في المنطقة لصالح الامة العربية؟ انه أمر ليس بالامکان مجرد تصديقه، ذلك لأنه بعيد عن العقل و المنطق واننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، ندعو الامة العربية بشکل عام واخواننا الشيعة العرب بوجه خاص، الى الحذر عدم الانجراف خلف المزاعم الضالة المضلة لنظام ولاية الفقيه و المبنية من الاساس على الباطل ومابني على الباطل هو حتما باطل وندعو الى إتخاذ الحيطة والحذر من أية سيناريوهات ذات أبعاد مشبوهة و مشکوك في أمرها و السير خلف حکوماتهم و قياداتهم في أية قضايا وطنية او قومية مصيرية وإعتبار أية حرب تندلع في المنطقة وفق هذا السياق على أنها حرب نظام ولاية الفقيه فقط وليست لها أية علاقة بنا.

*المرجع السياسي للشيعة العرب.

www.arabicmajlis.org

ليست هناك تعليقات: