د. جمال نزال
ملاحظه رقم واحد:
(في عام 1982 وأثناء الغزو الإسرائيلي للبنان قتل محاربو منظمة التحرير الفلسطينيه 650 جنديا إسرائيليا وهذا الرقم يعادل ما قتله حزب الله وحماس والجهاد مع احترامي للأول والأخير في ربع قرن وعام واحد من الزمان).
ملاحظه رقم إثنان:
(معظم المقرات التي هدمها القصف الإسرائيلي هي مقرات رسمية بنتها السلطة الوطنيه. ومعظم السيارات التي انهال عليها ركام أبنيتنا نحن هي سيارات أدخلتها السلطة الوطنيه إلى القطاع ومعظم الإسلحة التي انهارت عليها المخازن هي أسلحة صودرت من السلطة وحركة فتح بعد الإنقلاب عليها.
ومع كل ذلك لا يحيد إعلام القطط الطرشاء عن ترويج مقولة أن القصف يستهدف مقرات حماس)!!
ماديا وبشريا واقتصاديا السلطة الوطنيه في طابور المتضررين. ولكنها ليست من فئة الخاسرين بموازين الأداء وانتظام اللغة المستعمله رغم أن قادة الإنقلاب يوهمون أنفسهم بأن مظاهرات التعاطف مع بشر غزة إنما هي مظاهرات البيعة الجديدة لهم.
وهناك صعيد رئيسي لم تسجل فيه السلطة الوطنيه اي خسائر. والمقصود بذلك هو الجانب الإعلامي.
وصفحة الرئيس محمود عباس بيضاء نتيجة تحركه العاقل لإنقاذ البشر في غزة من دون الإعتراف بشيئ للإنقلاب.
الخط السياسي للسلطة معقول جدا ولم تستسلم السلطة ولا فتح لأي رغبة طائشه في إظهار الإغتباط بتفكك قبضة الإنقلاب غير الشرعي على غزة.
وبالفعل يبدو لنا أن السلطة لا يعنيها اي شيئ أكثر من إنقاذ الحياة في صدور البشر العارين من أسباب الحصانة والأمان.
مستشار الرئاسة أكد أنه لا تعنينا العودة لحكم غزة بقدر ما يعنينا وقف الموت والدمار. وهذا قول حكيم بكل تأكيد. ولكن طوبا لمن أدرك الفرق بين القول الحكيم والفعل المفيد في الوقت الصحيح وفي الرقعة الصحيحه آمين.
نعم السلطة لم تربح المسرح الإعلامي ولكنها لم تكبو فوقه رغم سهام الغدر الخطابي لحركة الإنقلاب وهي تستهدف الرئيس والسلطة وتثير نغمة الإنقسام في الوقت المغلوط.
الرئيس والفصائل يدعون الناس إلى الحوار والإنقلاب يرفض الحوار. الناس تدعوا إلى الوحدة بينما الإنقلاب يشتم يمينا وعن ذات الشمال نباح.
ماذا نريد؟
وحقا ليس من الضروات على السلطة أن تنجر إلى مهاترات إعلامية مع الإنقلاب وهو بهذا الجنون. ولكن طريق القديسين والأطهار الحالمين لن يوصل الشرعية إلى مكانها المفقود في القطاع.
نريد إنقاذ البشر في غزة الآن. ولكن هل هذا فقط هو ما نريد؟ حقا؟ بجد؟ بذمتنا؟ إتحلفون؟؟
لن أحدد أنا الفقير اليوم لأحد ما نريد. فالخط الإعلامي للسلطة حاليا يعجبني على علاته ولا داعي لمطه هنا لمدى أكثر وضوحا مما قدر له المتحدثون. ولكن مطلوب الآن منا تجاه الشرعية الفلسطينيه شيئ ما.. أتراه ؟
إنه مطلوب منا الآن قراءة جديدة للوضع في قطاعنا الغزي الخاص بنا أولا من حيث أننا نحن من بناه أولا ليهدم بعبثهم لاحقا.
قطاعنا يريدنا نحن فقط. لأننا الأقدر على بنائه فيم يحطمه جنون الإنقلاب المهووس بنفسه آثما. مصلحة القطاع هي في تواجدنا فيه. وقد قال الرئيس مبارك أنه لا تفتح المعابر بغياب أهل البيت. أي نحن (لمن لم ينتبه بعد). أهل ذاك البيت نحن. ولا داعي للخجل من المجاهرة فيه خصوصا بعد أن تقيأ برهوم عبارته الآثمة في شان اتهامنا بأننا نعمل مخبرين للإحتلال.
نستطيع اليوم أمام هذه النغمة الذئبويه تأكيد الآت: ليس لإسرائيل أي مصلحة مقروءة بإنهاء حكم حماس في غزة. وافتحوا أعينكم لقراءة الجملة التاليه: لا تستغني إسرائيل عن عدو مثالي كحماس. عدو جاهل..ضعيف..ومعزول ومقاطع عربيا ووطنيا. والغرب أدرجه منذ سنوات كمنظمة إرهابيه مسموح لإسرائيل أن تفعل بها مرتين في اليوم ما تشاء كما تريد وبلا حساب.
(الإعلام الغربي يصور الحرب بلغة وزارة الدفاع الإسرائيليه ولا يتوضأ بعد ذاك). الحرب الحالية مفيدة لإسرائيل جدا. مواد البناء التي ستحتاجها غزة ستدر أرباحا على الاسواق الإسرائيليه. الجيش الإسرائيلي سيعيد تكريس مكانته والصناعات العسكري ستنشط وتزداد فاعليه.
ويوقلون أنهم يقصفون بعض المباني أكثر من مرة فيدمرونها على مراحل. هل سمعتم باختبار الإسلحه؟ يمكن لإسرائيل العربدة بهذا المدى إلا مع خصم جهول لا يقرا من السياسة إلا موضع قدمه. وما تقصده لفني بتغيير الوضع هناك لا يتعدى أن تظهر للناخبين أنها تفعل شيئا لأجلهم بنما هي في الواقع تفعل شيئا من أجلها فقط. الأمر كله معركة أنتخابيه بالرصاص. لكنها تخلق معادلة جديدة يتوجب فكها من قبلنا أيضا.
لم اقل بين الجمل الماضية أن إسرائيل تحب حماس. بل هي تفضلها على الخصم الأكثر خطورة على مواقف إسرائيل في الغرب وهو السلطة الوطنيه برئاسة الرئيس محمود عباس. الرئيس عباس أنشأ شرعية دولية لمطالب أهل فلسطين بدولة مستقلة يريدونها في الغرب والشرق مرفوضة فقط في تل أبيب. لا تستطيع إسرائيل محاربة الرئيس عباس نظرا للشرعيات المركبة التي يحظى بها إقليميا ووطنيا ودوليا. ومع ذلك لن تعطيه ما يريد لأنها تكره ما يريد وتحب ما تريده حماس أي الوضع الراهن واستبعاد دولة فلسطينيه. (لطفا: أعرف أنه سيمضي عقدان من الآن قبل أن يفهم عامة الناخبين في ارض الرسالات دواعي مصداقية التخليل المسوق هنا. ولكن رسالة محمد بدات برجلين وامرأة).
ماذا نريد؟
وبحق نحن نريد للنار أن تتوقف الآن.. ونريد أيضا.... أن نقرأ الوضع في غزة بمعطياته الجديده. ولتخسأ كل دبابات الإسرائيليين إذا ظن محركوها أنهم يكتبون تاريخ فلسطين بالنار. فليخسأوا في كل مسعى شيطاني لإيجاد لحد فلسطيني في القرن الحالي.
الدول العربية ملتفة حول الرئيس الشرعي الذي خانه أهل الإنقلاب. وغريب حقا أن الإنقلاب فتح النار على العروبة ولم يبادر بعد إلى مهاجمة الآلة البرية للإحتلال. وبالمناسبة حماس لم تكن في مخيم جنين عندما استشهد فيه أبناء السلطة الفلسطينيه بصمت وهم يحاربون.
ملاحظه رقم ثلاثه:
(حتى الآن قتلت حماس جندي إسرائيلي واحد غير مسلح وغير موجود على الجبهة).
المواجهة البرية المباشره ليست من اختصاص حماس. زياد أبو عين وجه طلبا وجيها إلى الإنقلاب: أعيدوا اسلحة فتح إلى أهلها ليدافعوا بها عن الناس. الإنقلاب لن يفعل هذا لأن هدفه هو الدفاع عن نفسه لا عن الناس.
ولكن زياد على حق. وهذا المطلب محوري في تعريف الخطوة القادمة لنا هناك. ويجب علينا ونحن ننادي بوقف إطلاق النار ألا نخجل هنيهة من المجاهرة من الميكروفون الأضخم في العالم: نريد عودة الشرعية إلى غزة وعلينا قراءة الواقع من جديد. غزة تحتاج إلينا لإنقاذها. العودة لغزة واجب وليس حق. إسرائيل عدو بشع وأناني لا يعنيه إلا مصلحته ويستعدي كل اهدافنا الوطنيه وابرزها دولتنا المستقلة ولا يحالف إلا أعداء هذا الهدف الكبير.
الخميس، يناير 01، 2009
السلطة رأسها عال واليد بيضاء من غير سوء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق