الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
سوريا البعث هي وراء عملية اغتيال القيادي الأبرز في حزب الله عماد مغنية، نعم هذا أول ما سيخطر على بال وفكر المتتبعين لمجريات وتطورات الأحداث في لبنان منذ العام 1975، وخصوصاً أولئك العارفين بموضوعية وعلم أساليب وفنون المخابرات السورية الإجرامية التي تمارسها بحرفية عالية جداً مع قيادات ورموز المنظمات الإرهابية والأصولية التي غالباً ما يتم "تفقيسها"، " واختراعها" واستنساخها في حاضنات دمشق الستالينية الثقافة والنمط والتمرس. كيف لا والقيمين على المخابرات السورية هذه تتلمذوا على أيدي كبار عملاء الـ "كي بي جي" الروسية خلال حقبة الشيوعية القمعية والشمولية البائدة.
فالنظام السوري "القرداحي" يستعمل القادة والرموز هؤلاء، الذين غالباً ما يكونون ملاحقين من قبل دولهم حتى آخر رمق في كل مهمات القتل والاغتيال والتفجير والنميمة والفتن، وذلك تحت عناوين كاذبة واحتيالية هي إما قومية أو دينية. ومن ثم يعرضهم في الأسواق المخابرتية للبيع والمقايضة والتسليم مقابل أثمان وخدمات، في مقدمها ضمانات يحصل عليها من مخابرات الدول النافذة لدعم استمراريته الفاشستية في سدة الحكم السوري.
لماذا هذا الاتهام السياسي التلقائي والسريع، ولماذا توجيه أصابع الاتهام دون انتظار نتائج التحقيقات القضائية إلى المخابرات السورية؟
ببساطة متناهية لأن النمط السوري الحربائي في هذا المجال قد أصبح ماركة مسجلة، واغتيال مغنية في الشكل والأسلوب والوسيلة والتوقيت يطابق تماماً كل مواصفات النمط المميز هذا.
فإذا عدنا بالذاكرة إلى اليوم الأول لتولي الأسد الأب سدة الحكم، نرى أنه وصل على دماء وجثث الفلسطينيين والسوريين والأردنيين، ومن ثم استدار إلى الداخل وقتل بوحشية موصوفة كل من توهم أنه يشكل خطراً على سلطته.
من منا لا يتذكر الإرهابي العالمي كارلوس الذي احتضنه نظام دمشق واستغله، ومن ثم سلمه عن طريق السودان لفرنسا. أما مصير عبد الله أوجلان "الكردي" الذي أقامت له دمشق معسكراً في البقاع اللبناني فلم يكن مختلفاً. وكذلك عناصر الجيش الأحمر الياباني الذين أمن لهم نظام دمشق الإقامة في البقاع، ومن ثم أوعز لعميله جميل السيد كشف أمرهم. وهنا لا بد وأن نشير إلى عملية اغتيال ايلي حبيقة وإلى العشرات من العمليات المشابهة. وإذا أردنا سرد انجازات هذا النظام في المجال الإجرامي والمخابراتي، فقد نحتاج لأشهر، ولمجلدات ومجلدات.
بالعودة إلى مغنية فإن عملية اغتياله في قلب دمشق، وفي وسط منطقة مهمة جداً وشديدة الحساسية، منطقة تعتبر مربعاً أمنياً مخابرتياً، لا بد وأن يؤكد أن المخابرات السورية هي وراء عملية الإغتيال.
ترى هل العملية هذه جاءت على خلفية الصراع الدائر داخل حزب الله، والذي كانت وكالات الأنباء تحدثت عنه قبل فترة قصيرة، وأفادت في حينه أن مغنية وبناءً على أوامر إيرانية حل مكان السيد نصرالله، وأن الشأن العسكري للحزب سُلم من للشيخ نعيم قاسم؟
أو أن العملية كما أفاد اليوم بيان لرئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن الذي قال: "إن النظام السوري المخابراتي هو من نفذ هذه العملية في محاولة لاغتيال لبنان وإشعال الفتنة الداخلية، والجريمة هذه تقع في خانة بداية ظهور الصفقة السورية – الإسرائيلية"؟!
بالطبع لا يمكن استبعاد جهات مخابرتية إقليمية وأوربية وأميركية وإسرائيلية كانت باستمرار تحاول التخلص من مغنية، إلا أن الاحتمال المنطقي والواقعي والعملاني "والنمطي" الأكثر قرباً للعقل والحقائق والتجارب السابقة، يشير بوضوح إلى دور المخابرات السورية الأبرز، وبامتياز.
سوريا البعث هي وراء عملية اغتيال القيادي الأبرز في حزب الله عماد مغنية، نعم هذا أول ما سيخطر على بال وفكر المتتبعين لمجريات وتطورات الأحداث في لبنان منذ العام 1975، وخصوصاً أولئك العارفين بموضوعية وعلم أساليب وفنون المخابرات السورية الإجرامية التي تمارسها بحرفية عالية جداً مع قيادات ورموز المنظمات الإرهابية والأصولية التي غالباً ما يتم "تفقيسها"، " واختراعها" واستنساخها في حاضنات دمشق الستالينية الثقافة والنمط والتمرس. كيف لا والقيمين على المخابرات السورية هذه تتلمذوا على أيدي كبار عملاء الـ "كي بي جي" الروسية خلال حقبة الشيوعية القمعية والشمولية البائدة.
فالنظام السوري "القرداحي" يستعمل القادة والرموز هؤلاء، الذين غالباً ما يكونون ملاحقين من قبل دولهم حتى آخر رمق في كل مهمات القتل والاغتيال والتفجير والنميمة والفتن، وذلك تحت عناوين كاذبة واحتيالية هي إما قومية أو دينية. ومن ثم يعرضهم في الأسواق المخابرتية للبيع والمقايضة والتسليم مقابل أثمان وخدمات، في مقدمها ضمانات يحصل عليها من مخابرات الدول النافذة لدعم استمراريته الفاشستية في سدة الحكم السوري.
لماذا هذا الاتهام السياسي التلقائي والسريع، ولماذا توجيه أصابع الاتهام دون انتظار نتائج التحقيقات القضائية إلى المخابرات السورية؟
ببساطة متناهية لأن النمط السوري الحربائي في هذا المجال قد أصبح ماركة مسجلة، واغتيال مغنية في الشكل والأسلوب والوسيلة والتوقيت يطابق تماماً كل مواصفات النمط المميز هذا.
فإذا عدنا بالذاكرة إلى اليوم الأول لتولي الأسد الأب سدة الحكم، نرى أنه وصل على دماء وجثث الفلسطينيين والسوريين والأردنيين، ومن ثم استدار إلى الداخل وقتل بوحشية موصوفة كل من توهم أنه يشكل خطراً على سلطته.
من منا لا يتذكر الإرهابي العالمي كارلوس الذي احتضنه نظام دمشق واستغله، ومن ثم سلمه عن طريق السودان لفرنسا. أما مصير عبد الله أوجلان "الكردي" الذي أقامت له دمشق معسكراً في البقاع اللبناني فلم يكن مختلفاً. وكذلك عناصر الجيش الأحمر الياباني الذين أمن لهم نظام دمشق الإقامة في البقاع، ومن ثم أوعز لعميله جميل السيد كشف أمرهم. وهنا لا بد وأن نشير إلى عملية اغتيال ايلي حبيقة وإلى العشرات من العمليات المشابهة. وإذا أردنا سرد انجازات هذا النظام في المجال الإجرامي والمخابراتي، فقد نحتاج لأشهر، ولمجلدات ومجلدات.
بالعودة إلى مغنية فإن عملية اغتياله في قلب دمشق، وفي وسط منطقة مهمة جداً وشديدة الحساسية، منطقة تعتبر مربعاً أمنياً مخابرتياً، لا بد وأن يؤكد أن المخابرات السورية هي وراء عملية الإغتيال.
ترى هل العملية هذه جاءت على خلفية الصراع الدائر داخل حزب الله، والذي كانت وكالات الأنباء تحدثت عنه قبل فترة قصيرة، وأفادت في حينه أن مغنية وبناءً على أوامر إيرانية حل مكان السيد نصرالله، وأن الشأن العسكري للحزب سُلم من للشيخ نعيم قاسم؟
أو أن العملية كما أفاد اليوم بيان لرئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن الذي قال: "إن النظام السوري المخابراتي هو من نفذ هذه العملية في محاولة لاغتيال لبنان وإشعال الفتنة الداخلية، والجريمة هذه تقع في خانة بداية ظهور الصفقة السورية – الإسرائيلية"؟!
بالطبع لا يمكن استبعاد جهات مخابرتية إقليمية وأوربية وأميركية وإسرائيلية كانت باستمرار تحاول التخلص من مغنية، إلا أن الاحتمال المنطقي والواقعي والعملاني "والنمطي" الأكثر قرباً للعقل والحقائق والتجارب السابقة، يشير بوضوح إلى دور المخابرات السورية الأبرز، وبامتياز.
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com
هناك تعليقان (2):
والله.. هذا ما قلته أنا عند سماع الخبر..
ألله يسترنا في لبنان
شو بنا.. كل ما دقّ الكوز بالجرة بتقولوا سورية.. عيب يا جماعة عيب.. روحوا تسلّوا بغيرنا.. بيكفينا اللي فينا
إرسال تعليق