الجمعة، فبراير 15، 2008

في عيد العشاق... الورد ينتحر في غزة


نيللي المصري
صادف الرابع عشر من فبراير العيد السنوي لما يسمي"بعيد العشاق" العالم بأسره يحتفل به وكل شخص يبادر الى اهداء باقة ورد رائعة تعبيرا للاخر عن مشاعره في هذا اليوم...

وعلى الرغم من أنني لا أؤمن بمثل هذه المناسبات باعتبار أن مشاعر الحب ليست مقتصرة على يوم في العام وانما في كل لحظة موجود و رغم ايمان العالم أجمع بذلك بما فيهم العالم العربي والاندراج نحو ثقافة غربية الا انني وجدت نفسي اقف أمام احد المشاهد الاحتفالية بهذا العيد يختلف عن اي مشهد في العالم...

فتبادل الهدايا و الازهار هنا وهناك ولقاء الاحبة يجمعهم في امسيات رومانسية واستقرار من الطراز الرفيع...والكل حشد طاقته ومشاعره لهذا اليوم وكأن الحب لم يوجد الا اليوم وسيرحل غدا...

ففي غزة المحاصرة كان الاحتفال بهذا العيد مغايرا عن سائر بلدان العالم وربما أصبح له طقوس أخرى فرضها الحصار...

وربما انقلبت الموازين وأصبح بدلا من اهداء الوررد لاحبائنا بات وجبة شهية للخراف والجمال وباقي الحيوانات....

هذا هو عيد العشاق في غزة ...حصار متواصل ومحصول الزهور بكميات كبيرة تلتهمه بطون الحيوانات وتدوس عليه دون أن تعى انها تجرح الورد وتخنق كل مشاعر الحب والدفئ التي من المفترض أن تضفي بريقا ورونقا ما على الاجواء...ولكن اي اجواء هذه التي تحمل في طياتها نكهة الألم والحسرة والخسارة...

فالمزارع الفلسطيني المغلوب على امره والذي لاحول ولا قوة له الا بالله يسترجع همومه وخسائره الفادحة لمحصوله بسبب اغلاق المعابر وفرض الحصار على زهوره والحكم النهائي عليها بالموت كونها لم تتمكن من الوصول إلى أيدي العشاق والأحبة في العالم فما كان أمامها الا الانتحار"انتحرت" الزهور على قارعة المعبر التجاري" معبر صوفا" وعلى موائد المواشي قدمت وجبة طازجة بدلا من أن تكون أجمل هدية للمحبين محملة بعبق الارض الطاهرة .

ليست هناك تعليقات: