الخميس، فبراير 07، 2008

من "غزة " الى فلسطين والأمتين العربية والاسلامية..!

د. صلاح عودة الله


ان الحصار مفروض على الشعب الفلسطيني في غزة بصواريخ وبدون صواريخ ولكن الذي يساعد على ترويج الافكار الصهيونية هم العرب والاقلام المأجوره. ليس من الحق والانصاف ان شعب اعزل يواجه الطائرات والدبابات والصواريخ الامريكية الصنع والحديثة والمتطوره تكنولوجيا بصواريخ بسيطه من اجل الدفاع عن الاطفال والنساء والعزل بان يسمى شعبا ارهابيا, اما اجتياح القطاع او الحصار او استهداف المقاومين هو حق مشروع اسرائيليا وامريكيا والاكثرفلسطينيا وعربيا لان العرب يعتبرون ان الصواريخ هي سبب الحصار. الحملات الاعلاميه الضاريه التي تحاول تجريم المقاومة ومطلقي الصواريخ على أنهم السبب في معاناة أهل غزه ماهي الا محاوله لتجريد الشعب الفلسطيني من حقه المشروع بمقاومة الاحتلال ونيل حقوقه المشروعه والتي تنكر لها المجتمع الدولي ومن ثم الاشقاء العرب.لم يكن يوما وفي منطق التاريخ أن من يدافع عن أرضه وشرفه هو ارهابي وان من يهاجم بالطائرات والقنابل العنقوديه ويمارس الاغتيال هو مدافع عن شعبه وعن أمن سكان "سديروت" .كم اسرائيلي قتل جراء الصواريخ البدائيه وكم بيتا هدم في سديروت وعسقلان ؟.
ضحايا الصواريخ يعدون على أصابع اليد وآثارها لا تتعدى حفره صغيره جراء السقوط.الصواريخ ذريعه لاستمرار العدوان وحتى لو توقفت الصواريخ فان اسرائيل ستستمرفي عدوانها.الضفه الغربيه لا يطلق منها صواريخ ولا حتى رصاص فأي مبرر للقتل اليومي وهدم البيوت وتعذيب الفلسطينيين على الحواجز عفوا المعابر بين المدن.صمود أهل غزه وتضامن بعض الشعوب العربيه هو من أجبر اسرائيل على تخفيف الحصار وبعد أن وقع الضمير الدولي في ورطه جراء ممارسات حراس الديمقراطيه في الشرق الاوسط.
الكارثه الانسانيه حصلت في غزه ولم ينتظر فلسطينيو غزه حتى يموتوا جوعا ومرضا...تفجير الشريط الحدودي وتدفق سكان غزة على الشق المصري من رفح والعريش هو تعبير عن الحاله التي وصل اليها القطاع ومؤشر على تضامن الجندي المصري مع أشقاءه والذي فتح المعبر الحدودي ولم يؤذي المتدفقين بهدف التسوق وشراء الادويه.
اسرائيل تضررت هي ايضا من الحصار، لان العالم لم يكن يصدق ان هناك دولة، متحضرة او همجية، يمكن ان تقطع الكهرباء والمواد الطبية عن شعب محاصر ومجوّع اصلا، وتتسبب في كارثة انسانية وصحية وبيئية بالطريقة التي شاهدناها علي شاشات التلفزة، والصورة لا تكذب.
ايهود اولمرت ومجموعته الحاكمة لم يسيئوا للفلسطينيين فقط، وانما لليهود ضحايا النازية عندما تصرفوا بهذه الطريقة الوحشية، لان كل القوانين الدولية التي تحرم العقوبات الجماعية، وتعتبرها جرائم حرب، واصبحت من تراث البشرية، هي نتاج تضحيات هؤلاء اليهود، ولمنع تكرار حدوثها لهم او لأي شعب آخر.الاسرائيليون يطبقون في حق الفلسطينيين العزل ما طبقه النازي في حق اجدادهم العزل ايضا، عندما حولوا قطاع غزة من سجن كبير الي فرن غاز كبير، ليس امام اهله غير احد خيارين، اما الموت برصاص وشظايا قنابل الدبابات الاسرائيلية، او الموت جوعا وبردا ومرضا من جراء انفجار المجاري لانقطاع الكهرباء وتوقف معامل معالجتها.
غزة لم تخسر بل ربحت... الجوع والبرد والظلام يؤلم غزة واحرارها..لكنه لاينقص من هيبتها ولامن شرفها..لان الحرة تموت ولا تأكل من ثديها..وغزة لن تأكل من ثديها ولن تموت...ستبقى غزة واقفة تذود على الحياض بنسائها كما في معبر رفح وبرجالها كما في القسام والوية الناصر وسرايا القدس..وغيرهم..ولن يضرغزة ظلم اليهود وجبن العرب والمسلمين وتردد احرار العالم في نصرتها..لان غزة اختارت مصيرها بيدها وشقت طريقها بنفسها..
ولن يطول انتظار الفرج والنصر طويلا..!لقد فضح أهلنا الصامدون في غزة هاشم كل هذا التخاذل والصمت العربي والاسلامي عما يجري من حرب ابادة وقتل جماعي ومجازر وحشيه واشلاء متناثرة ودماء مسفوكه، لقد فضح هؤلاء المقاومون تلك الجيوش العتيدة المترهلة التي اصبحت مجرد عمال تنظيفات شغلها الشاغل تنظيف الاسلحة للاستعراضات وقمع المتظاهرين في دولنا العربيه.
هذا الصمت العربي الرسمي المخزي هو دلالة واضحة على التواطؤ بقتل اخواننا في غزة هاشم للانتهاء من المقاومة، التي يعتبرونها مرضاً معديا حتى لا يصيب نخوتهم. سيصمد أهلنا في غزه وسينتصرون ولن يفت من عزيمتهم هذا الهوان والانحياز للمجرم الصهيوني الذي يدنس أرضنا ويستقبلونه بالاحضان ويتباكون عليه لأنه ضحية الصواريخ الباليستيه التي تطلقها المقاومة...
يا للعار الذي يصيب هؤلاء، لم يعد احدهم يشعر بالخجل من نفسه، تبلدت احساسيهم وماتت ضمائرهم، لكن الدماء الزكية والارواح الطاهرة ستلاحقهم وتلعنهم... أرواحنا معك يا غزه..!
يسألونك عن كامب ديفيد فقل فيها خيانة ونفاق وذل وشر ويسألونك عن أوسلو فقل فيها بناء الجدار العنصري وبناء المستوطنات وتجويع الشعب الفلسطين وبناء مئات الحواجز وفيها حصار طويل ونسف البيوت وحرمان الاطفال من الذهب إلى المدارس وفيها مآرب كثيرة ومنافع لاسرائيل طويلة وعريضة وشروط مذلة نزلت على أصحاب اوسلو ومن تعاون معهم..
لقد زار بوش قارونات الخليج وهامان مصر فعانقوه وقبلوه وشطحوا وردحوا وطربوا له وعلقوا له الاوسمة والنياشين, وفي المطار ودعوه وفي حقائبه عشرات المليارات من الدولارت ونحن لا نجد الخبز ناهيك عن الدواء للعلاج الذي يحاصر غزة..! هي الجامعة العربية المتواطئة مع الامريكان.. غزة لها حدود مع مصر وكان من الواجب ان يفتح معبر رفح من اليوم الأول الذي فرض فيه الحصار, لكن من فتحه هم اهل غزة ونساؤها وبعد ذلك سمعنا التصريحات المصرية الرسمية تقول بن القيادة المصرية هي التي فتحت هذا المعبر..
ولكن وكما يقول المثل:مكره اخاك لا بطل..!لقد اصبح الفلسطينيون من وجهة نظر بعض القادة العرب هم العدو واسرائيل هي الدولة الصديقة والشقيقة ولهذا فتحوا عواصمهم لكل صهيوني يذلهم..!
حج أبو جعفر المنصور وكان يخرج وقت السحر يطوف البيت فسمع ذات ليلة داعياً يقول اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض وما حال بين الحق وأهله من الطمع فرجع المنصور وقال لصاحب الشرطة إن عند الركن اليماني رجل يدعو أحضره لي الآن فذهب وأحضره فقال أبو جعفر المنصور سمعتك تشكو إلى الله ظهور البغي والفساد والطمع قال الرجل يا أمير المؤمنين إن الذي حال بين الحق وأهله ودخل عليه الطمع هو أنت لقد استرعاك الله أمور المؤمنين فاتخذت حجاباً استخلصتهم لنفسك و آثرتهم على رعيتك لا يصل إليك من أمور الناس إلا ما أرادوا فإذا جاء مظلوم يرضون عنه أدخلوه لمقابلتك وإذا كانوا لا يرضون عنه ضربوه وطردوه وقد كان الخلفاء من قبلك من بني أمية إذا سمعوا بالمظلمة أزالوها في الحال ولقد كنت أسافر إلى الصين فسمعت في إحدى الزيارات أن ملك الصين فقد سمعه فجلس يبكي فقال له الوزير لا أبكى الله لك عيناً فقال الملك إني أبكي لمظلوم يقف على باب قصري ينادي فلا أسمع صوته لأنصفه ثم قال إذا ذهب سمعي فأن بصري لم يذهب نادوا في الناس لا يلبس ثوب أحمر إلا مظلوم وكان الملك يا أمير المؤمنين يركب الفيل ويتجول يدور في المدن لعله يجد من يلبس ثوب أحمر فيعلم أنه مظلوم فينصفه فبكى المنصور وقال من بمثلك وقد فرّوا من مجلسي قال يا أمير المؤمنين إفتح الباب وسهل الحجاب وانصر المظلوم ترى كل من فر منك يعود إليك فقبله المنصور وقال لا أخلى الله ديارنا من أمثالك...
لقد مرعلى هذه الحادثة أكثر من ألف سنة وقد رأينا احفاد ملك الصين البوذيين قد خرجوا بصدورهم العارية إلى شوارع بورما للوقوف مع الشعب المظلوم من قبل ديكتاتور, أما نحن معشر المسلمين لم نرى علماء الدين الذين يعبدون الله قد خرجوا إلى الشوارع لنصرة غزة المحاصرة.. فلماذا لم تصب الغيرة علماء ديننا وهم ينظرون إلى البوذيين في شوارع بورما؟
كيف يندد عباس بإطلاق الصواريخ التي تشبه الألعاب النارية أو الشموع من قطاع غزة, الصواريخ التي نادرا ما تصب أهدافها, بينما أولمرت يقتل ويجوع ويقصف مليون ونصف المليون من أشراف العرب, حتى أصبح إخواننا بفضل الله لا يملكون إلا الهواء يستنشقونه. ويبارك أعمال جنوده علنا وعلى أسماع الخونة العرب. ما على الشعوب العربية فعله هو أن تنزل هؤلاء المتسلطين عليهم من الكراسي التي يشغلونها إلى الحضيض, وأن يكسروا الحدود بين الدول العربية كما كسر أمهاتنا وأخواتنا الحصار في معبر رفح, ليهبوا لإنقاذ أرض الإسراء والمعراج من أيدي اليهود, فلا حل للقضية الفلسطينية إلا بخروج اليهود وأن يعودوا من حيث أتو, وليذهب القرار 181 والشرعية الدولية الى الجحيم..! وقد صرح عباس ايضا بان الصواريخ التي تطلقها حماس باتجاه اسرائيل امر عبثي وكذلك المقاومة.
فالمقصود من كلام عباس هو ان ماخططته اميركا واسرائيل وأيده هو شخصيا من القضاء على حماس لهو امرحاصل سواء اطلقت حماس صواريخ او لم تطلق. فشرط اسرائيل للتقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية هو نزع سلاح المقاومة, لذلك اصدر عباس فرمانه الاول بتجريم المقاومة وبدأ رجال امنه فعلا بزج العاصين امره في الضفة الغربية في السجون السلطوية واعد العدة سرا للاجهاز على حماس. ولكن حركة حماس الاستباقية في غزة اصابت مخططاته ومخططات بوش واولمرت في الصميم وجرت الرياح بما لم تشته السفن. وما الحصار الجائر على غزة والقتل الوحشي الا نتيجة الكيد الذى كادته اسرائيل ضد حماس خاصة بعد ان اوكل عباس اليها عملية تصفية هذه الحركة لتمرير الصفقات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية التي يقف رجال المقاومة سدا منيعا لمنع حدوثها. والذين يلومون حماس على اطلاقها للصواريخ لا يلومونها على اطلاقها ولكن على نوعيتها. فعدم دقة تصويبها للهدف واحداث خسائر في الجانب الاسرائيلي لا يتناسب مع حجم الخسائر الجسيمة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني هي ما تؤلمهم, عملا بالمثل الشعبي القائل: اذا لبست فالبس حرير واذا عشقت فاعشق امير واذا عايروك تستأهل التعيير..!الرئيس عباس قال انه عرض تسلم مسؤولية السيطرة علي المعابر، لكن هناك طرفا ما يرفض، ملمحا الي الطرف الاسرائيلي، وكأنه يخشي تسميته، لقد بلغ الخوف ببعض مسؤولينا درجة كبيرة بحيث لا يستطيعون توجيه اي لوم الي اسرائيل..!
لقد اصبح الفلسطينيون تحت رحمة اسرائيل في معيشتهم وحياتهم اليومية, تجوعهم متى شاءت وتميتهم مرضا واغتيالا متي ارادت, ولا ترحم امرأة او شيخا او طفلا,وتقتنص الفرصة المناسبة للاجهاز على حماس واغراق غزة في بحر من الدماء بحجة صواريخ ترعب اطفال اسرائيل ولا تميتهم. فهل تنتظر حماس الموت على يد اسرائيل لتدخل الجنة وتبقي فلسطينيي الشتات والداخل في نار الطغمة الفاسدة واسرائيل, ام تمد يدها حتى الى الشيطان لردع هذه الدولة المجرمة؟؟
متى سيستيقظ ضمير الشارع العربي ويقوم بمظاهرات عارمة كالتي قامت قبل وأثناء وبعد الغزو الأمريكي للعراق؟ ويمكن لهدا الضمير أن يلفت أنظار العالم الى هذه المحرقة الجديدة.. أم بامكاننا القول بأن الضميرالعربي غائب ومستتر .ان الاعلام الغربي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني الدي يلمع الوجه القبيح للكيان الغاصب ويشيطن الفلسطينيين المظلومين.. يحب على اثرياء العرب أن يستثمروا في هدا القطاع وليس في الشاشات الماجنة..!
نعم, ان غزة الجريحة والمنكوبة تنادي فلسطين(لأنها جردت من هويتها الفلسطينية على ايدي قادة رام الله) والامتين العربية والاسلامية قائلة:"واغزتاه"..! فهل من مجيب؟؟
**تم الرجوع لبعض المصادر.

ليست هناك تعليقات: