راسم عبيدات
عندما قال سماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني،بان الحزب والمقاومة في الحرب العدوانية ،التي شنتها إسرائيل في تموز /2006 على لبنان،حققوا نصراً عسكرياً واستراتيجياً، خرجت علينا الكثير من الأصوات العربية الحاكمة لبنانياً وعربياً، وبالتحديد من قوى الرابع عشر من آذار،وعلى رأسها فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني،وزعيم ما يسمى باللقاء الديمقراطي اللبناني وليد جنبلاط، والعديد من قيادات وزعماء ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي، لتقول بأن حزب الله لم يحقق أي نصر، لا على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي،بل انه في مغامرته غير المحسوبة، والتي لم يستشر فيها الحكومة اللبنانية والعرب،هو المسؤول عن شن العدوان الإسرائيلي على لبنان، لأنه حسب توصيفاتهم أعطى الذريعة لإسرائيل، بأسره للجنديين الإسرائيليين لشن عدوانها،ودلالة ذلك حجم الدمار الهائل الذي لحق بلبنان ، ناهيك عن الخسائر البشرية الكبيرة في الأرواح، ناسين أو متناسين ،أن تقرير "فينوغراد" أشار الى أن اسرائيل خرجت لهذه الحرب لتحقيق أهداف سياسية،وليست بحاجة لذرائع ومبررات، وأن حزب الله منع ولادة مشروع سياسي، كانت تخطط له الادارة الأمريكية، وهو الشرق الأوسط الكبير، والذي من أجله خاضت إسرائيل لأول مرة في تاريخها حرباً بالوكالة عن أمريكيا لتحقيق هذا الغرض، والكل يعرف كيف منعت أمريكيا من خلال سطوتها على مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار دولي يوقف إطلاق النار، وظلت تطيل أمد الحرب ثلاثة وثلاثين يوماً، متمنية هي وبعض الأطراف العربية واللبنانية،أن تتمكن إسرائيل من القضاء على حزب الله، ولكن امتلاك حزب الله الإرادة والقيادة الموحدة والمتماسكة عسكرياً وسياسيا والمدعومة جماهيرياً وشعبياً، مرغ أنف إسرائيل في الوحل، وجعلها توافق على وقف إطلاق النار وبشروط ،أقل مما كانت تخطط له هي وأمريكيا،من طراز نزع وتجريد المقاومة من سلاحها،وإرسال قوات دولية إلى لبنان تحت البند السابع ،ومراقبة دولية للحدود اللبنانية السورية،ناهيك عن إعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين دون إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والعرب، والجميع يعرف أن هذا الانتصار اليتيم المتحقق عربياً، بعد سلسلة الانتصارات الورقية والتلفزيونية،التي ظلت تتحف بها الأنظمة الجماهير،وبعد أن أصبحت الذاكرة العربية المتخمة بالهزائم،تتوق لنصر واحد،جاء ليعطي دفعة وشحنة ومعنويات لكل الأمة العربية وقواها الثورية والتقدمية والديمقراطية والإسلامية،بان هذا الجيش الذي لا يقهر والمصنف على أنه رابع جيش في العالم، والمجهز والمزود بأحدث ترسانات وتقنيات الأسلحة الأمريكية ، والذي هزم الأمة العربية مجتمعة، من الممكن تحقيق الانتصار عليه، وهذا النصر هو الذي أجبر وزير الدفاع الإسرائيلي"عمير بيرتس" ورئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الشمالية على الاستقالة،وسجل تقرير"فينوغراد" بشكل واضح أن هناك إخفاقا وقصور كبيرين، واعترف بشكل موارب بالهزيمة العسكرية، ولكن لم يكن اعترافاً مباشراً من باب حفظ ماء الوجه ،ناهيك عن أنه لأول مرة في تاريخ حروبها ،لم يكن الأمر مجرد نزهة أو حرب خاطفة، بل كانت حرباً بكل معنى الكلمة، استطاع من خلالها حزب الله ،أن ينقل المعركة للعمق الإسرائيلي، ويضع أكثر من نصف سكانها تحت رحمة صواريخ المقاومة والتي استمرت تنهمر عليهم طيلة فترة الحرب وبنفس الوتيرة، وهذا شيء لم يعهد وه من قبل، وهذا بحد ذاته إشارة إلى تآكل هيبة الردع الإسرائيلي، وكل الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين يقولون ،أن هذا سيترك آثاره المعنوية المستقبلية على المجتمع الإسرائيلي، وهذا ما أشار له التقرير بشكل واضح، ناهيك عن أن التقرير أبقى جزء من المعلومات سرية، وتقديرنا أن ذلك يتعلق بحجم الخسائر البشرية الحقيقية الإسرائيلية، والأماكن التي أصابتها صواريخ حزب الله، واستخلاص آخر يمكن لنا أن نسجله على تقرير"فينوغراد"،وهو الصدقية العالية التي تمتع بها الشيخ حسن نصرالله، وكذب القادة الإسرائيليين العسكريين والسياسيين منهم، والجميع يعرف أن الكثير من الإسرائيليين ،كانوا يقولون أن سماحة الشيخ حسن نصر الله أصدق من القادة الإسرائيليين فيما يخص سير الحرب ،والنتائج المترتبة عليها.
ومن زاوية أخرى نرى أن ما أغفله التقرير عن عمد، هو أن هذا النصر الذي حققه حزب الله، هو الذي شكل حافزاً ودافعاً للفلسطينيين،للاستفادة منه من أجل يحتذوا به ،ويروا أن طريق المقاومة هو الذي يمكن لهم ،من خلاله تحقيق أهدافهم في الحرية والاستقلال،بعد أن جربوا خيارات المفاوضات، والتي لم تحقق حتى الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة.
إذا كانت هذه استنتاجات واعترافات لجنة تحقيق رسمية إسرائيلية،حول الحرب على لبنان،فنحن بدورنا نتساءل ،لماذا السلطة اللبنانية وعلى رأسها قوى الرابع عشر من آذار ومعها النظام الرسمي العربي، يريدون ان يقزموا ويقللوا من قيمة النصر الذي حققه حزب الله،هل الخوف على السلطة والكراسي، والخوف أيضاً من تمرد الجماهير ،وبالتالي تشكيلها لخطر جدي وحقيقي على عروش الأنظمة المنفصلة عن هذه الجماهير؟، تقف في طليعة الأسباب التي جعلت تلك الأنظمة والسلطات ،تشن حملة تشكيك وتشويه للحزب وقيادته ونضالاته وانتصاراته، وجعلتها توفر الغطاء السياسي للعدوان الإسرائيلي على لبنان؟، أم أنها لا تريد أن يكون هناك عرب مقاومين يكشفون عجز وخنوع وانهيار تلك الأنظمة؟،أم هو الإرادة المهزومة والمرتهنة إلى الأمريكان في حماية والدفاع عن عروشها ومصالحها؟،أم كل ذلك مجتمعة معاً؟
هذا التقرير جاء لينصف حزب الله والمقاومة، وان كان بشكل غير كامل ،لاعتبارات نعلمها وندركها جيداً، وهو الخوف على تأثيرات وتداعيات هذا التقرير على المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية وبالتحديد،هذه المؤسسة التي كانت مثار فخر واعتزاز الاسرائيلين، لما تتمتع به من قوة ردع وحسم، جاءت حرب تموز،لكي تعري هذه المؤسسة وهذا الجيش الذي لا يقهر، والذي طوال ثلاثة وثلاثين يوماً من الحرب،لم يستطع بكل قوته وترسانته المتفوقة عدداً وعدة،أن يحقق أي تقدم ولو يسير على الأرض،حتى في البلدات الحدودية اللبنانية، وأظن أن هذا التقرير، والذي لم يقل ويكشف الحقائق كاملة، سيكون بمثابة الزلزال في المجتمع الإسرائيلي، وسيجعل القادة الإسرائيليين،يفكرون ملياً، بان أي عدوان قادم على لبنان أو سوريا، وغيرها من دول المقاومة والممانعة العربية، لن يكون بمثابة نزهة،وعرب اليوم تعلموا الدرس جيداً، وكسروا حاجز الخوف والرهبة والهزيمة، وما تسطره المقاومة الفلسطينية بإرادتها وصمودها وبإمكانياتها البسيطة والمتواضعة،يؤكد أن امتلاك الإرادة والقيادة الموحدة والصلبة والمتماسكة سياسياً وعسكرياً والملتحمة بالجماهير، قادرة على تحقيق الانتصار، والتاريخ لم يعرف ويسجل، أن هناك شعب بكامله قد هزم ،أو تخلى عن أهدافه ومبادئه وحقوقه.
القدس- فلسطين
Quds.45@gmail.com
عندما قال سماحة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني،بان الحزب والمقاومة في الحرب العدوانية ،التي شنتها إسرائيل في تموز /2006 على لبنان،حققوا نصراً عسكرياً واستراتيجياً، خرجت علينا الكثير من الأصوات العربية الحاكمة لبنانياً وعربياً، وبالتحديد من قوى الرابع عشر من آذار،وعلى رأسها فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني،وزعيم ما يسمى باللقاء الديمقراطي اللبناني وليد جنبلاط، والعديد من قيادات وزعماء ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي، لتقول بأن حزب الله لم يحقق أي نصر، لا على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي،بل انه في مغامرته غير المحسوبة، والتي لم يستشر فيها الحكومة اللبنانية والعرب،هو المسؤول عن شن العدوان الإسرائيلي على لبنان، لأنه حسب توصيفاتهم أعطى الذريعة لإسرائيل، بأسره للجنديين الإسرائيليين لشن عدوانها،ودلالة ذلك حجم الدمار الهائل الذي لحق بلبنان ، ناهيك عن الخسائر البشرية الكبيرة في الأرواح، ناسين أو متناسين ،أن تقرير "فينوغراد" أشار الى أن اسرائيل خرجت لهذه الحرب لتحقيق أهداف سياسية،وليست بحاجة لذرائع ومبررات، وأن حزب الله منع ولادة مشروع سياسي، كانت تخطط له الادارة الأمريكية، وهو الشرق الأوسط الكبير، والذي من أجله خاضت إسرائيل لأول مرة في تاريخها حرباً بالوكالة عن أمريكيا لتحقيق هذا الغرض، والكل يعرف كيف منعت أمريكيا من خلال سطوتها على مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار دولي يوقف إطلاق النار، وظلت تطيل أمد الحرب ثلاثة وثلاثين يوماً، متمنية هي وبعض الأطراف العربية واللبنانية،أن تتمكن إسرائيل من القضاء على حزب الله، ولكن امتلاك حزب الله الإرادة والقيادة الموحدة والمتماسكة عسكرياً وسياسيا والمدعومة جماهيرياً وشعبياً، مرغ أنف إسرائيل في الوحل، وجعلها توافق على وقف إطلاق النار وبشروط ،أقل مما كانت تخطط له هي وأمريكيا،من طراز نزع وتجريد المقاومة من سلاحها،وإرسال قوات دولية إلى لبنان تحت البند السابع ،ومراقبة دولية للحدود اللبنانية السورية،ناهيك عن إعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين دون إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والعرب، والجميع يعرف أن هذا الانتصار اليتيم المتحقق عربياً، بعد سلسلة الانتصارات الورقية والتلفزيونية،التي ظلت تتحف بها الأنظمة الجماهير،وبعد أن أصبحت الذاكرة العربية المتخمة بالهزائم،تتوق لنصر واحد،جاء ليعطي دفعة وشحنة ومعنويات لكل الأمة العربية وقواها الثورية والتقدمية والديمقراطية والإسلامية،بان هذا الجيش الذي لا يقهر والمصنف على أنه رابع جيش في العالم، والمجهز والمزود بأحدث ترسانات وتقنيات الأسلحة الأمريكية ، والذي هزم الأمة العربية مجتمعة، من الممكن تحقيق الانتصار عليه، وهذا النصر هو الذي أجبر وزير الدفاع الإسرائيلي"عمير بيرتس" ورئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الشمالية على الاستقالة،وسجل تقرير"فينوغراد" بشكل واضح أن هناك إخفاقا وقصور كبيرين، واعترف بشكل موارب بالهزيمة العسكرية، ولكن لم يكن اعترافاً مباشراً من باب حفظ ماء الوجه ،ناهيك عن أنه لأول مرة في تاريخ حروبها ،لم يكن الأمر مجرد نزهة أو حرب خاطفة، بل كانت حرباً بكل معنى الكلمة، استطاع من خلالها حزب الله ،أن ينقل المعركة للعمق الإسرائيلي، ويضع أكثر من نصف سكانها تحت رحمة صواريخ المقاومة والتي استمرت تنهمر عليهم طيلة فترة الحرب وبنفس الوتيرة، وهذا شيء لم يعهد وه من قبل، وهذا بحد ذاته إشارة إلى تآكل هيبة الردع الإسرائيلي، وكل الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين يقولون ،أن هذا سيترك آثاره المعنوية المستقبلية على المجتمع الإسرائيلي، وهذا ما أشار له التقرير بشكل واضح، ناهيك عن أن التقرير أبقى جزء من المعلومات سرية، وتقديرنا أن ذلك يتعلق بحجم الخسائر البشرية الحقيقية الإسرائيلية، والأماكن التي أصابتها صواريخ حزب الله، واستخلاص آخر يمكن لنا أن نسجله على تقرير"فينوغراد"،وهو الصدقية العالية التي تمتع بها الشيخ حسن نصرالله، وكذب القادة الإسرائيليين العسكريين والسياسيين منهم، والجميع يعرف أن الكثير من الإسرائيليين ،كانوا يقولون أن سماحة الشيخ حسن نصر الله أصدق من القادة الإسرائيليين فيما يخص سير الحرب ،والنتائج المترتبة عليها.
ومن زاوية أخرى نرى أن ما أغفله التقرير عن عمد، هو أن هذا النصر الذي حققه حزب الله، هو الذي شكل حافزاً ودافعاً للفلسطينيين،للاستفادة منه من أجل يحتذوا به ،ويروا أن طريق المقاومة هو الذي يمكن لهم ،من خلاله تحقيق أهدافهم في الحرية والاستقلال،بعد أن جربوا خيارات المفاوضات، والتي لم تحقق حتى الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة.
إذا كانت هذه استنتاجات واعترافات لجنة تحقيق رسمية إسرائيلية،حول الحرب على لبنان،فنحن بدورنا نتساءل ،لماذا السلطة اللبنانية وعلى رأسها قوى الرابع عشر من آذار ومعها النظام الرسمي العربي، يريدون ان يقزموا ويقللوا من قيمة النصر الذي حققه حزب الله،هل الخوف على السلطة والكراسي، والخوف أيضاً من تمرد الجماهير ،وبالتالي تشكيلها لخطر جدي وحقيقي على عروش الأنظمة المنفصلة عن هذه الجماهير؟، تقف في طليعة الأسباب التي جعلت تلك الأنظمة والسلطات ،تشن حملة تشكيك وتشويه للحزب وقيادته ونضالاته وانتصاراته، وجعلتها توفر الغطاء السياسي للعدوان الإسرائيلي على لبنان؟، أم أنها لا تريد أن يكون هناك عرب مقاومين يكشفون عجز وخنوع وانهيار تلك الأنظمة؟،أم هو الإرادة المهزومة والمرتهنة إلى الأمريكان في حماية والدفاع عن عروشها ومصالحها؟،أم كل ذلك مجتمعة معاً؟
هذا التقرير جاء لينصف حزب الله والمقاومة، وان كان بشكل غير كامل ،لاعتبارات نعلمها وندركها جيداً، وهو الخوف على تأثيرات وتداعيات هذا التقرير على المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية وبالتحديد،هذه المؤسسة التي كانت مثار فخر واعتزاز الاسرائيلين، لما تتمتع به من قوة ردع وحسم، جاءت حرب تموز،لكي تعري هذه المؤسسة وهذا الجيش الذي لا يقهر، والذي طوال ثلاثة وثلاثين يوماً من الحرب،لم يستطع بكل قوته وترسانته المتفوقة عدداً وعدة،أن يحقق أي تقدم ولو يسير على الأرض،حتى في البلدات الحدودية اللبنانية، وأظن أن هذا التقرير، والذي لم يقل ويكشف الحقائق كاملة، سيكون بمثابة الزلزال في المجتمع الإسرائيلي، وسيجعل القادة الإسرائيليين،يفكرون ملياً، بان أي عدوان قادم على لبنان أو سوريا، وغيرها من دول المقاومة والممانعة العربية، لن يكون بمثابة نزهة،وعرب اليوم تعلموا الدرس جيداً، وكسروا حاجز الخوف والرهبة والهزيمة، وما تسطره المقاومة الفلسطينية بإرادتها وصمودها وبإمكانياتها البسيطة والمتواضعة،يؤكد أن امتلاك الإرادة والقيادة الموحدة والصلبة والمتماسكة سياسياً وعسكرياً والملتحمة بالجماهير، قادرة على تحقيق الانتصار، والتاريخ لم يعرف ويسجل، أن هناك شعب بكامله قد هزم ،أو تخلى عن أهدافه ومبادئه وحقوقه.
القدس- فلسطين
Quds.45@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق