د. رياض الأمير
نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي قوله إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيقوم بزيارة رسمية إلى العراق في الأسبوع الأخير من شهر آذار المقبل.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة الأمة العراقية مقالا تحت عنوان "ماذا وراء الزيارة.. ؟" جاء فيه:
"بدءا لسنا ضد زيارة أي مسئول من دول الجوار وغيرها للعراق لاسيما إذا كان المسئول رئيس دولة مجاورة، ولكن زيارة الرئيس نجاد تثير الكثير من التساؤلات في ظل الوضع الداخلي العراقي القائم والوضع الدولي المتفجر على إيران".
وأضافت الصحيفة أن "مثل هكذا زيارة لهكذا مسئول يتوجب أن ينتج عنها تتويج لإعمال وتحضيرات وتوقيع اتفاقات وعقود الأمر الذي لا يلوح منه في الأفق شيء. فكل الملفات بدءا من ملف الطائرات وانتهاء بترسيم الحدود والتعويضات ومرورا بملفات التدخلات الإيرانية في الشأن السياسي والأمني العراقي . كل تلك الملفات لا تزال مفتوحة كالجراح النازفة".
وأوضحت الصحيفة:" أن شعبنا قد مل الزيارات البروتوكولية التي لا تنفع بل وتضر لأنها تساهم في تلميع وجوه دورها معروف تجاه العراق وشعبه".
وتابعت الصحيفة:" أن وصف بعض المسئولين لهذه الزيارة بالتاريخية فهو توصيف متفائل بشكل لا يتناسب والواقع الذي نراه على الأرض فعلى الأرض العراقية دماء تسيل وهنالك مسئولون عن هذه الدماء سينالون جزاءهم عاجلا أم آجلا ولننتظر ونرى".
وبما أن كثرة من العراقيين ، مواطنين عادين وزعماء سياسيين يستمعون إلى النصائح القادمة من طهران، إن لم نقل عنها التوجهات التي عليهم العمل بها ، فقد حان الوقت لتقديم النصح بالاتجاه المعاكس كمعاملة بالمثل من قبل الذين يدافعون عن النظام الإيراني في بغداد والمرتبطين به من اجل دفعه لإبعاد شبح الحرب عن إيران، المنطقة ووطنهم العراق إن أحبوه فعلا وانتموا إليه أصلا.
وبما أن كثرة من العراقيين ، مواطنين عادين وزعماء سياسيين يستمعون إلى النصائح القادمة من طهران، إن لم نقل عنها التوجهات التي عليهم العمل بها ، فقد حان الوقت لتقديم النصح بالاتجاه المعاكس كمعاملة بالمثل من قبل الذين يدافعون عن النظام الإيراني في بغداد والمرتبطين به من اجل دفعه لإبعاد شبح الحرب عن إيران، المنطقة ووطنهم العراق إن أحبوه فعلا وانتموا إليه أصلا.
فاستنادا لذلك وكما جاء في الحديث النبوي الشريف عن أبي رقيمة تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الدين النصيحة ثلاثاً".
قلنا: لمن يا رسول الله؟
قال: "لله عز وجل ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم".
فقد قال وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي في مؤتمر صحفي في طهران يوم 28 كانون الأول الماضي :" إن إسرائيل اضعف من أن تقدم على الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران وان قدرتها الصاروخية لن تفيدها في أي مواجهة من هذا القبيل."
وأضاف : "إنه لو كانت الرؤوس النووية الإسرائيلية ذات نفع لكانت إسرائيل قد انتصرت في حرب لبنان الثانية".
واعتبر متكي أن الهزيمة المهينة التي تعرضت لها إسرائيل في لبنان على يد المقاومة الشعبية كان لها اثر بالغ على البنية الداخلية للنظام الإسرائيلي.
إن سياسينا ، أتمنى أنهم تعلموا من عنجهية النظام السابق في بغداد الذي كافحوا ضده ، والذي كان يتشدق بإفناء نصف إسرائيل وغيرها من العنتريات الفارغة. فمتكي يعرف قبل غيره أن الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل التي قادها الإيرانيون على أشلاء اللبنانيين ٬ معركة وقفت إيران فيها بعيدا وقدم التضحيات خلالها الشعب اللبناني بأبنائه وبناه التحتية.
إن العنجهية الجديدة، التي شبعنا منها والتي كانت صفة نظام صدام حسين يجب أن لا تدفع المنطقة، العراق والشعوب الإيرانية ثمنها.
وليس خافيا بأن النظام الإيراني حارب ويحارب بدماء اللبنانيين والسوريين والعراقيين والمغفلين الآخرين من ضحايا الولاء الطائفي.
فان أي تصعيد مع الدول الأخرى والمجتمع الدولي يدفع المنطقة وفي مقدمتها العراق، حطب لنار حربها. ففي الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي إقاف جموح النظام الإيراني في برنامجه النووي حفاظا على أمن المنطقة وعدم جرها إلى منافسة في مجال التسلح بكل أنواعه وتحويلها إلى قواعد أجنبية٬ اكد في 31 كانون الثاني الماضي الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن بلاده "لن تتراجع قيد أنملة في الدفاع عن حقوقها النووية ".
وتوجه نجاد إلى الغرب، في خطاب ألقاه في مدينة بوشهر حيث المحطة النووية :" إذا ظننتم ان الأمة الإيرانية ستتراجع فأنتم مخطئون. نتحرك على الطريق النووي، في اتجاه الذروة."
وشدد على ان "القضية النووية هي التحدي الأكبر منذ بداية الثورة، وبفضل الله وصمودكم، تسير نحو نهاية تصب في مصلحة الأمة الإيرانية."
بما أن التدخل الإيراني في العراق تعزيه طهران دفاعا عن نظامها وإبعاد ساعة سقوطه إذا استقر الوضع العراقي الأمني والسياسي وبالتالي تحويل اهتمام قوات التحالف باتجاهها، فان الحق للعراقيين أيضا الخوف، ليس فقط من استمرار التدخل الإيراني بالشأن الداخلي لوطنهم، وإنما أيضا ما تقوم به طهران من سياسة توسعية وحافة الحرب مع المجتمع الدولي الذي يمكن أن يفجر المنطقة كلها ويكون العراق شعبا ووطنا أول الضحايا.
فبعد مراجعة واقعية لحاجة إيران من الطاقة والبني التحتية لشبكات الغاز والكهرباء واستنادا إلى ما تملكه من ثروات طبيعية واحتياطي نفطي كبير وكميات هائلة من الغاز تثير أكثر من علامة استفهام حول جشع النظام الإيراني بحجة الحصول على الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم وما يجلبه هذا المشروع من كلف باهظة وتعرض شعوب إيران للخطر.
فما سيقوله العراقيون لضيفهم الذي يرتبطون به بعلاقات خاصة ليس فتاوى كالتي يصدرها رجال دين من قم للعراق والعراقيين ، وإنما نصيحة فيما تقوم به حكومة طهران في مجال برنامجها النووي ، وليكن دون سواه كالتدخل في الشأن الداخلي لإيران فيما يخص الحرية الفردية، حرية القوميات الأخرى غير الفارسية ،دعم الجماعات الإرهابية وإدخالها إلى العراق، ضرب القرى الكردية بالمدفعية وغيرها الكثير ، كما يفعل مسئوليها ومواطنيها في التدخل في الشأن العراقي .
بما أن التدخل الإيراني في العراق تعزيه طهران دفاعا عن نظامها وإبعاد ساعة سقوطه إذا استقر الوضع العراقي الأمني والسياسي وبالتالي تحويل اهتمام قوات التحالف باتجاهها، فان الحق للعراقيين أيضا الخوف، ليس فقط من استمرار التدخل الإيراني بالشأن الداخلي لوطنهم، وإنما أيضا ما تقوم به طهران من سياسة توسعية وحافة الحرب مع المجتمع الدولي الذي يمكن أن يفجر المنطقة كلها ويكون العراق شعبا ووطنا أول الضحايا.
فبعد مراجعة واقعية لحاجة إيران من الطاقة والبني التحتية لشبكات الغاز والكهرباء واستنادا إلى ما تملكه من ثروات طبيعية واحتياطي نفطي كبير وكميات هائلة من الغاز تثير أكثر من علامة استفهام حول جشع النظام الإيراني بحجة الحصول على الطاقة النووية وتخصيب اليورانيوم وما يجلبه هذا المشروع من كلف باهظة وتعرض شعوب إيران للخطر.
فما سيقوله العراقيون لضيفهم الذي يرتبطون به بعلاقات خاصة ليس فتاوى كالتي يصدرها رجال دين من قم للعراق والعراقيين ، وإنما نصيحة فيما تقوم به حكومة طهران في مجال برنامجها النووي ، وليكن دون سواه كالتدخل في الشأن الداخلي لإيران فيما يخص الحرية الفردية، حرية القوميات الأخرى غير الفارسية ،دعم الجماعات الإرهابية وإدخالها إلى العراق، ضرب القرى الكردية بالمدفعية وغيرها الكثير ، كما يفعل مسئوليها ومواطنيها في التدخل في الشأن العراقي .
فإيران دولة غنية بالنفط والغاز وهي من الدول المصدرة الكبيرة للنفط في العالم وسياستها النفطية يحسب لها حساب في السوق العالمية لكمية إنتاجها اليومي ومدى تأثيره على السوق العالمية.
فإنتاج إيران من النفط أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا منه 2.233 مليون برميل للتصدير. وتصدر 5.73 بليون متر مكعب من الغاز.
ودخل إيران من النفط ومشتقاته يصل إلى 59.13 بليون دولار، وفي نفس الوقت لا زالت البنى التحتية لشبكة الكهرباء والغاز متخلفة عنها في بلدان إفريقيا الفقيرة.
فبلد له تلك الإمكانيات المادية والثروة الطبيعية ويعيش حالة سلم منذ عقدين من الزمان، أي بعد إن تجرع السيد الخميني السم من اجل الموافقة على انتهاء حرب الخليج الأولى، لازالت الكثرة من الشعب الإيراني يقتلها البرد، خاصة في المناطق الفقيرة والنائية ، دون الطبقة الحاكمة التي تتمتع بدفء السلطة وامتيازاتها .
وعلى الرغم من احتياطيات إيران من الغاز فأنها وقعت عقود لاستيراده من تركيا وجمهورية توركمنستان ( إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) مستثمرة الأموال الطائلة بدل استثمارها في بناء البني التحتية لإنتاجه ونصب شبكات توزيعه في إيران ذاتها ، كما وان لدي إيران ثالث اكبر احتياط نفطي في العالم أفليس الأفضل الاستثمار في الاستخدام الناجع لهذا الاحتياط الضخم في بناء صناعة نفطية كبيرة متطورة وشبكة توزيع الطاقة الكهربائية تحتاجها بدل الركض وراء الطاقة الذرية، على الرغم من أنها مكلفة عنها من استخدام ثروات إيران من النفط والغاز ، هذا بالإضافة إلى خطورتها على البيئة لإيران والدول المحيطة ومنها العراق؟
أليس هذا ما على أصدقاء طهران من التذكير به بأنه يضع أكثر من علامة استفهام حول أهداف إيران غير المعلنة وطموحها غير العادي من اجل ذلك ؟ فان كان الغرض هو إنتاج الطاقة فعلا وإنشاء شبكة لتوزيع الطاقة الكهربائية لعموم البلاد لدرء البرد عن الشعوب الإيرانية وإنارة القرى المعدمة وتشغيل مصانع إيران فان ما لدي إيران من الثروات الطبيعية من النفط والغاز ما يكفي لذلك وزيد لأكثر من ثلاثة عقود قادمة.
فاندفاع إيران في برنامجها النووي ، على الرغم لما تملكه من احتياط نفطي وغاز لا يخدم مصلحة الشعوب الإيرانية من الناحية الاقتصادية على المدين القريب والبعيد وكذلك من الناحية الأمنية لما يثيره ذلك البرنامج من شكوك كبيرة ،ولحد الآن لم تستطع إيران أثبات، لا لدول الجوار ولا للمجتمع الدولي أنه للأغراض السلمية.
إن العراقيين يعرفون قبل غيرهم المعاناة التي يمكن أن تصيب الشعب الإيراني من جراء العقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي على إيران جراء سياسة التطرف التي ينتهجها نظام طهران بقيادة زائر بغداد القادم احمدي نجاد وركضه المحموم للحصول على السلاح النووي، حيث وافقت خمسة دول دائمة العضوية في مجلس الأمن على ذلك بالإضافة إلى ألمانيا .
إن العراقيين يعرفون قبل غيرهم المعاناة التي يمكن أن تصيب الشعب الإيراني من جراء العقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي على إيران جراء سياسة التطرف التي ينتهجها نظام طهران بقيادة زائر بغداد القادم احمدي نجاد وركضه المحموم للحصول على السلاح النووي، حيث وافقت خمسة دول دائمة العضوية في مجلس الأمن على ذلك بالإضافة إلى ألمانيا .
أن ذلك الأجراء سوف ينعكس سلبا أيضا على العراق جراء زيادة العقوبات في تجميد الأصول الإيرانية ومنع المسئولين ووضع ضوابط على صادرات إيران وكذلك الواردات منها وما سيسببه من تضخم على كاهل الشعوب الإيرانية مما يدفع أبنائها إلى الهجرة ، وحتما سيكون العراق الهدف الأول .
لقد نشرت صحيفة „Financal Times“ في الثالث والعشرين من كانون الثاني الماضي عن رجل أعمال إيراني قوله: " سوف لن يسمح لنا المتاجرة في السوق العالمية على الإطلاق." وأضاف آخر:" إن لم تغلق منافذ التجارة بشكل محكم، لكن العقوبات سوف تزيد من الأسعار."
ورغم ذلك يقف زائر بغداد القادم متحديا المجتمع الدولي، ويعيد في هذه الصورة خطى صدام حسين، معتبرا إن العقوبات الاقتصادية لا تثنيه المضي قدما في برنامجه النووي، واعتبر اعتراف وكالة الاستخبارات المركزية عن توقف إيران عن طموحها النووي " نصرا كبيرا" دون الالتفاف إلى مغزى التصريح عن حسن نية إيران باتجاه المجتمع الدولي في إثبات إن برنامجها للإغراض السلمية ليس إلا.
استغلال العلاقات الخاصة لبعض قادة العراق الجديد ورجال الدين العراقيين بالإيرانيين ، ومن اجل مصلحة العراق ومستقبله، في دفعهم لعزل سياسة احمدي نجاد المتطرفة وإعادة الشعوب الإيرانية لتلعب دورا سلميا في المنطقة والعالم وليس أن تستغلها قوى متطرفة على رأسها ضيف بغداد القادم لزجها والمنطقة والعالم في خطر لا يعرف عقباه.
لقد نشرت صحيفة „Financal Times“ في الثالث والعشرين من كانون الثاني الماضي عن رجل أعمال إيراني قوله: " سوف لن يسمح لنا المتاجرة في السوق العالمية على الإطلاق." وأضاف آخر:" إن لم تغلق منافذ التجارة بشكل محكم، لكن العقوبات سوف تزيد من الأسعار."
ورغم ذلك يقف زائر بغداد القادم متحديا المجتمع الدولي، ويعيد في هذه الصورة خطى صدام حسين، معتبرا إن العقوبات الاقتصادية لا تثنيه المضي قدما في برنامجه النووي، واعتبر اعتراف وكالة الاستخبارات المركزية عن توقف إيران عن طموحها النووي " نصرا كبيرا" دون الالتفاف إلى مغزى التصريح عن حسن نية إيران باتجاه المجتمع الدولي في إثبات إن برنامجها للإغراض السلمية ليس إلا.
استغلال العلاقات الخاصة لبعض قادة العراق الجديد ورجال الدين العراقيين بالإيرانيين ، ومن اجل مصلحة العراق ومستقبله، في دفعهم لعزل سياسة احمدي نجاد المتطرفة وإعادة الشعوب الإيرانية لتلعب دورا سلميا في المنطقة والعالم وليس أن تستغلها قوى متطرفة على رأسها ضيف بغداد القادم لزجها والمنطقة والعالم في خطر لا يعرف عقباه.
أما قوى المعارضة لنظام طهران بقيادة نجاد والتي أيضا تقدم النصح للعراقيين ، تحاول أن تخدم الشعوب الإيرانية من اجل مستقبل أفضل تستحقه فان التخطيط لمقاطعة الانتخابات القادمة من قبلها ومن قبل غيرها خطأ كبير لا يخدم مستقبل إيران بأي حال من الأحوال وسوف يصب في مصلحة القوى المحافظة التي يقودها احمدي نجاد. إن المشاركة الفاعلة في الانتخابات والدعوة للمشاركة فيها مع الاستفادة من الحدود الدنيا التي يقدمها النظام سوف يخدم القوى المعتدلة والمرنة التي سوف تكون عامل مساعد لتحسين حال الشعوب الإيرانية وإبعاد شبح الحرب عنها وعن العراق في نهاية المطاف.
إن تحرك الرئيسين رسفنجاني وخاتمي في تشكيل تحالف سياسي من اجل إعادة السياسة الإيرانية إلى خط التعايش السلمي مع محيط إيران والعالم يحتاج إلى دعم وتأيد لإنجاحه ، ليس ذلك فقط في مصلحة الشعوب الإيرانية وشعوب المنطقة وإنما في الدرجة الأولى في مصلحة العراق وشعبه ومستقبله وبنائه الجديد. فهل يستطيع قادتنا الجدد من تقديم النصح لضيفهم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق