عطا مناع
قامت الدنيا ولم تقعد على تصريحات وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط والتي هدد فيها تكسير عظام من يتجاوز الحدود المصرية الفلسطينية، وبعيدا عن الشجب والاستنكار والتوصيفات والإسقاطات الكلامية التي تحاول إقناعنا ببشاعة وبؤس موقف وزير خارجية الذي اشكره على ما قاله بحق أبناء شعبي في قطاع غزة لأنة بذلك حرق المراحل وبين لأصحاب الرؤيا الضبابية أن مصر لم تعد أم الدنيا منذ رحيل الرئيس جمال عبد الناصر وسيطرة أبو الغيط وطبقتة على العباد والبلاد التي كما قال الشاعر العراقي مظفر النواب أنها تعتبر احتلال البلاد ضيافة.
كل الشكر لابو الغيط الذي أثار بتصريحاته هذه الزوبعة التي أتمنى أن لا تكون في فنجان، لكن علينا كفلسطينيين بشكل خاص وكعرب بشكل عام أن لا ننسى أن ثقافة تكسير العظام التي تحدث عنها أبو الغيط المتصالح مع نفسه في تبعيته للولايات المتحدة الأمريكية وتطبيعه مع دولة الاحتلال لم تأت من فراغ، فبعيدا عن سياسة تكسير العظام التي انتهجتها دولة الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة عام 1987 لا بد أن نقف على المقدمات التي دفعت أبو الغيط للمجاهرة بتلك التصريحات.
وإذا أردنا كفلسطينيين أن نستخلص العبر من التصريحات العدائية القامة من الدول العربية لا بد أن نخضع أنفسنا للمراجعة والحساب على ما ارتكبناة بحق أنفسنا، لا يحق لنا أن نلعن أبو الغيط ونحن مارسنا ولا زلنا جرائم تصل إلى جرائم الحرب،لنتجاوز بذلك كل الخطوط ولنفتح الباب واسعا لاستباحة كرامتنا والمناداة بتكسير رؤؤسنا قبل عظامنا التي حطمت حديثا من قبل أبناء جلدتنا الذي تفاخروا عبر الفضائيات بذلك غير مدركين أن جرائمهم ستجد صدى لها عند أبو الغيط والذين على شاكلتة.
إننا أصحاب وصناع ثقافة تكسير العظام ولا باس من جرد حساب مع أنفسنا حتى لا ننسى... نحن الذين فجرنا أبناء بعلوشة سلام 4 سنوات..احمد 6 سنوات.. وأسامة 8 سنوات.. نحن الفلسطينيون اللذين قتلنا سميح المدهون أمام عدسات الكاميرا.. ونحن اللذين كسرنا عظام الصحفيين في غزة والخليل ... ونحن من جر النساء الفلسطينيات إلى مراكز الشرطة للتوقيع على تعهدات بعدم الاحتجاج والتظاهر... أبو الغيط لم يلقي بفلسطيني من الطابق الخامس خلال الاقتتال بين فتح وحماس في غزة،،، وأبو الغيط لم يكسر عظام الفلسطينيين في رام اللة وبيت لحم عندما خرجوا للاحتجاج على انابولس ولم يقتل ويصيب المتظاهرين في الخليل.
من كان يعتقد أن الاقتتال والانقلاب والتفريط والتصريحات التخوينية والتكفيرية والفتوى التي ما انزل اللة بها من سلطان ستمر دون ضريبة قاسية واقسي مما تمخض بة أبو الغيط فهو مخطئ، ما قاله أبو الغيط أول الغيث ويبدوا أن وقت دفع الثمن قد حان، والثمن الذي سندفعه كفلسطينيين أكثر إيلاما من صواريخ الطائرات الاحتلالية،أنة الانقلاب على القضية الفلسطينية وظهور الأحلاف العربية المتساوقة مع دولة الاحتلال للقضاء علينا كشعب وترويضنا تحت شعار إننا لا نستحق أن نحكم أنفسنا، فنحن قتلة من وجهة نظرهم ... إنهم ينظرون إلينا كغوغاء اعتدينا على حدود مصر الشقيقة... هم يتابعون كل ما يصدر عن قادتنا من كلام لا طعم ولا لون له سوى المضي في تعميق الأزمة الداخلية.
قريبا جدا سنضطر لمواجهة عشرات التصريحات العربية العدائية للشعب الفلسطيني، سيتسابقون لإرضاء الدولة العبرية، وسنشهد تصريحات وقحة مقرونة بممارسات خطيرة، هذا الوضع يفرض علينا مراجعة الذات والعودة إلى الصواب وإعادة الهيبة للشعب الفلسطيني ومقاومته ووحدته ، ولن يتم ذلك إلا بالتزام قوى الشعب بطاولة الحوار بعيدا عن الاشتراطات ووضع العصا في العربة، وبغير الوحدة الوطنية التي هي السياج الحامي للشعب الفلسطيني أمام المؤامرات سنبقى ندور في دوامة الفعل ورد الفعل وسنطبق علينا حال دونكيشوت الذي أمضى عمرة يحارب طواحين الهواء دون طائل، ولن نستطيع أن نمنع لا أبو الغيط ومن سيأتي بعدة من المس بنا، وقد تذهب بعض الأنظمة لأبعد من ذلك بتحشيد جيوشها علينا لحمايتنا من أنفسنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق