الاثنين، أبريل 30، 2007

الانتظار تحت الشمس الحارقة...,

مازن قورة

كم طال انتظارها, وكم عانى الكثير في ظل انقطاعها, ولا تخفى على احد قضيتها"أزمة الرواتب"...
حلول تأتى من هنا وهناك, يسعى اقتصاديون فلسطينيون للوصول لها, لتكون بادرة لحل الأزمة المالية الخانقة, التي فرضت على السلطة الفلسطينية, نتيجة الحصار الدولي, بعد تولى حكومتها العاشرة والممثلة بحركة حماس, والتي فشلت في تسديد مستحقات الموظفين المدنين والعسكريين, وأيضا في ظل تفاقم الأزمة المادية في الشارع الفلسطيني, بعد أن انعكست بشكل اساسى على مختلف مناحي الحياة, وزادت من أعبائه, حيث وصل الكثير من الموظفين إلى حافة الهاوية, ومن جانب آخر بدت قضايا أخرى تطفو على السطح, وكان منها قضية هجرة العقول الفلسطينية المتميزة, وإفراغ فلسطين من تلك المواهب, التي قد تستفيد منها القضية الفلسطينية الآن, بشكل أفضل من اى وقت مضى, وحياتيا لوحظ مؤخرا تدهور صحي واخلاقى واجتماعي وتعليمي, في مختلف مناطقنا الفلسطينية, بسب الوضع الاقتصادي المتردي.
* "بسام زكارنة"... رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية, د/ "سمير أبو عيشة"... القائم بأعمال وزير المالية السابق, وأخيرا... د/ "سلام فياض" وزير المالية الحالي, أسماء ترددت كثيرا على وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية, وكل كان يعرض موقفه بشكل يختلف عن الأخر.
"سوف نطالب بجمع الأضرار التي لحقت بالموظفين، وهي كثيرة، منها تعويضات للموظفين الذين حرم أبناؤهم من دراسة الجامعة, بسبب عدم دفع الراتب، وكذلك من حرم أبناؤهم من الالتحاق بالجامعة, كما هو بدا على موقفه دوما "زكارنة" يتعامل بصرامة مع الموقف, ويدعو بشكل دوري للإضرابات والاحتجاجات, على موقف الحكومة إزاء صرف المستحقات لأصحابها, رغم الاتفاقات التي كانت تبرم مع نقابة العاملين في الوظيفة العمومية, والتي لم تسفر عن اى نتيجة تذكر.
* أما د/"سمير أبو عيشة"..., القائم بأعمال وزير المالية في حكومة حماس سابقا, بدا متحفظا خلال فترة توليه لمنصبه المذكور, على بعض النقاط, والتي كان منها قضية الإضرابات, التي تخوضها نقابة العاملين, في الوقت الذي قطع فيها وعودا بخصوص انتظام الرواتب والسلف المالية, والتي عقدت بحضور السيد الرئيس "محمود عباس", لحل جزء من التفاقمات التي نتجت عن الإضرابات ولم تنفذ هذه العهود.
*ووفق هيكلية حكومة الوحدة الوطنية الحالية, والتي شغل فيها د/ "سلام فياض"..., منصب وزير المالية, والذي اختير بناءا على تجاربه السابقة, حيث عمل وزيرا للمالية, في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات, وفى فترة تولى سيادة الرئيس "محمود عباس", أول رئاسة للوزراء في تاريخ السلطة الفلسطينية, ويذكر أن فياض يحظى بقبول دولي, مما كفل له هذه الحقيبة.
وبعد أن كشف مصدر بنكي رفيع المستوي, عن الاقتراح الذي تقدم به وزير المالية الحالي د/"سلام فياض" للبنوك العاملة في الأراضي الفلسطينية, ويقضي بحل أزمة المتأخرات المالية الكبيرة للموظفين المدنيين والعسكريين على الحكومة العاشرة, التي أخفقت في تسديد رواتب الموظفين خلال ولايتها.
والاقتراح يقضي بأن تقوم البنوك الفلسطينية, بإقراض حكومة الوحدة الوطنية الحالية, مبالغ مالية تعادل قيمة المتأخرات المالية للموظفين بنسبة فائدة (6%), يتم تقسيمها بالتساوي بين الحكومة والموظفين بحيث تدفع الحكومة (3%), ويتم خصم نفس النسبة من كل موظف على أن تقوم البنوك, بعد موافقتها على الاقتراح بدفع قيمة المتأخرات المالية كاملة دفعة واحدة للموظفين,وتقوم الحكومة لاحقا بتسديد قيمة القروض.
هذا الاقتراح لم يلقى قبولا من قبل "زكارنة"، والذي قال إن الموظفين يرفضون رفضاً قاطعاً تحمل أي فوائد, على قروض تريد الحكومة أن تحصل عليها, لتسديد مستحقات الموظفين, بعد أن تحدثت أنباء تناقلتها وسائل الإعلام, حول أن وزير المالية طلب من البنوك قرضاً بفائدة 6% يتحمل الموظفون نصفها, وأضاف قائلا": أن وزير المالية نفى هذه الأنباء، ولكن يحاول البعض استخدامها لضرب وحدة الموظفين ومنع مشاركتهم بالفعاليات التي تقررها النقابة.
* وبين التجاذبات من قبول ورفض, وتأكيد ونفى يبقى الموظف في حيرة من أمره لما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة, ليبقى الانتظار تحت شمس الأزمة المالية الحارة, هو سيد الموقف.

فكيف إذا لم تستطع القوى الوطنية والإسلامية



يوسف صادق

ندرك تماماً حجم الضغوطات المفروضة على شعبنا الفلسطيني خاصة في هذه المرحلة العصيبة ومفترق الرعب الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب، بعد كمية التهديدات التي نتلقاها من الإحتلال الإسرائيلي بالتلويح لاجتياح غزة كاملا أو جزئياً، وما صاحبها من تحذيرات أخرى مبطنة مرافقة لتلك التهديدات من بلدان صديقة، في محصلتها، إما أن تعدلوا مساركم أيها الفلسطينيين.. وإما الدمار.
وكلا الأمرين عندنا كفلسطينيين، سيان، فالحصار لن ينتهي حتى ولو سلمت حماس دفاترها، كما يقولون، ورفعت الراية البيضاء إعلانا بالهزيمة أو الإستسلام، وحتى لو فاجأ رئيس وزراءنا العدو الإسرائيلي بزيارة تل أبيب، فالهدف هو تركيع الشعب الفلسطيني، أما الفصائل الفلسطينية لحركة فتح أو حماس أو الجهاد الإسلامية وباقي الفصائل، ليسوا سوا جزء من شعب بأكمله.
أما السياسة عندنا وعند الإحتلال الإسرائيلي هذه الفترة، هي وليدة وحديثة العهد، شئنا أم أبينا، وأظن، أننا كفلسطينيين خضعنا لحقل تجارب من شخص كأولمرت ووزير حربة المعتوه، سيما وأنهما قدما من عمل مؤسساتي وإعتلا رأس الهرم في بدلهم المحتل.. وعندما ، نفس المصادفة، فحماس جاءت حديثة السياسة بعد عمل مؤسساتي أهلي لأكثر من ثمانية عشر عاماً، مع فارق أننا نفتخر بتلك الحركة التي هي من بيننا ومن "عظام الرقبة".
مصادفات متشابهة، نعترف خلالها أننا كشعب فلسطيني يعيش هذا المرحلة بين عبث المحتل وتهوره السياسي، وبين مرحلة جديدة من عهد حركة حماس، نتيجتها توقف الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في مجتمعنا الفلسطيني، صاحبها سلوك فردي وصل لحد الظاهرة السلبية.. ولا نريد هنا أن نتشعب في تلك الظواهر التي أرهقت الناس بما فيهم صاحب القلم هذا.
وبالتعريج على الحصار، فإنه من الطبيعي أن تختنق وتتأثر الفصائل الفلسطينية بشكل عام والفصائل السياسية التي هي تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية بشكل خاص من شح في الأموال يساعدها على الإستمرارية في عملها السياسي والإجتماعي والمساعدة في الحياة الإقتصادية، ولم أستغرب بالأمس عندما صارحني احد الإخوة في تلك التنظيمات الصغيرة بالحجم والأفراد، الكبيرة بشأنها وعظمتها، أنه يعمل كسائق أجرة حتى يستطيع توفير كسرة خبز لأطفاله التسعة، ويزاول نشاطه السياسي بعد العصر.
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو، قراءتي لرسالة من صديقي عرفات الفقعاوي بعثها منذ أسبوعين للأخ إبراهيم أبو النجا يطلب منه المساعدة في حل مشكلته الخاصة والتي تتمثل بمبلغ من المال كمستحق له من القوى الوطنية والإسلامية في محافظة خان يونس، نظير تغطيته الصوتية بجهاز مكبر الصوت الذي يمتلكه، لمدة ثلاثة أيام متتالية، أبان قرصنة الإحتلال الإسرائيلي على مدينة أريحا وإختطاف الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات والأخ المناضل العميد فؤاد الشوبكي مدير عام المالية العسكرية قبل أكثر من عام.. علماً بأن المبلغ المذكور أقل بكثير من مائة ألف دولار، فهو لا يتجاوز ألف خمسمائة شيكل فقط لاغير.
في رسالته تلك، كانت تقسيمات وجه وحجم معاناته ظاهرة بين كلماته التي كتبها فيما يبدو بحسرة مناضل في الجبهة الشعبية، رمته الأيام لأن، يبحث عن عمل إضافي يساعده وأسرته على حياة، فهو خاطب كافة التنظيمات التي تندرج تحت لواء القوى الوطنية الإسلامية في خان يونس، وفكر كثيرا مثلما كتب لأبو وائل أن يطرح مشكلته الخاصة في الإذاعات المحلية إلا أنه قرر ألا يتجاوز الأخ أبو وائل، لأنه يدرك تماماً أن أبو النجا يستطيع أن يحل مشكلته.
ما يهمني كثيرا في هذا الموضوع، وما لفت إنتباهي، هي جملة جميلة من هذا الشاب كتبها، وتحمل في طياتها معاني كبيرة كبلد مثل بلدنا هذه، وتسرد تاريخ ثورة ونضال من أجل تحرير الأرض والإنسان الفلسطيني، عندما قال إقتباساً (ما من تنظيم من تنظيماتنا إلا وفي إسمه - لتحرير فلسطين- وفهمي تحرير فلسطين، أي إعادة حق مسلوب للشعب الفلسطيني، فكيف إذا لم تستطع تنظيماتنا أن تعطيني حقي البسيط).

Yousefsadek2004@hotmail.com

الأحد، أبريل 29، 2007

قيامة الأوطان بحاجةٍ للحكماء


سعيد علم الدين
كنت أصِفُ في مقالاتي قوى 14 آذار بالأحرار، والآن سأصفهم بالحكماء أيضا. ولا أعتقد أني سأكون مبالغاً في وصفي هذا الذي سأدغمه بالوقائع، وكلي ثقة بأن الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي يشاركني في هذا الوصف، الذي أقل ما يمكن أن نطلقه في هذه الأيام على ساسة كبار وزعماء ورجال فكر حكماء اثبتوا أنهم كأشجار الأرز صبراً على الشدائد وثباتا في مواجهة الملمات. كيف لا وقد جربتهم الأيام وتعلموا بما فيه الكفاية من الدروس المريرة التي مررنها بها خلال الثلاثين عاما.
مذكرين ببيروت مدينة الحكمة وأم الشرائع وكأنهم تلاميذ مدرسة الحقوق. ففي بيروت تأسست أول مدرسة حقوق في العالم في عهد الامبراطور الروماني سبتيموس وكشفت معالمها المطمورة في باطن الأرض حفريات شركة سوليدير.
أثبتت الجريمة البشعة النكراء التي هزت بيروت الغالية ولبنان الحبيب وكان لها صدى استنكارٌ عالميٌّ واسعُ النطاق، والتي لم يُحترمْ فيها:
لا ربيعَ المدينة المخضبِ بدموع أزهار عيد العشاق الحمراء، ولا مستقبلَ تلاميذ مدارسها النجباء، ولا زخم شبابها الهادر المعطاء، وأودت بلا شفقة ولا ضمير ولا دين ولا أخلاق، وبهمجية فاقت التصورات، بربيع حياة الشهيدين المظلومين زياد قبلان وزياد غندور، أثبتت أنه رغم الآلام العظيمة والدموع، ومشاعر الغضب العارم والأجواء المشحونة بإشاعات المخابرات الشريرة المعروفة الجهات، أثبتت أن هناك قادةً تاريخيين في لبنان ورجالَ إطفاء، هم في الحقيقة عقلاءٌ يعملون بحكمة وصبر: على إطفاء نار الفتنة وليس الاستدراج إليها، وعلى احتواء انفلات الشارع وليس النزول إلى الشوارع، وعلى مقابلة الحماقةِ برباطة الجأش، والجهالة بالعقلانية، والرعونة بالحكمة، والشتيمة بشجاعة الصمت، والتجني بغض النظر، والتهمةُ الكاذبةُ والافتراء بالبسمةِ الآسفةِ على فاقدي الحياء، وتجاوز المصيبة بصبر الأنبياء، والتغلب على الشدائد بالعض على الجراح.
فهذا الحكيم غسان تويني يقف شامخا أمام نعش فلذة كبده الوحيد شهيد الكلمة الحرة النائب جبران قائلا للبنانيين : لندفن الأحقاد! للأسف أن الحاقدين كثر وقلوبهم سوداء ملطخة بدماء الأبرياء ولا يمكن أن تصبح نقية بيضاء كقلب عميد الصحافة العربية الأستاذ غسان تويني.
وهذا الرئيس الحكيم أمين الجميل يقف بشموخ طالبا من مناصريه المصدومين الثائرين غضباً على اغتيال ابنه الشهيد النائب الوزير الشاب بيار الجميل والدموع متحجرة في عينيه: الهدوء والابتعاد عن أعمال العنف وردات الفعل والفوضى وترك الأمور للقضاء.
وهذا الزعيم الشاب الحكيم سعد الحريري بعد أن فقد شابين عزيزين بيروتيين غيلة وغدرا وبأبشع ما يكون، يطلب من مناصريه الهدوء وكتم أي هتاف استفزازي بحق الآخرين وترك الأمور للدولة والقضاء.
أما بالنسبة للزعيم الوطني الشجاع وليد جنبلاط فقد أشبعوه اتهامات واليوم يعترف الجميع بأنه من أحكم الحكماء حيث فقد شابين من حزبه "التقدمي: وعندما طالبه الشباب الغاضب بالثأر رد عليهم بحكمة الحكماء: الدولة ثم الدولة وشرعية القانون فقط هي التي يجب أن تحصل على حق المظلوم وتردع الظالم وتعاقبه!
هذه الأمثلة التي ذكرتها يوجد مثلها العشرات من من يضحون من أجل قيامة لبنان. والد الشهيد الطفل المغدور زياد غندور قال: أقدم ولدي قربانا للشعب اللبناني.
فشكرا لأحرار 14 آذار الحكماء الذين يقفون هذه الوقفة التاريخية المميزة الشجاعة من أجل قيامة لبنان الحر الديمقراطي العربي السيد المستقل والرد على جرائم الاغتيال والخطف الشنيعة المتكررة والانفجارات، وعلى الدسائس والمكائد والمؤامرات، بترك الأمور تأخذ مجراها عبر شرعية الدولة وعدالة القانون وليس عبر منطق عشائرية أخذ الثأر الذي أصبح من مخلفات ماضِ القرون.
فمنطق العين بالعين والسن بالسن لن يحل مشكلة وإنما ستتفاقم من خلاله الأمور، وسنبقى في الدائرة الجهنمية الدموية إلى ما شاء الله ندور إلى أن نكسِّرَ أسنان المجتمع ونطفئَ نور العيون.
قبل 1400 سنة تقريبا حدثت مأساة رهيبة في العراق هزت الضمير العربي والإسلامي وسُيِّسَتْ من قبل الفارسي المتأسلم واستغلت لتفريق العرب أبشع استغلال. وللأسف لم نخرج بعد من منطق الثأر الذي تختزنه في داخلها وتجدده سنويا ودمويا بحالة من الصعب علاجها.
وما زال الإيراني الصفوي يستغلها للسيطرة على العالم العربي.
فمنطق الدولة المدنية الديمقراطية الشرعية يجب أن يسود لكي تسود العدالة التي هي أساس الملك. وعندما نادى الإمام محمد عبدة بشعار "الحاكم العادل المستبد" لم يكن يحلم بأن شعاره سيستغل أبشع استغلال من قبل رؤساء أقزام دمروا دولهم الكبيرة والعريقة والغنية من خلال شريعة الغاب والاستبداد وعشائرية الاستزلام واحتقار الإنسان ومخابرات صارت عصابات هدفها الوحيد الحفاظ على كرسي الاستعباد للحاكم بأمرهِ الدكتاتور الجلاد.
فالدولة اللبنانية التي أفرغت من جوهرها الديمقراطي وتحطمت جدرانها وتخلعت شبابيكها وتكسرت أبوابها بعد 30 سنة من الاحتلال البعثي الدكتاتوري المشؤوم لا بد وأن تبنيها الحكماء: مدماكاً مدماكاً وشباكاً شباكاً وبابا تلو باب. وإغلاق كل الثغرات التي من الممكن أن يدخل منها الغراب. والغراب هو تاجر الموت المبشر بالحداد والذي يشتغل برفع الشعارات وتشويه الأخلاق ولا يريد الخير للبلاد.
ليس فقط لبنان وإنما العراق الحبيب أيضا عاث به البعثُ 40 سنة من ثقافة الفساد والحروب وأوصل الدولة إلى الاحتلال والانهيار، ولكي ينهض العراق من كبوته دولة جديدة ديمقراطية فهو بحاجة إلى حكماء عصماء يعيدون بنائه: مدماكاً مدماكاً وشباكاً شباكاً وبابا تلو باب، وإغلاق كل الثغرات التي من الممكن أن يدخل منها الغراب ومعه مخابرات الجيران وكل فصائل الإرهاب.
ولهذا يجب أن تحمي الصدرية الأعظمية وليس الجدار العازل. ويجب أن يحمي الكركوكي البصراوي في وجه كل عدو شرير غادر. ويجب أن يحمي الإنسان العراقي أخيه الإنسان لا فرق بين أعراقٍ وأديان.
إن كل شيعي يسقط هو خسارة لا تعوض للسني وكل سني يسقط هو خسارة كبيرة للشيعي، إن كل كردي يسقط هو خسارة للعربي وإن كل تركماني يسقط هو خسارة للآثوري فكلنا أهل وإخوان وبالحكمة تبنى الأوطان.
نحن بحاجة إلى ثقافة الوعي والعقلانية ورفض منطق العنف والثأر والعشائرية.
ومأساة شعب الصومال لا تذهب عن البال الذي هدم دولته بسبب فشل قادته الذين تحولوا من حكماء إلى حمقاء حرب وأمراء خراب. أملنا كبير بأن يعود الصومال دولة تأخذ مكانها الصحيح في التقدم والنجاح إلى جانب الأمم المتقدمة.
فمن السهل جدا أن نشعل حربا ونخرب دولة أما إعادة إعمارها فبحاجة إلى جهودٍ جبارة ورجال عظماء حكماء يعضون على الجراح حفاظاً على مستقبل الأهل والجيران والأبناء وليس إلى قادة موتورين بالكبرياء ومغامرين مخادعين وأشقياء.

السبت، أبريل 28، 2007

فلسفة فنج شوي

يوسف فضل

جاءت الفكرة التطبيقية لشراء حوض السمك ووضعه في مكتبي بعد أن قرأت لأول مرة في "مجلة المدير" عن الفلسفة الصينية القديمة فنج شوي Feng Shui والتي تعني حرفيا في اللغة الصينية فنج : الريح و شوي : الماء لكن في عالم الإدارة فان فنج شوي هي الفلسفة التي تعنى بالتخطيط لبيئة الأعمال .
فهي شبكة من التأثير غير المرئي سلبا وإيجابا على المكان والمعرفة الضرورية في اكتشاف الموقع المناسب للعمل في جو ودي وسمح من أجل تعزيز ودفع عجلة الإنتاج في ساحة العمل الخالية من المخاطر عن طريق رفع مستوى راحة الموظف أو العامل من الناحيتين الجسمانية والذهنية . وتتخلص فلسفة فنج شوي الخاصة المكاتب الإدارية في الخطوات التالية:
1- اجعل ظهرك يرتكز على الجدار مع وضع الدواليب والزهور على جانبي طاولة العمل.
2- وضع نافورة صغيرة في المكتب أو حوض سمك المبهر للنظر حيث ثبت أنه محفز للنمو وزيادة الإنتاجية .
3- ضع مرآة في المكان المناسب في المكتب بحيث تعكس صورة الشخص الداخل إلى المكتب.
4- لا تضع ما يحد من سهولة وحرية الحركة في المكتب .اكتشفت لاحقا أن اقتناء حوض السمك هواية ممتعة لكن بداية الدخول إلى ممارسة هذه الهواية دون سابق معرفة عن عالم اسماك الزينة قد تحبط المرء لكني دأبت بالبحث عن المعرفة بالسؤال .وأن الحوض المناسب هو المستطيل الزجاجي الواسع وغير العميق وذو الغطاء حتى لا تهرب الأسماك بالقفز ويكون حماية للحوض من التلوثات الخارجية ويقلل من نسبة تبخر الماء ولا يكون عرضة لعبث الأطفال وانه يجب إبعاد الحوض عن الأدوات الكهربائية مثل التلفاز والفيديو وغيرها ....
كذلك لا يجب وضعه بجانب النوافذ التي تسلط عليه ضوء الشمس أو تعرضه للرطوبة فهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الحراري لمياه الحوض ويتسبب في مرض أو موت الأسماك وان لا نرفع الحوض وهو مليء بالماء أو أن نضع اليد المدهونة بالكريم أو العطور في الحوض حتى لا يموت السمك . وأن لا نستخدم معطر الهواء بالقرب من حوض السمك لأن الفلتر يسحب الهواء المعطر إلى داخل الحوض فتسبب المادة المعطرة بتسمم الماء وموت الأسماك . وأن القاعدة العامّة للإضاءة أن 1.5 واطً لكلّ جالون للماء وأن كمّيّة الضوء المطلوبة لحوض سمك متوسّط بين 8 و 10 ساعات يوميا.وأن درجة الحرارة الطبيعية للحوض ( 22 - 27 درجة مئوية ) . وأن الفلتر يبقى الماء نظيفا مطهرا بنفث هواء مضغوط حاملا ثاني أكسيد الكربون والغازات المختلفة والفضلات من الأسفل إلى السطح والأكسجين بالعكس من السطح إلى أسفل ، بالإضافة إلى توزيع الحرارة وتحريك الماء .
و يشغّل الفلتر 24 ساعة في اليوم . وأن يتناسب عدد الأسماك مع حجم الحوض وان أفضل نسبة تناسب بين الحوض وعدد السمك هي أن كل سمكة بطول 2 أنش يوفر لها جالون واحد من الماء وان تكون احجام الاسماك متقاربه حتى لا ياكل الكبير منها الصغير وان إطعام السمك يوميا لمرة واحدة والكمية باعتدال حتى لا يموت من كثرة الأكل أو قلته مع أن كثرة إطعام السمك تقتلة أكثر من قلة إطعامه .وان يوفر له الدواء للخياشيم والجلد وضد الطفيليات والفطريات . وان نخرج السمك من الحوض بالشبك وليس باليد .وان خطورة انتقال الأمراض للأسماك تأتي من إضافة سمكة جديدة وانه يتوجب إضافة الدواء للحوض كلما تغير ماء الحوض.
طبعا زوجتي تمارس فلسفة فنج شوي بالسليقة دون أن تقرأ عنها فهي دائبة العمل في البيت مثل النحلة وتهتم بالتفاصيل في الترتيب وليس غريبا أن اخرج صباحا من البيت متوجها لمكان عملي وأعود وقت الظهيرة لأشعر أنني في بيت آخر . وهذا مثل سياسة الاستيطان إذا سافر الفلسطيني من جنين إلى نابلس في الصباح وعاد عند الغروب فانه يشعر بالغربة لوجود المغتصبات الجديدة المترامية على جانبي الطريق .
بعد فترة من التمرس بالاعتناء بالأسماك أعلمت زوجتي أنني ابتعت حوض سمك ففرحت وكان فرحها هذا تمهيدا لإلقاء سؤال معبرا عن رغبتها في اقتناء حوض في البيت .الزوجة : ولماذا لا تشتري حوض سمك للبيت ؟الزوج (مبتسما) :أحببت أن أحدث تغيير في المكتب حسب توصيات فلسفة فنج شوي .
الزوجة : ولماذا لا تحدث مثل هذا التغيير في ا لبيت . الزوج : الحقيقة طفشت من رؤية وجوه الزملاء في المكتب فأنقذتني فلسفة فنج شوي بان أرى وجه السمك . أما وجهك فلا أمل من النظر إليه .الزوجة : وماذا عن رغبتي بتغير الوجوه .الزوج :هل أحلق شعر رأسي بالموسى أم احلق شواربي حتى يتغير وجهي .الزوجة :أخشى أن لا اعتاد على التغيير الجديد أي أن أراك بدون شوارب.الزوج :فنج شوي جعلنا نكتشف أننا نتمتع بروح الفكاهة .الزوجة :ونتسلى ببعض .بعد أن أحضرت حوض سمك آخر للبيت أصبحت الأسماك جزء من العائلة وإذا ماتت سمكه (سواء ذكر أم أنثى) يحزن أطفالي وأصبح إطعام السمك طقس بيتي تجتمع عليه العائلة .عندما اقرب وجهي من حوض السمك فلا يحدث لديها أي إرباك بل تجتمع الأسماك إما للنظر إليه أو أنها تعتقد أن وجهي وجبه طعام كبيرة متحركة .
مهما يكن لقد شعرت انه حدث تغيير نفسي لدى من مجرد النظر إلى حوض السمك ورؤية هذه المخلوقات الجملية الصغيرة الملونه ولا أدري من هو المسجون والسعيد بالأخر . فسبحان الله .
editor@grenc.com

العلاقة بين المرأة وقمر الـ 14


نجلاء عبد ربه

في ظل تهديدات أيهود أولمرت ووزير حربه عمير بيرتس بإجتياح قطاع غزة، ومع تحليق الطائرات الحربية فوق رؤوسنا بالإضافة إلى طائرات الاستطلاع أو ما تسمى بالزنانة، على مدار الأربعة والعشرين ساعة، ومع عودة قصف سيارة مدنية وأحياء سكنية شمالي قطاع غزة، توقف إرسال أجهزة تلفازنا.. وصار لا بد من البحث عن مصدر أخبار غيره.
وبعد أن إكتشفت أن مذياعي "الراديو" عطلان، ما كان لي إلا أن "أشيل" أحد كراسي البيت وأجلس تحت القمرة التي بدا فيها القمر مكتملاً، وكان ضوءه حافزاً لأن يثير إنتباهي وتساؤلاتي حول عدد من الاستفسارات التي تدخل في المضمون أحياناً وفي الممنوع أحياناً أخرى.
ولعل الإحتلال الإسرائيلي عمل خيراً فينا، فهو وفر علينا بعض المال عن طريق إغلاق الأجهزة المرئية في بيوتنا، بالإضافة إلى أنه أجبرنا على الإستماع للمذياع الذي أصبح في الزمن الماضي للكثيرين من محبي فضائيات الأغاني والأفلام.. أما أنا فكانت أمسيتي مع ذلك القمر الذي أضاء بنوره محيط بيتي، وجعلني أحدق النظر في أوراق وردة الجوري الحمراء الوحيدة التي بشرتها تلك الشجرة.. فضوء القمر رسم صورة جمالية على صفحات تلك الوردة في لوحة تعبيرية لمستقبل أجمل من تلك التي نعيش.
أما الوردة فبدت لي على شكل وجه صديقتي "أميرة" صاحبة الجمال الشامية وخفة الدم المصرية وفكرها الفلسطيني وقوامها الخليجي، توزع إبتسامتها على من شاهدها، وتعطيه عطرا يفوح قبل أن يقترب منها..وهو ما دعاني لأن أتساءل ما هي العلاقة بين القمر والوردة الجورية، هل هي علاقة مشروعة بين الطبيعة التي خلقها الله، أم هي علاقة سطحية لا تعدو كعلاقتنا بالواقع الذي نعيشه، وندعي الثبات فيه.
هل هو إنتماء حقيقي وحب أزلي بين القمر والوردة..! أم مجرد تخاريف يكذب بعضها على بعض، كما نحن الآن، وندعي أننا نحافظ على قيمنا وثوابتنا التي لن نحيد عنها...!؟
فما كان لي إلا أن أسأل أميرة الهادئة، عن وجه الشبة بينها وبين القمر ليلة إكتماله، هنا، لم تعرف أميرة للجواب طريق، وإحمرت خدودها وعاد الورد الجوري يطرح نفسه من جديد، وهو السر الإلهي الذي يجمع الفتاة الشرقية بالقمر والجوري.. وكان الجواب وظهر دون أن تلفظ صديقتي به، وكان يكفي إبتسامتها التي بدا فيها الخجل، وامتزجت ألوان الطيف، لأن ندرك حقيقة حبنا للحياة.. وعطشنا للحب والإبتسامة معاً في ظل الضغط النفسي والقتل اليومي، ورغم الضغوط التي فرضت علينا، ورغم النقص في الأموال والأنفس والثمرات، وحتى في ظل الزعرنة الخارجية والمحلية.
فنحن بحاجة إلى وردة نسقيها فتعطينا جمالاً وحباً ورائحة في عطرها.. نحن بحاجة لورود تغطي فلسطين بأكملها، لا للعبث فيها وقطفها، ذلك لأننا نستحق أن تملأ حياتنا وروداً.. فنحن صنعنا الحب والسلام في بلدان كثيرة، وآن لنا أن يكون في بيتنا هذا الحب وتلك الورود الحمراء التي تريح النفس وتهدئ الأعصاب.
آن لنا أن نستريح من همومنا، وان لنا أن تلفظ الكرسي والمنصب الإعتباري والفئوي، فنحن بحاجة للطمأنينة وسلام الروح والنفس، كما بحاجة لرغيف الخبز وحليب أطفالنا.

الجمعة، أبريل 27، 2007

الإعلام العربي بين الحاضر والمستقبل


رائد حماد
الهجمة الشرسة التي تشنها أجهزة الإعلام الموبوءة والمنحرفة والمشبوهة في الغرب على العروبة والإسلام تنفيذا لرغبات الصهيونية العالمية هذه الهجمة التي تتعرض لها الأمة وتستهدف عقيدتها وقيمها وثرواتها تركت ردود فعل لدى الإنسان العربي وخاصة الإنسان المسلم على وجه العموم جعلته يعيد النظر في واقعه ويقيس تصرفاته بوحي من تصرفات الأمم الأخرى
والإعلام سوف يكون المدافع عن تراث الأمة وقيمها وسوف يكون الراصد لتحركات المهاجمين الشرسين الإعلام هو الذي يفضح مؤامراتهم ويهتك ستر مخططاتهم ويكشف زيفهم ويبين أباطيلهم والإعلام هو الذي يرد الهجمة الحاقدة على الأمة والمستقبل له باذن الله.
إن الأمة العربية والإسلامية تكون أكثر التحاما وتضامنا وتنسيقا عندما تشتد عليها الأزمات وتطوقها المصائب ولا أجد فترة من تاريخنا المعاصر اشد قسوة وأكثر ضراوة من الفترة الحالية فالصهيونية العالمية تلتهم بأسلحتها الفتاكة حدود فلسطين وتلعب بالسياسة الدولية فتارة في العراق وتارة في موريتانيا وفي اغلب دول العالم تدبر المكائد والدسائس للنيل من السلام والمسلمين والإعلام العربي هو صوت الأمة المدوي في الأفاق سوف يتفاعل مع عودة تلك ويتجانس مع تصرفات إنسانه نحو الأمم الأخرى ليشرحها ويبصر بها
الإعلام سوف يكون حامل رسالة هذه الأمة وثقافتها وآدابها وهو جسرها إلى أمم الأرض الذي تعتبر عليه قضاياها انظر اليوم إلى واقع الإعلام من حولنا فهو اليوم ليس بأحسن حالا من الأمس ولن يكون مستقبله بأفضل من حاضره فهو ما زال يموج بالشعارات ويمتلئ بالصيحات تتساقط الفراشات البرئية من حوله وتنهزم الأنفس الضعيفة بفعله وتعلثم القيم الفاضلة بتأثيره وتتحلل المبادئ السامية بتشنجاته وفي هذا الخضم وذاك اللجج تصبح قضيتنا الأولى قضية الإسلام وقضية القدس والأرض السليبة في حيرة وتخبط وتظل فلسطين الجريحة كبش الفداء فترى البعض يصر على تحريرها بالاستسلام والبيانات وقاعات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبالمفاوضات والاعتراف بدولة الكيان الصهيوني ويوجه إعلامه لهذه الغاية دون فعالية تذكر حتى لقد فقدت الكلمات معانيها والعبارات مضامينها والبيانات مدلولاتها ذاك هو الواقع المر للإعلام العربي وتستطيع أن تقيس مستقبله على ضوء حاضره.
ولكن هناك في نهاية النفق ضوء أمل رغم قسوة الواقع هناك ومضات من نور ولمحات من ضياء أراها في الأقلام الشريفة التي تغدق من فيضها على صفحات الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية أجدها في المواقف الكريمة لرجال حملوا المسؤولية وتحملوا الأمانة فصدقوا ما عاهدوا الله عليه إن الأمل المشرق في الوجه المؤمنة المخلصة التي تعمل في بعض أجهزة إعلامنا يعيد الثقة بالمستقبل يوم يطابق إعلامنا ويعبر عن هموم شعبنا وامتنا وإذا خلصت النوايا وصدق العمل واتجه إلى الله إننا بحاجة ماسة اليوم من تكاتف كل الجهود الإعلامية المخلصة للارتقاء بواقع الإعلام العربي والإعلام الفلسطيني بوجه الخصوص وتوحيد الجسم الصحفي الفلسطيني بعيدا عن التكتلات الصحفية ونريد تفعيل دور نقابة الصحافيين لأنها الحاضنة لنا جميعا في المرحلة القادمة التي تشتد بها الهجمة علينا والدعايات المغرضة اتجاه شعبنا وامتنا العربية والإسلامية نريد من إعلامنا أن يقول كلمته وكفى سكوتا وشجبا واستنكارا.

رائد حماد
كاتب صحفي فلسطيني – غزة

Wattan1974@hotmail.com

استشهادكما يا زياد وزياد هو إدانةٌ دامغةٌ !


سعيد علم الدين

نقدم أحرَّ التعازي بهذا المصاب الأليم الذي أصاب آل قبلان وآل غندور بفقداهما حبيبيهما زياد وزياد وأُصِبْنا كلنا في الصميم.
نقدم أحر التعازي للحزب التقدمي الاشتراكي وقائده المناضل الزعيم الوطني وليد جنبلاط ، الذي أثبت للشعب المنتفض أنه رجل المواقف التاريخية الصلبة ، معاهدين السير معا على الدرب المستقيم الشاق ، دربُ الجلجلةِ وقيامةُ لبنانَ الحر رغم العوائق والصعاب.
استشهادكما يا ربيع الشباب ، يا زياد وزياد هو إدانةٌ دامغةٌ لكل من يعرقل المحكمة ذات الطابع الدولي لأسبابٍ تفتقرُ إلى بديهيات المنطق ، لا تغتفرُ أبداً ومنحطة أخلاقيا ، ولأعذار أقبحُ من الجرائم نفسها ولا تستقيم خلقيا.
الرسول الكريم (ص) قال "إنما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق"
أين أخلاقكم الإسلامية يا من تدعون العفة والطهارة وتهربون من الحكومة استقالة لعرقلةِ المحكمة، وتغلقون البرلمان لعدم إقرارها؟
تباً لهؤلاء حماةِ المجرم ، أصحابِ الجبب السود والقلوب الميتة السوداء!
ألا يخجلون من وجهيكما الشابين البريئين؟
وحده من خطفَ البرلمان لعدم إقرار المحكمة وكَشْفِ القتلة ومعاقبتهم يتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية الكاملة لجريمة الخطف التي أودت بحياة الشابين زياد وزياد !
استشهادكما يا شباب هو صرخةٌ مدويةٌ في وجه كل من يجاهد ويهدد بالحرب الأهلية ويرعد ويزبد في حال إقرار المحكمة الدولية!
لن تذهب دماؤكما الزكية هدرا وستزيدنا تصميما على المحكمة وإصراراً على النصر ببناء لبنان السيد الحر الديمقراطي المستقل
زهور ربيعكم التي انقطفت قبل الأوان هي ربيع الوطن الآتي
إلى لائحة الأبرياء يا شمعتين انطفأتا لإنارة طريق الحقيقة والاستقلال والحرية والسيادة والديمقراطية وانتصار الوطن الأغر
إلى لائحة الشرف والبطولة والخلود المجللة مع عظماء الوطن: كمال وصبحي ورياض وداني وناظم وحسن وبشير وسمير ورينيه ومهدي وجورج ورمزي ورفيق وباسل وجبران وبيار وزياد وزياد ... وكل شهداء الاغتيالات الأبرياء!
جميل أن يصدر حزب الله بياناً يدينُ به بشدة جريمة القتل المروعة التي طالت الشابين زياد قبلان وزياد غندور، ولكن الأجمل أن لا يحرض في الأساس على الفتنة كما يفعل يوميا في إعلامه دون انقطاع ومنذ نهاية حرب تموز، حتى أن تحريض نواف الموسوي بعد أحداث الثلاثاء والخميس على الحزب التقدمي ما زال يرن في الآذان!
يصبحُ نوعٌ من البهتان عندما نحرض للفتنة من ميل ومن ميلٍ آخر ننددُ بالجريمة عندما تقع بسبب هذا التحريض؟
لا يهم هنا من ارتكبها ، فأصابع المخابرات السورية لا تترك للضحية حياة! ثابت من اغتيال الشهيد سليم اللوزي في لبنان إلى اغتيال الشيخ الخزنوي في سورية.
يقول بيان الحزب "ان هذه الجريمة النكراء تضع جميع القوى والقادة امام مسؤولياتهم الوطنية في تفويت الفرصة على المتربصين بلبنان ووحدته واستقراره."
هذا الكلام يبقى لاستهلاك المحلي ، ويعتبر نوعاً من التخدير والرياء لا يمكن أن ينطلي على من يدفع ضريبة الدم ، إذا لم يفسر على أرض الواقع: عودةً للحكومةِ ، فتحاً للبرلمان ، إقراراً للمحكمة ودعما للدولةِ السيدة بالانضمام قلباً وقالبا إليها وليس عرقلة قيامها!
لقد شبعنا إدانات وبلسمات وبيانات استنكار المطلوب من "حزب الله" ليس عرقلة المحكمة لحماية المجرمين الأشرار وإنما إقرارها للدفاع عن الطيبين الأحرار !
حتى أن كل من يتحجج بالتسييس أصبحَ مشبوها وفاقداً للمشاعرِ الإنسانية والأحاسيس!
إلى متى المتاجرة بدماء اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم ومستقبل أطفالهم؟
هل احتلال وسط بيروت حتى التيئيس ، سيحررُ القدسَ الشريف؟
كلنا اليوم زيادٌ وزياد ولن تزيدنا هذه الجريمة البربرية الجبانة إلا تصميما على إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، ومن أجل وضع حد لجرائم الاغتيال السياسي في لبنان المنكوب والمخترق بثلاثين سنة مخابرات سورية همجية التركيب والممارسة والبناء لا تقيم وزنا للقيم والقانون والدين والأخلاق وحياة الشرفاء.
فإلى سجل الخالدين يا شباب
إلى لائحة الشرف والبطولة والفداء
وسنزرع أرزتين جديدتين في أرض بيروت المقدسة أرض الشهداء :
تكريما لزياد وزياد !
رحم الله شهداء الوطن الذي سينهضُ مارداً حراً رغم المآسي والمحن!

الخميس، أبريل 26، 2007

هوية المجرمين معروفة كما مواقع مربعاتهم الأمنية ودويلاتهم الميليشياوية


بيان صاد عن/الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية


إن يد الإجرام والحقد التي طاولت اليوم الشاب زياد قبلان والفتى زياد غندور هي يد الغدر والأصولية والإرهاب، وهي نفس اليد المفترية والظالمة الملطخة بدماء الأبرياء والأشراف والسياديين من أهلنا اللبنانيين. هي عينها التي استهدفت بضمير مخدر ووجدان ميت طوال حقبة حروب الآخرين على لبنان كل الشهداء الأبرياء السابقين واللاحقين من السياسيين والصحافيين والمناضلين والمواطنين ورجال الدين الأحرار.

رحم الله الشهيدين واسكن روحيهما فسيح جناته إلى جوار الأبرار والصديقين، ولذويهما المفجوعين نطلب من العلي القادر كل نعم الصبر والسلوان والإيمان، مشددين على أن لبنان بكل أحراره وأشرافه هو الذي استُهدِف من خلال هذه الجريمة البربرية والهمجية، والتي إن دلت على شيء فعلى انحطاط وكفر وحيوانية وقذارة وشيطانية كل من خطط ونفذ.

إن الغابة الواضحة من وراء هذه الجريمة المجزرة هي زرع بذور الفتة بين الشرائح اللبنانية وتعميم حالة الفوضى والفلتان الأمني في البلاد، وذلك بهدف تعطيل قيام الدولة الشرعية الواحدة الموحدة، السيدة الحرة، والسيادية المستقلة، بكل مؤسساتها وقواها الأمنية الذاتية، والانتهاء من سلطة وسلاح وهرطقات وتعديات ونفوذ الميليشيات ووضع حد نهائي للدويلات والمربعات الأمنية، ولثقافة الحقد ورفض الآخر والأصولية.

نحمل بالكامل مسؤولية الجريمة وما قد ينتج عنها من اشكالات ومضاعفات لكل القيادات والسياسيين وقادة الميليشيات الذين حالوا بالقوة والتهديد والوعيد، ولا يزالون حتى يومنا هذا يحولون دون بسط سلطة الشرعية بواسطة قواها الذاتية على كامل التراب اللبناني، وهؤلاء هم أنفسهم من يقف عائقاً في وجه تنفيذ القرارات الدولية وضبط الحدود مع سوريا ومنع تهريب الأسلحة والمتسللين إلى لبنان.

نناشد الجميع التحلي بالصبر والإيمان، والتمسك بالدولة اللبنانية وشرعيتها، وإلى وعدم الانجرار إلى مهالك الفتنة وأفخاخ التقاتل الداخلي.
نناشد القوى الأمنية من جيش وقوى أمن أن تقوم بواجباتها وتعمل على كشف هوية المجرمين وتسليمهم للقضاء لينالوا القصاص العادل.
نستنكر بشدة هذه الجريمة البشعة ونقول إن الله سبحانه تعالى يمهل ولا يهمل وهو قادر على كل شيء.

الأمين العام
الياس بجاني
كندا في 27 نيسان 2007

بصمات أصابع المخابرات السورية ظاهرة


سعيد علم الدين

في البداية نبتهل إلى الله تعالى أن يعود الشابان المخطوفان زياد حسين قبلان وزياد منير غندور إلى ذويهما سالمين.
ونقول لآل قبلان وغندور ولأهل بيروت الأباة الشرفاء: أن قلوبنا معكم، ولبنان الحر السيد المستقل كله مقيما ومغتربا يصلي من أجل أن تنتهي هذه المحنة الفتنة على خير.
وفي هذه الظروف المصيرية التي يمر بها لبنان حيث نظرية الوفاء عند بعض اللبنانيين لمملكة المخابرات البعثية العنصرية الحاقدة على قيام لبنان الحر لم تسقط من عقولهم بعد، الذين كانوا يقتاتون من فتات المخابرات ويبنون دولهم على أكتاف الدولة، وحيث أنهم عجزوا رغم كل مكائدهم في وقف المحكمة وإسقاط الحكومة الشرعية، فعمل شرير كعملية الخطف هذه أو عملية اغتيال كان متوقعاً وما زال.
وفي هذه الظروف الأمنية الحرجة لا بد وأن يكون كل مواطن حارساً لأخيه، وأعمال الخطف تحدث في كل دول العالم فكيف إذا كانت أصابع المخابرات السورية وراءها، وهناك من يهيئ الأرضية المناسبة لها من خلال تصريحاته التخوينية اليومية بحق الأحرار من 14 آذار؟
فلا نعتقد أن آل شمص الشرفاء تسمح لهم كرامتهم وأصالتهم الوطنية بالقيام بهكذا عملية خطيرة وفي هذا الظرف بالذات، خاصة وأن قاتل ابنهم الشهيد، المخابراتي السوري قد انكشف أمره واعترف ومثل الجريمة التي ارتكبها.
فمن هنا تظهر بصمات أصابع المخابرات البعثية وأذنابها المصطادة في المياه العكرة بعد أحداث ثلاثاء الانقلاب على الحكومة الشرعية وخميس الفتنة الأسود في 25 كانون ثاني على عملية الخطف بوضوح:
- توقيتا: الاثنين أي يوم واحد قبل مجيء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى دمشق ولقائه الأسد بسبب قيام المحكمة وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان، والقول له عمليا على الأرض عكس ما يردده بشار لفظياً أمام الإعلام: أوقف المحكمة وإلا لبنان ذاهب إلى الفتنة ونحن قادرون في اللحظة التي نختارها على ضرب الأمن والاستقرار في لبنان الذي لا يستطيع العيش دون المظلة الأمنية السورية. ولا ننسى أن التوقيت يذكر بمرور سنتين على رحيل قوات النظام البشاري حيث كان الأمن ممسوكا كما كان يتبجح الأذناب.
- وتخطيطا ومراقبة وتنفيذا: مذكرةً بنفس الطريقة التي تمت بها عملية اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل في وضح النهار،
- وآثاراً: ترك سيارة المخطوفين في الضاحية الجنوبية تمويها مذكرة بشريط "أبو عدس" في جريمة 14 شباط أي أن أصابع المخابرات السورية من ريف دمشق تلعب لعبتها القذرة في شوارع بيروت تحت جبة حزب الله ومربعاته المغلقة وما يسمى "معارضة".

- واستهدافا لقوى 14 آذار على مواقفها الثابته وبالأخص الحكومة، وعلى أن يدفع أنصار الزعيم الوطني وليد جنبلاط ثمن مواقفه الوطنية الجريئة في وجه طاغية دمشق وملالي إيران وأذنابهم البلطجيين.
الهدف استفزاز جنبلاط وبالتالي قوى 14 آذار، حيث فشلوا بإشعال الفتنة بالجبل وانفضحت لعبتهم هناك فنزلوا إلى بيروت.
جنبلاط قال في الجبل رداً على الفتنة: الدولة ثم الدولة! ونحن تحت مظلتها التي يجب أن تحمي الجميع.
هم يريدون أن يثبتوا له وللشعب اللبناني العكس، أي عجز الدولة. فيقومون بخطف أعضاء من حزبه "التقدمي" للقول للجميع أن الدولة لن تحميكم! وأننا قادرون على أن نخطف في وضح النهار ونغتال في وضح النهار كما اغتلنا الوزير بيار الجميل. أصابعنا أطول وتطول من تشاء في هذه الدولة.
فهم جنبلاط الرسالة وكان رده سريعا زار ذوي المخطوفين تضامنا قائلا: بأننا نسلم هذا الأمر للدولة وطلب من أنصاره التحلي بالصبر والهدوء والحكمة وهذا هو المطلوب من الحكماء الشرفاء المخلصين في هذا الوقت الصعب لتفويت الفرصة وقطع الطريق على من يبشر بالفتنة ويهدد بإشعالها يوميا.
على كل حال حادث الخطف في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان خطيرٌ جدا، إن دل فإنه يدل كما أشرنا على بصمات الأيادي الخبيثة والتي لا تنفك تعبثُ بأمن المواطنين إرهابا وتفجيراً وبحياتهم اغتيالا وخطفا، لأنها تهدف ومنذ وقفة الكرامة الوطنية في البريستول ضد التمديد البشاري للحود وحتى اليوم إلى إشعال فتنة لن تشتعل وكلما خمدت نارها أوقدوها من جديد من خلال اغتيال، أو انفجار، أو اعتصام، أو احتلال أو عملية خطف كما هي الحال الآن. وهم يهددون بذلك علنا، وإعلامهم الحربي يعمل دون انقطاع لتغذية نارها بكل وقاحة. يوميا تتصاعد تصريحات الحرب من مشايخ "حزب الله" بسبب المحكمة الآتية دون شك بالفصل السابع، ومن الدمية البعثية لحود الذي قال أن الفصل السابع يعني الحرب الأهلية. وخفف من تصريحه قائلا: أنه لم يدع إلى الحرب الأهلية وإنما حذر من وقوعها. تخفيفه هذا دليل على أنه يسعى إليها بكل ما أوتي من خبث ومكر وخسة وانحطاط أخلاقي فمن يحمي القتلة يستعمل هذه الأساليب بدهاء شرير. وكل ما يحدث في لبنان من مشاكل مفتعلة ومنها عملية الخطف هو إنذار إلى مجلس الأمن لكي يطوي ملف المحكمة الدولية.
أيضا الاتهامات اليومية التي يتحفنا بها جماعات "معارضة" في تخوين الحكومة وخاصة وزارة الداخلية. حتى أن عون نعت دون خجل قوى الأمن الداخلي بالزعران. ولا عجب بعد ذلك أن يقول عون أن الزعران هم الذين خطفوا الشابين. فكل شيء وارد عند عون إلا التعقل والوطنية وحب الوطن والوفاء لدماء الشهداء.
وبعد أن تسببوا بحرب "تموز" الكارثية انتقل أصحاب نظرية "الوفاء" ولبيك يا بشار الى الاعتصام وشل البلد اقتصاديا وتعطل مجلس النواب وهالهم صمود الحكومة المذهل وشجاعة قوى 14 آذار. وها هي العصابات قد بدأت بالاختطاف لزعزعة الأمن وضرب الاستقرار والنيل من الموسم السياحي قبل أن يبدأ.
من يضع مصلحة ايران وسورية فوق مصلحة الوطن ويتهم الشرفاء بالعمالة والأحرار بالخيانة لا خير فيه وفي لبنانيته الخاوية من الوطنية وهو العميل الخائن وعامل السبعة وذمتها وعلى رؤوس الأشهاد.
كل من يقف في وجه المحكمة هو المستفيد الوحيد من عمليه الخطف، لزعزعة الوضع اللبناني الداخلي وقيام حرب داخليه ليتم نسيان المحكمة.
أذناب إيران وسورية لا يخجلون من الله والتاريخ والرأي العام عندما يقايضون على دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمكاسب سياسية رقمية مادية دنيوية تدينهم أكثر مما تفيدهم.
نبتهل إلى الله تعالى وقبل أن يجف حبر هذا المقال عودة الشابين زياد حسين قبلان وزياد منير غندور إلى ذويهما سالمين.

الجيش السوري انسحب ام اندحر؟

جورج الياس


عهد الوصاية ولىّ...
ومن المضحك اننا ما زلنا نسمع حتى الآن تلك الاصوات التي خذلها الاندحار السوري المذل من لبنان في 26-4-2005 ورغم النكسة التي اصيبت بها، ما برحت تفاخر بالولاء لسوريا وحاكمها الوريث.
كل يوم نسمع نعيبهم ونعيقهم في محاولات بائسة لتبيض ظلمة العهد الغابر وتلميع صورة الاسد – الغضنفر الذي وحسب اعتقادهم اتخذ قراره "الشجاع" بالانسحاب الكامل من لبنان، والخروج "المشرف" للجيش السوري من الاراضي اللبنانية كافة.
هذه العبارات المنمقة لم تعد تنطلي على احد! وهم في سريرة نفسهم يعلمون ذلك! بعدما تركهم الحليف والشقيق غربانا حائمة على جيفة من صنع ايديهم تفوح منها رائحة الموت والقهر والفساد... وتنبعث من اشلائها النتنة صور الظلم والإذلال...

كفى ايتها الابواق بكاء على الاطلال، وتباكيا على ماض افقر لبنان وهجر بنيه وزرع الرعب في النفوس وقتل النساء والاطفال وارتكب ابشع المجازر بحق اللبنانيين من اية طائفة كانوا ولأي مذهب انتموا!.
كفى تباكيا على عهد اين منه عهد المماليك والاتراك، عهد الوصاية هذا ادمع العيون وجرح القلوب وداس الكرامات وحطم كل قيم الانسانية ومعاني الحرية والسيادة...

خرج جيش الاحتلال السوري مجرجرا خلفه اذيال الخيبة والذل والتقهقر...
خرج من بلاد الارز وموطىء الآلهة الى اللاعودة...
خرج من تحت سماء لبنان الى مرتع الديكتاتورية
خرج من ارض القداسة الى امبراطورية الظلم والعبودية
خرج مخلفا وراءه اشباه رجال، واشلاء منظمات وبؤرا للفساد والاجرام...
خرج ولم يعد، نعم لم يعد، الى الابد لم ولن يعود!

اليوم تصادف الذكرى السنوية الثانية لاندحار قوى الشر عن ارض المحبة والسلام..
وغدا سيحتفل اللبنانيون بهذه الذكرى، وبعد عشر سنوات، وبعد قرن وبعد الف عام...
وسيبقى نقيق الضفادع الى ان يسمع القمر!



كاتب ومحلل سياسي

صفحة د. عبدالله عقروق


لقراءة جميع مقالات الدكتور عبدالله عقروق انقروا على اسمه الموجود في أسفل الصفحة:


* صفحة د. عبدالله عقروق القديمة

* (فيديو): زيارتي لضريح القديس شربل

* (كتاب): من عبدالله عقروق إلى شربل بعيني

* السيرة الذاتية

الثلاثاء، أبريل 24، 2007

الإعلام الأمريكي.. إمبراطورية من يحكمها


رائد حماد
إن الحديث عن الصحافة والإعلام المقروء في الولايات المتحدة الأمريكية حديث لا أول له ولا أخر وتكفي الإشارة إلى بعض الأرقام لنعرف حجم الطود الإعلامي ومدى تأثيره فعدد الصحف اليومية يزيد على ثلاثة ألاف وسبعمائة جريدة ويقترب من هذا العدد عدد المجلات الشهرية غير المجلات الأسبوعية والدوريات الصحفية وأكثر من ثمانية ألاف ومائة وتسعين محطة إذاعية وأكثر من ألفين وستمائة وخمسا وأربعين محطة تلفزيونية
تستطيع من هذا أن نفسر الظاهرة البارزة في المجتمع الأمريكي وهي أن هذا الشعب في غالبيته العظمى شعب مقود بأجهزة الإعلام وان من يسيطر على الإعلام يستطيع تشكيل الآراء ومن يشكل الآراء يستطيع صنع الأحداث إن المواطن الذي يعيش في إحدى المدن الأمريكية صغرت أم كبرت هذه المدينة فان الصحيفة اليومية التي يقراها مملوكة ومحررة من قبل اليهود وكذلك الحال بالنسبة للمجلة الأسبوعية التي يشتريها وان شبكة البث التي يشاهد برامجها مملوكة لليهود وان لم تكن كذلك فان الذي يديرها ويوجهها مجموعة من اليهود تتولى المراكز الإدارية العليا بها وان الفيلم الذي يشاهده في دار العرض السينمائي أو على شاشة التلفاز فان كاتبه أو مخرجه يهودي إن القوة الإعلانية لأصحاب الأعمال اليهود قد ساعدت الإعلاميين اليهود على احتكار الصحافة ودمجها في تكتلات كبرى وان 25% فقط من الصحف الأمريكية تقع خارج التكتلات الكبرى إن أقوى الصحف اليومية الأمريكية هي نيو يورك تايمز وواشنطون بوست وتخضع هذه الصحف لسيطرة الإعلاميين اليهود وان تأثير هذه الصحف نافذ على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها وتأثيرها مباشر على الحكومة وعلى الحياة السياسية وعلى المال والأعمال وان هذه الصحف هي التي تصنع الأخبار وتركز أنظار الرأي العام على القضايا التي تريد هي أن يركزوا أنظارهم عليها وتحجب عنهم ما تريد إخفاءه وان هذه الصحف تعمل على دعم وإبراز الشخصيات العامة التي تريد أن ترفع من شانها لتتبوء منصبا أو تنجح في سباق انتخابي وتهون من أمر الشخصيات التي تخالفها في المواقف وتحط من قدرها وأيضا يسيطر اليهود على هوليود
إن الإعلام الأمريكي اليوم بيد اليهود يحركونه وفق ما يشاءون وفق لمصالحهم وسياستهم في المنطقة وان هذه الصحف الأمريكية في مجملها صحف يمينية متطرفة وتتميز بالشراهة وعدم الدقة وتزييف الحقائق وتضخ العنف الكلامي إلى كافة أنحاء المعمورة وكافة الأجناس البشرية .
فالإعلام الأمريكي إمبراطورية يحكمها اليهود ولا يسمحون لأحد أن يكتب بها شئ ضد مصالحهم نريد من إعلامنا الفلسطيني أن يقوم بحملة مضادة للإعلام الأمريكي الصهيوني وان يكون قادر علىاحداث التنوع الإعلامي الهادف القادر على التغيير والإصلاح والبناء قادر على إنشاء جيل قادر على حمل الراية من جديد وان توظف الطاقات الإعلامية لخدمة القضية الفلسطينية وإبرازها للعالم على الوجه المشرق وان يترك إعلامنا التشهير ببعضه البعض وفتح أبواب الصحافة للجميع من دون استثناء والابتعاد عن الأنانية المقيتة والغرور الإعلامي والتكبر لان الصحافة شرف فعلينا أن نتعلم شرف الكلمة وان نعمل من أنفسنا درع حماية لإعلامنا الفلسطيني وان يكون هناك لقاء شهري لجميع الإعلاميين الفلسطينيين وخريجو كليات الإعلام وان يكون عندنا كشف كامل بأسماء الصحافيين ولا نستثني منهم احد باختلاف توجهاتهم لبحث كل جديد ووضع بدائل لمواجهة الحملة الصهيوامريكية على إعلامنا الفلسطيني ووضع خطة إعلامية قادرة إلى الوصول للعالم في كل بيت مفادها بأننا شعب يستحق الحياة ويستحق دولة فأين إعلامنا من هذا وان االاعلاميين الفلسطينيين من هذا إلا يأتي اليوم ونترك اختلافتنا ونتوحد على كلمة سواء أعجب من بعض المواقع الذي لا تسمح لبعض الكتاب من الصحافيين من الكتابة لديهم لأنهم من اتجاة كذا أو كذا ويمنع آخرين من التكريم الصحفي من اجل مصلحة فلان ولا يرسل لهم دعوات للتكريم على الرغم انه هولاء يكتبون في نفس المواقع الذي ينشرون بها وأتعجب من صحيفة أسبوعية تتبع لأحد الحركات الإسلامية لم تكرم صحفي كان يعمل لها مراسل لها ويتقاضى مكافأة على تحقيقاته الصحفية لن توجه له الصحيفة دعوة للتكريم الذي أقامته في رمضان الماضي ويغيب إعلاميين بقصد من البعض حتى لا ينافسونهم إعلاميا وهناك من الصحافيين من نصب نفسه مستشار يقول أن هذا يصلح أن يكون صحفي أم لا وهو نفسه يحتاج إلى تقييم !! أما أن لنا أن نتوحد أما أن لنا أن نصحو من غفوتنا أما أن لمواقعنا الإعلامية و لأذاعتنا الفلسطينية أن تكون كلمة واحدة بدل من أن تتصيد الأخر للأخرى وإبراز فلان وعلان نريد من إعلامنا أن يتوحد في مواجهة العدو وان يكون هدفنا واحد وكلمتنا واحدة فهل من مجيب

الصحفي\رائد حماد
باحث في الدراسات الإعلامية – فلسطين


الاثنين، أبريل 23، 2007

تقنية متقدمة تعني خطورة كبيرة

يوسف فضل
High Tech, High Risk

تمهيد
أكره التسوق بخاصة سواء بدون أو برفقة العائلة لأنها تمارسه كترفيه بعيد عن شراء ما نحتاجه وهذا الأسلوب متبع في معظم العائلات العربية . أنا لا اعزي نفسي بذلك ، فالعائلة تذهب للتسوق دون خطة مسبقة بوضع قائمة باحتياجاتها فهي مثل الطبيب الفاشل الذي يفتح بطن المريض ثم يبحث عن المرض أو الورم بعد الفتح وليس بعد إجراء الفحوصات الطبية .

إن اسلم حل لدي هو الذهاب مع العائلة واتركها تهيم في السوق مما يمنحني فسحة من الوقت في أن انزوي في ركن من أركان السوق وأقرأ ما احمله من حزمة الأوراق . كان أمامي رجل أجنبي، لعله يشاركني في عدم حب التسوق، رآني وقد نفذت ذخيرتي من مواد القراءة فأشفق علي وقدم لي ثلاثة أوراق منزوعة من مجلة إنجليزية لكنها ليست أوراق منزوعة الدسم الثقافي . شكرته واعتذرت له أن أوراقي باللغة العربية . الأوراق الثلاثة ليس لها اسم مؤلف ولا اسم لمصدرها . وحيث أنني اهتم للفكرة رأيت أن أترجمها للفائدة. هذه الأوراق ا تتحدث عن أخطار الجوال الذي ، كما اعتقد ، لم يحسن مستوى حياتنا غير شعور حاملة انه مهم والتباهي أمام الآخرين بجواله البراق. والجوال يقاطع لحظات حياتنا الاجتماعية ، والشركات المصنعة للجوال تبتكر كل يوم موديل جديد للحصول على أموالنا بطرق عصرية ..

تبقى الدراسات والإحصائيات الواردة أدناه عن أخطار الجوال في نطاق التصديق حتى تخرج لنا الدراسات العربية بنتائجها لتثبت أو تنفي ما جاء في المقال . وهاكم ما حوته الأوراق التي عنوانها مبين أعلاه :-

منذ أن تم إكتشاف الكهرباء ودخولها منازلنا فإننا نتعرض للإشعاع الناجم عن الكهرباء .

عالم اليوم القائم على استخدام الأدوات التي تدار بلمسة زر ، فنحن محاطون بمجالات كهرومغناطيسية كثيرة جدا ، من طبخ الوجبات المكالمات الهاتفية أو الجلوس لمشاهدة التلفزيون ، فكل ذلك يجعلك عرضة للأخطار والأمراض. فما العمل للتخلص من المخاطر المحتملة الناجمة عن إشعاعات الكهرومغناطيسية ؟

قد لا تكون سمعت بالمجالات الكهرومغناطيسية ولكنك محاط بها إذ أن أي أجهزة كهربائية من جهاز الكمبيوتر الشخصي وحتى مجفف الشعر الخاص بك تحتوي على مجال كهرومغناطيسي التي تبدأ من الهمس عند رفع سماعة التلفون ورنينه العالي وخشخشة جهاز الراديو بسبب قربه من أجهزة مراقبة الأطفال فكل تلك الأصوات تحتوي على موجات كهرومغناطيسية . والأخطار الصحية المحتملة من هذه الموجات أصبحت الآن موضع نقاش بين العلماء البارزين والعاملين في المجال الصحي.

ولعلنا سمعنا الأخبار المخيفة – كمثال - التي ربطت الهاتف النقال بقلة الخصوبة ، ولكن هل أدمنا مثل هذه الأخطار ؟ يجب بالنفي السيد / Alasadair Philips العضو بوكالة حماية الصحة و مشارك مؤلف كتيب مراقبة الطاقة ( Paitkus ) حيث قال : بما إن الإنسان صنع الكهرباء وادخلها لبيته إلا انه يتعرض للمجالات الكهرومغناطيسية مليون مرة كما يتعرض لآثار صحية واسعة النطاق ، والأكثر من ذلك التقنية اللاسلكية التي ينتج عنها مستويات عالية من الإشعاع الكهرومغناطيسي حيث أننا محاطون به لأنه لا يستقر في الأدوات الموصلة بالأسلاك الكهربائية . وإن الاعتماد المتزايد على الاتصالات المتنقلة والانترنت اللاسلكي الذي يسمح بربط الأجهزة بالمكتب أو المنزل بدون الاتصال عبر خط هاتفي فإنها تزيد من تعرضنا الخطير للمجال الكهرومغناطيسي .

وفي العام 2002 في كاليفورنيا أجرت وزارة الصحة حوالي 150 دراسة رئيسية أظهرت إن التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية يزيد من خطورة الإصابة بالعديد من الأمراض المحتملة لدى الأطفال وأمراض اللوكيميا(سرطان الدم ) لدى الكبار وسرطان المخ والأورام والإجهاض وأمراض الأعصاب .

إن الكم الكبير من الأبحاث على تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الصحة يدحض الادعاء أن هذه الموجات لا تؤثر على الصحة واعتبارها آمنة ، فعلي سبيل المثال أن لوكيميا الأطفال معترف بها عالميا رغم إنه في مستوي مضاعف من إشعاع الموجات الكهرومغناطيسية عند التعرض لها بمعدل 4و0( مايكرو تلسا) وهو ما يعادل 1/8 من المتوسط الموجود ببيوت المملكة المتحدة ، ومع ذلك فان الإرشادات بينت انه أعلى بـ250 مرة في كل 100ميكروتيسلا. اما البروفسور الفيزيائي دينس هنشو العامل في وحدة الإشعاع الإنساني في جامعة بريستول فقد ادعى أن مستويات الإرشادات هذه بأنها مضحكة جدا .

التأثير المميت
هناك سبب واحد يقودنا إلى التساؤل لماذا التعرض كثيرا للموجات الكهرومغناطيسية في حياتنا اليومية يمكن أن يسبب تأثيره خللا بمستوى هرمون Melatonin والذي له علاقة حتى في أدنى المستويات بالتسبب في بعض السرطانات وذلك لأن هذا الهرمون "مهم وحيوي" كما يقول البروفوسور هنشو ويضيف " انه هناك دليل يؤكد بان التعرض لهذه الموجات يؤدي إلى نقص مستوى أنتاج الهرمون .

كما أن هناك دراسات عديدة تشير إلى أن نوع الموجات المنبعثة من الهواتف المحمولة تؤدي إلى أضرار كبيرة بالخلايا الوراثية. وقد أجريت تجربة في ولاية نورث كارولينا ، الولايات المتحدة حيث تم تعريض خلايا الدم البشرية لأربعة أنواع مختلفة من موجات الهاتف المحمول ، و أظهرت النتائج نواة الكثير من خلايا الدم الحمراء قد انقسمت إلى نوايا صغيرة وهو دليل مباشر للأضرار الوراثية حسبما إفادة الخبير فيليبس .

كما إن التعرض لهذه الموجات يزيد من فرص الإجهاض هذا ما أظهرته دراسة أمريكية أجريت في عام 2002 وتم نشر النتائج في مجلة علم الأوبئة " إذ وجد إن الحوامل اللاتي يستعملن الأجهزة المنزلية بطريقة منتظمة أكثر عرضة للإجهاض بثلاث مرات.

وفي دراسة أجريت في العام 2003 في ألمانيا أظهرت بأن التعرض للإشارات الصادرة من أبراج ومحطات الهاتف المحمول (الجيل الثالث) أكثر عرضة للصداع والغثيان وفقدان الذاكرة.

لكن ما يثير الذعر هو أن خبير مثل فيليبس يريدنا أن نعتقد أن التعرض للموجات الكهرومغناطيسية هي تثير المخاطر الصحية وإننا نستطيع الشفاء منها فحسب قوله " إن الموجات الكهرومغناطيسية هي أسلوب حياة أو هي حمية الفقير . وهناك العديد من الطرق الواجب إتباعها للتقليل من التعرض لها ".

أساليب الحيطة والحذر الحكيمة :
تتنوع الأجهزة الكهربائية في إنتاج الموجات الكهرومغناطيسية من حيث النوع والقوة التي تنبعث منها. وإننا نستخدم مقياس فيليبس في تحديدها حيث يتم تصنيف مستويات الإشعاع الكهرومغناطيسي فكل إشعاع في مستوى (0/5 يعني أقل مستوي و 5/5 يعتبر أعلى مستوى)

تقول الدكتورة جين منرو من مستشفى Breakspear في Hemel Hempstead, Hertfordshireوالمتخصصة في علاج المرضى الذين يعانون من فرط الحساسية الكهربائية والموجات الكهرومغناطيسية ذات المستوى المنخفض:" لابد من معرفة مدى القرب من الجهاز ومدة استخدامه ، وان كان ذو أشعاع عالي فلابد من الابتعاد عنه قدر الإمكان والتقليل من فترات استعماله".

في صالات الرياضة والمنتجعات
يقول فيليبس " لا خطورة من استخدام الأدوات الرياضية (1/5) مع ان ماتور ماكينة الجري ينتج عنه موجات كهرومغناطيسية عالية إلا أن التمرين مفيد للجسم أكثر من الاهتمام من خطر صغير محتمل " ولتقليل خطر التعرض للموجات الكهرومغناطيسية في الصالات الرياضية يفضل استخدام ماكينات ذات تقنية منخفضة إذا أمكن مثل التجديف والابتعاد عن أماكن العمل القريبة من البنوك المليئة بشاشات التلفاز أو شاشات البلازما .

ابتعد عن الأسرة الشمسية (5/5) إذ ليس فقط يتعرض المرء لأخطار سرطان الجلد فان المرء يدفع مبالغ مقابل الحصول على علاج مكثف للإشعاعات الكهرومغناطيسية.

المسابح وحمامات المياه المعدنية
وهذه تدار عادة إما بمضخة أو ماتور (3/5) مما يزود المرء بجرعة عالية من موجات الكهرومغناطيسية وهو في الماء حسبما أفاد فليبس لكن استخدامها الظرفي (المتقطع ) في المنتجعات والفنادق لا يلحق الضرر .

أثناء الحركة
يقول فيلبس :"الهواتف الجوالة (5/5) المستخدمة دائما أو لعدة دقائق هي بالتأكيد تجلب الخطر" إذ أن إشارات الجوال في حالة الاستخدام أو التوقف يصدر عنها الإشعاع وان أكثر الأماكن عرضه للخطر هي الرأس والصدر والخصية بالنسبة للرجل .فبقدر قرب الجوال من جسم المرء بقدر ما يستقبل إشعاع أكثر لذا ليس من الحكمة الاحتفاظ بجهاز الجوال في الجيب .

يمكن الابتعاد عن إشعاعات الكهرومغناطيسية للجوال بالطرق التالية :
* دائما أغلق الجوال عند النوم . أما إذا كنت مضطرا لإبقائه شغال فأبعده عن الجسم بمقدار لا يقل عن متر . يقول ريتشارد فنك أستاذ علم التشريح وحيوية الخلية في الجامعة التقنية في درسدن – ألمانيا " لماذا نهدر ثمانية ساعات غير ضرورية من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية .
* عند شحن الجوال ينجم عنه مستوى عالي من الإشعاع لذا يفضل الشحن في غرفة أخرى .
* فحص مستوى البطارية قبل إجراء المكالمة فإذا كانت إشارة الإرسال جيدة فهذا يعني أن الجوال يرسل الإشارات بمئات المرات اقل من إشعاع الميكروويف .
* استخدم سماعة الأذن مع التأكد أنها من النوع المناسب التي تستخدم الهواء كوصلة اتصال وثمنها 6 دولارات ويمكن شرائها من
www.sensorcom.com التي تقوم مقام السلك ولا تستخدم سماعات الرأس البلو توث لأنها تصدر نفس الإشعاع الصادر عن الجوال . يقول البروفسور فنك " دائما استخدم سماعات الأذن أو خاصية الميكروفون في الجوال وإذا لم أتمكن من ذلك امسك الجوال بعيدا عن أذني أو بعيدا جدا عن أذني مما يقلل من جرعة الإشعاع " .
* حتى لو كانت السيارة في حالة ا لتشغيل فانه يتوجب استخدام سماعة الأذن لان هذا يقلل من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية .

في المكتب
الكمبيوتر المحمول (2/5) وأجهزة الكمبيوتر والشاشات (1/5) أي القليل من الإشعاع . ويمكن التقليل من التعرض لإشعاع الكمبيوتر المحمول بشحنه وتشغيله من البطارية .

في البيت
هواتف الخط (0/5) هي المثالية لكن يتوجب تجنب الهواتف الرقمية اللاسلكية (5/5) مهما كلف الأمر لأنها تستخدم نفس تقنية الجوال إذ أن وحدة الأساس تصدر نبضات إشعاع الميكروويف طوال اليوم .


editor@grenc.com
nfys001@yahoo.com

الأحد، أبريل 22، 2007

نصف راتب .. خُمس حياة


يوسف صادق

يبدو أن أكثر من ثمانين ألف أسرة فلسطينية تتوزع بين شطري دولتنا الوهمية – فلسطين – ستعيش على بلا نهاية، أزمة نص الراتب للعسكريين، وهو ما يعني أن أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون دون المتوسط الطبيعي للمعيشة في فلسطين.
وليت القضية تقف عند هذا الحد من تلك المعاناة، بل طيننا يزداد "بلة" عندما تتأخر الرواتب كما يحلو للبعض تسميتها، أو نصف الراتب، بسبب تأخرها لتصل في الكثير من المرات لقرابة شهرين، وبالتالي فإن هؤلاء يعيشون على ربع رواتبهم في الشهر الواحد.
أما المعاناة اليومية، فحدث بلا حرج، ودون أدنى تحفظ، خاصة وأن العديد منهم مات قهراً أو جن بلا وعي وفقد عقله وحياته، بعيدا عن رصاص الاحتلال الإسرائيلي والذي كان دوما شماعة نعلق عليها كل موتانا. أما الآن فقد تبدلت الأحوال، وهنا نموت بأسباب كثيرة فإما القتل المحلي الصنع وإما الموت قهرا مما صنعت أيادي متنفذينا.
ما دعاني للكتابة حول تلك المصيبة، على الرغم من أنني أردك تماما مدى قوة وصبر الشعب الفلسطيني، إلا أن متطلبات الحياة اليومية لا تعرف الصبر، وأطفالنا لم نرضعهم في السابق ثقافة الحصار، فهذا مثلا، أبو الرائد في أواخر الخمسينات من العمر، إضطر لبيع سلاحه الشخصي بثماني مائة دينار بعد أن اشتراه بألف ومائتي دينار ليدافع عن أرض الرباط وعن شرف وطنه من إجتياحات الاحتلال المتكررة سابقا، حتى يستطيع دفع رسوم الجامعة لإبنتيه، بينما ماذا نتوقع منه أن يبيع في الفصل الثاني لهن؟
من المؤكد أن جماعتنا أو ما يعرفوا بقادتنا الجدد لا يعلمون بما يجري حولهم، ولم يرو كما نشاهد نحن يومياً عشرات الشباب الفلسطيني يهيمون في شوارعنا بلا عقل، ولم يدخلو بيوتا لا تسترها غير الجدران التي مزقتها رصاصات كثيرة، وإلا لكانت مصيبتنا أكبر من تحرير القدس وعودتها من جديد للمسلمين بعد التحرير الأخير من قبل صلاح الدين الأيوبي... ومن الطبيعي أن هؤلاء لم يستعينو بالأقرباء والأصدقاء لـ "سلفة" ما بسبب ما، وأظنني، لم يعرفوا للعلاقات الاجتماعية سبيلا، غير تلك التي بها طعام الغداء.
أما العسكري الفلسطيني أبو الرائد فهو يمثل حالة من بين آلاف الحالات التي لن يسعفني الوقت لسردها.. ومنذ أن توفي صديقي ناصر أبو دية قهراً لتردي وضعه وحياته جراء نصف، عفوا ربع الراتب.. ومنذ أن رأيت أحد المواطنين يهيم حافي القدمين في شوارعنا، وهو بالمناسبة مهندس، لم يعد لنا مجال إلا أن نقول لقادتنا وقيادتنا على حد سواء "صباح الخير".
Yousefsadek2004@hotmail.com


السبت، أبريل 21، 2007

إلى الحزابلة والحراكلة: كفاكم متاجرةً بالطائفة الشيعية..!!


بقلم: آية الله العلامة الشيخ محمد جميل حمود العاملي
ما أبرعكَ يا سيد في قلب الأوهام إلى حقائق

في ظلّ الأحداث السياسيّة الطّارئة على السّاحة اللبنانيّة، والتي بلغت حداً بالغ الخطورة، اقتضت الضرورة الشرعيّة والوطنيّة أنْ ندلي بدلونا؛ لنقول الحقَّ بعد أنْ طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، حيث استبدَّت زمرة من الشيعة بالأمور الدينية والوطنية؛ مدَّعِيةً بأنها مخوَّلة للإمساك بالقرار الدِّيني والسياسي لما تملكه ـ هذه الزمرة ـ من قواعد شعبيّة تخوِّلها التكلُّم باسمها...
إنّ واجبنا الوطني والدِّيني معاً يستدعيان المجاهرة بالحقيقة، وإعلان الحقّ، مهما كانت نتائجه مُرَّةً وآثاره سلبيّة على الصّادع به، وأنا العبد الفقير إلى رحمة ربّي، أقول الحقّ ولا أخاف في الله لومة لائم (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) (الأحزاب:39)، كما أنني لا أدّعي أني أمثِّل الشريحة الكبرى للقواعد الشيعيّة في لبنان، لكنني أمثِّل الحقَّ ـ وهو فخرٌ لي ـ ويؤازرني ويؤيدني ثلّة قليلة من المستضعفين الذين لا صوت لهم ولا جهة تؤيّدهم لأنهم لم يرهنوا أنفسهم للمال والسلطان...إننا ثلّة من المؤمنين الذين هُضِمَت حقوقهم بسبب عدم ولائهم لمن بيده أسباب القوّة والإقتدار.
إنّ الوضع من الناحية الدينيّة والوطنية حسّاس للغاية وخطير جدّاً، ولا يجوز السّكوت لأنّ ذلك يُعطي مبرِّراً لهذه الزّمرة المتسلِّطة لكي تتفرَّد بقرار السِّلم والحرب، وجرّ الويلات على العباد والبلاد ممّا يؤدي إلى مفاسد عظيمة على الدِّين والشريعة والوطن، لذا فإنّ ما يجري بإسم الدِّين ويستغلّه الحزب وقادة حركة أمل إنما هو بِدعٌ واستغلال لشعارات الدِّين والمقاومة، وعلى العالِم أنْ يُظْهِرَ عِلْمَهُ لإبطال البدعة بالحجّة والدليل، لذا جاء في الحديث الشريف عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): "إذا ظهرت البدع في أمّتي فعلى العالِم أنْ يُظْهِرَ عِلْمَه وإلاّ فعليه لعنة الله".
وعليه؛ فإنّ ما يجري بإسم الطائفة تارةً، وباسم المقاومة تارةً أخرى، والوطنية طوراً ثالثاً، ما هو إلاّ بدعة يجب على كافّة العلماء الشرفاء الذين لا ينضوون تحت ألوية الأحزاب أنْ يرفعوا عقيرتهم ويخرجوا من صمتهم تجاه المدّ الخطير الذي يقوده كلّ من الحزب والحركة؛ ليسحبوا ـ أي الحزابلة والحراكلة ومَن ينحو منحاهما ـ الطائفة الشيعيّة إلى وادٍ سحيق. وإنني على يقينٍ بأنّ كلامي سيرتدّ عَلَيَّ سلباً، لكنّ الحقَّ أحقُّ أنْ يعلو حتى تتمّ الحجّة ولا يقول أحد: ( لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى) (طه:134).
والخطاب الأخير للأمين العام للحزب خطيرٌ جدّاً على المستوى الديني أوّلاً؛ لكونه صادراً من متلبس بثوب الدّين، حيث كان حريّاً به أنْ يراعي الثوب الذي عليه والعمامة التي يعتمرها على الأقلّ؛ لأنّ العالِم لا يكون إلاّ حكيماً حليماً، صابراُ وشكوراً، لا تأخذه الحمية السياسيّة من أجل نيلِ حكمٍ أو سلطان. فإنْ لم يكن بمقدوره أنْ يتصف بحِلْم رسول الله وبصبر الإمام عليّ وكظم غيظ سيدة النساء فاطمة (عليها السَّلام)، فعليه أنْ يقلِّد الصابر السيد المجاهد العلاّمة موسى الصدر ـ أعاده الله تعالى سالماً ودفع عنه كلّ مكروه ـ أليس هذا أفضل من التغطرس بالقوّة والإلتجاء إلى العدّة والعداد ووفور الرِّجال.. لغة الحديد والنّار.. لغة الوعد الوعيد..
ونحن ننصحه أنْ لا يغترّ بمَن يفدِّيه بحياته ظاهراً، ويلبّي له ويصفِّق عند كلّ كلمة ينطقها؛ لأنّ مَن صفَّق لمسلم بن عقيل بالأمس، ثمّ حملّ السيف لقتاله لاحقاً، سيعيد الكَرَّة على السيد حسن.. فلا تأمَنْ من هؤلاء، ولا تركن إليهم؛ لأنهم أنفسهم صفقوا لغيركَ ممّن سبقكَ ثمّ غدروا به..
وأؤكّد القول بأنّ ما يستجدّ على السّاحة اللبنانية من أحداثٍ وآراء سياسيّة تكاد تطيح بمستقبل اللبنانيين عامّة والشيعة خاصّة، نتيجة تصرفات آحادية يقودها الحزب، هي في الواقع استبداد بالقرار اللبناني والشيعي، تحت عنوان: ((المقاومة والمشاركة الوطنية))، في حين أنّ هذه الدعاوى واهية واهنة كبيت العنكبوت، ولا علاقة لها بالوطن ولا بالمقاومة، وإنما هي مشاريع لها خلفيات إيرانية تارة وإقليمية طوراً؛ تهدف إلى تحقيق طموحات دنيوية وسلطات آنية لبسط نفوذ معين وترويج أفكار معيَّنة.
إنّ النهوض بواجبات الحرب والسلم والحقوق المدنيّة والإجتماعيّة والسياسيّة وغيرها ليس واجباً ملقىً على عاتق طبقة خاصّة من الشيعة أو ممن يلوذ بجهة معينة، كما لا يقع هذا الواجب على عاتق هيئة أو جمعيّة دينيّة دون غيرها.. وإنما هذا الواجب هو واجب كفائي يُلقى على عاتق عموم اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، ويتحمل مسؤولية إقامته جميع الطبقات وشرائح المجتمع اللبناني بفسح المجال أمام كلّ الطبقات المخلصة بالتعبير عن موافقتها أو سخطها عما يجري على الساحة أو ما يدور خلف الكواليس والغرف المغلقة، وكأنّ عامّة الشعب عليهم أنْ يلبسوا القمصان والمآزر السياسيّة التي ينسجها لهم قادة الحزب والحركة وكأنها وحيٌ من السّماء لا يمكن أنْ يتخلف، والخارج عنه يعتبر زنديقاً أو عميلاً أو جاسوساً لحساب إسرائيل وأميركا.
إنّ الإستئثار بالقرار السياسي بفئة حزبية أو تنظيميّة يعتبر خلاف مبدأ الشورى الذي أمر الله تعالى بسلوك طريقه في تنظيم الحالة الإجتماعية لعامة الناس (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ).
إنّ الإستئثار نوع استبداد بالرأي، قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السَّلام): ((مَن استبدّ برأيه هَلَك، ومَن شاور الناس شاركها في عقولها)). فاستئثار حزب أو تنظيم بالقرارات العامة باسم الطائفة الشيعيّة تحت عنوان مصلحة البلد، كلام فارغ، لأنّ مصلحة البلد تقتضي ألاّ نؤجِّجَ العصبيات والعنصريات لأجل الثلث المعطِّل أو الضامن حسبما يدَّعون، فمصلحة البلد تكمن في المداراة والمسالمة والمهادنة بين بعضنا البعض.. ولماذا لا يتعظ السيد نصر الله بحكام سوريا حيث يجرون مفاوضات مع إسرائيل لأجل مصلحة بلدهم، فعلامَ يناطح حسن نصر الله زملاءه الساسة اللبنانيين؟ أليس هذا خلاف مصلحة الوطن والمواطنين؟! أمِن الحكمة والعقل أنْ نجرّ البلاد إلى حرب من أجل الثلث الضامن؟! أم أنّ وراء الأكمة ما وراءها؟! فهل هذا الثلث يضمن العباد والبلاد من حرب أخرى يا أمين المقاومة؟! أعتقد أنّ دعوى الثلث الضامن ستدمر الوطن عن بكرة أبيه وسيضع الشيعة في قفص الإتهام واللعنة إلى أبد الآبدين..
وأنا أسأل السيد حسن نصر الله: مَن الذي فوّضكَ على الشيعة في لبنان؟! هل أخذت صكّ البراءة من إيران فتتصرف بالفلوس والنفوس؟! ومَن أعطى حكّام إيران الولاية على شيعة لبنان ليتصرفوا بهم كيفما يشاؤون ويرغبون؟!
لا الحزب والحركة ولا أيّ تنظيم سياسي يمثّل الشيعة في العالم. إنّ مَن يمثل الشيعة في مسيرها ومصيرها إنما هم الذين قصدهم الإمام الحجّة المنتظر (عليه السَّلام): ((وأمّا الحوادث الواقعة فارجِعُوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجّة الله))، وهل أنتَ واحدٌ منهم يا سماحة الأمين العام؟! كلاّ، لأنّ رواة الأحاديث هم المجتهدون الزاهدون المتقون الذين وصفهم الإمام عليّ (عليه السَّلام) في خطبة المتقين. إنّ مَن يمثل الشيعة في حقوقهم السياسيّة هو كلّ شريف يعطي الحقوق للشيعة كما يعطيها للآخرين، وليس مَن يعطي الحقوق لحزبه أو تنظيمه، أو يعطيها لجهاتٍ خارجيّة على حساب الطائفة أو الوطن، إنّ أيّ حزب أو تنظيم لا يعطي الشيعة حقوقهم كاملةً غير منقوصة فلا يمثل الشيعة ولا ينطق عنهم.. وما نراه اليوم لا يمثل الشيعة ولا يمثل الوطن، بل لا يمثل إلاّ الأحزاب التي لا تعرف قيمة سوى لقاداتها ومؤسسيها، فلا حرمة للوطن ولا كرامة للمواطن... بل إنّ الوطن والمواطن في خدمة الحزب والتنظيم ولو أدّى ذلك إلى سحق الوطن والمواطن.. والشيعة ليسوا مستعدين لأن يضحوا بكيانهم ووجودهم من أجل زيادة الحصص والمكاسب الأخرى لصالح دول تعقد صفقات مع أعدائها مستغلةً شهوة صبيان في لبنان والعراق لا يبالون بمصير الشيعة ولو أدّى ذلك إلى محوهم من الوجود... دعونا ـ أيها الأحزاب المتكالبة على السلطة ـ ننعم بشيء من الكرامة والحرية.. دعونا نعيش مع الماروني والأرثوذكسي والسني والدرزي والكردي.. دعونا نفكر كيف نبني الوطن بحسن الجوار ونبذ الفئوية والإستبداد والتغطرس بالقوّة والجبروت، فالجبروت لله وحده، فلا يحقّ للمخلوق أنْ يتصف بها..
الطائفة الشيعية ليست ملكاً لزيدٍ أو عمرو أو حزبٍ أو تنظيم أو جهةٍ يجرّها إلى الحرب كيفما شاءت عقيرته وجادت به قريحته... إنّ مَن بيده قرار ذلك هم المجتهدون الورعون والشرفاء الودعاء المسالِمون الذين لا يعلو صوتهم سمعهم ولا شحناؤهم قلوبهم، وليس المعممون التائهون في دهاليز السياسة وحبّ الدنيا والتجبر على المستضعفين.. إنّ العلماء المخلصين الذين لا صوت لهم ولا إعلام يدعمهم ولا مال يبرزهم هم وحدهم الذين يعبّرون عن الطائفة الشيعيّة وليس الأحزاب التي لا همّ لها سوى بسط نفوذها وتقوية شوكتها لتحقيق ما تصبو إليه من مشاريع وأحلام ستأخذ بالطائفة الشيعيّة إلى المجهول.. لقد شبعنا شعارات جوفاء، لقد شبعنا كلاماً وعواطف.. لقد تلاعبت الأحزاب بمشاعر الناس وعواطفهم، وأغرتهم بالوعود والأماني، والناس ـ كعادتهم ـ يميلون مع كلّ ريح وينعقون مع كلّ ناعق، لا يستضيئون بنور العلم ولا يهتدون إلى ركن وثيق حسب تعبير الإمام عليّ (عليه السَّلام).
يؤسفنا منطق التهديد الذي ينتهجه قائد الحزب وأعوانه الذين يلوِّحون به لفرض سياستهم ومشاريعهم التي باتت معروفةً للقاصي والدّاني، كما يؤسفنا وقوف المجلس الإسلامي الشيعي طرفاً إلى جانب الساسة الذين يقودون ميليشيات تذكرنا بميليشيات الفلسطينيين والأحزاب أيام الفتنة الغابرة.. إنّ على المجلي الإسلامي الشيعي أنْ يضع حدّاً لغطرسة الأحزاب الشيعيّة التي ستمحق الشيعة.. وإنّنا لا نحسد سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان على ما هو عليه، إذ لا ناقة له ولا جمل، وليس بإمكانه فرض آرائه على الحزب والحركة لأنّه بأمسّ الحاجة إليهما لتثبيت مركزه، أو أنّ هناك شيئاً آخر يمنعه من ذلك هو أدرى به.. ولكنْ أيّاً كانت المبرِّرات فإنّ ذلك لا يمنع المجلس الإسلامي الشيعي أنْ يقول كلمته كما كان ديدنه أيام المرحوم الراحل العلاّمة الشيخ محمّد مهدي شمس الدين؛ الذي كان القمة في الحكمة وسياسة البلاد.. إننا نريد مجلساً كذاك الذي كان أيام الشيخ محمّد مهدي شمس الدين.. نريد من سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان أنْ يصدح بالحقّ ولا يخاف زيداً ولا عمرواً.. فأيامنا معدودات وعلينا أنْ نلقي الحجة على مَن تجبّر وتغطرس..
أيها الأحزاب.. إرحموا الناس، وكفاكم دعاوى دينيّة ووطنية، فالله لا تتجلى صفاته بكم، بل في البسطاء الرّحماء.. ليس من شيم الشيعة الإستكبار على غيرهم ولا الإتكاء على أنفسهم وقوتهم فقد ورد في دعاءٍ لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قوله: ((اللهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً)).
فالإستكبار مرفوض، وليس من حقّ أيّ طائفة الإستكبار على طائفة أخرى، بمعنى أنّه ليس من حقّ أيّ طائفة أنْ ترى نفسها فوق الأخرى، وكلّ مَن فعل ذلك فإنّه يقضي على نفسه بالهلاك.. ومهما تكن النتائج السياسيّة المترتبة على خروج نواب الشيعة من الحكومة فلا يجوز لقادة هؤلاء المستقيلين أو المُقَالين أنْ يحمِّلوا الوطن بشكلٍ عام، والشيعة بشكل خاص الآثار السلبية على الوطن والمواطنين من أجل غايات رخيصة.. بل يجب أنْ تكون مصلحة الوطن بكافة شرائحه هي العليا، وأنْ تكون مصلحة الشيعة بجلوسهم مع غيرهم من الطوائف متحابين متضامنين، لا أنْ يكونوا في خندقٍ آخر لحساب تياراتٍ وأحزابٍ إلتقاطية تأخذ عقائدها السياسية من أطروحات روسية وصينية وكورية، كما تأخذ تعاليمها الدينيّة والإجتماعية من إيران الأمّ الحنون للأحزاب اليسارية في عصر انقراض الثورة البلشفية الماركسية!!
وأقول بصراحة للأمين العام للحزب: هل الإنتصار الذي أصبغته على حرب تموز من بنات أفكارك أم من إيحاء الولي الفقيه؟!وهل يا ترى إهلاك الحرث والنسل انتصار في مفهوم الأمين العام؟ أي انتصار هذا الذي أذلّ الشيعة وجعلهم يستجدون علبة السردين ومجمع الحلاوة والدثار والفراش؟! أيّ انتصار هذا الذي امتهن كرامة الشيعة وجعلهم يحتاجون القاصي والداني ممن لا يجوّز الشرع الإحتياج إليهم؟! أيّ انتصار هذا الذي دمر بيوت الشيعة وأدخل الرعب إلى كلّ الأفئدة والقلوب؟! أيّ انتصار هذا الذي أفسد الأجنة في بطون أمهاتها وزرع الأمراض الخطيرة في الأجسام والزروع؟! أيّ انتصار هذا الذي سبَّبَ غلاء الأسعار وفساد الثمار؟! أيّ انتصار هذا الذي أزهق النفوس بالمئات وخرّب البنيان؟! ذَكَّرَنا هذا الإنتصار بانتصار أبي عمّار ياسر عرفات عام 1982 يوم أبادت إسرائيل منظمة التحرير والمخيمات ثم خرج من لبنان رافعاً إصبعي النصر يلوّح بهما من على ظهر سفينة تقلّه إلى المنفى.. وذَكَّرَنا هذا الإنتصار بشعارات جوفاء ألصقها بنو أميّة وبنو العبّاس على ملوكهم وسلاطينهم ما بين خليفة الله والحاكم بأمر الله والمعتمد والرشيد والمأمون والأمين والمتوكِّل والمعتز والقائم بأمر الله إلخ..
v ما أبرعكَ أيها الأمين العام بتغيير الحقائق إلى أوهام..
v وما أقدركَ على صنع القصص الخيالية حتى صدّق بها الأعداء..
v وصَدَقَ عليكَ المثل السائر: رمتني بدائها وانسلَّت..
لقد أصبغ على الهزيمة نصراً إلهياً صدّقه الرعاع واستمجّ قوله المستفيدون والطامعون والطامحون.. حتى صار الموتورون يتمنون أنْ يكونوا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يدي ماله وجاهه..
إنّ سرّ النجاح يا أخي هو أنْ تكون مرضياً عند الله تعالى وليس عند الناس، فما ينفعكَ رضى الناس، والله ساخط عليكَ.. وما ينفعكَ الجموع الغفيرة يوم تكون وحيداً في قبركَ تحاسب على كلّ صغيرة وكبيرة؟ وما ينفعك الولي الفقيه إذا كان إمام زمانك ساخط عليك؟ وهل تنفعكَ غداً عباءتكَ التي أهديتها لتلك السافرة؟ فالقديس يخجل أنْ يتظاهر بقداسته لمن طلبها منه!! بل القديس يحرِّم على نفسه مزعمة القداسة.. والزاهد المجاهد لا يرضى من الناس أنْ يفدّوا أنفسهم لأجل حذائه.. والورع التقي لا ينفق الأموال الطائلة على صوره لتُعَلَّق على العمارات والجدران.. ومَن يخاف الله تعالى لا يروِّع الآمنين بوعيد النار.. والمحبّ لإمام الزمان لا يستكبر عن اللهج بذكره والتماس شكره.. والغيور على الأعراض يصونها من شرور الأغيار.. فهل من العقل والدِّين أنْ تنفق مليارات الدولارات على المتضررين بفعل اعتداء إسرائيل وكان بمقدوركم تجنبه من الأساس وإنفاق هذه الدولارات على الفقراء والمساكين قبل الإعتداء؟! وهل أنّ مال الإمام المنتظر (عليه السَّلام) في إيران ومال الإمام الرضا (عليه السَّلام) صار سلعة بائرة لأجل أهدافكم ومخططاتكم وقد حُرِمَ من هذه الأموال ملايين الفقراء في إيران؟! وهل من الدين أنْ يجود السيد حسن نصر الله بمليارات الدولارات تعويضاً على خسائر حرب تموز من أجل الحصول على الثلث الضامن؟! وهل من الدين أنْ يدمر بلد بكامله وتُستباح دماء الناس من أجل سمير القنطار ويحيى سكاف؟! لم نسمع في ملة من الملل أو شريعة من الشرائع السماوية والوضعية أنْ يدمر بلد بكامله من أجل ثلاثة أسرى، والأنكى من ذلك أنّه لو اجتمع العالم كله على أنْ ينقذ الأسيرين الإسرائيليين لن يمكنهم ذلك إذا لم تشأ قريحة السيد حسن نصر الله إطلاق سراحهما، حتى ولو قُتل الشيعة كلهم في لبنان، فالمهمّ أنْ تكون كلمة حسن نصر الله هي العليا بنظر قادة الحزب ومناصريه.. ليت شعري لو أنّ هذه الحماسة كانت لزعيم وطني وديني مرموق كالسيد بطل السلام في الشرق الأوسط موسى الصدر ورفيقيه المظلومين..
ما الحلّ؟ وماذا نفعل؟
يكمن الحل فيما لو كانت قرارات الحزب بيد قادته وليست بيد إيران، ومهما ادّعوا بأنهم مستقلون عن حكّام إيران فإنّ دعواهم تكذبها شواهد الحال والمقال هنا وهناك، إذ ما أضمر إنسان شيئاً إلاّ وظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه، وما دام ولاء الحزب لقادة إيران، وولاء نبيه بري لقادة سوريا وإيران معاً فإنّ الحلول عقيمة وباب السّلام مسدود بوجه اللبنانيين..
نصيحتي لقادة الحزب والحركة أنْ ينبذوا ولاءاتهم لغير لبنان، ومهما تعنتروا فآخر الأمر سيتصاغرون، إذ ما من ظالم إلاّ وسيُبلى بأظلم. فعليكم بالتوبة وإصلاح الأمور قبل فوات الأوان وحلول الندم، وإني على يقين بأنّ كلامي هذا لن يعجب هؤلاء وسيزدادون حنقاً وحقداً عليَّ لأنهم يرون أنفسهم أعلى من أنْ أعظهم وأنصحهم، بل هذه عادة السلاطين الذين نسوا الآخرة فأخلدوا إلى الأرض.
فيا أيها الحزابلة والحراكلة.. لقد سئمنا أخطاءكم بإسم الطائفة، كفاكم عنتريات ولا تركنوا إلى قوتكم وجبروتكم لأنها إلى زوال، كما زال جبروت غيركم.. كفاكم استغلالاً للفقراء والمساكين.. كفاكم استذلالاً لمن احتاجكم بلقمة العيش..
ولن ننعم بالهدوء والسَّلام في لبنان ما دامت الأحزاب والمنظمات تنعم بالحرية بلا قيود وحدود، لذا اقترح على النظام اللبناني الأمور التالية:
1) حلّ كلّ الأحزاب بلا استثناء.
2) تقوية الجيش وقوى الأمن والشرطة حتى لا يكون ثمة مبرر للحزب بإبقاء سلاحه بذريعة ضعف الجيش والمؤسسات التابعة له.
3) بسط نفوذ الجيش وقوى الأمن على عامة المناطق ولا سيّما الضاحية.
4) ملاحقة العناصر المخرِّبة أينما كانوا دون محاباة لجهة على أخرى.
5) إنشاء جهاز محاكمة السياسيين ورؤساء الأحز اب وغيرهم؛ لأنّ عدم المحاسبة يؤدي إلى الإسترسال في التخريب تحت عنوان الحرية والديموقراطية، فللحرية حدود، وللديموقراطية ضوابط بحيث لا تخل بالنظام العام للدولة والمواطنين.
* إقتراح على الحزب:
أقترح عليهم الأمور التالية، وإنْ كانوا يحسبون أنفسهم فوق أيّ اقتراح أو نصيحة، ولكن أعذر من أنذر:
1) إلقاء السلاح الثقيل وتسليمه للدولة أو للجهة التي جاءت منه؛ لأنّ السلاح الثقيل سيعطي ذريعة لإسرائيل بإبادة الشيعة، فلا تعطوه ممسكاً لذلك.
2) أنْ يكون ولاؤه للوطن وليس لحكام إيران وسوريا؛ لأنّ الولاء للآخرين خيانة للوطن، ولن تنفعكم سوريا أو إيران في المستقبل، بل كلّ بلدٍ يسعى لتحقيق مكاسبه على حساب شيعة لبنان، فلا تكونوا أدوات تنفيذية للآخرين، فسيأتي يوم تتخلى عنكم سوريا وإيران عمّا قريب..
3) لا تغالوا في رموزكم الدينية والسياسيّة..
4) إنفتحوا على الآخرين لصالح الحالة العامّة والمحبّة والسَّلام..
5) أنْ لا يتولى قيادة الحزب معمم؛ لأنّ ضرره أعظم على الدّين من غيره فيما لو أخطأ أو أساء.
6) أنْ يهدئ قادة الحزب أعصابهم ويتحلوا بالحِلْم والحكمة؛ ولا سيّما أمينه العام الذي ننصحه بأنْ يكون صبوراً شكوراً حليماً حكيماً، لا متهوِّراً وطائشاً وعصبياً لا يعرف سوى لغة التهديد والوعيد، وهذا النوع من اللغة يتسم به الجاهلون الذين لا يقوم رأيهم على الحجّة والبرهان..
7) أنْ لا يستغلوا الشعارات الدينية لأجل تزيين صور قاداتهم وزعمائهم في عقول المشايعين لهم؛ لأنها لا تنمّ سوى عن انتهازية تقضي في نهاية المطاف على القيم والمبادئ والأخلاق..
* نصائحي لقادة حركة أمل:
1) كونوا كما علّمكم السيد موسى الصدر: منفتحين على عامة الناس.
2) كونوا دعاة السّلام والمحبة، ودعاة اللين والرفق.
3) لا تكونوا أذناباً لغيركم يأخذكم حيث يريد..
4) كونوا حلقة وسط تجمع بين جميع الأطراف على الخير والبركة والمحبة والسّلام.
5) إنبذوا العصبيات التي مزَّقَت البلاد وفرّقت العباد..
6) ألاّ يتفرد نبيه بري بالقرارات السياسية وغيرها في حركة أمل، بل يُفرض أن تكون مشورة بين الجميع في قيادة حركة أمل، كما عليه باستشارة الحكماء في أيّ قرار يتخذه على حساب حركة أمل التي أسسها السيد موسى الصدر والذي ضاع حقه عند أكثر قادة الحركة.
وأخيراً نذكّر قادة الأحزاب بوصيّة الإمام عليّ لواليه على مصر مالك الأشتر وننصحهم بقراءته جيداً، كما ننصح جميع السّاسة والإقتصاديين والإعلاميين أنْ ينكبّوا على دراسة هذه الوصيّة لأهميتها على الصعد الروحية والسياسيّة والإقتصادية والإجتماعية.. قال (عليه السَّلام) لمالك الأشتر كما في شرح نهج البلاغة للدكتور صبحي الصالح ص426 خطبة53:
((... الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك.. فليكن أحب الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح . فأملك هواك ، وشح بنفسك عما لا يحل لك.. وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك. وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم. ولا تنصبن نفسك لحرب الله فإنه لا يدي لك بنقمته، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته. ولا تندمن على عفو، ولا تبجحن بعقوبة، ولا تسرعن إلى بادرة وجدت منها مندوحة ولا تقولن إني مؤمر آمر فأطاع فإن ذلك إدغال في القلب، ومنهكة للدين، وتقرب من الغير. وإذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة فانظر إلى عظم ملك الله فوقك وقدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك، فإن ذلك يطامن إليك من طماحك، ويكف عنك من غربك، ويفئ إليك بما عزب عنك من عقلك إياك ومساماة الله في عظمته والتشبه به في جبروته، فإن الله يذل كلّ جبار ويهين كلّ مختال أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته وكان لله حربا حتى ينزع ويتوب. وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد.
..وليكن أبعد رعيتك منك وأشنؤهم عندك أطلبهم لمعائب الناس، فإن في الناس عيوبا الوالي أحق من سترها. فلا تكشفن عما غاب عنك منها فإنما عليك تطهير ما ظهر لك، والله يحكم على ما غاب عنك. فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك... ولا تعجلن إلى تصديق ساع فإن الساعي غاش وإن تشبَّه بالناصحين..
.. إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الآثام فلا يكونن لك بطانة فإنهم أعوان الأثمة وإخوان الظَّلَمَة.. والصق بأهل الورع والصدق، ثم رُضْهُم على أن لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله، فإنّ كثرة الإطراء تُحْدِثُ الزَّهو وتدني من العزة.. ولا تَنْقُض سُنَّةً صالحةً عمل بها صدور هذه الأمة، واجتمعت بها الألفة، وصلحت عليها الرعية. ولا تحدثن سنة تضر بشيء من ماضي تلك السنن فيكون الأجر لمن سنها. والوزر عليك بما نقضت منها.
وأَكْثِرْ مدارسة العلماء ومنافثة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك وإقامة ما استقام به الناس قبلك.
..ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة.. ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختباراً، ولا تولهم محاباة وأثرة، فإنهما جماع من شعب الجور والخيانة، وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام المتقدمة، فإنهم أكرم أخلاقاً، وأصح أعراضاً، وأقل في المطامع إشرافاً، وأبلغ في عواقب الأمور نظراً..
.. إياك والدماء وسفكها بغير حلها، فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها. والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة. فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام..
وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين.
وإياك والمن على رعيتك بإحسانك، أو التزيد فيما كان من فعلك أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك ، فإن المن يبطل الاحسان..
وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها، أو التسقط فيها عند إمكانها.. إمْلَكْ حَمِيَّةَ أنفك، وسَوْرَة حدك، وسطوة يدك، وغرب لسانك. واحتَرِسْ من كلّ ذلك بكفِّ البادرة وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الإختيار، ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك..)).
هذا ما أحببتُ إيراده على الحالة العامة التي ينتهجها قادة الحزب والحركة، وثمة إشكالات كثيرة أحببتُ إيرادها لكنّني آثرتُ كتمانها حرصاً على بعض الخصوصيات وتهدئةً للخواطر، ولكن ما ذكرتُه عسى أنْ يكون ناجعاً عند مَن ألقى السمع وهو شهيد، فهذه شهادتي قد ألقيتُها فهل على الرسل إلاّ البلاغ المبين، اللهمّ اشهد أني قد بلَّغْتُ، والحمد لله ربّ العالمين.


**




بيان صادر عن جمعية من اجل الجالية اللبنانية في اسرائيل


لقد غزرت الاقلام الصحافية في الآونة الاخيرة وتهافت الوحي الالهي على ثلة من المارقين في الحقل الاعلامي، فبدأت كؤوسهم تنضح بزيتهم العفن، وحبرهم الفاسد! فسودوا الصفحات الالكترونية والورقية على حد سواء، متطاولين على قيم الأدب الاعلامي وعمق الكلمة وصدق النقد البناء...

لأولئك نقول:
كفى تطاولا على القيم الانسانية من خلال التهجم على تلك الشريحة اللبنانية في اسرائيل، وهي التي نالت ما نالته من ظلم التاريخ والسياسات والصفقات... بدءا من جريدة الاخبار وصولا الى العديد من المواقع الالكترونية التي وعندما تريد حشو صفاحاتها تتسابق للتعدي والتلفيق ونشر مقالات واجتهادات لا تمت الى الحقيقة بصلة.

اما ما نرمي اليه من خلال هذا البيان هو رد طبيعي ومنطقي على ما جاء من هرطقات ما يسمى بتجمع شباب الجنوب وتهجمه السافر على شخص السيد الياس بجاني الامين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية وعلى قلمه الصادق وكلامه الصريح .

- اولا: ان هذا التجمع يبدو وكأنه مجموعة من المراهقين تفتقر الى المصداقية والتركيز والعمق السياسي والتاريخي للبنان وجنوبه...

- ثانيا: يظهر من خلال كتاباتهم الهشة انهم على بعد اميال من العلم والثقافة والادب الصحافي والاجتماعي ايضا...

- ثالثا: هناك تشتت وتناقض واضحين، وهذا يظهر بجلاء في البعد الايديولوجي لاهدافهم غير الثابتة..

- رابعا: ليس هناك من تجمع او تنظيم او رابطة او ما شابه له الحق المطلق بالتعاطي مع قضية اللبنانيين في اسرائيل باستثناء اولئك المخولون لذلك، امثال غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وقلة قليلة من السياسيين الحاليين، اضافة الى الاقلام الجريئة اكانت داخل الوطن ام خارجه.

- خامسا: نضم صوتنا الى السيد الياس بجاني الذي ما هدأ قلمه يوما الا وذرف دموع الحقيقة مطالبا ، مناشدا، منتقدا، مصححا، معلقا، محذرا، مدافعا الى ابعد الحدود...

- سادسا: ان الهيئة الاعلامية ل "جمعية من اجل الجالية اللبنانية في اسرائيل" تأمل من كل الغيارى على مصلحة اللبنانيين في اسرائيل، ومصلحة اللبنانيين كافة ان يتوخوا الصدق والحقيقة قبل الاقدام على اية مغامرة اعلامية قد تنقلب عكس ما يأملون...

- سابعا واخيرا: نحن براء من هذا التجمع الذي يشكل خطرا على لبنان الذي نريد، وعلى اهلنا وتاريخنا والقيم التي من اجلها استشهد الآلاف وهاجر مئات الآلاف...



الهيئة الاعلامية
بتاريخ 22/4/2007

الجمعة، أبريل 20، 2007

"تجمع شباب الجنوب"، مين الشباب!!



بيان صادر عن الياس بجاني/الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

قرأت اليوم على موقع التنظيم الأرامي الديموقراطي رداً على مقالي الأخير (الهالات الساقطة ومعانات أهلنا في إسرائيل) الذي نشر في 18/4/2007 وتناول التخلي في لبنان الرسمي والحزبي والسياسي، المعارض والموالي على حد سواء عن قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل منذ العام 2000، كما تطرق المقال إلى هرطقات الجنرال عون السياسية والأنانية وتكويعاته اليوداسية باتجاه دويلة الضاحية الجنوبية وحزب ولاية الفقيه فيها، إضافة إلى سقوط هالته الخادعة بالتزامن مع سقوط هالة مقاومة وقداسة حليفه المستجد السيد حسن نصر الله الذي نقل ساحات وعنتريات مقاومته الإلهية من حدود لبنان مع إسرائيل إلى ساحات وشوارع وأزقة بيروت، وطالبنا الجميع العمل على إصدار عفو عام يغلق بالحق والعدل والقانون ملف أهل الجنوب اللاجئين في إسرائيل.

الرد علينا حمل توقيع "تجمع شباب الجنوب" من لبنان، وهو تجمع لم نسمع به سابقاً، كما أن أهلنا في إسرائيل وبلاد الانتشار هم أيضاً لا يعرفونه ولا يعرفون من هم هؤلاء الشباب الذين وفجأة حملوا لواء جيش لبنان الجنوبي وتبنوا عقيدة ومبادئ الرائد سعد حداد. من هنا فإننا نسأل الشباب إن كان لهم بالفعل من وجود، أن يُعرِّفوا عن أنفسهم أولاً بالأسماء الحقيقية، ويعلنوا ثانياً بصدق ووضوح عن أهدافهم وانجازاتهم، ليكون بالتالي ردنا عليهم موجهاً إلى بشر وليس إلى أشباح.

نذكر هنا أن التجمعات والمؤسسات التي تتبنى ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ عام 2000 هي معروفة ومعلنة، كما أن أسماء وحتى عناوين وأماكن إقامة المشرفين عليها ليست سراً على أحد "وتجمع شباب الجنوب" من لبنان ليس احدها. علماً أن هذا التجمع الوهمي لم يصدر عنه أي صوت منذ سبع سنوات.

من المفترض أن تكون "موضة" وتقليعة بيانات الأشباح والمصادر والتجمعات الوهمية المخابرتية "العنجرية" قد انتهت مع انتهاء حقبة الاحتلال السوري للبنان، فعسى أن لا تكون بعض القيادات المسيحية تحديداً التي أفلست شعبياً وأخلاقياً وسقطت هالاتها والمصداقية قد تبنت إستراتجية "السورنة والبعثنة" لأطر تحركاتها.
انتهى البيان
**

في أسفل البيان موضوع الرد

اهلنا في اسرائيل ونحن في سجون السلطة اللبنانية
نحن نرد على السيد الياس بجاني، ونحن في لبنان وهو يعيش في نعيم كندا وخيراتها .
نحن كتجمع لشباب الجنوب هذا التجمع الذي انبثق من عقيدة ومبادىء القائد الراحل سعد حداد، هذا التجمع الذي يضم في صفوفه رجالا من كل لبنان كما هو جيش لبنان الحر ( الجنوبي) .
حاربنا وناضلنا وقاومنا ميليشيات العدو الايراني السوري طوال عشرين عاما،لجمناهم طوال هذه الفترة، كنا اقوياء كما قال الجنرال انطوان لحد باللبنانيين الذين دعمونا ولو بالسر كي لا يعلم بهم العدو السوري وميلشياتها كمنظمة حزب الله الارهابية.
لم يكن لا الجنرال عون ولا غيره يقاتل معنا، بل هنا نذكر ان البعض من اللبنانيين والذين هم اليوم من قادة ما يسمى بثورة الارز كانوا يشدّون على يد حسن نصر الله وهم من اعطاه الهالة التي ظلّت فوق رأسه حتى باتت جزءا لا يتجزأ منه بنظره ونظرهم .
من رفيق الحريري الى وليد جنبلاط وغيرهم كثر كانوا هم من دافع عن حزب الله وهم ايضا من خوّننا واتهمنا بالعمالة لدولة اسرائيل وايضا وايضا وهل ننسى لن ننسى كيف قام المدعو رفيق الحريري بمنع الجنرال لحد من دخول الاراضي الفرنسية بناء لطب منه لشيراك الذي بدوره اصدر مرسوما رئاسيا منع بموجبه الجنرال الحامل للجنسية الفرنسية من دخول ارض بلده الثاني. يذكر ان هذا المنع لم يفعله اي رئيس فرنسي سابق واخر من اصدره كان نابوليون .
انسيت يا سيد بجاني ان وليد جنبلاط اتحف اللبنانيين يوم خطب بهم من بنت جبيل واعلن ان المقاومة الاسلامية (حسب تعبيره) هي الضمانة الوحيدة للبنان بوجه اسرائيل وعملائها حسب قوله ؟
هل تعلم يا سيد بجاني ان ابنة ضابط في جيش لبنان الجنوبي محكوم عليها بالاعدام وهي لم تبلغ الخامسة عشر من العمر بعد ؟
لن نطيل عليك الرد ونحن متأكدين ان جعبتنا مليئة وقلوبنا ايضا وعيوننا نحو الجنوب ستظل لن يهدأ لنا بال الا عندما يحاكم من حاكمنا ولو وصل بنا الامر سنحاكمه في قبره.
نصيحة يا سيد بجاني لا عون ولا غيره قادرين على رد حقنا ولانك منا ونحن منك فلنبدأ بمحاكمة من اوصل حزب الله الى مرحلة القمة والعز الذي هو فيه فليحاكم الداعمين السياسيين لحزب الله والعاقل يبدأ بغسل رأسه قبل جسمه عندما يستحم. ها هم قادة ما يسمى بثورة الارز هم من اوصل جيش لبنان الحر (الجنوبي) الى هنا
تجمع شباب الجنوب
بيروت – لبنان


قتل و اختطاف الصحافيين وسيلة إنذار لا أكثر


رشا أرنست
تـُعرف حرية الرأي و التعبير على أنها
الحرية في التعبير عن الأفكار و الآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة و مضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقا لقوانين و أعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير . و ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن : " لكل فرد الحق في حرية الرأي و التعبير، ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل و البحث عن و تسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود " . و لكن على مر العصور هناك دائماً حدود لحرية الرأي و التعبير في العالم بكل مستوياته حيث أن هذه القضية من أكثر القضايا الشائكة و الحساسة و تتغير طبقاً لمعايير أمنية و سياسية و دينية تخص كل دولة . أما الصحافة فهي المهنة التي تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهور بكافة طبقاته الثقافية ، و هذه الأخبار عادة تكون متعلقة بكل مستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الاجتماعية الرياضية أو الفنية وغيرها . و حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي الضمانة التي تقدمها الحكومة لحرية التعبير و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الجمعيات و تمتد لتشمل المنظمات بث الأخبار و تقاريرها المطبوعة و كل ما يتعلق بسبل النشر داخل الدولة . و يستخدم لفظ الصحافة سلطة رابعة ببعض الدول بعد الثلاث سلطات الأساسية التشريعية و التنفيذية والقضائية و قد قال إدموند بروك الفيلسوف الانجليزي بهذا الصدد : " ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان ، و لكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعاً " .
و لنستعرض معاً ما وصل إليه حال حرية التعبير و الرأي و الصحافة الحرية في القرن الواحد و العشرون في هذه الأيام . حيث أصبحت الحرية بصفتها العامة و هي حالة
التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان و إنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية أصبحت حرية غير حرة مُكبلة بمئات القيود في كل مكان . فما بالنا بحرية خاصة مثل حرية التعبير أو الصحافة .
أظهرت النتائج البحثية أن عام 2006 م السابق لهذا العام هو الأكثر دموية منذ عام 1994 م ، حيث أن قتل 81 صحافياً ، و مقتل 32 معاوناً إعلامياً ، استجواب 871 صحفي على الأقل ، الاعتداء أو التهديد بالقتل لأكثر من 1472 ، اختطاف 65 صحافياً على الأقل ، و أخيراً و ليس آخراً فرض الرقابة على 912 وسيلة إعلامية على الأقل . هذا مقارنة بعام 2005 م الذي حصد مقتل 63 صحافياً ، مقتل خمس معاونين إعلاميين ، و استجواب 807 صحافياً على الأقل . و ربما سيزيد العدد عند انتهاء العام الحالي الذي شهد حتى الآن في اقل من أربع شهور منقضية أبشع حوادث قتل للصحافيين بأنحاء متفرقة من العالم . تعتبر العراق هي أولى الدول التي تشتهر بقتل الصحافيون حيث أنها خلال أربع سنوات الحرب تعرض 139 صحافياً للقتل . و تأتي المكسيك بالمرتبة الثانية من لائحة الدول الأكثر خطورة على حياة الصحافيين و الإعلاميون .
و السؤال الذي يطرح نفسه لماذا الصحافيون أو المراسلون على وجه التحديد ؟
بالسابق كان هناك ما يسمى بالسبق الصحفي حيث ينفرد صحفي بالحصول على خبر ما داخل بلده أو خارجها و تقوم جريدته بنشرها سابقة كل الجرائد و المجلات و بهذا يتسع توزيع الجريدة و تكون رابحة هي و الصحفي من الناحية الأدبية و المادية أيضاً . و لكن الآن و في ظل الأقمار الصناعية و الفضائيات التي تبث كل شيء لحظة بلحظة لم يعد هناك ما يُسمى بالسبق الصحفي . فإذا كانت على سبيل المثال قناة الجزيرة الإخبارية منحشرة في كل صغيرة و كبيرة بالتفصيل في حياة البشر في كل أنحاء العالم ، ماذا سيبقى للصحفي أن ينشر ؟ فأصبح المراسل هو أيضاً في حكم الخطر لأنه من ينقل الأخبار . و هنا نجد أن الصحافة أخذت نمط جديد عن السابق و هو المراسلة فأصبح السبق لا يخص فقط الصحفي و إنما يخص بالدرجة الأولى المراسل الذي يضع نفسه في وسط الأحداث و يتكلم . و الكلام دائماً يسبق الكتابة ، فما على المراسل إلا أن يمسك بميكرفونه و يسرد كل ما يود و كل ما عرفه كما أنه يجعل خياله يذهب و بجي إلى حيث لا ندري . فبالرغم من أن وسائل الأخبار التلفزيونية و الفضائية أصبحت أكثر انتشاراً عن الصحف إلا أنها لا تحمل المصداقية الكاملة . فغالباً ما تكون هناك سياسة لكل محطة إخبارية تتخذها في نقل الأخبار عامة و ما يُجاري سياستها خاصة .
عندما يُقتل صحافياً أو مراسل إحدى القنوات الإخبارية من قبل إحدى الجماعات يكون إنذاراً لمن وراء هذا الصحافي أو المراسل . فقتل صحافياً أو مراسل لمجرد انه هكذا و هذه مهنته ليست هدفاً لجماعة معينة و أن وجد استثناءاً . و لكن الاحتمال الأكبر وراء قتل هؤلاء هو بصدد إنذار يوجه للقناة أو الجريدة التي يعمل معها الصحافيون أو المراسلون المستهدفون في هذه العمليات . إنذار ليس لسبب بعينه و إنما تعبيراً لرفض سياستهم الإعلامية أو طريقة تناولهم للأخبار العامة و الخاصة لتلك الدولة التي بها الجماعة الخاطفة أو القاتلة و احتجاجاً موجهاً إلى تلك القناة أو الصحيفة . و لأن سياسة هذه الجماعات هي القوة و العنف ، و البقاء للأقوى ، فبالتالي طريقتهم للاحتجاج أو الرفض هي طريقة الدم و القتل و أقلها الخطف أو التهديد . فهذه نتائج مستوى تفكيرهم الضيق و المحدود .
ما لا تدركه هذه الجماعات التي تستهدف هؤلاء الذين لا ذنب لهم غير أنهم احترفوا بالمهنة القاتلة أن الصحف أو القنوات الإخبارية العالمية لن تقف لمجرد قتل صحافياً أو قتل عشرة من الطقم الخاص بها لأن دائماً هناك البديل لهؤلاء الذين اختاروا طريق الموت . لن ينتهي مبدأ اتخذه هؤلاء سواء مبدأهم هو الإعلام الصحيح و البحث عن الحقيقة أو البحث عن الفضائح ، فلكل منظمة قضية تدافع عنها و تستميت من اجل البقاء عليها ، لأن بقاءهم من بقاءها . و بالفعل أصبحت مهنتي الصحافة و المراسلة الإخبارية هما مهنتي الموت القادم من بعيد ، فمن اختار إحداهما ترك كل شيء من ورائه واضعاً أمام عينيه اتجاه واحد فقط يسعى إليه حتى و أن كان يعلم أن الموت في انتظاره بطريقة أو بأخرى .
شهداء مهنة البحث عن المتاعب كما كانوا يسمونها سابقاً أو المهنة القاتلة حالياً نسبة من شهداء هذا القرن الدموي . فالحرية التي هي هبة من الله لجميع البشر باختلافاتهم أصبحت مملوكة لمن يملكون القرار أو الأسلحة بمختلف أنواعها المادية و المعنوية .
بسجن سامي الحاج و آخرين مثله في جوانتنامو أو باختطاف جونسون الصحفي بفلسطين أو غيره لن تقف الدنيا ، و ستستمر عقارب الساعة في الصراع على من يعيش أكثر و من يقتل أكثر . فالقوي لا يشعر بقوته إلا عندما يظهر ضعف الآخرين أمامه ، و كلما زاد أمام عينيه ضعفهم امتلأ هو بالفخر أمام نفسه بالقوة . و بالطبع هي قوة مزيفة مبنية على أجساد الصحافيون ، و لكن ماذا إذا واجه كل خاطف أو محتل نفسه و جردها من أسلحته التي يمسكها بيديه أو جردها من أفكاره الشيطانية التي يمتلكها بعقله ؟
لن نحتاج للإجابة لأن هؤلاء اضعف من أن يواجهوا أنفسهم . هم فقط قادرين على إخافة و قتل الآخرين لأنهم يجهلون أنفسهم الضعيفة كيف كانت . و لتحتفظ أيها القارئ بإجابتك .

رئيسُ الجمهوريةِ يُنْتَخَبُ فقط بالأكثرية


سعيد علم الدين
نقل نقيب المحررين ملحم كرم عن لحود تأكيده "ان نصاب الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية هو غالبية الثلثين، وكل ما يقال خلاف ذلك مجرد تفسيرات وتعليقات واجتهادات سياسية لا علاقة لها بنص الدستور".
كلام لحود هذا هو هرطقة دستورية على المزاج لا أساس لها من الصحة، واجتهادات غوغائية دون اجتهاد، وتعليقات ترمى في سلة المهملات، لأن المادة 34 من الدستور عطفا على المادة 49 تؤكد العكس تماما.
فالرئيس القسري لحود لا يستطيع تفسير الدستور كما يشتهي على هواه ولا يستطيع توريث الرئاسة لميشال عون الذي يهواه.
فهنا الكلمة الفصل لأحكام الدستور ولنواب الأمة فقط لا غير.
ففي انتخاب رئيس الجمهورية تقول المادة 49 من الدستور دون ذكر لكلمة اكتمال النصاب القانوني التالي:
" ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي".
فلا حديث كما يدعي لحود عن اكتمال النصاب القانوني بالثلثين. أي أن الرئيس ينتخب دون نصاب قانوني بغالبية الثلثين، وإلا فبالغالبية المطلقة.
تأكيدا لما أشرنا إليه تظهر قانونية الجلسات بوضوح في المادة 34 التي لا تتحدث عن الثلثين كنصاب قانوني أيضا، وإنما التالي:
" لا يكون اجتماع المجلس قانونيا ما لم تحضره الأكثرية من الأعضاء الذين يؤلفونه، وتتخذ القرارات بغالبية الأصوات."
هذا ما يقوله الدستور بوضوح الذي يتحدث عن الأكثرية وليس عن نصاب قانوني من الثلثين لعقد جلسة قانونية لانتخاب رئيس الجمهورية أو لمنح الحكومة الثقة.
واستزادةً في الشرحِ للحود واستفادةً لبعض المتفقهين الجدد نقول:
لبنان بلد دستوري وحسب بنود الدستور الحديث المكتوب منذ عام 1926 إضافة أو إزالة لبعض التعديلات المهمة التي طرأت عليه أو أُلحقت به تباعاً:
هو جمهورية ديمقراطية دستورية برلمانية عربية يحكمها النظام الديمقراطي الاقتصادي الحر عبر التبادل السلمي للسلطة بين الحكم والمعارضة، محدد بفترة زمنية واضحة تفرض نفسها على الدولة ولا يمكن التلاعب بها ولا تمديدها، إلا لظروف استثنائية جدا - كالحرب التي تعطل بطبيعتها الفوضوية إجراء انتخابات سَليمَةً سِلْميَّةً مثلا-، ومن خلال إرادة وطنية داخلية حرة وليس فرضها من الخارج كما حصل في التمديد القسري الغير شرعي للحود من قبل حاكم النظام السوري بشار الأسد في العلن، ومن قبل مرشد النظام الإيراني خامنئي في السر.
ولبنان أيضا جمهورية دستورية يحكمها الدستور من خلال فصل السلطات وتحديد الصلاحيات للرؤساء عبر نصوصه القانونية الأساسية وبنوده الواضحة الملزمة للحكم والمعارضة. فدستور الطائف الذي أنهى الحرب دفع ثمنه الشعب اللبناني غاليا جدا: مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين والمهجرين والمغتربين والخسائر الروحية والمعنوية التي لا يمكن ان تعوض والمادية التي تقدر بآلاف الملايين من الدولارات. تماما كالشعب الفرنسي الذي دفع ثمن دستوره في الإخاء والمساواة والحرية والديمقراطية والعلمانية ثورة عام 1789 التي أكلت الأخضر واليابس، هزت العالم وغيرت وجهه التاريخ وكلفت الشعب الفرنسي الحروب والفوضى وعشرات الآلاف من القتلى. وتماما أيضا كالشعب الألماني الذي كلفه دستوره أو قانونه الأساسي عام 49 حربا عالمية حصيلتها عشرات الملايين من القتلى والجرحى وتقسيم لبلادهم واحتلالها لأكثر من نصف قرن وخسارة أجزاء شاسعة وكبيرة جدا منها للدول المجاورة.
ومن هنا فالدساتير ليست قصائد شعر وطنية تلقى في المناسبات، وليست أغاني عاطفية أو أناشيد حماسية وإنما نصوص واضحة بكلمات مفهومة لا تفسر حسب الأمزجة أو يلعب بأوراقها الريح السياسي أو حزب ولاية الفقيه الإلهي.
ولهذا فمن يفرط بها يتحمل مسؤولية عمله الأرعن هذا أمام الله والشعب والتاريخ وما سيجره ذلك على البلد التعددي الصغير من ما لا يمكن أن تحمد عقباه. حتى ولو امتلك البعض 30 ألف صاروخا على شاكلة رعد لحماية المجرم قاتل عظماء الأمة والشهداء الأبرياء، وحتى ولو امتلك عشرات الآلاف من الميليشيا الإلهية لقتل الحقيقة ووقف المحكمة وعرقلة العدالة لينجو المجرم الشرير من العقاب، فلن تكفيه صواريخه وميليشياته أبدا لقهر إرادة الشعب اللبناني في الحرية والسيادة والتقدم والازدهار والاستقلال والبناء والنجاح والانطلاق، وكشف الحقيقة، وحب ورود الحياة وعطورها ورفرفة فراشاتها وزقزقة عصافيرها وتفتح زهرة ثورة الأرز المباركة وانتشار أريجها في كل أنحاء العالم.
فكيف إذا كان الشعب اللبناني وقواه الحرة وحكومته الشرعية وأكثريته النيابية الحية مدعومة من الشرعية العربية والدولية ومجلس الأمن الساهر على لبنان أكثر من بعض اللبنانيين الفاشلين في حب وطنهم والسهر على مستقبل أطفالهم؟ الذين يفضلون مصالحهم الأنانية الآنية أو المصالح الإيرانية الصفوية السورية البشارية على مصلحة وطنهم.
فالكلمة الأولى هنا للحق الذي يعلى ولا يعلى عليه، وللحقيقة التي ستظهر رغم تلبد الغيوم وستشرق عبر المحكمة الآتية بلا ريب كالشمس التي لا تعرف المغيب، حتى ولو شبه لهم.
أما الباطل الفاجر فهو ذاهب إلى الحضيض ومعه أهله وصواريخه وميليشياته وعاره وظلامه وحقدهِ وعيوبه، وتناقضاته، ومربعاته وأشباحه وألواحه، وضباط اغتياله واحتياله وغروره واختياله.
فالكلمة الفصل هنا للعدالة التي لا تقبل القهر والبلطجية والتسييس والابتزاز والانحراف، وللأخلاق التي لا تعرف الكذب والدجل والافتراء، والنفاق واللف والدوران وإغلاق البرلمان والرياء والخسران، وللشرعية التي تقوم على مداميك ثابتة لا تهزها الأيام والأنواء، وللقانون المدعوم بشرائع الأرض والسماء، لكي لا تسيطر شريعة الغاب والإرهاب ويفلت المجرم من العقاب.
ولبنان أيضا هو جمهورية برلمانية يحكمها مجلس النواب عبر نواب الأمة، الذين يمنحون ثقتهم للحكومة وهم الممثلون الشرعيون لإرادة الشعب، الذي انتخبهم بإرادته الحرة وبانتخابات نزيهة وقانون انتخابي وافق عليه الجميع دون استثناء وتحالفات سياسية لم يفرضها فريق على الآخر.
ومن هنا فمن لم تعجبه نتيجة الانتخابات فلا يستطيع بعد سنوات نقضها بالتحجج بقانون 2000 التعسفي، ومن ينفرط عقد تحالفاته السياسية لأي سبب كان، فلا يستطيع أن يفرض على الأكثرية إجراء انتخابات مبكرة.
فكيف إذا كانت هذه الأكثرية مريحة وتملك العدد الكافي من النواب للحكم؟
ولبنان أيضا حسب مقدمة الدستور هو عربي الهوية والانتماء، وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، أي لبنان جمهورية عربية بفعل اللغة والشعب والتقاليد والعادات والثقافة والحضارة والمصير والانتماء، ويأتي من يزايد علينا يوميا بالعروبة والهوية كجماعة "حزب الآلهة". وهدفهم ليس الهوية العربية وإنما الإيرانية وحضارتهم ليست العربية الأصيلة وإنما الفارسية المستوردة. حيث بدأت مناطقهم تتفرس وأحياؤهم تتأيرن خارجةً من طبيعتها اللبنانية الأصيلة وثقافتها العربية. والكثير منه أخذ يلدغ لسانه بالفارسي!
عودة إلى لحود وقصر بعبدا الذي أصبحت أبواقه النافخة يوميا تذكر بنعيق الغربان، ترويجاً للفتنة، وتبشيراً بالحرب الأهلية خوفا من المحكمة الدولية.
وجاء في الأخبار "ورأى لحود أن إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي بشأن قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يعني حربا أهلية في لبنان، لأن ذلك يعتبر افتعالا لمشكلة داخلية تستفيد منها “إسرائيل” التي ستستغل تنازع اللبنانيين مع بعضهم".
هذا القول لا يتفوه به إلا شخص غريب لا علاقة له بلبنان ومأساته، حاقد على الوطن، مشارك في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ويرتجف مع حلفائه المجرمين من كلمة محكمة.
ولهذا يبشر بالخراب كما يبشر الغراب!
وأصبح لحود في غفلة من الزمن رئيسا لجمهورية لا يفقه حتى فقرات دستورها.