راسم عبيدات
....... كل الدلائل والمؤشرات، تقول ان المواجهة العسكرية بين قوى المقاومة والممانعة والمعارضة العربية والإسلامية من جهة، وبين المحور الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي الغربي وأدواته الإقليمية في المنطقة باتت قريبة جداً، بل ونشهد بداياتها الآن في قطاع غزة، حيث التصعيد والقصف الإسرائيليين غير المسبوقتين، والتي لم تعد تفرق بين مقاومين، أو حتى أطفال رضع، بل الفلسطيني مستهدف كفلسطيني، وفي ظل حالة التغول والتوحش الأمريكي- الإسرائيلي وصمت بل وتساوق العديد من أنظمة النظام الرسمي العربي، مع ما يجري من قتل وتدمير ممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة، ناهيك أن المؤسسات الدولية ودعاة ولجان ما يسمى بحقوق الإنسان المسطي على والمصادرة قراراتها من قبل الإدارة الأمريكية، لا يهمها ما يجري من تقتيل وتدمير وحصار وتجويع بحق شعب بأكمله، لا ذنب له سوى أنه يطالب بحريته وإنهاء وزوال الاحتلال، بل همها ينصب على تسويغ وتبرير العدوان الهمجي الإسرائيلي، وتوفير الحضانة والتغطية له، رغم أن ما ترتكبه إسرائيل هناك، ليس له سوى مسمى واحد، هو جرائم حرب ضد البشرية والإنسانية، فالطفل الفلسطيني الرضيع،والذي كانت تندبه والدته بحرقة محمد البرعي، بالقول محمد بني، أين أنت؟ يا محمد لماذا قتلوك؟، هل أطلقت صاروخاً؟، وهل أسأت للعالم بضحكاتك البريئة؟، فالشهيد محمد لم يكن مقاوماً فلسطينياً، ولا مدافعاً عن أرضه ووجوده في ظل العدوان الهمجي الإسرائيلي المستمر والمتواصل، بل رضيع رزقت به والدته بعد خمس سنوات من المعاناة والآلام.
وهذه المواجهة العسكرية، والتي كنت أعتقد أن بدايتها ستكون من لبنان، يبدو أنها تنطلق وتبدأ من القطاع، لفرض واقع جديد، يتمثل في القضاء على قوى المقاومة هناك، وضمن الخطة المرسومة والتي تشارك فيها بالإضافة إلى أمريكيا وإسرائيل أدواتها الإقليمية في المنطقة، اجتياح واحتلال إسرائيلي للقطاع، وبعد القضاء على قوى المقاومة، يجري تسليمه لقوات عربية وإسلامية غير معاديه لإسرائيل ،قوات مصرية وأردنية وماليزية وتركية، وبعدها يسلم القطاع للسلطة الفلسطينية، وواضح جداً أن أمريكيا وإسرائيل تعييان جيداً،أن مؤتمر أنابوليس للسلام، هو ليس سوى محطة على الطريق، للتحضير لموسم ذبح عربي وإسلامي جديد، ولكن يبدو أن هذا الموسم هذه المرة أعم وأشمل، وسيطال أكثر من حلقة في آن واحد،وبما يضمن تغير شامل لخارطة المنطقة جغرافياً وسياسياً، وضمان رسمها لسيطرة أمريكية – إسرائيلية على مقدراتها وخيراتها وثرواتها لفترات طويلة جداً، ومقابل الحلقة الفلسطينية ، هناك الحلقة اللبنانية، حيث يبدو أن الأمور قد قطعت شوطاً تجاه تصعيد أمريكي – إسرائيلي ، بتعاون وتنسيق ومشاركة من أطراف محلية وإقليمية، للبدء في تفجير الساحة اللبنانية، مما يوفر الغطاء والمبرر لضرب قوى المقاومة اللبنانية ومعها سوريا، فقدوم المدمرة الأمريكية "كول" إلى الشواطئ اللبنانية، يأتي في سياق دعوة قوى الرابع عشر من آذار اللبنانية لاستقدام قوات دولية إلى لبنان ، وأيضاً في سياق الضربة العسكرية المحتملة للمقاومة اللبنانية والعربية وعلى رأسها حزب الله وسوريا، إذا ما رفضت الشروط الأمريكية المتعلقة بانتخاب رئيس لبناني، خارج إطار الدستور والتوافق اللبناني، وكذلك تحذير وتهديد مباشر لسوريا، بأنها لن تسمح بعقد القمة العربية في سوريا، إلا وفق اشتراطاتها وإملاءاتها وعلى رأسها تنصيب رئيس لبناني من قوى الرابع عشر من آذار، وأن تتضمن القمة بنداً واضحاً وصريحاً بالاعتراف بإسرائيل،دون ربط ذلك بموافقتها على المبادرة العربية، والتي يجب الهبوط بسقفها وبما توافق عليه إسرائيل، وفي هذا المجال وجدنا أمريكيا بدأت بالضغط العملي والفعلي على أدواتها الإقليمية في المنطقة، لعدم حضور القمة في دمشق، والدعوة لعقدها في مكان بديل، وليكن شرم الشيخ على الأرجح، وهذا ما طرحته دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يعني تعميق حالة الشرذمة والانقسام العربي، وإنهاء مؤسساتها الشكلانية والورقية الجامعة مثل الجامعة العربية، وهذا توجه خطير جداً يهدف إلى شطب مفهوم العروبة والقومية من الذاكرة والوعي العربيين،وتعزيز وتكريس مفاهيم ومبادئ القطرية والجهوية والطائفية والقبلية والعشائرية والحلول الفردية والقطرية، بدلاً عن الهم والمصير الجمعي والقومي.
إذا الإدارتان الأمريكية والإسرائيلية، لم تعد تنتظران رداً من قوى المقاومة ودول الممانعة العربية والإسلامية، على ما قامتا وتقومان به من جرائم واعتداءات على الأمتين العربية والإسلامية، والتي كان آخرها اغتيال أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله الشهيد القائد عماد مغنية على الأراضي السورية، بل قوى اليمين المتشدد في كلا البلدين، ترى أن فرصتها للبقاء في سدة الحكم، تأتي فقط من خلال الإيغال في الدم العربي والإسلامي، وهذا يتطلب شن حروباً استباقية عليها، قبل أن يصبح من الصعوبة لجمها والسيطرة عليها ، أو لربما تشكيلها مخاطر جدية على مصالحها ووجودها وقوة ردعها وهيبتها، وخصوصاً بعد الهزيمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي في عدوانه على لبنان في تموز/ 2006 .
ومن هنا فإن المواجهة العسكرية واقعة لا محالة في القريب العاجل، ولكن الذي بحاجة لحسم في هذا ،هو شرارة التفجير، هل تنطلق من غزة؟ أم من لبنان؟ وسواء انطلقت من غزة أو لبنان ،فإن تداعياتها سيكون لها أبعاداً إقليمية، تطال منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بل ومنطقة الخليج العربي، فعدم تحقيق نجاحات أمريكية جدية في حروبها في أفغانستان والعراق،وكذلك ترسخ إيران كقوة إقليمية في المنطقة، وما لها من تأثيرات ونفوذ،بالإضافة الى قدراتها العسكرية والتسليحية الكبيرة، وعدم اكتراثها وتأثرها بما يسمى بالعقوبات الدولية، لحملها على عدم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، والتصميم على امتلاكه حتى لو تعرضت إيران لضربة عسكرية، وكذلك إسرائيل تتخوف بشكل جدي من تطور وتصلب قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والتي ترى فيها مخاطر جدية وتهديد لوجودها، وخاصة ما صرح به سماحة الشيخ حسن نصر الله،يوم استشهاد القائد مغنية، من أن مؤسس الدولة اليهودية بن غوريون ، قال بأن نهاية إسرائيل تكون بعد خسارتها لأول مواجهة عسكرية، وهذا ما حدث بالفعل.
إذا هي كما قال سماحة الشيخ حسن نصر الله حرباً مفتوحة ،بوادرها تلوح من غزة وبيروت في آن واحد، وأبعادها وتداعياتها ستطال منطقة الشرق الأوسط والخليج، والنتائج ستحدد وتحسم مصير المنطقة لعشرات السنيين القادمة .
القدس- فلسطين
....... كل الدلائل والمؤشرات، تقول ان المواجهة العسكرية بين قوى المقاومة والممانعة والمعارضة العربية والإسلامية من جهة، وبين المحور الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي الغربي وأدواته الإقليمية في المنطقة باتت قريبة جداً، بل ونشهد بداياتها الآن في قطاع غزة، حيث التصعيد والقصف الإسرائيليين غير المسبوقتين، والتي لم تعد تفرق بين مقاومين، أو حتى أطفال رضع، بل الفلسطيني مستهدف كفلسطيني، وفي ظل حالة التغول والتوحش الأمريكي- الإسرائيلي وصمت بل وتساوق العديد من أنظمة النظام الرسمي العربي، مع ما يجري من قتل وتدمير ممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة، ناهيك أن المؤسسات الدولية ودعاة ولجان ما يسمى بحقوق الإنسان المسطي على والمصادرة قراراتها من قبل الإدارة الأمريكية، لا يهمها ما يجري من تقتيل وتدمير وحصار وتجويع بحق شعب بأكمله، لا ذنب له سوى أنه يطالب بحريته وإنهاء وزوال الاحتلال، بل همها ينصب على تسويغ وتبرير العدوان الهمجي الإسرائيلي، وتوفير الحضانة والتغطية له، رغم أن ما ترتكبه إسرائيل هناك، ليس له سوى مسمى واحد، هو جرائم حرب ضد البشرية والإنسانية، فالطفل الفلسطيني الرضيع،والذي كانت تندبه والدته بحرقة محمد البرعي، بالقول محمد بني، أين أنت؟ يا محمد لماذا قتلوك؟، هل أطلقت صاروخاً؟، وهل أسأت للعالم بضحكاتك البريئة؟، فالشهيد محمد لم يكن مقاوماً فلسطينياً، ولا مدافعاً عن أرضه ووجوده في ظل العدوان الهمجي الإسرائيلي المستمر والمتواصل، بل رضيع رزقت به والدته بعد خمس سنوات من المعاناة والآلام.
وهذه المواجهة العسكرية، والتي كنت أعتقد أن بدايتها ستكون من لبنان، يبدو أنها تنطلق وتبدأ من القطاع، لفرض واقع جديد، يتمثل في القضاء على قوى المقاومة هناك، وضمن الخطة المرسومة والتي تشارك فيها بالإضافة إلى أمريكيا وإسرائيل أدواتها الإقليمية في المنطقة، اجتياح واحتلال إسرائيلي للقطاع، وبعد القضاء على قوى المقاومة، يجري تسليمه لقوات عربية وإسلامية غير معاديه لإسرائيل ،قوات مصرية وأردنية وماليزية وتركية، وبعدها يسلم القطاع للسلطة الفلسطينية، وواضح جداً أن أمريكيا وإسرائيل تعييان جيداً،أن مؤتمر أنابوليس للسلام، هو ليس سوى محطة على الطريق، للتحضير لموسم ذبح عربي وإسلامي جديد، ولكن يبدو أن هذا الموسم هذه المرة أعم وأشمل، وسيطال أكثر من حلقة في آن واحد،وبما يضمن تغير شامل لخارطة المنطقة جغرافياً وسياسياً، وضمان رسمها لسيطرة أمريكية – إسرائيلية على مقدراتها وخيراتها وثرواتها لفترات طويلة جداً، ومقابل الحلقة الفلسطينية ، هناك الحلقة اللبنانية، حيث يبدو أن الأمور قد قطعت شوطاً تجاه تصعيد أمريكي – إسرائيلي ، بتعاون وتنسيق ومشاركة من أطراف محلية وإقليمية، للبدء في تفجير الساحة اللبنانية، مما يوفر الغطاء والمبرر لضرب قوى المقاومة اللبنانية ومعها سوريا، فقدوم المدمرة الأمريكية "كول" إلى الشواطئ اللبنانية، يأتي في سياق دعوة قوى الرابع عشر من آذار اللبنانية لاستقدام قوات دولية إلى لبنان ، وأيضاً في سياق الضربة العسكرية المحتملة للمقاومة اللبنانية والعربية وعلى رأسها حزب الله وسوريا، إذا ما رفضت الشروط الأمريكية المتعلقة بانتخاب رئيس لبناني، خارج إطار الدستور والتوافق اللبناني، وكذلك تحذير وتهديد مباشر لسوريا، بأنها لن تسمح بعقد القمة العربية في سوريا، إلا وفق اشتراطاتها وإملاءاتها وعلى رأسها تنصيب رئيس لبناني من قوى الرابع عشر من آذار، وأن تتضمن القمة بنداً واضحاً وصريحاً بالاعتراف بإسرائيل،دون ربط ذلك بموافقتها على المبادرة العربية، والتي يجب الهبوط بسقفها وبما توافق عليه إسرائيل، وفي هذا المجال وجدنا أمريكيا بدأت بالضغط العملي والفعلي على أدواتها الإقليمية في المنطقة، لعدم حضور القمة في دمشق، والدعوة لعقدها في مكان بديل، وليكن شرم الشيخ على الأرجح، وهذا ما طرحته دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يعني تعميق حالة الشرذمة والانقسام العربي، وإنهاء مؤسساتها الشكلانية والورقية الجامعة مثل الجامعة العربية، وهذا توجه خطير جداً يهدف إلى شطب مفهوم العروبة والقومية من الذاكرة والوعي العربيين،وتعزيز وتكريس مفاهيم ومبادئ القطرية والجهوية والطائفية والقبلية والعشائرية والحلول الفردية والقطرية، بدلاً عن الهم والمصير الجمعي والقومي.
إذا الإدارتان الأمريكية والإسرائيلية، لم تعد تنتظران رداً من قوى المقاومة ودول الممانعة العربية والإسلامية، على ما قامتا وتقومان به من جرائم واعتداءات على الأمتين العربية والإسلامية، والتي كان آخرها اغتيال أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله الشهيد القائد عماد مغنية على الأراضي السورية، بل قوى اليمين المتشدد في كلا البلدين، ترى أن فرصتها للبقاء في سدة الحكم، تأتي فقط من خلال الإيغال في الدم العربي والإسلامي، وهذا يتطلب شن حروباً استباقية عليها، قبل أن يصبح من الصعوبة لجمها والسيطرة عليها ، أو لربما تشكيلها مخاطر جدية على مصالحها ووجودها وقوة ردعها وهيبتها، وخصوصاً بعد الهزيمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي في عدوانه على لبنان في تموز/ 2006 .
ومن هنا فإن المواجهة العسكرية واقعة لا محالة في القريب العاجل، ولكن الذي بحاجة لحسم في هذا ،هو شرارة التفجير، هل تنطلق من غزة؟ أم من لبنان؟ وسواء انطلقت من غزة أو لبنان ،فإن تداعياتها سيكون لها أبعاداً إقليمية، تطال منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بل ومنطقة الخليج العربي، فعدم تحقيق نجاحات أمريكية جدية في حروبها في أفغانستان والعراق،وكذلك ترسخ إيران كقوة إقليمية في المنطقة، وما لها من تأثيرات ونفوذ،بالإضافة الى قدراتها العسكرية والتسليحية الكبيرة، وعدم اكتراثها وتأثرها بما يسمى بالعقوبات الدولية، لحملها على عدم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، والتصميم على امتلاكه حتى لو تعرضت إيران لضربة عسكرية، وكذلك إسرائيل تتخوف بشكل جدي من تطور وتصلب قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والتي ترى فيها مخاطر جدية وتهديد لوجودها، وخاصة ما صرح به سماحة الشيخ حسن نصر الله،يوم استشهاد القائد مغنية، من أن مؤسس الدولة اليهودية بن غوريون ، قال بأن نهاية إسرائيل تكون بعد خسارتها لأول مواجهة عسكرية، وهذا ما حدث بالفعل.
إذا هي كما قال سماحة الشيخ حسن نصر الله حرباً مفتوحة ،بوادرها تلوح من غزة وبيروت في آن واحد، وأبعادها وتداعياتها ستطال منطقة الشرق الأوسط والخليج، والنتائج ستحدد وتحسم مصير المنطقة لعشرات السنيين القادمة .
القدس- فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق