الأربعاء، مايو 30، 2007

هل يعود جنرال باريس إلى لبنان، ويبقى جنرال الرابية في باريس؟!


الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

إن مراجعة الحسابات ومقارنة الأهداف بالانجازات هي آلية أكثر من ضرورية لتقييم النجاح والفشل، وتحديد الأرباح والخسائر، في ما يخص أي عمل أكان سياسياً تجارياً أو عسكرياً،ً ودائماً بهدف تأمين سبل الاستمرارية الفاعلة والمنتج، وتحسين الأداء، وتعديل وتصحيح المسارات على قاعدة، "أن العودة عن الخطأ فضيلة"، وأن الإقرار الصريح والكامل بالتوبة الصادقة المصحوبة بالإصرار والسعي والجهد والكفارات على مثال وخطى "الولد الشاطر"، هي الطريق الأنجع والوحيد للخلاص، والانتصار على الخطيئة، والعودة إلى سبل الحق والعدل ومخافة الرب.

نحن أبناء البشارة الذين أعطي مرجعنا الروحي مجد لبنان، نحن تلاميذ المعلم ابن الله المتجسد الذين التزمنا عن قناعة وثبات الشهادة للحق ومناصرة كل قضاياه، نحن حاملو مثلث الإيمان والرجاء والأمل، نحن أبناء وطن الأرز الذين لا نهاب لا الجلجلة ولا الصلب، نحن جميعا نتطلع اليوم إلى باريس التي يزورها بخجل وطأطأة رأس، جنرال الرابية، النائب ميشال عون، بهدف معلن هو التسويق لكتاب يحكي سيرته، وآخر مبطن هو السعي الحثيث والمستميت لمقابلة من أمكن من سياسيين ورسميين فرنسيين فكاً لعزلته القاتلة في مجتمعه المسيحي بعد انتقاله المدان إلى قاطع محور دول الشر، وتحالفه الهجين مع منظمة حزب الله الأصولية، ودخوله المهين قفص المعارضة الانقلابية، وتبنيه ثقافة نصب الخيم، وقطع الطرقات، وتهديد المواطنين، والتفنن بالديماغوجية الغوغائية: نحن المسيحيون اللبنانيون نرجو ونتمنى من القلب والوجدان أن يبقى هذا الجنرال التائه عن سبل الحق، والمرتد عن ثوابت وقيم ومفاهيم السياديين اللبنانيين الشرفاء، أن يبقى في باريس ليريح ويرتاح، فاسحاً في المجال لعودة جنرال باريس، الرجل والقائد والمناضل الذي عرفه اللبنانيون طوال 18 سنة، فأحبوه ووثقوا به ودافعوا عنه، وهو من جانبه لم يخيب آمالهم، فأحبهم وتواصل معهم وكان مثالاً يقتدى به.

هذا الجنرال السيادي الذي حملنا معه بيارق النضال بقي في باريس ولم يعد إلى لبنان بعد أن تحرر من الاحتلال السوري، وكنا افترضنا في العشرات من مقالاتنا أنه أمسى في ذمة التاريخ بعد أن نحره جنرال الرابية نحراً مبيناً إلاهياً ودفن كل تاريخه ونضاله، وشوه صورته الوطنية، وشتت فكره النير بوهم مرضي، ولوث شفافيته والمصداقية بجرثومة كرسي بعبدا القاتلة.

ترى هل وصل جنرال الرابية بعد أن حصد الفشل والخيبة والعزلة بنتيجة حماوة رأسه وعناده وانسلاخه عن ناسه والواقع وعصيانه المشين على مرجعيته الروحية وتحديه لسيد صرحها ومهاجمة مجلس مطارنتها، هل وصل إلى قناعة بأن كل أقنعته قد سقطت ومعها سقطت حتى ورقة التوت، وبات عارياً أمام الحقيقة ومرذولاً في مجتمعه؟ هل أدرك بعقله الواعي واللاواعي أنه خان الأمانة، ونقض الوعود والعهود، وانقلب على كل طروحات ونضال ومصداقية التيار الوطني الحر؟
هل بصره والبصيرة سوف يمكناه من الاعتراف العلني بأنه شريك مباشر في كل ما تسببت به سوريا من أذى وضرر للبنانيين بعد انسحاب جيشها من بلدهم؟
هل أمسي يعي أنه مجرد غطاء ليس إلا لمشروع إيران وسوريا الهدام والأصولي في لبنان من خلال رأس حربتهما حزب الله؟

نرجوا ذلك، خصوصاً وأن الانتخابات الأخيرة لنقابة الأطباء قد بينت أن نسبة 68 بالمائة من المسيحيين لا يؤيدون خياراته، ولا يستسيغون تحالفاته، وغير مقتنعين بصوابية خطابه، ويخجلون من أسلوب تعاطيه مع الاستحقاقات، ويعارضون وقوفه ضد المؤسسات، ويستنكرون استهتاره بالدستور وطرحه مشاريع تناقض بنوده
من مثل انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب ولمرة واحدة. كما أنهم ممتعضون من عصيانه الصبياني على ثوابت وطن الرسالة التي يجسدها بصدق وثبات سيد بكركي ومجلس المطارنة الموارنة؟

الكثيرون من الذين ابتعدوا عن جنرال الرابية عقب ورقة تفاهمه مع حزب الله استبشروا خيراً وأملوا أن يبقى جنرال الرابية في باريس، وأن يعود جنرال باريس إلى الرابية رغم الكلام العدائي والانفعالي والمستنكر الذي قاله مجدداً بحق غبطة البطريرك صفير والمطارنة الموارنة من العاصمة الفرنسية.
التفاؤل هذا مرده إلى أن جنرال الرابية لم يأخذ معه إلى باريس صهره المدلل جداً، والمحبوب جداً، والطموح جداً، المهندس جبران باسيل. وهي بالواقع المرة الأولى التي لا يكون فيها إلى جانبه في تحرك له خارج لبنان. والمعنى هنا في قلب الشاعر!! وللشاعر يجوز ما لا يجوز لغيره. والمهم أن يكون جنرالنا "شاعر" أنه وبعد أن منحه 70% من المسيحيين أصواتهم والتفويض عادوا وابتعدوا عنه وسحبوا التفويض منه، وبالتالي انتهى كزعيم وقائد مميز، وأصبح سياسياً أقل من عادي يساوم ويبيع ويشتري ويتلون غب الطلب.

يقول المثل: "استبشروا بالخير تجدوه"، ونحن متفائلون بفعل وسحر هواء باريس، وأيضاً بنصائح وزير خارجيتها الجديد للجنرال الذي وافق أن يستقبله. فلعل هذا على ذاك يعيدا لنا جنرالنا الباريسي، ويبقى جنرال الرابية في باريس، فنذبح عندها العجل المسمن "للشاطر" العائد.

كندا في 31 أيار 2007
عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

من فتاوى الجوع الجنسي إلى فتاوى الشعوذة والتكفير والتخوين


راسم عبيدات

.. بداية لا بد لنا من القول، أنه سابقاً كانت مؤسسات الإفتاء الديني ركيزة هامة من ركائز المجتمع المدني، ولكنها غدت اليوم جهازاً من أجهزة السلطة الحاكمة توظيفاً وتعييناً وتمويلاً، وهي مجندة لخدمة السلطة الحاكمة، وتجهد في إيجاد الحجج والذرائع والمبررات والمصوغات، للسياسات والممارسات التي تقوم بها وتنفذها، وأغلب الدوائر والمؤسسات الفقهية، إن لم يكن جميعها، هي ما يصطلح على تسميتها بمؤسسات الفقه والإفتاء السلطوي (حكام وفقهاء السلاطين)، مما أفقد المؤسسات الفقهية ودور الإفتاء استقلاليتها وعلميتها ونجاعتها، وأصبحت تستخدم كأدوات للصراع السياسي والاجتماعي.

ولعل طرح الأمثلة، قد يساعدنا في تعليل وتدعيم وجهة النظر هذه، حيث أننا نشهد ظاهرة خصخصة الإنتماء الديني، كما هو الحال في سياسة الفوضى الخلاقة، التي تعمل أمريكيا على نشرها وتسويقها وتطبيقها وتعميمها على كامل المنطقة العربية والإسلامية، والتي تأتي ظاهرة الخصخصة الدينية، كأحد نتائجها وتجلياتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، الوصول إلى حالة لا تتوافق أو تتوحد فيها الشعوب العربية والإسلامية على الصوم الموحد والأعياد الموحدة والعطل والمناسبات الدينية الموحدة، وكذلك إيجاد فقهاء ومفتين ينظرون لوجهة النظر الأمريكية في القضية الدينية، كجواز تعديل القرآن مثلاً، والذي قامت بها الإدارة الأمريكية ـ حيث أعادت صياغة القرآن الكريم، ضمن كتاب سمته الفرقان..

وبالعودة لاستخدام الفتاوى والإفتاء، كأحد أدوات الصراع السياسية، فلعل الجميع يذكر أنه عندما وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات اتفاقية " كامب ديفيد" مع إسرائيل، وأخرج مصر بثقلها العسكري والسياسي والبشري من دائرة الصراع مع إسرائيل، وجدنا هناك من يبرر هذه الاتفاقية من علماء وفقهاء السلاطين، ويشبهها بصلح الحديبية، ويستقدم الأدلة المدعمة لذلك من كتاب الله، بالاستناد للآية الكريمة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله.." رغم الفارق الكبير والجوهري بين الحدثين، وكذلك عندما غزا العراق الكويت، هناك من أفتى بجواز استقدام القوات الأجنبية، إلى الديار الإسلامية والاستعانة بها، لضرب العراق، وأيضاً هناك من أفتى وشرع الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله..

هذه فتاوى لأغراض سياسية، وهناك فتاوى لأغراض دينية، أي خدمة نهج أو رؤيا أو تيار ديني أو مذهبي، مثل قضايا التكفير بين السنة والشيعة، وقضايا التكفير والتخوين بين أنصار التزمت والانغلاق وأصحاب الفكر التنويري، حيث أن دور الإفتاء دأبت على تخوين وتكفير، كل من له اجتهادات وتصورات ومواقف دينية تتعارض مع رؤيتها وتصوراتها، وتحديداً القوى العلمانية أو من هم محسوبين على التيار الديني المتنور، مثل الشيخ بن باز في السعودية، وحسن الترابي في السودان، والأستاذ الجامعي المصري حامد أبو زيد، وفرج فوده، والشهيد حسين مروه في لبنان، وصادق جلال العظم في سوريا، وغيرهم.

وهناك الفتاوى التكفيرية والتخوينية، والتي تجري على أساس مذهبي وعقائدي وفكري وسياسي، مثل الفتاوى المتبادلة بين المراجع الدينية السنية والشيعية في العراق ولبنان وغيرها، وفتاوى المفتي شاكر الحيران بتكفير حركة حماس، والدعوة إلى قتلهم، وتبشير من يقوم بذلك بالجنة، وهذه فتاوى بالأساس تهدف إلى بث الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد وغالباً، ما تكون هذه الفتاوى لها مقاصد ومرامي وأهداف خبيثة، تدمير وحدة المجتمع وهتك نسيجه الإجتماعي وبث الفرقة والخلاف بين أبنائه ودفعه للاحتراب والاقتتال الداخلي وغيرها.

والإفتاء ليس قصراً على هذه الموضوعات، بل أن الكثير من هذه الافتاءات له علاقة بالمرأة والعلاقات الجنسية في المجتمع، مما يشير إلى عمق الأزمة التي تعيشها الشعوب الإسلامية والعربية في هذا الجانب، رغم أن الشعوب العربية في أغلبها متدينة، ومرجعها في هذا الجانب القرآن والسنة والاجتهاد، إلا أن ما يجري على الأرض- أرض الواقع- يشير إلى أنه لم تكن هناك حلول ناجعة لهذه المشكلة، فتقارير المنظمات والهيئات الدولية أشارت مؤخراً، إلى أن في طليعة الدول المتاجرة بالذهب الأبيض، دولتين عربيتين هما المغرب والإمارات العربية، ورغم أن الدين أتاح للمسلم الزواج بأكثر من واحدة، لحل هذه المشاكل، ولمنع انتشار الرذيلة والبغاء في المجتمع، إلا أن ذلك لم يشكل حلولاً جدية، لمجتمعات تعاني من حالة عدم الاستقرار السياسي، والفقر، وأزمات عميقة في الجوانب الإجتماعية، لها علاقة بالتخلف والموروث الإجتماعي، وكذلك الرؤيا والتصور والنظرة الدونية للمرأة ودورها ووظيفتها ومكانتها في المجتمع، ناهيك عن أن الطفرة النفطية والغزو الفكري والثقافي، ساهما إلى حد كبير في فتاوى النهم والجوع الجنسي، مثل فتاوى زواج المتعة والمسيار والكيف وغيرها.

والمسألة لم تقف عند هذا الحد، بل توجت بفتاوى رئيس قسم الحديث في الأزهر السيد عزت عطية، فتوى إرضاع الكبير في أماكن العمل، وهذه فتوى صريحة وواضحة، ولا تحتمل التأويل، تشريع للدعارة والبغاء في المجتمع، وبشكل غير منظم، والمسألة ليست قصراً على الفتاه والفقهاء، بل أعمق وأبعد من ذلك، فالكثير من محطات العري العربية وغيرها، هي ملك لأمراء وسلاطين، وكذلك من يقضي معظم وقته في الوعظ والتثقيف بالحور العين وأعدادهن في الجنة.

باختصار مجتمعات تعاني من جوع مزمن في هذا الجانب، وبالتالي فتاوى هدفها الإساءة للمسلمين وإظهارهم على أنهم وحوش بشرية، لا هم لهم إلا النساء والقتل، ويندرج في هذا الإطار فتاوى الشعوذة "والتهابيل والتساطيل "من طراز فتوى علي جمعة، تبرك الصحابة ببول النبي، رغم المعرفة والإدراك بطهارة النبي، وبأن البول يعد من النجاسة والذي يعد إحدى مبطلات الصلاة، والغريب أن الكثير من هذه الفتاوى له مقاصد ومرامي سلبية وتخريبية، ولم نسمع على سبيل المثال لا الحصر، من يفتي بتكفير كل من يشارك من الحكام العرب والمسلمين في حصار الشعب الفلسطيني، ولم نسمع بفتاوى الجهاد بأنه فرض عين على كل مسلم من أجل تحرير بيت المقدس ومسرى الرسول (صلعم)، ولم نسمع بفتاوى تخوين كل من يبيع شبر أو سنتمتر من أرض العرب والمسلمين للأعداء، ولم نسمع فتاوى بتكفير وتخوين، كل من يؤيد الإحتلال الأمريكي للعراق، ولكن كل يوم نسمع انشغال المفتين بقضايا المرأة، هل يحق لها قيادة سيارة أم لا؟

هل يحق لها المشاركة في الإنتخابات أم لا؟ ويحق لزوجها تطليقها إذا ما انتخبت قائمة غير التي يريدها زوجها في الإنتخابات؟ وهل يحق لها ركوب حافلة مشتركة أم لا؟ وغيرها من هذه الفتاوى التي تشغل الناس عن القضايا الكبرى المحدقة بالأمة العربية، والتي يجب على مؤسسات الإفتاء إذا ما أرادت أن تستعيد جزءاً من هيبتها أن تتنبه لها، وأن تكون شغلها الشاغل، لا فتاوى إرضاع الكبير ولا التبرك ببول النبي وغيرها، وأن حل هذه المعضلة لن يكون بمجرد التنسيق بين المجامع ودور الإفتاء، ولا حتى بإستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية، وإنما مرهون بعملية إصلاح فكري وتربوي وجذري، يطال البنية المؤسسية للإفتاء، وإستراتيجيات التأويل والقراءة، وبدون هذه العملية الإصلاحية الجذرية، تبقى فتاوى فقهائنا أدوات للصراع السياسي والاجتماعي الملتبس، إن هي خرجت عن أطراف الجرائد ومزاح العامة.
* كاتب مقدسي

الثلاثاء، مايو 29، 2007

الجيش اللبناني في حالة دفاع عن النفس



سعيد علم الدين

الجيش اللبناني يدافع عن نفسه بعد أن اعتدي عليه ظلما وغدراً بقتل وذبح 33 عنصرا من عناصره الميامين على أيدي أدوات المخابرات السورية. الجنود الشهداء قتلوا في غفلةٍ دون سلاح في إجازاتهم على الطرقات وهم ذاهبون أو عائدون إلى المواقع والثكنات. وآخرون قتلوا وهم يستريحون بأمان في خيمهم من عناء التعب والإرهاق حفاظا على أمن مخيم نهر البارد.
الجيش لا بد وأن يدافع عن هيبته التي امتهنت على يد عصابة مجرمة قائدها المجرم الإرهابي شاكر العبسي لا يمت بأي صلة إلى البطل الهمام عنترة العبسي. فعنترة كان فارساً شجاعا، ومحارباً مقداما، وشاعراً فحلاً، عربياً أبيا بأخلاقٍ عالية وشيم الرجال: لا يغدر! ولا يعتدي! لا يطعن من الخلف كالجبناء! يقارع الأعداء وجها لوجه، يواجه ولا يهاب المنون! يحمي الضعفاء ويدافع عن قبيلته دفاع الأبطال. أما شاكر فهو على النقيض خسيس جبان، غدارٌ لئيم، إرهابيٌّ حاقدٌ لا يرحم، بلا أخلاق ولا مشاعر ولا دين، يختبئ مع عصابته خلف المدنيين لجبنه عن مواجهة بواسل الجيش اللبناني وجها لوجه، محولا سكان المخيم الآمنين إلى دروع بشرية ومتاريس.
ومن هنا لا بد من إلقاء القبض عليه لكي يعترف للملأ من أرسله! وكيف تمكن من احتلال نهر البارد جالبا لأهله وللجوار اللبناني المصائب والويلات والدمار والنزوح وليعيث في لبنان قتلا وسرقةً وخرابا بهدف وقف المحكمة الدولية.
الجيش على حق لا غبار عليه وفي حالة الدفاع عن النفس في مطالبته بتسليم القتلة وإنهاء ظاهرة " فتح الإجرام" واجتثاثها من جذورها في نهر البارد وكل أنحاء لبنان. وهو مدعوم بشكل مطلق والتفاف وطني رائع من الشعب اللبناني ومن الشرعيتين العربية والدولية.
لا تراجع عن هذا الأمر النبيل، ولا صفقات يعمل لها الحزب اللاهي وعملاء المخابرات السورية في الظلام لتمييع هذه القضية العادلة.
فلا بد للجيش من الدفاع عن نفسه والوطن، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وفرض النظام والقانون ورد كيد المعتدين إلى نحورهم، وإلقاء القبض عليهم ومعاقبتهم وكشف حقيقتهم للرأي العام اللبناني والعربي. ولا خطوط حمر أمام الجيش فوق أرضه!
للتذكير مخيم نهر البارد هو أرض لبنانية وأهله هم ضيوفنا إلى حين العودة إلى فلسطين. حمايتهم هي مسؤولية الجيش اللبناني الباسل فقط.
الجيش يريد الحفاظ على النظام وفرض الأمن والأمان على الجميع لكي لا يسطو أحدهم على البنوك ويحتمي بقلب مدينة طرابلس أو في مخيم نهر البارد الآمن.
حقيقة هذه مهمة من مهمات قوى الأمن الداخلي التي طلبت تدخل الجيش بعد أن وجدت نفسها في مواجهة جيش مخابراتي في جهوزية كاملة للحرب متغلغل في طرابلس ومموها بلحى إسلامية كثة. أبلت القوات اللبنانية من جيش ودرك بلاءاً حسنا وبسرعة مذهلة في القضاء المبرم على اللصوص والسارقين واجتثاثهم من طرابلس والقلمون، مما دفع بقيادتهم التي احتلت نهر البارد سابقا تحت غطاء فتح الانتفاضة السورية إلى الاعتداء على الجيش غدراً كما أشرنا في بداية المقال.
من البديهيات أن يدافع الجيش، عندما يتعرض للاعتداء، عن نفسه وهيبته وكرامته وحياة عناصره. الجيش تعرض عدة مرات لاعتداءات متكررة من قبل فتح الانتفاضة والقيادة العامة وسقط له شهداء على أيدي هذين التنظيمين الإرهابيين التابعين للمخابرات السورية وكان دائماً يكظم الغيظ ويعالج الأمور بأقصى درجات الحكمة مطالبا بتسليم القتلة وما يفعله الآن أيضا. فعلى المنظمات الفلسطينية الشريفة كفتح الأم وحماس والديمقراطية تسليم القتلة المحتمين بالأبرياء من أهل المخيم وانتهى الموضوع. ولا توطين لكي تضيع فلسطين ولا هم يحزنون!
ولا بد من إنهاء ظاهرة "فتح الإسلام" المخابراتية السورية، لأنها ظاهرة غريبة بوجوه عجيبة تريد تحرير القدس من نهر البارد مع أن الجولان السوري المحتل من قبل الجيش الإسرائيلي هو أقرب بكثير إلى القدس.
الجيش من واجباته أيضا حفظ الحدود والأمن والأمان والاستقرار والنظام العام في البلد وهو يضحي بخيرة الشهداء ولقد سقط له في حرب تموز أكثر من خمسين شهيدا في مواجهة العدو الاسرائيلي. الجيش لا يشرب الشاي مع العدو إلا أن من فرض ذلك عليه يتحمل تبعات ذلك الأمر أي الحزب اللاهي الذي قدم الذريعة لإسرائيل لتشن حربا لا هوادة فيها ومن دون أن يكون الجيش اللبناني مهيئاً لها. ما حدث في ثكنة مرجعيون المحاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي المدعوم بالدبابات والطيران يتحمل مسؤوليته الحزب اللاهي الذي كان مستعداً من خلال تشكيلاته وأنفاقه واستراتيجيته للمجابهة وفشل في صد الجيش الاسرائيلي من الوصول الى مرجعيون، عكس الجيش اللبناني الذي كان وجوده رمزي في الجنوب الذي كان أصلا تحت سيطرة الحزب اللاهي.

وبعد كل ذلك يأتي عضو كتلة "الوفاء لبشار ورستم غزالي وإطاعة خامنئي ونظام الملالي" النائب علي عمار ليقول للأكثرية الديمقراطية "أنتم من حاولتم زج الجيش وتحاولون تكريس زجه أكثر وأكثر من خلال اندفاعكم بإطلاق لغة الحسم هنا وهناك". نقول لعلي عمار أنه فقط الأنظمة والأحزاب الشمولية الدكتاتورية هي التي تجز الجيوش في آتون الحروب. وكما فعل حزبه اللاهي عندما زج لبنان في كارثة تموز المدمرة. الجيش اللبناني ديمقراطي وله مرجعيته الحكومية ويخضع للسلطة السياسية الشرعية. من حقه أن يدافع عن نفسه يحمي البلاد من العصابات. أم ماذا يريد علي عمار أن يتم قتل وذبح 33 جندياً غدراً ويقول الجيش للقتلة شكراً!
لقد هال على عمار هذه الانتفاضة الباسلة للجيش والتفاف الشعب الرائع حول جيشه في عرس وطني، فأخذ يهذي وكأنه وحزبه لا يمتان للبنان وشعبه بأي صلة.
وهل ظاهرة "فتح الاسلام" هي إحدى المفاجآت الكثيرة التي تحدث عنها أمين عام الحزب اللاهي نصر الله؟
وهل هبطت على لبنان من السماء أم تم انتقالها بمساعدة لوجستية مضمونة من الحزب اللاهي؟
عصابة "فتح الاسلام" أمرها يهم الحزب اللاهي كثيرا، كيف لا وهي منذ البداية اختراع مخابراتي سوري وبامتياز. والدلائل والحقائق كثيرة وموثقة: ومنها أنها خرجت من رحم فتح الانتفاضة والتي هي فصيل فلسطيني سوري المنشأ حارب به حافظ الأسد الرئيس عرفات للهيمنة على القرار الفلسطيني. حضانتها وتربيتها تمت من خلال اعتقال شاكر العبسي في السجون السورية وبدل تسليمه للأردن التي طالبت به تم تجنيده للإرهاب والتخريب في لبنان.
الأهم من كل ذلك هناك هدف واحد يجمع سوريا وايران والقاعدة وكل الحركات الارهابية الأصولية السنية والشيعية رغم اختلافاتها وهو محاربة المشروع الأمريكي. حزب الله والقاعدة مختلفون عقائديا ولكنهم متفقون سياسيا على هدف محاربة المشروع الوهمي الأمريكي. اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تم من خلال هذا السياق وشريط ابو عدس أكبر دليل على استغلال المخابرات السورية لعناصر اسلامية أصولية ربما من القاعدة. الموضوع أن المخابرات السورية تستغل اندفاع هؤلاء الأغبياء لخدمة مصالحها في لبنان والعراق وفلسطين.
وفي هذا السياق أكد الإسلمجي الطرابلسي النائب السابق في برلمان الهيمنة السورية فتحي يكن لِ "الرأي العام" الكويتية في 28 أيلول 2006، قائلا "فعلاً استشهدت بكلام الظواهري بعدما وجدت أن هناك تطورا في الفكر والموقف السياسي لـ"القاعدة"، فهي باتت تقول انه لا يجوز أن نكون بصدد مناقشة القضايا الخلافية مع الشيعة وتدعو إلى التوحد في مواجهة المشروع الذي يستهدف الإسلام، وهذه أمور ايجابية(..)، لكن هذا الكلام نظري ويحتاج إلى موقف عملي"!. الموقف العملي هو اختراع عصابات "كفتح الإسلام" أداة أصولية دموية متطرفة ولعبة بيد مخابرات النظام السوري لتدمير العراق وزعزعة استقرار لبنان من خلال عبور المتطوعين وتدريبهم في عدة أماكن في سورية ومنها اللاذقية. .

استقالة رئيس عربي ووجهان للرئاسة


يوسف فضل


لا يستطيع الانسان ان يقوم بفعل صحيح في جزء من حياته بينما هو مشغول بفعل خاطىء في جزء آخر. إن الحياة كل واحد لا يمكن تقسيمه .(مهاتما غاندي)

لا أكتب هذا المقال من بنات وأولاد أفكاري .إذا أنا بعيد عن الهذيان ولم اخدع القارىء بالعنوان بل اجزم أن الدهشة والاستغراب هما العلامتان الحصريتان الغريبتان اللتان ظهرتا على الوجه كتأثير أولي لقراءة العنوان . إذ لا يخطر على قلب إنسان عربي أن حاكم عربي يقدم على تقديم طلب اعفاءة من منصبه . إذ الخبر سمعته ممن أثق به لصلته القريبة من هذا الرئيس والخبر ليس للنشر إذا سميت اسم الرئيس لكن اعتقد انه سيكون للنشر إذا ذكرت (رئيس عربي ) دون ذكر اسمه خوفا على مستقبله السياسي وليس لتقرير حالة مستقبل حياتي . لكن بتقيسم حسبة البسط (الخبر ) على المقام (عدد الرؤساء العرب ) تكون النتيجة وجع رأس للرئيس ولي .

في الوقت الذي نزل فيه بعضا من الشعب السوري فارعا دارعا زرافات وجماعات إلى الشوارع والحارات والأزقة لا تقف أمامه أي قوة شرطة وبوليس محلي ودولي لأنه في تظاهره راقصة على أمواج من موسيقى الفرح أو لعله الفزع مرحبا بالاستفتاء لـ ( انتخاب ) أو تجديد ولاية أو إعادة مسمرة (تثبيت ) على الكرسي أو التعميد (الاختياري) الذي لا بد منه للرئيس بشار الأسد لفترة سبعة سنوات قادمة ، هناك رئيس عربي آخر قدم طلب إعفاءه من مسؤولياته الرئاسية . لمن قدم الطلب ؟ لمكتب التوظيف في المخابرات الأمريكية أو لمساعد سكرتير ثاني في السفارة الأمريكية في بلده .

من يجرؤ (على الكلام لبول فندلي )وعلى كتابه تك (لا ) في استمارة الاستفتاء ؟ فإذا كان الشعب السوري يقول نعم والعصا فوق رأسه فكيف بمن يتك (لا ) في الاستفتاء . الاستفتاء يعني عدم التغيير أو رفض وضع أسس للتغيير لان الرئيس يرشح نفسه ضد نفسه وأيهما يرضى بها الشعب فالرئيس هو الفائز . ولو افترضت (افتراض غبي ) أن نتيجة الاستفتاء كانت (لا) بنسبة 60% فهل يتنحى الرئيس أم يعيد الاستفتاء ؟ وهل سيخرج علينا الرئيس بعد الاستفتاء من فوق سيارة مكشوفة (لن يُغتال مثل كندي ) لتحية الجماهير على نضالها السلمي بانتقال السلطة من ألانا إلى ألانا . هل الاستفتاء هو الفهم الديمقراطي للاقتراع الحر الذي اكتسبة الرئيس بشار الذي درس علم طب العيون في بريطانيا ؟ هل هي عدم ثقة الرئيس بشعبة ؟ وهل يعتقد الرئيس أن جمهورية غيابات الجوع والخوف والطاعة لا يصلح لها إلا الاستفتاء ؟ لماذا لا يتم الاستفتاء على المنجزات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصناعية والحربية والمالية التي تمت خلال فترة حكمه ؟ اعتقد أن النتيجة ستقنعه بان يجدد أو لا يجدد فترة حكم مرة أخرى . إذا كانت أمريكا تريد تشكيل شرق أوسط جديد بالفوضى الخلاقة فهل الاستفتاء هو نوع آخر من الفوضى لكن بوجه جُمِل بمساحيق فرنسية أم نوع من تركيز البؤس البشري بصمت وقسوة .

الرئيس عبد الناصر هو أول من ابتكر الاستفتاء في العالم العربي على المرشح الأوحد للرئاسة بنعم ولا وذلك بعد التخلص من محمد نجيب في العام 1954م وقد ظهرت النتائج في الإذاعة والشعب لا يزال يتك بـ نعم أو لا وبخط نسخي بارز في مراكز الاستشفاء الرئاسية . ولأول مرة ظهرت في عالم السياسة العربية نسبة الاقتراع في أربعة خانات من التسعات بالمئة .


وجه آخر للرئاسة ، اعتقد أن هذا الرئيس الذي قدم طلب اعفاءه من الرئاسة سيتنازل عن مبلغ مستحقات نهاية خدمتة جراء استخدامه (غير المقصود) من أوراق وقرطاسية المُلك العام أو إرسال رسائله الشخصية بالناسوخ أو إرسال واستقبال رسائل اليكترونية على حساب الدولة أو ركوب الدراجة الهوائية أو المحلقة في السماء أو لعله ( لا يتذكر ) أخذ بعضا من مخازن التموين للدولة دون وجه حق . لقد تلبسه الضمير الواعي لمحاسبتة على بعض اللمم في انه ربما حصل على بعضا من الأموال غير المستحقة له أو أن وزير ماليته قد (أخطأ ) في تسليمه الراتب بحوافز إضافية أقلها رقم واحد وأمامه ستة أصفار وربما استدركت ذاكرته أن في ثورة غضبه قد غل قطعة أرض لنفسه أو لا بناءه أو لمحاسيبه أو حصل على نسبة عمولة من شراء صفقة سلاح لمحاربة شعبه لذا وابرءا لذمته أمام الله (ليخرج نظيفا وشفافا من الدنيا ) سيتنازل عن مستحقات نهاية الخدمة ليضرب المثل في الموظف الأمين ويكون القدوة لموظفي الدولة الآخرين .

هل صحيح أن الحاكم العربي لا يملك قوة اعفاء نفسه من ما يقدمه من خدمات (جليلة ) لشعبة ؟هل الحاكم العربي هو مُلك يمين لقوى داخلية وخارجية تسيره البلد كما تراه لمصلحتها ؟ هل يعجز الحاكم العربي عن ايجاد وسيلة تعفيه من مسؤولياته ؟ لماذا لا يطرح نفسه في سوق الانتخابات الحرة وهو على ثقة انه لن يفوز لعلمه المسبق بما صنعت يداه برعيته .

هل جاءت صحوة ضمير هذا الحاكم بعدما تعب من الرفاهية أم من قرفه من الأوامر والتوجيهات باستقبال فلان وإلقاء التصريح المعد وتوقيع المعاهدة في التاريخ والمكان المقرر لها ؟

الحاكم العربي إنسان يريد أن يتمتع أو يأخذ إجازة من الرفاهية وحاشية المنافقين أو قد مل من سياسة القمع ضد الشعب . قال الرئيس حسني مبارك (ليس هو الذي قدم طلب الإعفاء )في إحدى لقاءاته مع عماد الدين الأديب:" أتمنى أن احصل على إجازة وأسير في الشارع مثل أي رجل عادي " . ولا ابسط من تحقيق هذه الأمنية " عدلت فأمنت فنمت " .

الحاكم العربي المسكين يريد أن يتمتع بحياته وخصوصياته بعيدا عن الإعلام مثل أي إنسان عادي يخرج ويدخل البيت كما يحلو له دون بروتوكولات (حكام صهيون ) وحرس ودون رقيب وحسيب عليه وبعيد عن الإعلام الذي يصدع رؤوسنا بأخباره حتى متى يغير ملابسه الداخلية . وهو يرغب (بدافع الحسد لمواطنه ) بممارسة هواية السب والشتم والقذف بحق أمريكا لأنه يعلم أن الحلم ممنوع عليه مثلما كان يمنعه عن مواطنيه لان الحلم موقف للواقف أو القاعد .

خمسة توصيفات لا يمكن للإنسان الفكاك من عارها أو اردانها وهي : السياسة والمافيا والماسونية والعمالة والحزب الشيوعي السوفيتي السابق . لان الشخص الذي يعمل مع إحدى هذه الجهات لا يستطيع أن يترك باختياره إلا إذا كانت الجهة هي التي تريد التخلي عنه وغالبا ما يكون التخلي عنه إما بفضيحة أو قتل . أو أن يختار حرية الانتحار .

editor@grenc.com
nfys001@yahoo.com

الاثنين، مايو 28، 2007

رسالة لأعضاء الحزب الشيوعي الأسرائيلي عشية عقد مؤتمره ال 25


نبيل عودة


جددوا تراث القادة التاريخيين الأبطال الذين صنعوا هذا تاريخ

من الواقع السياسي للعرب في اسرائيل

لا أنكر ان ما يجري داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي يلفت انتباهي واهتمامي . اذ لايمكن تجاهل مركزية هذا الحزب التاريخية ، في حياة الجماهير العربية في اسرائيل .ومهما كانت اسبابي اليوم في عدم الاستمرار بانتمائي لهذا الحزب ، الا انني لا أنفي ان ثقافتي الفكرية والسياسية والاجتماعية والأدبية ، اكتسبتها بفضل برامج التثقيف والتنوير التي كانت ضمن الرؤية العامة ، وضمن الاهتمامات التي وضعت في رأس سلم الأولويات للقيادات الشيوعية الطليعية .
وكنت قد كتبت سابقا عن دور الطليعة الشيوعية في ارساء وتطوير الثقافة العربية في اسرائيل ، ضمن رؤيتهم للأهمية الاستراتيجية للموضوع الثقافي والتثقيقي في تجاوز حالة الضياع بعد النكبة ، وتشتت شعبنا ، وخطر الضياع الذي احاط ببقية الشعب الفلسطيني الباقي في وطنه .والأهم ، ضمن رؤيتهم الثاقبة لدور الفعل الثقافي ( عبر دمج الثقافي والسياسي ) في الحفاظ على هويتنا ولغتنا وتمسكنا بأرضنا ، واعادة ترابطنا كشعب له حلمه الانساني المشترك ... وخوضنا لنضال بالغ الشراسة والتعقيدات والتضحيات في تلك السنوات السوداء التي أعقبت النكبة ، او "التطهير العرقي "، كما يقول المؤرخ الاسرائيلي ايلي بابه في بحثه الجديد ، الذي يعتبر ادانة للمؤسسة الصهيونية وقادة حرب " استقلال اسرائيل " !!
ان اهتمامي بمصير الحزب ، قد يكون من عدم قدرتي على تزوير التاريخ ، كما فعل بعض القومجيين ، ومن رفضي للتطاول على فصيل شكل خشبة الانقاذ للأقلية العربية داخل اسرائيل . وبنفس الوقت انتقادي الحاد ، والحاد جدا ، لبعض الظواهر والتصرفات الشخصية وبعض الطروحات ، لم تكن مواقف عدائية ، بقدر ما كانت التزاما لجامعتي التي اريد أن اراها تشمخ من جديد ، وتتجدد ، وتتغير بما يتوافق مع التحولات الفكرية والدولية والمحلية .
ويؤسفني أن أقول ، ان رؤوس أقلام المؤتمر تضمنت مقولات استنفذت تفسها ، ولم أجد في الحزب تلك القوى القادرة على ارساء نهج التحول والتحديث . ان ما يحتاجه الحزب الشيوعي ليس التكرير الممل للصياغات العتيقة التي تجاوزها التطور ، انما مفكر بمستوى غرامشي ،
يطرح رؤية حداثوية للماركسية ، ولا يتمسك بالصياغات التي قيلت في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية لم تعد قائمة .
لا شك لدي أن من مهام الحزب الشيوعي الاسرائيلي ، نقد تجربته الخاصة والتجربة العامة ( التجربة الاشتراكية ) وان يحدد التحديات الجديدة على الصعيد الاجتماعي والسياسي الداخلي والدولي .وعلى رأس هذه التحديات ، مثلا .. طرح فكرة الدولة الديمقراطيه ، دولة صيانة حقوق الأنسان وحماية حقوق المواطن ، والتخفيف من الغلواء الطبقي ، او تعابير لم تعد قائمة في الواقع الا في بعض المخيلات ، مثل الحديث عن " برلتة "( التحول الى بروليتاريا ) العرب في اسرائيل .
أعزائي ، انتم مقبلون على مؤتمر حاسم وهام ، وساقول بصراحة اين ارى أهميتة ونقاط حسمه ، ولكن لا بد من الاشارة أولا الى ان ظاهرة البروليتايا ، كانت ظاهرة اوروبية لم تنتشر خارج اوروبا ، وترتبط بواقع سياسي واقتصادي اوروبي ، ولم تظهر البروليتاريا مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف الحال بشرقنا الاقطاعي المتخلف صناعيا وعلميا وتقنيا ؟! ووصف العمال بالبروليتاريا يشير الى عجز فكري عن فهم هذه الظاهرة الاقتصادية الأوروبية . والتأكيد الممل في ادبياتكم على الطبقية ، يجب ان يخفف مقابل التأكيد على قضايا المجتمع المدني وحقوق الانسان والحريات والدمقراطية والمساواة الشاملة ودعم الفئات الاجتماعية الضعيفة .
قرأت باهتمام نص المقابلة الطويلة مع السكرتير العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي عصام مخول ( الاتحاد 07 – 05 – 28 ) حول المؤتمر الخامس والعشرين للحزب ، المزمع عقده في نهاية هذا الاسبوع .
رغم أهمية المقابلة ، الا انها عامة أيضا ، ولعل سكرتير الحزب عصام مخول ارادها صياغات عامة ، وتهرب من الكلام الملموس ، ووضع اليد على الجرح ، كما يقال ، لكي لا يستبق النقاشات المتوقعة ، وربما الأصح أن أقول الصراعات العاصفة داخل المؤتمر ، والتي بدت ظواهرها بحدة ، في الانتخابات التي أجرتها الفروع لاختيار ممثليها الى المؤتمر ، حيث برز واضحا سيطرة التيار الداعم للحزب على التيار الداعم لعضو في المكتب السياسي ، يشد نحو تهميش الحزب ، بل تقزيم الحزب ، عبر سعية منذ سنوات عدة لتحويل الجبهة الدمقراطية ( الجسم الذي أقامه الحزب ) الى حزب رسمي ، مما يعني أن كل من سيظل مخلصا وعضوا في الحزب ، ليس بامكانه أن يكون عضوا في حزب الجبهة أيضا .. لأن القانون الاسرائيلي يمنع أن يكون المواطن عضوا في حزبين في نفس الوقت .
ان معنى خطوة تحويل الجبهة الى حزب حدوث انقسام واسع في الحزب الشيوعي ، وتنصيب الجبهة بديلا للحزب ، الذي " فات زمانه " !
بحق يذكر عصام مخول في المقابلة ، ان الحزب هو الذي أقام الجبهة ، وهذا معروف للجميع . ولكن مخول يتجاهل الخلفية التاريخية التي قادت الى هذا الوضع ، وهي ضمن المراجعات التي بد من طرحها يوما ما ، اذا اراد الحزب الانطلاق من جديد ، وهذا غير وارد دون مراجعة الأخطاء وتصحيح المسار وانصاف نخبة لم تستطع ان تواصل السير مع حزب لا يحترم قراراته ، وتصاب قيادته بالرعب في مواجهة موقف متقلب لعضو في المكتب السياسي .. وأعني " الانقلاب الذي قام به المرحوم توفيق زياد في مؤتمر انتخاب الجبهة لقائمة مرشحيها للكنيست ( عام 1992 ) ، بالطبع ليس بدون ذعر وانكماش القيادة العاجزة المتبقية ، والتي عمليا كانت بداية التراجع والتفكك والهبوط في مكانة الحزب الشيوعي ، وسيادة الفوضى التنظيمية والفكرية والمالية في مؤسساته ... وما أعقب ذلك من تدهور صحافة الحزب وهبوطها في المستوى الأعلامي والثقافي والمادي ، والتراخي المرضي في التنظيم والتثقيف ، والأهم فقدان الحزب لمميزاته الفكرية والسياسية في الشارع العربي في اسرائيل ( عدد الشيوعيين اليهود صغير جدا وتأثيره في الشارع اليهودي تأثير هامشي تماما ). وأخطر ظاهرة سيادة تقديس الشخصية على حساب تقزيم الحزب .
هل تبقى الجبهة جسما تحالفيا بقيادة الحزب الشيوعي سياسيا وفكريا وتنظيميا ، أم ان الجبهة تصبح هي الجسم السياسي النشيط والبارز ، بينما يذوب الحزب تدريجيا بتآمر من بعض أعضائه ؟!
في المقابلة لم يجدد عصام مخول في الطروحات السياسية والفكرية ، هل الأقلية العربية الفلسطينية في اسرائيل مع موقف " دولتان لشعبين " أم نغمغم ونتأتئ تحت تأثير الحركة الاسلامية ( وربما تأثير حزب الله اللبناني أيضا )وتحت تأثير تيار عزمي بشارة (القابع في قصر لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في عمان ) .
هل الشطط والتطرف في الشعارات لا يضعنا في مواجهة منظمة التحرير الفلسطينية ؟ هل نسينل الموقف البطولي لعصبة التحرر الوطني في فلسطين بقيادة فؤاد نصار واميل توما واميل حبيبي وتوفيق طوبي ، التي أيدت التقسيم ، ام اننا أصبحنا ننحني مع كل ريح وصار صبيان السياسة يؤثرون علينا ؟!
الم تسألوا أنفسكم لماذل ذبل الوهج الفكري والسياسي وتضائل وتراجع الدور الثقافي في الحزب الشيوعي ؟
لا أطرح هذه الأسئلة اسفزازا أو احراجا ، اطرحها بألم للمطالبة باسم التاريخ الطويل والمجيد والصحيح لعلكم تنقضون الغبار وتعودون الى المسار الطبقي الاجتماعي الثقافي ، الذي رسمه ونفذه الرواد الطلائعيين الأبطال ، قبل أن يبدا عهد النقسامات في الحزب ... من انقلاب 1992 وصولا الى الانقلاب الذي يحضر لة رئيس الجبهة ، عضو الكنيست محمد بركة .
شعبنا مصمم على البقاء والتطور في وطنه ، والحياة مع الشعب اليهودي هي حقيقة . رأينا أين أوصلت " قومجية " عزمي بشارة .. اذا كان مقياس قوميتنا هو اختيار المنفى ، فبئس هذه القومية !!
نريد للمؤتمر الخامس والعشرين أن يصون أولا وقبل كل شيء الحزب اطارا تاريخيا وطريقا ، لصالح شعبنا ومستقبلنا ، وهذا يعني دفن التآمر المكشوف والعلني ضد الحزب ن واعادة بروز الحزب سياسيا وجماهيريا ونضاليا وفكريا وثقافيا واجتماعيا . هنا بالضبط يبرز المميز السياسي بين الحزب الشيوعي والأحزاب الأخرى . وهذا ما يعيد للحزب شبابه وحيويته وتفرده السياسي والفكري .
أرى من مهام المؤتمر اعادة البناء على اساس التراث الثوري البطولي ، تراث اميل حبيبي وأميل توما وتوفيق طوبي وسليم القاسم وفؤاد خوري وجمال موسى وعثمان ابو راس ومحمود اغبارية ( ابو العفو ) ومنعم جرجورة وصبحي بلال وغسان حبيب وسهيل نصار وحنا نقارة والقائمة طويلة ... قائمة الأبطال الذين عرفوا الضرب وعرفوا التجويع وعرفوا المعتقلات وعرفوا النفي ، وكانوا يعطون الحزب مالا ولا يسرقون أموال الحزب...
أعيدوا هذا الزخم وهذا التاريخ . لا شيء مستحيل أمام من يملك هذا التراث البطولي .وسوف ترون أن كل المتطاولين على وحدة الحزب ومع مجرد بقاء الحزب ، هم غلمان مشاغبون وفقاعات صابون !!
نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي فلسطيني - الناصرة
nabiloudeh@gmail.com


الأحد، مايو 27، 2007

من اسطوانة كرامي المشروخة إلى نصر الله المخرومة


سعيد علم الدين
وما كاد الشعب اللبناني يرتاح من اسطوانة رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي المشروخة الذي عطل فيها القرار السياسي وشلَّ يد الدولة، أي الجيش، عام 75 المشؤوم، لمصلحة النظام السوري في احتلال لبنان، رادَّاً يومها على من طالب بإنزال الجيش لردع القوى المتقاتلة والمتآمرة "أن الجيش هو الرصاصة الأخيرة"، إلى أن أُتْلِفَت هذه الرصاصة في الثكنات دون أن تُطلقَ، وتم بدل ذلك الانقضاض عليها من خلال فتح ثغرة في سياج الجيش المتماسك بشراء الملازم الرخيص أحمد الخطيب الذي أسس ما سُمِّيَ يومها "جيش لبنان العربي".
وهكذا انقلبت الأمور في انهيار البلد على وقع اسطوانة الأفندي المملَّة "أن الجيش هو الرصاصة الأخيرة". واشتعلت نار حروب الآخرين فوق أرض اللبنانيين دون جيش يردع المتقاتلين، وشرذمهم المتآمرون، وفرقتهم الفتن وقامت دول متناحرة لبنانية وفلسطينية على أنقاض الدولة المنهارة والتي كانت للحين مفخرة للعرب مزدهرة عامرة، واستضعفَ الوطن اجتياحا واحتلالا من قبل الإسرائيلي والسوري دون أن يستطيع الجيش المُعَجَّزْ والفاقد للقرار السياسي القيام بدوره الطبيعي في الدفاع عن المواطن والوطن والحفاظ على النظام العام وبسط السيادة والشرعية والقانون.
وكأننا لم نتعلم درسا!
وكأن حسن نصر الله يريدنا أن نقع بنفس الأخطاء!
وهكذا ما كدنا نتنفس الصعداء بالانسحاب الإسرائيلي ومن ثم السوري وننتهي من كابوس اسطوانة كرامي المشروخة حتى بدأنا نستمع إلى اسطوانة حسن نصر الله المخرومة بأن " مخيم نهر البارد خط احمر". هذا كلام خطير جداً ومضر، وساذج غير مسؤول. ويساوي بين القاتل والمقتول. وإذا أخذنا به فإنه يؤسس لا محالة لضياع القرار الوطني وأخذ الوطن من جديد إلى المجهول. الذي سيؤدي إلى شل يد الدولة كشل البرلمان الحاصل حاليا واغتصاب القرار السياسي الحر المتمثل أفضل تمثيل بحكومة السنيورة الشرعية ثم إلى انهيار البلاد وقيام دويلات الخطوط الحمر من الجنوب إلى الشمال. وربما هذا هو الهدف الحقيقي الذي يسعى له نصر الله لقيام دويلة الفقيه الصفوية القوية وإلى جانبها ستكون دويلات الخطوط الحمر الضعيفة الفوضوية.
نقول لنصر الله الغائب وطنياً عن الوعي، والذي يعمل بكامل بنيته الفوقية والتحية على وقف المحكمة الدولية، والذي يعيش هلوسات النصر وتحرير ما بعد حيفا أي القدس بسرعة قبل أن يسبقه إليها المجرم شاكر العبسي. والذي يريدنا أن نقع بنفس الأخطاء: " المؤمن لا يلدغ من جحر أو اسطوانة مشروخة أو مخرومة أو لسان الأفعى مرتين".
كلامك الفاجر سمومٌ مردودة عليك يا من دمرت الوطن العامر في حرب تموز كالمقامر. الجيش اللبناني فقط هو خط أحمر، ومن يعتدي عليه يجب أن يستسلم ذليلاً، ويعتقل مكبلا بالسلاسل، ويحاكم في المحاكم، ويدفع الثمن لما ارتكبت يداه من إجرام غادر. أرواح جنودنا البواسل ليست للبيع والشراء ولن تذهب سدى!
برابرة "فتح الإسلام" الذين غدروا بالجيش ذبحا وقتلا، ظلما وعدوانا يجب أن يدفعوا الثمن ويكونوا عبرة لمن اعتبر. هيبة الجيش هي الخط الأحمر. ولا خطوط حمر أمام الدولة في بسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية وتطبيق القانون على كل مواطنيها وقاطنيها بالتساوي لا فرق بين لبناني وفلسطيني وعراقي وسوري، وإلا فلن تقوم في لبنان دولةٌ حديثةٌ سيدةٌ مستقلةٌ ديمقراطية.
الدولة ستقوم وتدافع عن حقها بإرادة شعبها المنتفض على إذلال المخابرات وأدواتها وليس بإرادة من باع الوطن للمشاريع الإيرانية السورية.
الإخلال بالأمن وضرب الاقتصاد وزعزعة الاستقرار وشل البلاد وتشريع الفتن وإرهاب المواطنين وحرق الدواليب وتهريب السلاح والدفاع عن المجرمين وحماية القتلة وخلق البؤر الأمنية بفرض الأمر الواقع هذه كلها وغيرها خطوط حمراء. وكل من تسول له نفسه الاعتداء عليها وتنغيص حياة اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وكل المقيمين الآمنين في لبنان يجب أن يدفع الثمن.
الجيش في دفاعه عن وجوده وهيبته وكرامته وحياة جنوده كان حريصا جدا على حياة المدنيين في المخيم. ولو أن الجيش كما اتهموه بالقصف العشوائي وقتلى في الشوارع لكنا اليوم أمام مجزرة رهيبة في نهر البارد سيروح ضحيتها المئات بالنسبة لصغر مساحة المخيم وكثافة سكانه العالية. والحقيقة أن شخص مدني واحد سقط يعتبر معجزة مع كل تأسفنا على أي روح لبنانية أو فلسطينية تزهق.
وهذا وسام تقدير على صدر الجيش اللبناني الديمقراطي.
للتذكير في مجزرة حماة جزَّرَ الجزار السوري حافظ الأسد بعشرات الآلاف من الأبرياء المدنيين لتخنيع الشعب السوري ولكي ينتخب وريثة تمديدا وتجديدا عشرات المرات.
ولماذا لا تكون فترة الرئاسة في سورية 7 X 10 = 70 سنة أليس أريح وأرخص للرئيس والمرؤوس؟
فما تناقلته تقارير المراسلين وشهود العيان من حماة في شباط (فبراير) 1982 واعتبرته "إبادة الجماعية". حيث لقي ما يزيد على 25 ألف حتفهم على أيدي السلطات السورية التي حشدت القوات الخاصة وسرايا الدفاع وألوية مختارة من الجيش (اللواء 47 واللواء 21) بمعداتهم الثقيلة يدعمهم السلاح الجوي لتصبح المدينة منطقة عمليات عسكرية واسعة وتم قصف المدينة بنيران المدفعية وراجمات الصواريخ وبشكل عشوائي ولمدة أربعة أسابيع متواصلة في الوقت الذي أغلقت فيه منافذها الأربعة أمام الفارين من وابل النيران.
ما قام به الجيش اللبناني من ضربات محكمة رداً على مصادر النيران التي كان يتعرض لها، ومعرضا نفسه للمخاطر تجنبا للمدنيين، هو وسام إنساني على صدره في حماية إخوته الفلسطينيين في المخيم وتحريره من برابرة مخابرات النظام السوري .
وإذا أردنا أن نأخذ باسطوانة نصر الله المخرومة فلن تقوم في لبنان دولة! كيف لا، وهنا خط أحمر يُفرضُ على الدولة ويعطلها. وهنا سلاح مقدس موجه إلى رأسها يجندلها. وكان قد هدد علنا بأن من يمس سلاحه سيقطع يده، ويسحب لسانه، ويكسِّر أسنانه، ويفتح بطنه، ويحطم ظهره، ويخلع رقبته، ويجذ رأسه، ويُخرج روحه من جسده في الحال.
وهنا شاحنة سلاح مهرب. ومن هرب شاحنة السلاح المدنس بالتبن هو نفسه من قام بتهريب برابرة "فتح الاسلام" وقدم لهم المساعدة اللوجستية في التنقل تحت جبته السوداء وذمته الواسعة واحتلال مخيم نهر البارد!
ولماذا وقع الاختيار على نهر البارد مع أن العصابة ظهرت في البداية في مخيم البداوي حيث قتلت أحد أبنائه وجرحت آخراً.
اختيار مخيم نهر البارد جاء بعد انكشاف أمرها إثر جريمة عين علق للأسباب التالية: قربه من الحدود السورية حوالي 25 كلم، موقعه الاستراتيجي على شاطئ البحر أي تستطيع سورية إرسال الامدادات لو نجحت العصابةُ في السيطرة على طرابلس والشمال بسرعة عن طريق البر والبحر، تحكُّمُهُ بالطريق العام الذي يربط طرابلس بعكار ولبنان بسورية. ومن هنا سارعت سورية إلى إغلاق الحدود للقول للعالم ولبعض السذج " أنا ما دخلني"، وكأن هذه العصابة دخلت لبنان بأسلحتها الحديثة والصاروخية الثقيلة وذخائرها عبر الحدود الشرعية. ولا ننسى أيضا مذهب أهل المنطقة السني المحيطة بالمخيم. ومن هنا تحاول العصابة اللعب على دغدغة الوتر المذهبي بالقول أنها جاءت لحماية أهل السنة.
أهل السنة لا يحتاجون إلى همج وبرابرة بلا أخلاق ودين، ذباحين منحطين وغدارين، وعملاء مأجورين مغسولي الدماغ بنتن المخابرات السورية، لحمايتهم. فقط الدولة اللبنانية تحمي كل اللبنانيين والفلسطينيين وكل القاطنين في أرض لبنان.

لبنان سينهض من جديد



نبيل عودة

لست بحاجة لأبحث عن جذور سوائب فتح الاسلام ، فالمكتوب يقرأ من عنوانه ، وكل تطورات أزمة الفتنة الأخيرة ( تنفيذ تهديد تفجير لبنان ) كشفت الكثير من الأوراق ، وستكشف المزيد مع الأيام ، وقد تكون أحد الأدلة الدامغة على التلاعب بالمصير اللبناني ، عبر تحويل لبنان الى ضلع استراتيجي متقدم للنظامين الفارسي والسوري .
انا على ثقة أن الشعب اللبناني سيصون شرعية دولته .. اليوم بقمع سوائب فتح الاسلام .. وبعدها بمحاسبة كل من تطاول على شرعية لبنان ، من شخصيات ومنظمات ودول .
ان اقحام اللاجئين الفلسطينيين ، عبر منظمة اصولية ارهابية .. هو جريمة أخرى تضاف لحساب المتطاولين على مصير لبنان ومصير الشعب الفلسطيني .
وفعل بحكمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، حين أعلن بوضوح وبشكل لا يفسر على وجهين ، ان الفلسطينيون مع الشعب اللبناني في مواجهة واحدة مع المنظمة الارهابية التي اعتدت على الشعب اللبناني . وهذا ما يجب أن يكون !!
حقا الارهاب الأصولي لفتح الاسلام يلحق الأذى أولا بالشعب اللبناني ، والوطن اللبناني والشرعية اللبنانية .واقحام اللاجئين الفلسطينيين والاحتفاظ بهم كرهائن ودروع بشرية ،هي جريمة أخرى لاتغفتر للسوائب الارهابية ، ومن يقف ورائهم .
يجب ان لا يكون أي مبرر يمنع قمع هذه الحثالات البشرية . ومقياس الوطنية اللبنانية ووطنية كل واحد منا ، لبنانيا كان أو عربيا ، والمقياس لكل انسان عاقل ومتزن ، هو بمدى الاستعداد لدعم الشرعية اللبنانية في هذه المواجهة المصيرية ، لأن المخفي وراءها أشد رعبا كما يبدو .. ومن هنا أهمية الحسم !!
لفت انتباهي المنتصر اللألهي ، شيخنا الذي أشبعنا ثرثرة وطنية ، عن تحرير التراب الوطني اللبناني حتى آخر شبر . هذه الغيرة الوطنية توقعت أن أراها في صيانة حرمة أرض لبنان من الرعاع الارهابيين ، الذين يشكلون خطرا يتجاوز خطر الأحتلال . الاحتلال مؤقت وسيندثر عاجلا أم آجلا ، اما الارهاب الاصولي المنفلت بلا قيود ، قتلا وذبحا للأبرياء بلا حساب ، فهو حالة تقتضي اليقظة والعمل السريع لتنظيف لبنان وطنا ومجتمعا . توقعت من المنتصر الذي "هزم " اسرائيل ، أن يعطي الأوامر لرجاله بمساعدة " دولتهم " اللبنانية على صيانة حرمة الوطن وكرامته ، وأمن المواطنين . لم أستهجن اطلاقا ان يتلعثم شيخ المنتصرين .. ثم ينطق كفرا . أن رفض الشيخ نصرالله استعمال القوة لاجتثاث جماعة فتح الإسلام الإرهابية من مخيم نهر البارد، واعتبار الدخول عنوة إلى المخيم بمثابة خط أحمر، في مقابل تأكيده على أن الجيش اللبناني هو خط أحمر كذلك، هي مساواة واضحة بين هذه المجموعة الإرهابية والجيش ، هو موقف كاريكاتيري . هل يريد سيادته صيانة أرواح من ذبحوا الجنود اللبنانيين وهم نيام ؟ أين تلاشت حماسته القتالية ضد المعتدين على تراب لبنان ؟! هل صواريخه لها اتجاه واحد في خدمة أطراف لا ترى عدساتها المكبرة الا شمال فلسطين ؟ يجب عدم السماح بتحويل المصير الفلسطيني الى تجارة للمارقين . ان مستقبل لبنان يا شيخ ليس أقل أهمية من مزارع شبعا . ما قيمة مزارع شبعا بلا لبنان ، المنارة الحضارية في ليل العالم العربي الدامس .. أعرف انك تريده نظاما ملاليا ، تماما كما كنت تفعل بالجنوب قبل تحريره ودخول جيش الشرعية اللبنانية اليه .
ان حرصك على سلامة فتح الاسلام مثيرة للشكوك ، ما الذي تخفية ايها "السيد " من أسرار عن فتح الاسلام ، تجعلك ترفض تنظيف لبنان من عناصرها ، زمرة القتلة والمتطاولين على شرعيته ؟!
اليست طرابلس أرضا لبنانية يعيث بها بعض الارهابيين فسادا وقتلا وتدميرا ؟ بماذا تختلف ، يا شيخنا ، جرائم القتل التي ارتكبها جنود اسرائيل في لبنان عن جرائم القتل التي يرتكبها سوائب فتح الاسلام في النهر البارد ؟ اني ارى جرائمهم أكثر بشاعة لانهم جاءوا لذبحع أهل لبنان من داخل لبنان ( او من عند جيرانه – لا فرق ) والأهم ما الذي يؤلمك من القضاء على مجموعة هناك اجماع لبناني ( ما عداك) على كونها مجوعة ارهابية بلا قيم ؟!
الم تنتصر على اسرائيل انتصارا الهيا ؟ هل تعجز سيادتك عن لجم مجموعة مارقة ... لا تريد للجيش أن يقمعها .. ؟ ما هو دور الجيش اذن ؟ ربما تريد للجيش أن يعود الى ثكناته وانعزاله .. لتسرح وتمرح ؟!
لم أشعر بفخر بجيش عربي كما أشعر اليوم وانا أرى الجيش اللبناني يهب لصيانة وحدة لبنان وشرعيته.. ولا يتردد في تنظيف المجتمع اللبناني من الأعشاب الضارة ، أعشاب كان يجب قلعها يا سيد قبل أن يجرؤ احد على التصرف بشرعية الوطن اللبناني . والمثل العبري يقول " أفضل بتاخير من عدم القيام بالشيء " . . وهذا يا سيد ما يخيفك .
ان لبنان منارة دمقراطية في واقع عربي استبدادي .. ليست محكمة الحريري فقط .. انما النموذج اللبناني هو المخيف أيضا .. مع كل نواقصه .
ان دعم الولايات المتحدة للبنان ، هو ضمن التصرفات الأمريكية السليمة ،حقا نحن نكرة السياسة الأمريكية ، ومن مثلنا نحن الفلسطينيون يعرف موبقات السياسة الآمريكية ، ونعرف موبقاتها في العراق ، ونعرف تحالفها الدنس مع الأنظمة العربية الاستبدادية ، ولكن عندما تتصرف بمنطق سنقول رأينا بصراحة .. ان دعم لبنان ونظامه الدمقراطي يشكل فاتحة خير للقوى الدمقراطية نرجو أن نرى استمراريتها . واذا لم يعجب هذا الأمر ، بعض اصحاب الظواهر الصوتية ، وما أكثرهم بين عربنا .. فليمدوا أيديهم بدعم لبنان وانقاذه من المؤمرات المتلاحقة ، ربما يهدف المنتصر الألهي من خطوطه الحمراء نوسطالجيا تاريخية - اعادة لبنان لوضع شبية بحالة الانهيار التي جعلت العالم يستنجد بسوريا.. وكلنا نعرف نتائج الانقاذ الذي لم ينته الا بانتفاضة لبنانية عارمة و بتدخل وضغط دولي غير مسبوق لم يكن بالامكان تجاهله .
قلبنا مع هذه الدولة الصغيرة التي يشع نورها الحضاري في كل المشرق العربي ، والتي كانت وستبقى الحاضنة الفكرية والثقافية لأبرز المفكرين والأدباء العرب ، حتى ينجلي الظلام الفكري من دنيا العرب ...
أجل .. نخاف على هذه المساحة الصغيرة من العقلانية والحرية والتنور .. خوفنا على بؤبؤ العين ، في عصر امة تنشغل برضاعة الكبار ، وارحام النساء وذكورية الحيطان وحرث الأرحام في الجنة !!
هل بالصدفة يا " سيد " ان تلفزيون القرضاوي ( الجزيرة ) كان الوسيلة الاعلامية الوحيدة ، التي شاطرك القلق على عصابات فتح الاسلام ؟!

نبيل عودة – كاتب ، ناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة

nabiloudeh@gmail.com

فتح الاسلام نتاج الفوضى الخلاقة الامريكية



سعيد الشيخ

هل هي صدفة ان يوجد تنظيم فتح الاسلام فجأة في قلب الازمة السياسية والامنية اللبنانية؟

أم ان ما جرى وما سيجري من مواجهات عسكرية في مخيم نهر البارد وربما في غير منطقة اخرى كان مدبرا ومخططا من اجل خلط الاوراق ولتعقيد الامور اكثر مما هي معقدة، ولتكون هذه الاحداث عنوانا جديدا للانقسام الذي بدأ يحفر معالمه حتى بين حلفاء الصف الواحد، حيث بدأ كل طرف يحدد خطوطه الحمراء.

ولكن من هو تنظيم فتح الاسلام، واين يقف من مجريات الاحداث والسياسة في لبنان والمنطقة ككل؟

لقد اصاب بيان الحكومة اللبنانية وتصريحات بعض المسؤولين كبد الحقيقة في تحديد هوية تنظيم فتح الاسلام الذي اوجد له قواعد في مخيم نهر البارد الفلسطيني شمالي لبنان.
ولقد جاء البيان المكرر اكثر من مرة والتصريحات على عكس ما ذهب اليه بعض المحللين من ان فتح الاسلام هو تنظيم فلسطيني افرزته حالة البؤس والتهميش التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية . فالفلسطينيون في لبنان وبعد كل هذه السنوات الطويلة من المعاناة والشقاء بات لديهم الوعي الكامل بقضيتهم، حيث يدركون ان اولويات نضالهم تكمن في مواجهة العدو الاسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين التاريخية وهم يتطلعون الى يوم العودة والى قرارات هيئة الامم المتحدة التي تنص على حق العودة خاصة القرار 194 الصادر اثر النكبة الفلسطينية عام 1948. وغير ذلك هو عبث لا يؤدي الا لخسارة تضاف الى كل الخسارات السابقة.

ولا أدري من اين وكيف يأتي هؤلاء المحللون بتلك التحليلات التي هي أشبه بترهات صبيانية عندما يصفون المواجهات في نهر البارد بأنها مواجهات بين الحكومة اللبنانية واللاجئين الفلسطينيين في حين تؤكد بيانات الجيش اللبناني ان فلسطينيا واحدا لا يوجد في عداد القتلى أو الاسرى ، سوى ان التقارير ذكرت ان العديد من الضحايا المدنيين سقطوا داخل المخيم عندما داهمتهم قذائف الجيش وهم في منازلهم في ذروة القصف العشوائي. وقد اكدت مصادر مطلعة بأن هذا التنظيم الحديث يحوي بين عناصره لبنانيين وعناصرعربية اكثر مما يحوي من عناصر فلسطينية وهي من الاحداث المغرر بهم باسم الدين.

وهذه الحقيقة تقودنا الى التحديد بأن ظاهرة فتح الاسلام هي افراز لسياسة الفوضى الخلاقة التي تنتهجها الولايات المتحدة الامريكية ضد الوطن العربي وهي سياسه متدحرجة انطلقت من العراق ولن تنتهي في لبنان، والهدف منها ضرب الامن العربي لضمان أمن الكيان الاسرائيلي... وهنا لابد ان نذكر بأن الذي يريد مواجهة هذا الكيان لا يذهب الى أقصى الشمال اللبناني لاقامة قواعده هناك بينما حدود هذا الكيان هي في الجنوب.

ظاهرة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد ليست عابرة حتى لو تم تصفيتها عسكريا على يد الجيش اللبناني بمؤازرة عناصر فلسطينية من فصائل منظمة التحرير، حيث كلاهما معنيان بالمقام الاول في استتباب الامن في هذه المنطقة. ولا مجال هنا لرمي المسؤولية على الآخر او التنصل منها ...انها نار الفوضى الخلاقة التي تتربص بالكل.ويجب على الكل مواجهتها بروح من المسؤولية وبروح قومية تحفظ امن لبنان وارواح الفلسطينيين، وتحفظ القضية الفلسطينية من المزيد من انزلاقات الصراعات الداخلية.

سعيد الشيخ/ كاتب فلسطيني

السبت، مايو 26، 2007

إعتصموا بشعبكم وقضيتكم لا بأحزابكم وتنظيماتكم وحركاتكم وعشائركم


راسم عبيدات

... ها نحن الآن دخلنا في مرحلة الإستنقاع فلسطينياً، بأبشع صورها وأشكالها وتصوراتها، حيث لم نعد نعتصم لا بشعبنا ولا قضيتنا، بل أصبحنا نعتصم بكراسينا ومناصبنا وامتيازاتنا وأحزابنا وتنظيماتنا وحركاتنا وعشائرنا، فلم يعد يجمعنا وطن، ولا توحدنا قضية ولا مصير ولا هدف، وكأننا قررنا أن نهدم المعبد فوق رؤوسنا، وأن نذبح شعبنا وقضيتنا بأيدينا..والغريب أننا جميعا تحت رحمة الإحتلال الإسرائيلي، والذي يعمل فينا يومياً قتلاً وتدميراً واغتيالا دون رحمة ولا تمييز، لا حماس ولا فتح ولا جبهة، فكل ما يمت للإنسان الفلسطيني بصلة أرض وبشر وحجر وشجر، هو هدف للإحتلال، ونحن نتقاتل على وهم سلطة، يحتاج فيها الرئيس والوزير وعضو البرلمان إلى إذن وتصريح من الإسرائيليين لأجل الحركة والتنقل والدخول والعبور، سلطة خدعتنا فيها الألقاب والرتب والنياشين من فخامة الرئيس إلى دولة رئيس الوزراء إلى سعادة الوزير والسفير وسيادة العقيد والعميد..... الخ..

سلطة مستباحة أرضها وشعبها وقيادتها، وأي سلطة هذه نوابها وقادة أحزابها في المعتقلات والسجون الإسرائيلية، ولا حصانة فيها لا لصغير أو حتى كبير، وتصوروا أن رئيس وزرائها، ورغم طلب الملك الأردني عبد الله شخصياً من القيادة الإسرائيلية، أن تسمح له بالخروج من غزة لمقابلته في رام الله، إلا أن القيادة الإسرائيلية رفضت هذا الطلب، وهذا يعني الكثير الكثير، أن سلطة بهذه المواصفات، لا تستحق أن نتقاتل من أجلها، وأن نغرق شعبنا في احتراب واقتتال داخلي وعبثي، وأن نبدد منجزات ومكتسبات شعبنا، من أجل وهم وسراب، وأي قطرة دم فلسطينية تسيل في الإقتتال على وهم هذه السلطة، وصمة عار في جبين شعبنا، فهناك من يتربص بنا ويدفع بنا للاحتراب والاقتتال، خدمة لأهدافه ومصالحة وأولوياته وأجنداته، ويبيعنا السراب والوهم، ويصر دائما على المداخل الأمنية لحل القضية والتقدم في العملية السلمية..وبمعنى آخر آمن إسرائيل أولاً وعاشراً، وفوق كل حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني وكل الأمة العربية، ولكن المأساة أن هناك البعض فلسطينياً وعربياً، ورغم كل هذا الوضوح، يصرون على استمرار التعاطي والتعامل مع الأشياء والأمور على قاعدة " عنزة ولو طارت "، وعلينا أن نكون حذرين ومتنبهين للمشاريع الأمريكية المطروحة، والتي عادة ما يتم طبخها في مطابخ " الشاباك " الإسرائيلي، حيث يتم وضع مسوداتها وخطوطها العريضة هناك، على أن يقوم الجانب الأمريكي بعرضها وتسويقها على أنها خطوات لبناء الثقة، أو خطوات للتقدم نحو الحلول السياسية.

وهذه المقترحات أو الخطوات غالباً ما تستهدف إثارة خلاف داخلي فلسطيني حولها، أي إغراق الساحة الفلسطينية في جدالات ونقاشات بيزنطية، يرمي القائمون عليها، إلى تعطيل أية جهود حقيقة لحل القضية الفلسطينية، والاستمرار بإدارة الأزمة بما يخدم أهدافهم ومصالحهم، وهكذا دواليك من مشروع لمشروع ومن مقترح لمقترح ومن مبادرة لمبادرة، وكل ذلك طحن للهواء وخض للماء، واستمرار للإحتلال وتثبيت لحقائق على الأرض، وصولاً إلى ما عبر عنه الكثير من القادة الإسرائيليين بمختلف ألوان طيفهم السياسي، وعلى رأسهم ما يحلو لبعض العرب تسميته برجل السلام شمعون بيرس، والذي من مبادراته السلامية، تكثيف ودعم الإستيطان في الضفة الغربية، وتحويل إسرائيل لقوة نووية، ومفاوضة العرب والفلسطينيين لعشرين عاماً أو أكثر دون منحهم شيئاُ، وهل هناك رجل سلام أشجع وأكرم من هذا الرجل؟، وهذا الرجل يعبر عن السياسة الإسرائيلية بشكل جلي وواضح، وهم عندما يطلقون سراح أسير فلسطيني، يعتبرون ذلك، تنازلاً مؤلما، وعندما يخلون " كرفاناً " أو مستوطنة معزولة، تقوم الدنيا ولا تقعد..

وهم عندما يتحدثون عن التنازلات المؤلمة، فهم يعنون، أن يقبل العرب بالواقع الحالي، مقابل منحهم السلام، وعدم القيام بخطوات التطهير العرقي تجاه الفلسطينيين، هذه هي حقيقة المواقف الإسرائيلية وثوابتهم، والتي يعتصمون بها جميعاً، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، لا لعودة اللاجئين ولا لعودة القدس ولا للعودة لحدود الخامس من حزيران، وهم يختلفون ويتصارعون، فقط إذا ما تخلى أو تنازل أي منهم قائد أو حزب عن هذه الثوابت.أما نحن فنعيش حالة من التوهان والضياع، والكل منا يغني على ليلاه، فمرتكزات برنامجنا الوطني واضحة وثابتة، اللاجئين والقدس والدولة المستقلة، وخلافنا وصراعنا يجب أن يتمحور بالأساس على الجوانب الوطنية والسياسية وفي هذه العناوين، ومن يعبث بها أو يتخلى عنها، فالشعب هو الحكم وهو الذي يقرر شكل الحساب والعقاب، وبالطرق والوسائل الديمقراطية.ومن هنا علينا جميعاً أن نعتصم بقضيتنا وشعبنا، فالشعب والقضية هما الأبقى، أما الأحزاب والحركات والتنظيمات والعشائر وغيرها، فهي وسائل من أجل بلوغ الأهداف، ومن أجل بلوغ الأهداف لحين التحرر والإنعتاق من الإحتلال، يجب أن يجمعنا رؤيا وبرنامج وهدف وإستراتيجية، تشكل قواسم مشتركة بين الجميع، وبما أن الجميع يؤمن بأن وثيقة الوفاق الوطني – وثيقة الأسرى – واتفاق القاهرة / آذار 2005، هما الأساس السياسي لأي حكومة وحدة وطنية من أجل بلوغ الهدف، فلماذا نختلف إذاً وعلى ماذا نختلف؟!..

نختلف على المراكز والمصالح والامتيازات، ونغلفها بمصلحة الوطن والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، نختلف على التعيينات والوزارات السيادية وغير السيادية، والتي لا تمتلك من السيادة شيء، نختلف على جلد الدب قبل أن نصطاده، بعصبويتنا وفئويتنا ندمر كل شيء، ونعمم الفلتان في كل المجالات والميادين، ونوفر الدعم والإسناد والحماية والغطاء لكل المتجاوزين والمليشيات بمختلف أشكالها وتسمياتها، ونتحدث عن دولة القانون، نضيع البوصلة ونتقاتل على الوهم، ولا نستفيق ونتوحد إلا بفعل الإحتلال وسياساته، والذي لا يوفر أحداً منا، ورؤيته لنا، هي ما يعبر عنه الكثير من قادته، بأننا سرطان يجب إجتثاثه واقتلاعه..

ورئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة "غولدا مائير" قالت بشكل واضح أنها تشعر بالكابوس مع ولادة كل طفل فلسطيني، وكذلك في قضية الدكتور عزمي بشارة، رأينا كيف توحدت كل ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها، على أن "الدكتور عزمي وما يمثله خطر على دولة إسرائيل"، ومن هنا فإنه علينا جميعاً، وبكل ألوان طيفنا السياسي الوطني والإسلامي، أن نعتصم بقضيتنا وشعبنا وأن لا نعتصم بأحزابنا وحركاتنا وعشائرنا، فالشعب والقضية أسمى وأبقى.

نحن و العالم

رشا أرنست

اليوم و قد انتشرت أخبار كلها تعبر عن معاناة المسيحيين في كل مكان، لا أعرف ماذا ينبغي أن نقول، لكن علينا أن نواجه الواقع بمرارته القاسية، و قسوته الحادة والتي تضرب في أرجاء كثيرة، كأنها سيوف تخرج من كل مكان لتطال كل ما تطال من عزم و إرادة هذه الشعوب المؤمنة بيسوع المسيح.
لبنان الجريح و الذي ما كاد أن ينهض من حربه العام الماضي و التي كانت بسبب حزب الله وإسرائيل بسبب اختطاف جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله، جعل كل لبنان يدفع ثمن هذه الحرب الغوغاء غالياً و مازال يدفعها حتى الآن. و زادت الأمور تعقيداً لظهور تطرف أخر من جماعات أخرى تحت اسم مختلف و المطلوب تنفيذ ما يريدونه في لبنان أو القضاء على كل مسيحي لبنان. و كأن وجود المسيحيين بلبنان هو إعانة من آخرين أو شفقة على من ولدوا لبنانيون على أرض هذا البلد و غلطتهم أنهم مسيحيون. ماذا فعل المسيحيون داخل كل الصراعات وهم دائما يناشدون بالوحدة داخل لبنان حتى يكونوا هم كارت التهديد من الجماعة المتطرفة؟
و على الطرف الآخر ننظر للعراق الذي دفع أهله ثمن الاستبداد و الدكتاتورية أزمنة و أزمنة ثم و لأكثر من أربع سنوات مستمرون في دفع ثمن الحرية. فكل شيء أصبح له ثمن حتى ما وهبنا الله إياها مجاناً. الإيمان له ثمن، الحياة لها ثمن، الحرية لها ثمن، و الآمان أيضاً له ثمن. و اليوم مع الثمن الذي يدفعه كل عراقي يُضاف على المسيحي العراقي أن يدفع الضعف، إما أن يفعل ما يريده المتطرفون الذين يفرضوا إيمانهم بالقوة و إما الطرد، فلم يبقى للعراقي المسيحي مكاناً في وطنه العراق.
لماذا نعشق الاختلاف و نحارب ضد الحرية؟ لماذا أصبح الدم و الغربة و القهر ينتظر الكثيرون على الطريق؟ قالها يسوع "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" و أسأل أي عالم هذا الذي كان يقصده يسوع المسيح؟ عالم من القتل؟ عالم يناهض الظلام و يشجب النور؟
كلمات كثيرة تختنق داخلي مع كل مشهد أراه من مشاهد القهر والعنف والدماء والملثمين الذين يلفون في كل مكان بحثاً عن فريسة جديدة.
إن كان العالم يسعي إلى القهر فلسنا منه، إن كان العالم يخنق النور فلنرحل عنه، إن كان العالم يعشق اللون الأحمر المتناثر في كل مكان فليس لنا إلا أن نطلب رحمة السماء. لم يقلها يسوع المسيح لبيلاطس فقط و إنما يومها قد ألقى بها في وجه العالم "مملكتي ليست من هذا العالم يو 18: 36" يا ليت كل من يريدون أن يملكوا على هذه الأرض يعلموا أننا خُلقنا للسموات و لسنا من هذا العالم، و إنما خلقنا عليها لنمجد خالقها. يا ليتهم يدركون أن الأرض كالحياة والإيمان والحرية كلها مجانية.
المخلص الفادي الذي لم يستسلم للظلم و الموت، و ظل يُنادي بالحق " تعرفون الحق والحق يحرركم يو 8: 32" هو القادر أن يمنح شعبه في كل مكان القوة و العزيمة ليدافعوا عن حقهم في الحرية، حقهم في أرضهم، حقهم أن يقولوا نحن مسيحيون و لو قتلتمونا. فالشدة و الضيق اللذان يزيدان من حولنا في كل مكان لهما غلبة، الضيق الذي يخنق كل جميل حولنا ويُشرد و يقتل و يُبكي له غالب. "ستعانون الشدة في هذا العالم، فتشجعوا أنا غلبت العالم يو 16: 33" غلب يسوع المسيح بكل معنى الغلبة والانتصار، غلب بقيامته التي وعدنا بها، انتصر على كل العالم، و انتصاره رجاء لنا على الأرض و للأبد، فلا تضطرب قلوبكم لأن هناك مَن هو أعدل وأحكم وقادر على كل شيء.

***

لقد أعلنتُ الحرب على نفسي لعدة سنوات
كانت مزعجة، ولكني الآن دون سلاح.
لن أخاف من أي شيء لأن المحبة تطرد الخوف
أنا لست مسلحاً بالحاجة لأن أكون على حق
وكي أبرر نفسي من خلال اللاعدالة تجاه الآخرين.
أنا لست بعد في حالة دفاع عن غناي
أنا فقط أريد أن أرحب وأشارك.
أنا لا أحمل فوق أفكاري ومشاريعي.
إن كان أحد يريني شيء أفضل-
لا، يجب أن لا أقول أفضل ، ولكن أحسن-
أقبلهم دون حسرة
لا أسعى بعد نحو المقارنة.
إن ما هو حسن هو الحق والواقع وهما بالنسبة لي الأحسن.
هذا هو سبب عدم خوفي.
عندما نكون دون سلاح وذو نفس غير مستعبدة،
إن كنا نفتح قلوبنا للإله الإنسان الذي يجعل كل شيء جديد
ثم يحمل بعيداً آلام الماضي
ويعلن الزمن الجديد حيث كل شيء ممكن.

البطريرك القسطنيطيني أثيناغورس

الخميس، مايو 24، 2007

عصابات فتح الإسلام والتوقيت والدور المشبوه


راسم عبيدات

لا يمكن لنا أن نعزل ونفصل ما يجري على الساحة اللبنانية من وعن سياقاته ، حيث حلقات وفصول التآمر تتوالى وتطال أكثر من ساحة ولأكثر من هدف وأجندة ، وهي تستهدف كل حلقات المقاومة والمعارضة والممانعة العربية ، وعلى رأسها وفي طليعتها الحلقة الفلسطينية ، وهي التي تتعرض للذبح والإبادة والتطهير والتهجير الجماعي بدءاً من العراق ، ومروراً بلبنان وإنتهاءً بفلسطين ، ولعله من الهام جداً ، أن نشير في تحليلنا ، إلى أن ما أقدمت عليه عصابات فتح الإسلام من هجوم غير مبرر على الجيش اللبناني ، ومن ثم الهروب إلى مخيم نهر البارد الفلسطيني ، له دلالات ومعاني وأبعاد ليست بعيدة عن التفاعلات والتطورات الإقليمية والدولية ، فعلى الصعيد الدولي شهدنا ، تراجعاً وإنحناءً في الموقف الأمريكي تجاه سوريا ، ترجم على الأرض من خلال زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي " نانسي بيلوسي " إلى دمشق ، وإقرارها بالمصالح السورية في لبنان ضمنا ، عندما قالت أن هناك العديد من المشاكل في لبنان ، لا تحل إلا بمشاركة وعبر دمشق ، وكذلك لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية " رايس " مع وزير الخارجية السوري وليد معلم في مؤتمر شرم الشيخ الأخير لدول جوار العراق ، وأخيراً إعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية للبدء بمفاوضات سلام حول هضبة الجولان المحتلة .
كل هذه التطورات والتبدلات والتغيرات المتلاحقة والمتسارعة في الموقف الأمريكي ، تجاه نظام طالما وصفته الإدارة الأمريكية ، بأوصاف من طراز الدولة المارقة ، وإحدى دول محور الشر والنظام المعزول والمحاصر والنظام الداعم " للإرهاب " ، ألقى بظلاله بشكل مباشر على الساحة اللبنانية ، وتحديداً على حكومة السنيوره الفاقدة لشرعيتها ودستوريتها ومعها قوى الرابع عشر من آذار ، والتي سلمت كل أوراقها وأمورها وقيادتها وقراراتها للسفارة الأمريكية والسفارات الغربية في لبنان ، حيث دفعت بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، وبقرار أمريكي – فرنسي – بريطاني ، إلى دهاليز مجلس الأمن الدولي ، لإقرارها تحت إطار البند السابع ، دون المصادقة عليها في المؤسسات الدستورية اللبنانية ، كما أنها أقدمت على سلسلة من الإجراءات التصعيدية ، لدفع الساحة اللبنانية نحو التأزم والإنفجار ، حيث أقدمت على إحتجاز والسيطرة على المساعدات المخصصة والمقدمة لإعمار الجنوب اللبناني ، عقاباً لأهل الجنوب على خياراتهم الوطنية والمقاومة ، والموقف الأمريكي هذا جعل تلك القوى تتوجس وتتشكك من الموقف والتغير الأمريكي ، والذي ربما في إطار لعبة المصالح ، قد تقدم الإدارة الأمريكية على التضحية بها ، وتقديمها قرباناً لمصالحها ، ومن هنا جاءت خطوة أخذ المحكمة الدولية لمجلس الأمن ، لإقرارها تحت البند السابع ، وكذلك جاء الدور والتوقيت المشبوه ، لما أقدمت عليه عصابات فتح الإسلام من إعتداء همجي وغير مبرر على الجيش اللبناني ، وقتل أكثر من ثلاثين من عناصره ، والهروب تجاه مخيم نهر البارد الفلسطيني ، بغرض وقصد تحقيق جملة من الأهداف المشبوهة :
- توجيه الإتهام والتحريض على سوريا ، بأن ما قامت به هذه الجماعة يندرج في إطار ، سعي سوريا لتعطيل إقرار المحكمة الدولية تحت البند السابع ، وبالتالي الإبقاء على الموقف الأمريكي المتشدد تجاهها ، وإيجاد الحجج والذرائع لسحب والسيطرة على سلاح المقاومة الفلسطينية ، تحت ذريعة وشعار ، بسط السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية ، ولا سلاح شرعي إلا سلاح الدولة والسلطة اللبنانية ، وكذلك العمل على طرد وتهجير الفلسطينين في رحلة عذاب مستمرة ، لتوطينهم بعيداً عن الحدود والدول المجاورة لإسرائيل ، وإذا كنا نرى أن هذه الجماعة المشبوهة الدور والتوقيت والهدف ، والتي يجب العمل على سحقها ، وعدم إيوائها أو إحتضانها من أي طرف فلسطيني داخل مخيم نهر البارد ، أو أي مخيم فلسطيني آخر ، و طردها وتعريتها ، لما تلحقه من ضرر بالغ بمشروعية نضالنا ومقاومتنا الفلسطينية ، ولكن لا يمكن أن تكون هذه العملية المشبوهة والمفبركة ، مبرراً لكي تقوم السلطة وحكومة السنيورة بتنفيذ أجندات معدة سلفاً ، تستهدف سلاحنا ووجودنا في لبنان ، حيث أن الهجوم الوحشي على مخيم نهر البارد طال المدنيين دون تميز ، بما يجعلنا نقول أن وراء الأكمة ما وراءها ، وخصوصاً إذا ما عرفنا العلاقات التمويلية والتسليحية بين هذه الجماعة وإحدى قوى الرابع عشر من آذار ، والتي كانت تخطط لإستغلال هذه الجماعة والإستفادة منها في خلافاتها ومعاركها مع إحدى القوى اللبنانية المعارضة ، وما يحدث في لبنان ، ليس بمعزل أو بالبعيد ، لما يحدث لأهلنا في العراق ، والذين هم ليسوا طرفاً في الصراع ، ولا يناصرون طرفاً ضد آخر ، حيث تقوم عصابات ومليشيات مأجورة ، وبعلم ومعرفة من أركان النظام الحاكم المسنود والمدعوم أمريكياً ، بإرتكاب مذابح ومجازر بحق أهلنا هناك ، ضمن المخطط والمسلسل المستهدف للوجود الفلسطيني في دول الجوار ، من أجل حمل أهلنا وشعبنا على التشرد ، وبالتالي دفعهم للتخلي عن حقهم في العودة إلى أرضهم ، وتوطينهم في بلاد المنافي والشتات ، وأيضاً هذه له إرتباط مباشر بما يجري على الساحة الفلسطينية ، حيث الشعب الفلسطيني يتعرض لحصار ظالم ، وهناك من يدفع الساحة الفلسطينية ، خدمة لأهدافه وأجنداته ومصالحه وإمتيازاته نحو الإحتراب والإقتتال الداخلي ، بهدف ذبح المقاومة الفلسطينية وتبديد كل المنجزات والمكتسبات التي عمدها وما زال يعمدها شعبنا بشلالات من الدماء الطاهرة ، وكل الذي يحدث عربياً وفلسطينياً ليس بعيداً عن المخططات الأمريكية والإسرائيلية ، والتي تنفذ بالتواطؤ والموافقة الضمنية من قبل بعض أطراف النظام الرسمي العربي ، وهذه السياسة الأمريكية العدوانية ، تستهدف بالأساس ، العمل على تفتيت وتذرير البلدان العربية وإعادة رسم جغرافيتها ، بما يجعل منها كيانات هزيلة ، تحت السيطرة والنفوذ الأمريكي ، محتجزة التطور ومنهوبة الخيرات والثروات ، منزوعة أو قوى المقاومة والممانعة فيها هامشية وضعيفة ، ولذلك فإن ما قامت به جماعة ما يسمى به فتح الإسلام ، يندرج ضمن هذا المخطط والسياق ، والمنطقة حبلى بالتطورات ، والتي كلها تنذر بأن أمريكيا وإسرائيل وبعض الدول الغربية فرنسا وبريطانيا ، تسعيان إلى التصعيد ، وإغراق المنطقة في سلسلة متوالية من الأزمات والحروب الداخلية ، والتي قد تجر إلى حروب إقليمية شاملة ، تحت مبررات من طراز منع إيران من إمتلاك أسلحة الدمار الشامل ، أو القضاء على القوى " الأرهابية " قوى المقاومة العراقية واللبنانية والفلسطينية ، ودول الممانعة والمعارضة – سوريا - ، ومن هنا يجب علينا أن نكون متيقظين جداً ، لكل التحركات الأمريكية والإسرائيلية ، والمستهدفة الأمة بأكملها من محيطها لخليجها .

وسيخرجُ لبنانُ الديمقراطي منتصراً


سعيد علم الدين

نعزي الوطن بشهداء جيشنا اللبناني المقاتل الباسل.
نعزي إخوتنا الفلسطينيين في مخيم نهر البارد بالشهداء الأبرياء الذين سقطوا ضحايا ألاعيب مخابرات النظام السوري وعصاباته ومنها "فتح الإسلام" المصدَّرَةِ تحت جنح الظلام بستار "فتح الانتفاضة" إلى المخيم الآمن لخلق فوضى أمنية في البلد من خلال السطو والسرقة والتفجير والاغتيال وإشعال فتنة لبنانية فلسطينية بعد أن عجز النظام الفاشل وأذنابه على إشعال فتنة لبنانية لبنانية.
نعزي شعبنا اللبناني بالمدنيين الأبرياء الذين سقطوا من جراء الحوادث والتفجيرات الإرهابية الحاقدة التي ضربت بهمجية المناطق السكنية الآمنة في الأشرفية وفردان وعالية. مبتهلين الرحمةَ للشهداء والشفاء العاجل والمعافاة لكل الجرحى من عسكريين ومدنيين لبنانيين وفلسطينيين.
لبنان يمر في منعطف خطير دامٍ ولكن سيخرجُ منه منتصرا على قوى الشر والظلام والاغتيال والإرهاب. لماذا؟
لأن المؤامرة الشريرة، التي تشن عليه بضراوة ووحشية ومنذ فرض التمديد للحود وما رافقها من اغتيالات وانفجارات ومحكمة أدت إلى حروب وأزمات واستقالات واعتصامات، أصبحت أي المؤامرة مكشوفة المعالم وتتوضح خفاياها أكثر وأكثر يوما بعد يوم للشعب اللبناني والشعوب العربية وكل الشعوب والدول المحبة للسلام والعدل والحرية والديمقراطية في العالم.
ولأنه ليس وحيدا في مواجهتها فالشرعية العربية ممثلة بالجامعة العربية وعتها، ولهذا هي تقفُ اليوم بصلابة إلى جانب شعبه المستهدف وحكومته الشرعية وبجرأة غير معهودة. سمعناها أخيرا من السيد عمرو موسى بوضوح في دعم الحكومة والجيش اللبناني. كيف لا وانتصار هذه المؤامرة الشريرة على حكومة لبنان الديمقراطية الحرة سيكون فتنة وكارثة مدمرة جديدة تعيد العالم العربي عشرات السنوات إلى الوراء إلى جانب الكوارث الأخرى التي تعصف به حالياً تمزيقا وتخلفاً ورجعيةً وإرهاباً. ولأن الجامعة العربية أصبحت على يقين بأن انتصار لبنان وقواه الديمقراطية الحية هو انتصار حضاري عربي بامتياز سيكون مردوده أملاً جديداً لشعوب المنطقة، ودافعا قويا لنهضة عربية اجتماعية موعودة، يحاول تحالف القوى الظلامية الاستبدادي الإلهي المخابراتي المعاق روحيا والمنغلق فكرياً والمتخلف ذهنيا عرقلة قيامها كذباً وتدجيلاً وعهراً وانتحارا ودماً وتفجيرا .
وهل سيعود العرب إلى دورهم التاريخي المعروف رواد في التقدم الإنساني والعلمي والمعرفي من خلال دول سيدة مستقلة ديمقراطية تعددية حديثة كلبنان تحترم حق الإنسان، أم من خلال أنظمة الظلام المخابراتية الشريرة التي تحتقر الإنسان وتؤله الرئيس والسلطان وتصدر آفات الإرهاب والإجرام إلى كل مكان؟
حتى أن انتصار الشرعية والحكومة اللبنانية هو بحد ذاته يعتبرُ انتصارا للشرعية العربية على قوى الجريمة والإرهاب والابتزاز السياسي والاستكبار والتسلط والدكتاتورية.
وسيخرجُ لبنان منتصراً أيضا لأن الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن تقف إلى جانبه بقوة وحزم عبر قرارات لن تظل حبراً على ورق. فهي ساهرة على لبنان وقراراتها ستنفذ في الوقت المناسب قراراً وراء قرار إن امتعض نجاد وإن رفض بشار. فالمحكمة الدولية آتية لا محال. الحقيقة انكشفت منذ تقرير براميرتس الأخير. الدليل هيجان النظام السوري وكل أذنابه في لبنان على عرقلة قيامها. قول براميرتس ولأول مرة أن دوافع الجريمة سياسية يعتبر كشف لحقيقة الاغتيال ولكل ما يحدث في لبنان من جرائم وعصابات وفوضى و"فتح إسلام". كيف لا وقوله هذا مبني على الحقائق والوثائق والقرائن والشهود وليس على التحليل السياسي والتنظير الفكري. فهو قاضٍ خبير وليس كاتب صحفي قدير. والصحفي الأمريكي سيمون هيرش مهما تخيل من سيناريوهات وفكر، ودجَّلَ على العامة وعبقر لمصلحة النظام البعثي الشرير فلن يستطيع انتشال "الزير من البير". فكلهم غارقون في مستنقع الجريمة وسرقة بنك المدينة ويتدحرجون إلى الحضيض على طريقة صدام المشينة.
فمجلس الأمن على المحك ومصداقيته تحت البرهان ولن يسمح بتاتاً بانتصار قوى الشر والجريمة والفساد على لبنان الديمقراطي الحضاري.
وفي حال سمح بذلك فهذا يعني انهزام الشرعية الدولية أمام الإرهاب الهمجي والابتزاز السياسي، ويعني بالتالي انهزام لكل ما تمثل الأمم المتحدة من قيم أخلاقية عليا ومبادئ إنسانية سامية ناضلت من أجلها خلال أكثر من خمسين سنة. فحق الإنسان وكرامته أهم من سيادة الدول وطغاتها المجرمين. والرئيس ليس إله يحق له أن يفجر ويغتال دون أن يوجه له أي سؤال!
هَلَّلوا وكبروا ورحبوا واستبشروا بنجاح الحزب الديمقراطي في أمريكا حتى أن المرشد خامنئي اعتبره نصرا إلهياً على المشروع الأمريكي البوشي المنهزم. واغتبطوا سروراً لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السيدة بيلوسي للأسد لعلها تحمل صفقة في حقيبتها، إلا أن كل تهليلهم وفرحهم واستبشارهم وغبطتهم ذهبت أدراج الرياح. فحتى لو بعد بوش جاء رئيس ديمقراطي فإنه سيكون أكثر تصميما على تطبيق كل قرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان، لأنها كلها مبادئ أخلاقية وقيم قبل أن تكون مشاكل سياسية. لا يمكن أن يستطيع احد الانقلاب عليها بسهولة، وحتى روسيا والصين لن تستطيعا معارضة محكمة دولية أخلاقية مبدئية بخصوص جريمة إرهابية بشعة كزلزال 14 شباط.
وهلَّلوا لرحيل شيراك الذي رفض اعتبار "حزب الله" تنظيم إرهابي وجاءهم ساركوزي أشد حدة في المطالبة بنزع سلاح الحزب اللاهي وأشد إلحاحاً من أجل قيام المحكمة مع أنه لم يكن صديقا حميما للرئيس الشهيد رفيق الحريري.
المؤامرة لن تمر. الفتنة لن تشتعل. النظام السوري سيفشل رغم كل محاولاته. إلا أننا بتفجيراته واختراقاته سندفع ثمن المحكمة والعدالة والانتصار وتحقيق لبنان الحرية والسيادة والاستقلال والقرار الوطني الحر غاليا.
ولكن سيخرج لبنان في النهاية منتصرا ديمقراطياً، لأن شعبه الواعي وجيشه القادر وقواه الأمنية المتيقظة وحكومته الشرعية يعملون يداً بيد من أجل خلاصه!
أما بالنسبة لجيشنا الباسل، فقد أثبت أنه حريصٌ شجاعٌ مقاتل، ثابتٌ في ساحة الوغى لا يهاب المنون ولا يتراجع عن القيام بالواجب، وقادر على تنفيذ كل الأوامر عندما يحصل فقط على القرار السياسي الواضح. . 07.05.24

الأربعاء، مايو 23، 2007

حزب الله: تحرير الجنوب لا، احتلال لبنان نعم!!



بقلم الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

فيما وصل العالم المتحضر إلى القمر وحقق من التقدم العلمي والتكنولوجي ما لم يكن يتصوره خيال بشري، نرى وللأسف أن قادة حزب الله المنسلخين عن الواقع والسابحين في أوهام الألوهية والنصر والتحرير والقدرات الخيالية يستعيرون خطاب ملالي إيران وبعث الشام ويغرفون من خوابي مفردات عكاظية بالية أجادها صدام والصحاف وأحمد سعيد وتميزت بها عهود الظلامية والتخلف، وذلك ليخاطبوا بها أهلنا وكأن هؤلاء البشر لا عقل ولا فكر عندهم.

السيد حسن نصرالله صاحب شعار "لو كنت أعلم"، يفاخر أنه حرر الجنوب سنة 2000 وهزم الصهاينة في حرب تموز الانتحارية، مستخفاً بذكاء الناس ومتجاهلاً عن سابق تصور وتصميم الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني ألا وهي أن حزبه الإٌيراني الإلهي لا حرر ولا انتصر، وإنما شبه له ذلك في بعض مخيلات الحالمين وعقولهم المنغلقة والمغيبة عن الواقع المعاش.

إن الاحتفالات بما يسمى "تحرير الجنوب" هي مهرجانات فلكلورية إعلامية مفبركة وبمجملها مفرغة من مضامين الحقيقة والمصداقية. وهنا نستعير من الجنرال ميشال عون الفاهم والمتفهم، حليف السيد نصرالله "الورقي قراءته الموثقة لإنجاز التحرير ومبررات سلاح حزب الله، هذا طبعاً قبل أن ينقلب على ذاته وينقض وعوده وعوده طمعاً بكرسي بعبدا المخلع:
"حزب الله لم يحرر الجنوب، بل آخر تحريره 14 سنة".
"إن الجنوب تحرر من أهله وأكبر دليل على ذلك أن أهل الجنوب موجودين في كل أنحاء العالم إلا في الجنوب".
"لا سلاح ولا عقيدة ولا تمويل ولا قرار حزب الله لبناني"
"مزارع شبعا كذبة".
"وفي المناسبة ننصح لمن يريدون الاحتفاظ بالسلاح، بسحبه من الأيدي وخزنه، فمقاومة الاحتلال انتهت بزواله، ولا أمل بامتدادها إلى ما بعد الحدود، ولن يؤذي هذا السلاح بعد الآن سوى حامليه".
"لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية، أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في ألأسرة" على مرأى ومسمع من دولة تركض لاهثة وراء هذا الخطاب؟" أضغط هنا لقراءة مقالة للعماد عون تحمل عنوان "متى التحرير" كان نشرها في 27 أيار 2000.

نسأل العماد عون صاحب الخطاب الديماغوجي الذي كان ألزم أتباعه السنة الماضية دون خجل أو وجل مشاركة حزب الله احتفالات "التحرير" أن يفسر أقله للذين لا يزالون أسرى ماضيه موقفه المتناقض والفاضح حول مفهومه للتحرير قبل عودته من المنفى وبعد تلك العودة. ونسأل إذا كان سيشارك حليفه الإلهي فرحة التحرير هذه السنة؟

من المحزن جداً أن خطاب حزب الله التحريري يفرح عقولاً كثيرة في لبنان ودول المنطقة، وهي نفس العقول التي كانت تحتفل في شوارع بغداد، بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه، بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول ما زالت تحنّ لسماع الخطاب الذي سمعه العرب قبل حرب الأيام الستة سنة 1967، والذي كان يلوح بـ"الظافر" و"القاهر" وبإلقاء اليهود في البحر، فإذا العرب منذ سنة 1967 يسجلون التنازلات بعد التنازلات التي رضي القتيل بها وليس يرضى القاتل! فالعقل الذي يتجاوب مع خطاب حزب الله وأمينه العام التحريري والاستشهادي هو عقل لا يزال يخاف الحقائق فيلجأ إلى الألوهية والسحر وقراءة فناجين القهوة! والتي كان آخرها فنجان قهوة العماد عون في السفارة الأميركية مع مندوب العم سام، دايفيد ولش!!

وحتى لا تتكرر مأساة حرب تموز، وحتى لا تستنسخ حكايات حروب العرب الفاشلة مع إسرائيل وتحديداً حرب الـ67، صار من حقنا أن نقول نحن لا نريد أن يموت أولادنا مرة أخرى وألا تتكرر حرب تموز.

نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو انتصر في حرب تموز، ولا هو حزب مقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا لوطن الأرز، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها وفيها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.
إن من يشارك حزب الله احتفالات التحرير هو إما منافق وذمي ووصولي، وإما أصولي ويتبنى مشروع هذا الحزب بإقامة دولة الفقيه في لبنان.

من هنا فإن احتفال "حزب الله" بعيد التحرير الوهمي هذه السنة يأتي باهتاً وبارداً لأن الاحتلال السوري الذي كان يسمي "الجمع" بالقوة "إجماعاً" قد اندحر وخرج من لبنان، فتظهرت من يومها صورة "حزب الله" الحقيقية وهي صورة إيرانية سورية أصولية ليست لها وليس فيها أي شيء لبناني!

لتنشيط ذاكرة البعض نشير إلى انه منذ الستينات حصلت أشياء كثيرة في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، يبدو أن الدكتور بشار والرئيس نجادي والسيد نصرالله وجنرال الرابية، ومعهم "الظافر" و"القاهر" لم يأخذوا علما بها والتي في مقدمها إعلان الحرب العالمية الثالثة في 11 أيلول سنة 2001 بين الإرهاب الديني الانتحاري وبين العالم، وحزب الله هو في مقدمة الإرهاب الديني الانتحاري، ودولتا محور الشر "إيران وسوريا" هما من يمول ويحتضن الإرهاب هذا.

في أسفل مقتطفات من مواقف للسيد حسن نصرالله وهي من مصادر مختلفة وموثقة تحكي مشروعه ورؤيته للبنان. إنها برسم من يتوهم أن التفاهم مع حزب الله أكان ورقياً، كحال ورقة جنرال الرابية عون، أو من خلال التحالفات والاعتصامات واحتلال الساحات وغيرها ستلبنين هذا الحزب بأي شكل من الأشكال، أو تحيده قيد أنملة عن مشروعه، أو تفك ارتباطاته العضوية بدولتي محور الشر:

- "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير("النهار"، في أيلول /سبتمبر 1986".
- "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون ("السفير" في 12 تموز 1987)".

- "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفا شرعيا واضحا، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم ("العهد" 23 حزيران/يونيو 1989)".

-" الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة . نحن قوم ينمو ويكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قربانا، وهدفنا تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود ("السفير" في 3 تموز/يوليو عام 1991)".

- "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان ("السفير" في 16 أيلول/سبتمبر 1986 )

- " قتال إسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول إلى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة إسرائيل من الوجود... لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا إليه الإمام الخميني ("النهار" 6 أيار 1989)".

- "سيصل منهج ياسر عرفات السياسي إلى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال إسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية (مجلة "الوحدة الإسلامية" في شباط/فبراير 1989) ".
- "نحن لا نطمح إلى تدمير المجتمع المسيحي بل إلى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا وإسرائيل ("النهار" في نيسان/ أبريل 1989 )".

- "سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام ("الديار" في شباط /فبراير1989)، والقتال تكليف شرعي في مقاومة إسرائيل ("السفير" 1987) وهو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل ("النهار" 1987).

- "كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة ("النهار" 9 آذار/ مارس 1987). ونحن نعيش في كربلاء مستمرة ("النهار" 14 تشرين الأول/أكتوبر 1987)... تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى للتحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني ("الحقيقة" 10 شباط/فبراير 1986)، الذي لولاه لما كان السادس من شباط /فبراير ( الانتفاضة على السلطة اللبنانية على عهد الرئيس الأسبق أمين الجميّل - "السفير" 9 شباط/ فبراير 1986).- "الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الإسلامية في إيران" ("السفير" 16 حزيران/ يونيو 1986)".

- "إن من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية... لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء ("السفير" تموز 1986)".

- "إن الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية الشعب الإيراني المسلم وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق ("العهد" 23حزيران/يونيو 1989)".

- "القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. إنها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم ("النهار" أيار/مايو 1989). ويجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية ("السفير" آب/يوليو 1987) ".

- "مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان ("السفير" تشرين الثاني/نوفمبر 1987). نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل ... ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب ("السفير"نيسان/أبريل 1986).

- ""على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي" ("النهار"- نيسان 1988)".
ومن له أذنان سامعتان فليسمع

كندا في 23 أيار 2007
عنوان الكاتب اللألكتروني
phoenicia@hotmail.com

الاثنين، مايو 21، 2007

الصحف اللبنانية: قراءات متضاربة لمواجهات الشمال


رامي رحيّم

بي بي سي - لندن
فور انتهاء المواجهة العسكرية دخل لبنان في حرب إعلامية لتحديد حقيقة ما جرى يوم الأحد.
لا جديد، طبعا، في أن لكل طرف حقيقته، وفي أن القراءات المتضاربة التي تقاذفتها الصحف اللبنانية تكاد توحي بأن الحدث حدثان، وبأن كل صحيفة تتحدث عن شيء مختلف تماما عما تتناوله الأخرى.
ماذا جرى؟
شهد لبنان يوم أمس معركة طاحنة بين الجيش اللبناني من جهة ومقاتلين في تنظيم إسلامي يعرف بـ"فتح الإسلام" من جهة أخرى، أدت إلى وقوع عشرات القتلى من الجانبين.
تكاد تكون هذه الحقيقة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع.
أما فيما عدا ذلك، فباب الاجتهاد السياسي والأمني مفتوح على مصراعيه. أسئلة المعارضة
إذا صدقت رواية الصحف المعارضة، نحن أمام فشل لبناني كارثي، يتمثل بالآتي:
· تقصير استخباراتي في تقدير حجم منظمة فتح الإسلام.
· تقصير أمني في التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة، ما أدى إلى "مذبحة" تعرض لها الجيش.
· إهمال مزمن لأبناء منطقة الشمال، السنة تحديدا، الذين باتت السلطة بالنسبة لهم "تساوي القمع".
دعوات "الشيخ" بن لادن
تحت عنوان "الإهمال وانسداد الأفق...انفجار لكن ليس لمرة واحدة" كتب فداء عيتاني في صحيفة الأخبار المعارضة أنه "كان يمكن ببساطة التكهن بأننا سنصل إلى هنا لو القينا نظرة على طرابلس وحرمانها وأوضاعها السياسية المتشنجة."
الكاتب أشار إلى أن "المجموعات القتالية من الشبان الوهابيين تفوق قدرة أي تنظيم على استيعابهم"، وإلى أن "العرض يفوق الطلب".
ويمضي قائلا إن "لا خدمات إجتماعية، لا ماء ولا كهرباء، ولا أعمال ولا وظائف ولا ضمانات بسيطة لحياة مئات الآلاف من السنة في طرابلس وعكار وفي المخيمات الفلسطينية."
ووفق الكاتب، فإن المراهقين "الوهابيين" المهملين "يغرقون في الأقراص المدمجة التي تحفظ رسائل تنظيم القاعدة...ودعوات "الشيخ" أسامه بن لادن إلى القتال والجهاد."
الأزمة، إذا، لبنانية بجوهرها: شبان لبنانيون يعانون من الحرمان والإهمال، استهدفتهم حملات دعائية أصولية واستغلت عداءهم للدولة اللبنانية التي تخلت عنهم.
وتذهب الصحيفة بعيدا في إدانة تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري.
تحريض وانفلات؟
المحلل المقرب من حزب الله ابراهيم الأمين يشدد على أن غالبية مقاتلي فتح الإسلام هم من اللبنانيين، ويشير إلى أنه "جرى لفت انتباه قوى أمنية رسمية تعمل في فلك تيار المستقبل إلى وجوب أخذ الحذر من التعبئة المفتوحة على أفق طائفي ومذهبي."
ونبه إلى ضرورة "الأخذ في الحسبان أن أهداف هذه المجموعات لا تقف عند حدود العداء للشيعة."
المقصود، إذا، تحميل تيار المستقبل جزءا من المسؤولية عن تحريض وتعبئة الشبان السنة في الشمال لاستخدامهم في المواجهة السياسية ضد حزب الله، والإشارة إلى أن هؤلاء الشبان قد تفلتوا من سيطرة "المستقبل" وباتوا يتصرفون باستقلالية عنه.
"إخفاق أمني"
بدورها صحيفة السفير المعارضة هاجمت ما اعتبرته اخفاقا في التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى "ارتكاب مجزرة بكل معنى الكلمة" ضد الجيش.
وأشارت الصحيفة إلى ان القوى الأمنية كانت قد قررت تنفيذ مداهمات محددة، لكن الجيش في هذا الوقت لم يكن على علم بما يجري، ما أدى إلى "ذبح عشرة من عناصره وهم نيام، وقيل إن بعضهم قطعت رؤوسهم."
وسألت الصحيفة: "من يتحمل مسؤولية سقوط دم لبناني؟" و"هل كان يمكن تفادي تلك المجزرة الفظيعة التي أصابت الجيش اللبناني؟"
تجدر الإشارة هنا إلى أن صحيفة النهار نقلت عن مرجع سياسي تأكيده على أن قوى الأمن أبلغت "فورا" الجيش بأنها على وشك القيام بعملية تستهدف فتح الإسلام.
وركزت صحيفة السفير أيضا على ما اعتبرته فشلا استخباراتيا، إذ أشارت إلى أنه "لم يتمكن أحد حتى الآن من تقديم رواية...عن الجهة التي "فبركت" وساعدت على هذا النمو القياسي لفتح الإسلام وجعلتها في غضون أقل من ستة أشهر منظمة قادرة بالعشرات من عناصرها على شل عاصمة لبنان الثانية ومحاصرة الجيش اللبناني ."
كما أشارت الصحيفة إلى أن المنظمة اتهمت بالضلوع في تفجيرات "عين علق" في شباط / فبراير من هذا العام، متسائلة عن كيفية تمكنها من النمو وهي "تحت عين القوى الأمنية".
وذكرت الصحيفة أيضا "الامكانات المادية الهائلة" للتنظيم التي خولته شراء شقق وتخزين الذخائر وتجهيز مجموعات "مدربة ومحترفة جدا.
" نظرة "المستقبل"
عنوان صحيفة المستقبل كفيل وحده بكشف عمق الاختلاف في قراءة ما جرى يوم أمس:
"الجيش والقوى الأمنية يتصدون ببسالة لاعتداء النظام السوري شمالا"
وفق الصحيفة، فإن الجيش قام بـ"عمليات عسكرية ناجحة ضد عصابة فتح الإسلام".
ما جرى هو أن نظام بشار الأسد "وضع تهديداته ضد لبنان على مشارف إقرار مجلس الأمن للمحكمة الدولية موضع التنفيذ....وأطلق العنان لعصابة ما يسمى فتح الإسلام الإرهابية للاعتداء على الجيش وقوى الأمن."
واعتبرت الصحيفة أن محاولات الأسد أعطت "كالعادة نتائج عكسية تجلت ليس فقط في الاستنكار الكبير بل في الالتفاف الشعبي والمدني الواسع حول الجيش والدولة والاصطفاف خلف الحكومة الشرعية في تصديها للعبث بالأمن."
اللبنانيون توحدوا، وفق "المستقبل"، "ضد الفتنة وضد تفجير الاستقرار واستهداف موسم الاصطياف وقبل ذلك وبعده التمسك بإقرار المحكمة لإخراج البلد من دوامة الإرهاب المستمرة."
كما هاجمت الصحيفة قرار النظام السوري الذي وصفته بالـ "الفضيحة" بإغلاق حدوده الشمالية مع لبنان، وقد "كشف (النظام) وجهه لا بل دوره في ما يجري، فعوض أن يتعاون مع لبنان في مواجهة هذا الظرف الخطير حاول قطع الطريق على عناصر هذه المجموعة الإرهابية من خلال إغلاق الحدود كي لا يتمكنوا من العودة إلى سوريا بعد أن كان صدّرهم إلى لبنان للقيام لأعمال إرهابية باتت معروفة للجميع."
باختصار، فإن نظرة الصحيفة المؤيدة للحكومة اللبنانية أقل تعقيدا من نظرة صحف المعارضة، كما أنها أكثر ارتباطا بالسياق الإقليمي:
ما جرى هو عبارة عن محاولة جديدة للنظام السوري لعرقلة قيام لبنان مستقلا عن الوصاية السورية، وبشكل خاص محاولة لمنع قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة مشتبهين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
ويأتي توقيت أحداث الأمس، في وقت يكثر فيه الكلام عن استعداد مجلس الأمن لإقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي، ليعزز اعتقاد الموالاة في لبنان بوجود رابط وثيق بين أية أحداث أمنية وموضوع المحكمة.
فالمحكمة، وفق هذه القراءة، تقع في صلب هذه الأحداث لأنها تشكل بالنسبة لنظام الأسد مسألة حياة وموت.
معلومات ميدانية
أما صحيفة "النهار" المؤيدة للحكومة فذكرت نقلا عن مرجع سياسي قوله إن السلطات اللبنانية عثرت على جثة المسؤول الثالث في فتح الإسلام أبو يزن.
وقالت الصحيفة إن أبو يزن "هو المسؤول المباشر عن التفجير المزدوج لحافلتي الركاب في عين علق."
وذكرت الصحيفة أيضا أن جثة أخرى من الجثث التي عثر عليها هي "للمسؤول الذي يليه في التراتبية الحزبية ويدعى صدام ديب. وتبين من التدقيق في هذه الجثث ان قتيلين كانا قد زنرا جسديهما بأحزمة ناسفة."

قررت أن أكون محللا سياسيا ....؟


يوسف فضل

كل ما يحتاج إليه الشيطان لكي يحقق الانتصا ر هو أن يجلس الأخيار دون أن يفعلوا شيئا .
أيدموند بورك

هل فاشلا هي الكلمة المناسبة لسد فراغ نهاية العنوان .... ؟ لعلها الأنسب في اقتناص فضيلة التواضع لأنها نقيض كلمة ناجحا لأننا في عالمنا العربي غير معتادون على النجاح لأنه مثل من يؤمن أن العنقاء طائر يولد من الرماد . لا أقصد بالمحلل ذاك الشخص الذي يُتَيس ليعيد الزوجة المطلقة بائنة بينونة كبرى إلي طليقها ولا ذاك الذي يُتَيس سياسيا ليعيد العلاقة القائمة على الاغتصاب وبلا أي عقد بين الحاكم العربي والمحكوم . بل اقصد ذاك الشخص الذي يمتطي صهوة التحليل السياسي وقد تسعفه ذاكرته وتحليلاته وتخميناته في اكتشاف خواص العلاقات السياسية الشوهاء فتكون سببا كافيا لدى القاريء ليفجر غضبه عليه لأنه لا يتوقع الشكر .

إذ بعد التمعن في الحالة الفلسطينية التي تعيش في عالم عربي مدهش وكل شيء لا يصدق فيه تبقى الحالة الفلسطينية هي الأقرب للتحليل بسبب ما تسببه من وجع القلب المستمر طوال التسعة وخمسون عاما الماضية فقد :

اكتشفت أنني كمواطن بسيط لست بذاك الغباء الذي تعتقده القيادة الفلسطينية وهي ليست بذاك الذكاء لأنها اعتقدت عكس ذلك وبما أنني لا أبحث عن الحب المتبادل معها فستبقى هي في حاجة الإنسان البسيط لتوعده بمليء الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا !

اكتشفت أن إسرائيل وأمريكا متآمرتان على الشعب الفلسطيني (يا سلام ) . البعض سينعتني بالذكاء الخارق على هذا الاكتشاف المكتشف الذي حير كبار المحللين السياسيين . ودليلي انه بين الحين والآخر تجري مذبحة في غزة بأيدي فلسطينية بحتة حتى لو لم نفهم سبب الاقتتال فهذه عادة عربية أن يتقاتل العرب ولا يعرفوا على ماذا يتقاتلون . والسيد/عباس والسيد/هنيئة لا يعرفان سبب الاقتتال لكنها يعرفان من وراءه . ولتبسيط الأمر قلت أن السبب أمريكا وإسرائيل وبذلك أكون قد فشيت خلق الإنسان البسيط وأرضيت رجال السياسة في فتح وحماس . وضمنت عدم عداوتهما لان عداوة بل ومحاربة إسرائيل وأمريكا مقدور عليهما لأنها على قاعدة الحلال بين والحرام بين أما عداوة فتح وحماس فالله يجيرنا منهما في الدنيا كما يجيرنا من النار في الآخرة .

اكتشفت انه طالما إسرائيل تكره الفلسطينيين (لا يعد ذلك اكتشافا جديدا ) فهي متسامحة معهم في حمل السلاح بل والسماح بإدخاله لهم إلى قطاع غزة . طبعا اكتشفت أن السلاح يحتاج إلى ذخائر فمن أين تأتي الذخائر وعناصر فتح وحماس كرماء باستخدام الذخائر في الغالب ضد المدنيين وليس ضد عناصر بعضهما ؟ أقول أنها تأني إما من إسرائيل أو بعلم إسرائيل أم يا تُرى أن علماء فتح وحماس العسكريين قد طعموا أشجار البرتقال والزيتون لتثمر الذخائر المطلوبة لهم . وهم يقطفونها طوال العام من على أغصان الأشجار.

واكتشف أنه بما أن إسرائيل تكره الشعب الفلسطيني لأنها تحتل أرضه وترفض إعادة الأرض له وهي لم تقل انها ستعيد الارض وهي لن تسمح بإقامة سلطة أو سُليطة فلسطينية ذات سيادة تدار بحرمية أم بمعدومين لان إسرائيل لديها القوة بحيث لا تستطيع أي دولة عربية أو إسلامية فرض حل سياسي عليها .

واكتشفت أن الحل الاستسلامي العربي ترفضه إسرائيل لان أي حل استسلامي عربي سيفرض على إسرائيل التزامات المنتصر من طرف واحد وإسرائيل غير مهيأة نفسها لتقبل بالاستسلام العربي . ولا تريد الانضمام إلى تابوت الجامعة العربية .

اكتشفت انه لا يوجد حل سياسي من أي نوع وإنما القضية الفلسطينية هي كما نقول في العامية رُب وزيت ، وزيت و رُب وإسرائيل تلهي الشعب الفلسطيني ببعضه حاليا بالجهجهة والعجن . فكلما قل الإنجاز كبرت كلمات المتحدثون الرسميون وكلما خوت الحياة كثر الهرج .

واكتشفت أنني لم استطع أن اكتشف بسبب سذاجتي أو تظاهري بالسذاجة انه طالما إسرائيل عدوة للشعب الفلسطيني فلماذا لا يتوقع الشعب الفلسطيني الأذى والشر منها فهي عدوته ؟

واكتشفت أنه إذا كانت اتفاقيات اسلوا يرفضها الشعب الفلسطيني حاليا لأنها سيئة في بنودها السياسية فهل هناك بند في اتفاقية اسلوا ينص على أن يكون القادة الفلسطينيين المنتخبين وغير المنتخبين في الدرك الأسفل من التواطؤ والابتذال وحتى العمل على توفير سبل الإهانة الشخصية للشعب الفلسطيني . فإذا كانت إسرائيل عدوة لنا (معقول ) فلماذا الاحتراب بيننا . أهو عين العقل ؟


اكتشفت أن الوضع سيبقى على ما هو عليه ولا حل للقضية الفلسطينية لان هذا ما جنته علينا القيادات الفلسطينية الثورجية التي أساءت للثورة وللشعب الفلسطيني وهذا ما ستجنيه على أطفالنا .

اكتشفت أنه إذا تقاتلت فتح وحماس وقامت إسرائيل بضرب الفلسطينيين فهذا يعني أن معادلة القتال هي طرفان ضد طرف واحد ولو مؤقتا والدور القادم على الطرف الفلسطيني المنتصر إذا سمح لأحدهما بالنصر .

اكتشفت أن كل مكسب لدى أي طرف فلسطيني يعني أن يدفع الثمن ليحافظ على هذا المكسب على حساب الشعب الفلسطيني وفق أجنده من يدعمه فهم مثل الحيوانات الكبيرة التي تترك آثارها المدمرة على البيئة.

اكتشفت انه طالما شِرش (عِرق) الحياء قد طق من الزعامات الفلسطينية مما يهون علينا استيعاب النتائج الحاصلة التي نرفضها على ارض الواقع .فإذا لم نستطع أن نغفر لهذه الزعامات فهل سنغفر للعدو .

اكتشفت أن حماس وحلفائها لن يحرروا فلسطين إلا عبر فتح وحلفائها . وأن فتح وحلفائها لن يحرروا فلسطين إلا بالمرور عبر حماس وحلفائها لان " كل حزب بما لديهم فرحون " وكل حزب له ثمنه في سوق النخاسة السياسية وان ". إنشاء دولتين فلسطينيتين أو حتى ثلاثة لا يكفي " . وكل عصابة فلسطينية تبني دولتها داخل جدار فصل (وطني) اصلب وأعلى من جدار شارون .

اكتشفت حجم الغباء الذي تتحلى به إسرائيل عندما لم ترد على صواريخ القسام وأبدت صبرا في تلقي الصواريخ حين وضعت خمسة سيناريوهات حربية للرد بعد أن ظهرت للعالم بأنها المتعدى عليها وأنها رحلت (عن ضعف ) بعض المغتصبين (نساء ورجال ) أمام الكاميرات وتركت المجال للفلسطينيين للتفاخر أمام وسائل الإعلام وتهديد إسرائيل بمزيد من الويل والثبور وعظائم الأمور الصاروخية . والآن جاء دور الفلسطينيين ليطلقوا نداءات الاستغاثة للعالم للتدخل لوقف الرد الإسرائيلي . طبعا سنناشد عدوتنا أمريكا لتضغط على إسرائيل لتكف يدها الثقيلة عنا .

اكتشفت من حيث لا أدري أنني مدين بالشكر لفتح وحماس لثقتهما الكبيرة بي عندما كتبت متشائما عن اجتماع مكة المكرمة وقبل وصول الوفدين إليها بان الاجتماع هو " موعد مع الفشل " وقد كان .

اكتشفت أن السياسي الشريف هو من لا يكون عميلا (وهذا صعب ) وبعيد عن المشاركة بسفك الدماء الفلسطينية والعربية فحالة قريبة من حالة الخليفة الخامس عندما سئل عن دماء الصحابة فقال :" تلك الدماء طهر الله أيدينا منها " .

اكتشفت انه يوم بعد يوم نكتشف الجديد في التحليل السياسي الفاشل وإننا سعداء بذلك . لأنه ما أسهل كتابة المقال السياسي لأنه يحقق المصلحة الذاتية على حساب هموم المجموع (الوطن المسكين ) .

اكتشفت انه في حالة عدم اتفاق أمريكا وإيران (حول العراق والملف النووي ) حتى شهر يونيو 2007 فان المناطق السورية واللبنانية والفلسطينية ستشهد صيفا حارا جدا

editor@grenc.com
nfys001@yahoo.com

الأحد، مايو 20، 2007

من الضرورة حسم الموقف في مخيم نهر البارد عسكرياً مرة واحدة وإلى الأبد


الياس بجاني

تدين المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية بشدة الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له أفراد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في منطقة الشمال أمس واليوم من قِبل مسلحي مجموعة "فتح الإسلام" التابعة قراراً وتسليحاً وتمويلاً للمخابرات السورية، والتي كان حُكام دمشق ادخلوا مقاتليها المأجورين قبل عدة أشهر إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان بهدف إثارة الفتن، وخلق حالة من الفوضى الأمنية، وعرقلة إقرار المحكمة الدولية، وقيام الدولة اللبنانية بواسطة قواها الذاتية ومؤسساتها الشرعية، وبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني، وتجريد الميليشيات من سلاحها وفرض سلطة القانون.

نشير هنا إلى أن هذه المجموعة الميليشياوية والمخابراتية السورية المموهة تحت اسم "فتح الإسلام"، كانت وراء تنفيذ جريمة التفجير في بلدة عين علق، المتن الشمالي التي استهدفت مدنيين أبرياء وأوقعت العديد من الضحايا.

تحمل المنسقية النظام السوري والمعارضة اللبنانية بكل أطيافها المسؤولية الكاملة للاشتباكات الدامية، وتطالب القضاء اللبناني والدولي محاكمة قياداتها على ما تقترفه من اعتداءات على شرعية الدولة اللبنانية، وتعطيل عمل مؤسساتها الدستورية، وخلق حالة من الفوضى الأمنية، وضرب الإقتصاد الوطني، وإفقار الناس ودفعهم للهجرة.

نناشد قيادة الجيش والحكومة اللبنانية حسم الموقف في مخيم نهر البارد عسكرياً مرة واحدة وإلى الأبد لأن عدم حسم هذا الوضع سيضعف الجيش ويعطي المعارضة اللبنانية ومن ورائها النظام السوري دفعاً جديداً لتكرار ما حدث مرات أخرى.
نحيي الجيش اللبناني قيادة وأفراداً ونجدد ثقتنا الكاملة به وندعم دون تحفظ دوره الوطني الأمني والإنقاذي، كما نطالب الحكومة اللبنانية باتخاذ قرار حاسم وفوري بضبط الحدود السورية اللبنانية والاستعانة بالقوات الدولية للقيام بهذه المهمة. كما نطالب الدولة اللبنانية وقواها الأمنية الشرعية بوضح حد نهائي للسلاح غير الشرعي والميليشياوي المنفلت داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها، وفي كافة المربعات الأمنية التي يقيم فيها حزب الله دويلته.

نتقدم من ذوي عناصر الجيش والقوى الأمنية الذين استشهدوا أمس واليوم دفاعاً عن وطن الأرز وزوداً عن كرامة أهله وحريتهم والهوية بأحر التعازي طالبين لهم نّعم الصبر والسلوان ولأرواح شهداء الوطن والواجب الراحة الأبدية في فسيح جنات الخلود.

**

سوريا تجدد "العرس الديمقراطي"!



جورج الياس


مهزلة الانتخاب او التجديد او البيعة او الاستفتاء للرؤساء "الأبديين" في غالبية الدول العربية، هي مسرحية اكثر من سخرية واعظم من ديكتاتورية واقوى من استبداد يتحكم بالشعب وآرائه وتوجهاته، ويتحكم ايضا بأحلامه ونواياه وافكاره... وكل ما هو ظاهري او باطني ! بمعنى ان الشعوب لا تقرر، لا تختار، لا تنتخب! النتائج محسومة ومعروفة ومقررة سلفا!

متى يخجل هؤلاء "الرؤساء الى الابد" من هذه السخرية التي يسمونها انتخابات تمثل الشعب وتعبر عن رأيه وصوته وهدفه؟!

هذه الاكاذيب لم تعد تنطلي على احد، فالطفل في مهده بات يعلم مسبقا ان الرئيس السوري بشار الاسد سيحصل على 99,7 او 99,8 % من اصوات الناخبين!! تماما مثلما كان الجنين في احشاء امه يعلم سلفا ان الرئيس الراحل حافظ الاسد كان يحظى في كل " عرس ديموقراطي" على 99,9 من اصوات الشعب السوري! وهذا ما كان يعلنه ويؤكده وزير الداخلية بعيد الانتهاء من عملية فرز الاصوات! او بالاحرى قبل الانتهاء من هذه (العملية – العلمية)!

في الحقيقة وصلت نسبة المقترعين في الانتخابات التشريعية التي جرت في سوريا بتاريخ 23-4-2007 الى 5 او 6% على ابعد تقدير! وذلك حسب التقارير التي وصلت الى الوكالات الاجنبية والمواقع الالكترونية السورية في الخارج، والى عدد كبير من الناشطين واركان المعارضة التي تتابع فصول هذه المسرحية عن قرب وعن كثب!

وعلى هذا النحو وهذا " المبدأ الديموقراطي" ستجري في السابع والعشرين من هذا الشهر عملية التجديد " بالروح والدم" للامبراطور الرئيس بشار الاسد !! وعند اعلان النتائج سيطل وزير الداخلية السورية ويعلن (حسب اعتقادي واعتقاد الكثيرين) " ان فخامة الرئيس الاسد فاز بولاية جديدة! وبعدد من الاصوات بلغ 97 او 98 % وليس 99,9 % لماذا؟؟

لانه بهذه النتيجة تظهر سوريا " وجهها الحضاري" للعالم وتعلن ان المرشحين المنافسين وهم ثلاثة او اربعة حصلوا على 2 او 3% من اصوات الشعب!! وهكذا ينتهي عرس آخر من افراح الديموقراطية يشبه الى حد كبير عرس " ساركوزي" ! نعم ، ولما لا؟!

فهل النظام في فرنسا يختلف كثيرا عن النظام في سوريا؟!
وهل في فرنسا حرية واستقلالية اكثر مما في سوريا؟!
وهل حزب اليمين الديغولي منفتح ومتحرر اكثر من حزب البعث العربي السوري؟!!

هذه الاضحوكة الانتخابية التي تتوالى منذ زمن في سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان وحتى في مصر وتونس والجزائر... ما هي الا مسرحية فكاهية تتجدد كل ست او سبع سنوات الى ان يلاقي الرئيس – القيصر وجه ربه راضيا مرضيا!

ان الدول الاكثر فقرا وتخلفا في العالم مثل بنغلادش والصومال ورواندا والكونغو وروديسيا... هذه الدول تهزأ " بالاعراس الديموقراطية" التي تجري في العالم العربي! وهذه الدول وانظمتها تتقدم الدول العربية المسماة آنفا باشواط واشواط من الحرية والديموقراطية والنزاهة والمصداقية رغم بؤسها وبعدها عن العالم المتمدن والمتطور! ورغم افتقارها الى ادنى مقومات الحياة!
يبقى الفارق الوحيد او الاستنتاج الوحيد ان بعض الدول العربية وعلى رأسهم سوريا تفتقر الى ادنى مقومات الانسانية والحرية والكرامة والاحترام والتواصل مع شعوبها وآرائهم وتطلعاتهم..!!


كاتب ومحلل سياسي