عطا مناع
شبح الحرب يخيم على منطقة الشرق الأوسط، وطبول الحرق ندق في كل من واشنطن وتل أبيب، والمعلومات تتسرب حول غضب واشنطن من الانقلاب الذي يعيشه الشرق الأوسط بالتحالفات الواضحة بين إيران وسوريا وحزب اللة والمقاومة الإسلامية في فلسطين، ناهيك عن الشعارات المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية والداعية إلى تدمير الدولة العبرية والتبشير بنهايتها كما جاء أكثر من مرة على لسان الرئيس الإيراني احمدي نجاد والأمين العام لحزب اللة حسن نصر اللة ناهيك عن حرب الاستنزاف التي تخوضها حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل التي باتت غير قادرة على فعل شيء إزاء الصواريخ الفلسطينية المنطلقة من غزة رغم استخدامها اعتي الأسلحة والطائرات في قتل الفلسطينيين المحاصرين في سجن القطاع.
لقد فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على ما يسمى بالإرهاب، وجاء احتلالها لأفغانستان والعراق ليورطها في وحل الحرب الطويلة الأمد التي استنزفت قوتها ومواردها المالية ناهيك عن خسائرها البشرية التي أحدثت انقلابا في الرأي العام الأمريكي الذي انقلب على الرئيس الأمريكي جورج بوش والمحافظين الجدد الواقفين على حافة الهاوية التي ستبتلع طموحاتهم وبرامجهم وأحلامهم بالسيطرة على الشرق الأوسط ونهب خيراته وتحذير المشروع الصهيوني في فلسطين بتعميم التطبيع على الدولة العربية التي تدور في الفلك الأمريكي والإسرائيلي.
وإذا جاز الجزم لي بهزيمة المشروع الأمريكي في المنطقة أو تعثره على اقل تقدير، فهذا يعني أن المنطقة العربية قد أضحت أمام حقيقة المواجهة المسلحة بعقيدة الانتصار على الولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة بعد الهزيمة النكراء التي تعرضت لها الدولة العبرية على يد حزب اللة، هذه الهزيمة التي قلبت الموازين سواء على الصعيد النفسي أو العسكري وبالتالي بروز استراتيجيات عسكرية مسلحة بقناعة الانتصار في الحرب القادمة بصرف النظر عن التحالفات التي نسجتها واشنطن في المنطقة العربية.
في الجانب الإسرائيلي هناك تخوف وعدم ثقة من تحقيق الانتصار في الحرب القادمة رغم ما يصدر عن ساسة وجنرالات الدولة العبرية، فلا زالت إسرائيل تعاني من هزيمتها على يد حزب اللة وستبقى كذلك وهذا الواقع الجديد سيلعب دورا سلبيا في أداء الجندي الإسرائيلي في أي حرب قادمة، ليس لأنة سيواجه رجال حزب اللة فقط وإنما لمعرفته الأكيدة بضعف قيادته السياسية التي هزمت في حرب تموز وبقيت على رأس السلطة، وهي التي ستخوض حربا أكثر تعقيدا من أي حرب مضت على اعتبار أن إيران وسوريا ستلعبان دورا حاسما وسيشكلان تهديد استراتيجيا للدولة العبرية وقد بدا هذا واضحا من تهديدات الرئيس الإيراني الذي أكد أنة سيدمر إسرائيل في حال تعرضت إيران لضربة عسكرية.
وبما أن المبادرة في يد الولايات المتحدة وإسرائيل، هناك سؤال يتم تداوله في الأوساط الأمريكية بشكل خاص وهو: كيف ستكون هذه الضربة، هل ستكون على شكل غزو لإيران كما هو الحال مع أفغانستان والعراق، ام من خلال حملة جوية وصاروخية يتم خلالها تدمير المنشات النووية، قد يكون الاحتمال الثاني هو الأقوى لكن إيران جاهزة وقد ترد بإطلاق صواريخ مدمرة وبعيدة المدى على دولة الاحتلال الإسرائيلي والقواعد الأمريكية في دول الخليج، مما يعرض هذه الخطة"خطة كش ملك " للفشل ويفتح الأفاق أمام اتخاذ قرارات باعتماد الضربات النووية التكتيكية للمنشات النووية الإيرانية وسينتج عن ذلك سقوط الآلاف من الأبرياء، وبالفعل وحسب صحيفة الصندي تايمز اللندنية التي ترجمت مقالة تحت عنوان خطة إسرائيلية سرية لضرب إيران بالنووي التكتيكي،
لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفت الخطة التي تشارك فيها بعض الدول العربية إلا أن بعض الصحف العبرية قالت أن العملية قد تكون ضمن الحرب النفسية على إيران.
تصريح زلة اللسان الذي صدر عن رئيس وزراء دولة الاحتلال يهود اولمرت باعترافه امتلاك إسرائيل سلاحا نوويا وذلك في مقابلة مع التلفزيون الألماني لم يكن زلة لسان وإنما استخدام لورقة السلاح النووي وخاصة أنها تأتي بعد اسبوه واحد لتصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الذي أكد فيها أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي، الجديد في هذه التصريحات هو الاعتراف المباشر بامتلاك إسرائيل للسلاح النووي رغم أن العالم كله يعرف هذه الحقيقة، إلا أن دولة الاحتلال بتلك التصريحات تريد أن ترسل إشارات تهديديه لإيران بإمكانية الاستخدام التكتيكي للسلاح النووي بضرب البرنامج النووي الإيراني.
إيران وعلى لسان مسئول كبير وهو محمد باقر ذو القدر نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية الذي شدد أن إيران ستضرب المصالح الأمريكية في العالم إذا هوجمت بسبب سلاحها النووي وقال لن يكون هناك مكان امن لامريكيا في ظل امتلاك إيران للصواريخ بعيدة المدى، ويكمن لإيران إطلاق الآلاف الصواريخ يوميا، وبالعودة إلى تصريحات الأمين العام لحزب اللة السيد حسن نصر اللة الذي أعلن واثقا في خطاباته الأخيرة قرب نهاية الدولة العبرية وأنها أي إسرائيل ستهزم في الحرب القادمة فلا يمكن الفصل بين التوجه الإيراني وتصريحات حزب اللة الذي يعرف خفايا الأمور ويقف على التطورات الغير معلن عنها في الصراع الإيراني الأمريكي الإسرائيلي وتفاقم الأوضاع إلى درجة الجهوزية لخوض الحرب.
في الولايات المتحدة الأمريكية عبر الديمقراطيون عن خشيتهم أن يشعل بوش حربا مع إيران قبل مغادرة منصبة، وكانت وسائل الإعلام كشفت النقاب عن مشروع قرار سري تم التصويت علية بالأغلبية الساحقة في مجلس النواب الأمريكي وحول إلى مجلس الشيوخ، ويتضمن القرار سماحا للرئيس بوش لاتخاذ أسلوب الحرب الوقائية ضد إيران، من خلال تسديد ضربات عسكرية لها عقابا على مشاريعها النووية.
وبصرف النظر عن القرارات والتهديدات والتلميحات والمعلومات الشبة مؤكدة عن بداية العد التنازلي للحرب في منطقة الشرق الأوسط، هذه الحرب ستأخذ منحى أخر ولن تكون تقليدية نظر لعدم ثقة الولايات المتحدة وإسرائيل بإمكانية حسمها بالضرب الخاطفة وجدية التهديد الإيراني بحرق القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج وإمطار دولة الاحتلال بالآلاف الصواريخ، إضافة لعدم قدرة الولايات المتحدة حوض حرب طويلة مع إيران بسبب أوضاعها الضعيفة في العراق وأفغانستان والرأي العام الأمريكي، لذلك لن تتواني الولايات المتحدة عن اتخاذ قرار باستخدام السلاح النووي من خلال ضربة نووية وقائية لإيران واستخدام اعتى الأسلحة ضد حزب اللة وحماس وسوريا، مما يفتح الباب واسعا إمام كل السيناريوهات لحرب نعرف كيف ستبدأ ولا نعرف أين ستنتهي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق