الخميس، فبراير 07، 2008

هل سينتحر رستم غزالة؟


محمد الحداد

ما هي قصة الانتحار داخل النظام السوري ؟ و هل من منتحرين جدد ؟ هل الاكتئاب هو الدافع للانتحار كما يصوره النظام و يعلنه للرأي العام ؟

منذ بدء الانتحار الأول لرئيس الوزراء السوري محمود الزعبي و القصص تدور حول المزيد من الانتحارات في صفوف الضباط السوريين و المسؤولين رفيعي المستوى .
و الجدير ذكره أن مسلسل الانتحارات بدأ منذ تسلم بشار الأسد السلطة من أبيه . ( ليتميز بطابع مختلف عما كان يمارسه الأسد الأب ) و كان أول المنتحرين محمود الزعبي الذي شغل أطول منصب لرئيس وزراء سوري و قبل ذلك المنصب كان رئيسا لمجلس الشعب لفترة طويلة. إذا فهو أحد المسؤولين المقربين من العائلة الحاكمة . كما أنه بحكم الفترة الطويلة يعرف الكثير و لديه الكثير. و بما أن بشار الأسد سيتزعم العائلة الحاكمة فلا بد له من كبش فداء ليبدأ حكمه بقوه. و لتبرر تلك القوة لاحقا بأنه يحارب الفساد. لذلك قام بوضع الزعبي رئيس الوزراء تحت الاقامة الجبرية و أقاله من منصبه ليبدأ محاكمته بتهم الفساد .
و كأننا شعب جاهل نسكن أدغال أفريقيا لنصدق أن محمود الزعبي هو مصدر الفساد في سوريا و أن بشار الأسد الأمل المخلص لهذا الشعب من الفساد .
لتطالعنا بعد ذلك وكالات الأنباء عن انتحار الزعبي رئيس الوزراء السوري .
أما الانتحار الثاني فهو انتحار غازي كنعان أحد ملوك و أباطرة المخابرات السورية , رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان حيث كان يعرف بحاكم لبنان الفعلي في الفترة 1982 حتى ما بعد 2001 . ثم عين غازي كنعان مدبرا للأمن السياسي في سوريا عام 2001 , ثم وزيرا للداخلية من تشرين الأول 2003 حتى موته بتاريخ تشرين الأول 2005 كان غازي كنعان من بين عدة مسؤولين أمن سوريين استجوبهم محققون من الأمم المتحدة في إطار التحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري .
و من الجدير ذكره أن غازي كنعان كان يشكل مع عبد الحليم خدام و حكمت شهابي و رفيق الحريري جبهة قويه في وجه بشار الأسد الذي استلم الملف اللبناني من عبد الحليم خدام في مطلع عام 1998 . أما قبيل حادثة انتحار غازي كنعان صرح الرئيس السوري بشار الأسد أن أي مسؤول سوري يثبت تورطه باغتيال رفيق الحريري سيحاكم بتهمة الخيانة .
أما آخر مقابله مع غازي كنعان كانت باتصال هاتفي مع إذاعة صوت لبنان أعرب فيها عن حزنه من المسؤولين اللبنانيين و خيبة أمله منهم . و نفى اتهاماته بالرشوة التي نشرتها محطة نيو تي في و ختم المقابلة بقوله ( هذا آخر تصريح ممكن أن أعطيه ) و طلب من مقدمة البرنامج أن تعطي تصريحاته لثلاث محطات تلفزيونيه .و بعد انتحاره ذكر شقيقه جمال كنعان في حوار لفيغارو الفرنسية
(أقل من ربع الناس يصدقون أن غازي كنعان انتحر , لماذا قتلوه ؟ )
و من أبرز التعليقات التي سمعتها عن انتحار غازي كنعان هو تعليق الجنرال مشال عون الذي علق قائلا ( غازي كنعان خدم النظام السوري حتى الانتحار )
يشار إلى أن المعارض أحمد أبو صالح كشف النقاب عن اتصالات سرية أجراها غازي كنعان قبل وفاته مع بعض أقطاب المعارضة السورية في الخارج في حديث خاص لموقع الكتروني سوري حيث قال ( أنه يرجح أن يكون لدى وزير الداخلية الأسبق خطة لتغيير النظام بطريقة سلمية اعتمادا على بعض أطياف المعارضة التي لهل شرعية و احترام داخل صفوف العبثيين)
و لقد تم هذا التصريح في الذكرى السنوية لانتحار غازي كنعان بتاريخ 11\10\2006 . و بعد تلك التصريحات بشهر و بتاريخ 09\11\2006 وجدت جثة علي كنعان شقيق وزير الداخلية السوري السابق غازي كنعان مهشمة على سكة القطار في مدينة سورية . حيث صرح النظام السوري أن علي كنعان انتحر على سكة القطار . و قال أحد أبنائه أن والده كان يمر بحالة اكتئاب .
و بعد ذلك أدلى المعارض السوري أحمد أبو صالح لوكالة آكي تصريح قال فيه ( الاغتيال السياسي مكون أساسي للنظام السوري ) و لقد ذكر أحمد أبو صالح في حديث صحفي آخر ( وصلني معلومات من الداخل بأن علي كنعان شكك و آخرين لأكثر من مرة بانتحار أخيه . مما جعل فرع المخابرات باللاذقية البدء باستدعائه و تهديده بدءا من 15 تشرين الأول , و عدم استجابته بالسكوت أدى لاغتياله ) و طالب أحمد أبو صالح في الحديث ذاته بفتح تحقيق دولي في انتحار علي كنعان .
الغريب في سوريا أن من يعارض النظام بشكل أو بآخر اما أن يعتقل أو ينتحر( ينحر ) أو يغتال أو يعذب حتى الموت كما حدث مع كل من الشيخ معشوق الخزنوي و هو شيخ كردي جليل لقي مصرعه نتيجة تعذيبه على يد خاطفيه و قد تم استدعاءه مرات عديدة من قبل فروع الأمن بأمر من ماهر الأسد
بعيد خطبة ألقاها عند قيامه بتعزية عائلة كردية فقدت أحد أفرادها في سجون المخابرات تحت التعذيب . حيث شبه في خطبته هذه أجهزة امن بشار الأسد بأبي جهل .و كما جرى مع مجموعة من الأكراد الذين انتحروا ( نحروا ) بعد انتفاضة القامشلي آذار 2004 و هم يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش السوري .
واعتقل مؤخرا قياديي إعلان دمشق لأنهم اجتمعوا لمناقشة الحالة السياسية الراهنة لسورية في ظل تفرد النظام بسياسة غير واضحة استعلائية لا تستند على مصالح الشعب السوري بل تخدم
هوى النظام ووجوده رغم كل ما جرته هذه السياسة من مصائب على سورية.

ولم تفلح كل الدعوات التي وجهت لبشار الأسد للإفراج عنهم لأن النظام يبرر اعتقال الوطنيين الأحرار بتماشيهم مع الخط الأمريكي والسياسة الأمريكية
لكن بتاريخ 30\12\2007 تعهد بشار الأسد أمام السيناتور الأمريكي الديمقراطي باترك كندي و السيناتور الأمريكي الجمهوري أزلن سبيكتر بالإفراج عن سبعة من قيادي إعلان دمشق . وتم ذلك في إطار زيارتهما لسورية قادمين من إسرائيل لإحياء ما يسمى مفاوضات السلام.و لكنه بدلا من الإيفاء بتعهده للأمريكان يقوم بزج المعارضين الوطنيين بالسجن و تقوم أجهزته بتعذيبهم و التنكيل بهم و الحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة .
ونخشى على الدكتور عارف دليلة الأكاديمي المعارض المعتقل من قبل رامي مخلوف أن ينحر في السجن.و قد تم اعتقاله لإلقائه خطبة في منتدى جمال الأناسي لم تعجب النظام و لا رامي مخلوف قال فيها
( أنهم أصحاب مليارات يمتلكون مليارات الدولارات خارج هذا القطر ليس من رواتبهم و ليس من أرباح مشروعاتهم لكن أحدا لم يسألهم كيف و من أين ؟ بل ان أحدا لم يسألهم كيف تحمل ضميركم أن تفعلوا بشعبكم و باقتصادكم الوطني و بدولتكم ما فعلتم بحرمانهم من كل شروط الحياة و التقدم و النماء و الازدهار , و ايداع حصيلة هذا الحرمان عشرات المليارات من الدولارات عدا و نقدا في جيوب المؤسسات الامبريالية الصهيونية و مع ذلك يزايدون علينا بالوطنية و يتهموننا بأننا نحن الذين سنستقدم الامبريالية و الصهيونية , نحن و ليس هم الذين أهدوها على الأقل مئة مليار دولار
أما رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد يعيث فسادا في سوريا
ليصبح من أصحاب مليارات الدولارات وهو يملك الآن إمبراطورية
من شركات الاتصالات و العقارات و الأسواق الحرة و يسيطر على مفاتيح الاقتصاد في سوريا و هو يحاول الآن بيع شركة سيريا تيل المملوكة له عبر شركة تركية لشركة إسرائيلية .

لنبتعد عن تأثيرات هذه الأحداث وتسلسلها ونسلط الضوء على احتمالات قادمة مع اقتراب موعد المحكمة الدولية لقتلة رفيق الحريري رئيس مجلس وزراء لبنان السابق. واستنادا لما يجري على الساحة اللبنانية من أحداث فهل سنشهد انتحار رستم غزالة ضابط المخابرات السوري الذي خلف غازي كنعان في لبنان ، مسؤول الأمن السوري القوي في لبنان عند اغتيال رفيق الحريري أم ان رستم غزالة سيتعلم الدرس ويغير السيناريو ويهرب من قبضة الانتحار ليلحق بنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وحكمت شهابي رئيس أركان الجيش السوري السابق .

معارض وناشط سوري مقيم في لندن

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

رستم غزالة بكل تاكيد ومن دون شك سينحر هذا امر بديهي لان نظام بشار الاسد قائم على مبداء التصفية ورستم غزالة حان وقت تصفيته لانه سيشكل خطر على بشار الاسد