الثلاثاء، فبراير 12، 2008

انتفض من جديد أيها الشعبُ العنيد!

سعيد علم الدين
انتفض من جديد بعنفوان جبهتك العالية ، وشموخ قمم جبالك الباسقة ، و جلال أرزك المقدس ، من أجل الوفاء لشهداء الوطن جميعا ، وبالأخص شهداء انتفاضة الاستقلال وفي مقدمتهم ابنك الكبير أبي بهاء!
انتفض من جديد من أجل المستقبل والازدهار والحياة ، وبسمة الأطفال على الشفاه ، ولكي ينهض لبنان الجديد من تحت نير الطغاة:
- لبنان السيادة والاستقلال ،
لا لبنان الدويلات السرطانية جالبة الحروب والخراب والفوضى وحرق المستقبل الزاهر بالدواليب والتحريض وبيع الوطن بالمزاد.
- لبنان العدالة والقانون ،
لا لبنان المربعات والمعسكرات الخارجة عن إرادة الدولة والشرعية ، لكي يفلت المجرم القاتل وسارق الكهرباء وقاطع الطريق والعابث بالأمن والاستقرار من العقاب.
- لبنان الحرية والديمقراطية الحقيقية المعبرة عن إرادة الشعب وناخبه الحر والمنسجمة بالتالي مع طبيعة العيش المشترك ،
لا ديمقراطية بدعة الثلث المعطل الاستبدادية ، والتي يريدون فرضها بالإرهاب والفتنة والتهديد والاعتداء على إرادة الشعب لقتل صيغة العيش المشترك.
- لبنان الرقي والتقدم والجدارة، والعلم والتمدن والحضارة ، والتعددية الغنية والرسالة ، والتعاطف الأخوي بين الطوائف بحرارة ، ، لا لبنان التخلف والجهل والغباء ، ونشر ثقافة الموت والانتحار والأشلاء ، والتخاصم يومياً مع الافرقاء ، والمواجهة المستمرة المدمرة في معادلة غير متوازنة مع الأعداء تؤدي حتماً للخسارة.
انتفض من جديد يا شعب لبنان العنيد ، ولكن هذه المرة في وجه أذناب وعملاء وحثالات ومهرجي ومدجلي عهد الوصاية ، تماماً كما انتفضت قبل ثلاث سنوات مارداً جباراً، في وجه نظام بشار الطاغية ، فانزوى مع مخابراته الشريرة الباغية ، مذعورا خائفاً في الزاوية ، ثم انسحب خانعا مطيعاً من أرض لبنان الغالية ، يجر وراءه أذيال الخيبة والمرارة ، ومعها شعاراته القومجية الثرثارة ، وبطولاته الثورجية الخاوية ، ولم ينس تحميل صوره العملاقة الأحجام على شاحناته مع التماثيل والأصنام ، التي أراد بها محاربة إسرائيل في الرؤية والمنام، وحق الرد كلام بكلام ، تاركا لنا الكثير من الألغام كمنظمات "الصاعقة" الفاشلة ، و"فتح الانتفاضة" القاتلة ، و"القيادة العامة" البالية ، وأحزابا إلهية دنيوية كاذبة وبمصير الوطن وشعبه لاهية ، وطوابير جاهلة ، وكلاب نابحة ، وذئاب عاوية ، وخلايا مخابراتية نائمة وفي جحورها كالأفعى خافتة ، تنتظر الإشارة لتلسع وتفجر وتغتال صامتة.
هؤلاء جميعا مصيرهم المحتوم كمصيره الحتمي إلى مزابل التاريخ والهاوية.
والمحكمة آتية آتية آتية ، وليست طبخة بحص يا قزم "الرابية" ويا أشياخ الضاحية!
انتفض يا شعب الهامات والهمم ، حضاريا راقيا بين الأمم ، حاملا لبنان في القلب رغم الحزن والألم ، وعلمه المفدى خفاقا فوق القمم.
انتفض من جديد يا شعب لبنان العنيد على هؤلاء الذي يبيعون الوطن في سوق النخاسة والعبيد ، ولا يخجلون من توزيع الحلوى عند اغتيال الشهيد الحبيب تلو الشهيد ، وكأنه في قلوبهم حقد كصدئ الحديد وفي عقولهم شيطانٌ مَريد!
يا للعار يقبضون من إيران الدولار ، ليجلبوا للبنان الحروب والخراب والدمار! لا حرروا من مزارع شبعا ثلاث أشبار ، بل احتلت إسرائيل فوق ذلك القرى وعشرات آلاف الأمتار. ولا استعادوا الأسير سمير قنطار ، بل أسراهم ازدادت بيد العدو وصارت بالأعشار ، ويتشدقون بنصر وهمي ليس له في علم الحروب آثار!
وما البطولة يا شطار أن نتشدق بالصمود ليل نهار ، وقد تسبب بآلاف المآسي وخراب الديار!
انتفض في وجه الأشرار يا من دحرجت تحت قدميك الصخور الكبار فاخضرت الوديان والجبال بالأشجار وصارت مدنا وقرىً غناء للعيش المشترك منذ أجيال ، ومزارعَ لجني الغلال وقطفِ الخير والثمار.
انتفض أيها الجبار يا من خرجت باقتدار من صور وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس راكبا البحار مصارعا العواصف والرياح منتصرا على الإعصار.
وهذه ابنتك الأميرة اليسار امتشقت الأمواج وداست على الخوف والأقدار وبنت على الشاطئ التونسي الشقيق مدينة قرطاج التي ما زالت تتناقل مآثرها الأخبار. وحفاظا على شعار "شرف تضحية وفاء" ولكي تكون أليسار رمزا للبطولة والتفاني والعطاء رفضت الإذعان لمطالب الطغيان مفضلة الشهادة على الإستسلام. وانتصرت بتضحيتها قرطاجةُ على مطالب الطغيان.
وهذا ابنك البطل التاريخي القائد الفذ هنيبعل ابن هملقار رَكَّبَّ الأفيال على جبال الألب العاصية المنال ، مخترقاً المستحيل ، قاطعاً الفيافي والأنهار ، هازما روما في عقر دارها مشتتا جيشها الفار في كل دار ، معاملا عدوه بنبلٍ واحترام.
انتفض من جديد أيها العنيد على عملاء نظام الغدرِ والخسةِ الإجرام!
انتفض أيها الشعب الذي صرخ مجلجلاً في وجه قوى الخيانة والبغي والفساد والاغتيال:
لا وألف لا للاحتلال السوري الذي تحول إلى تشويهٍ للشخصية اللبنانية الفذة وقهر لقدراتها الجبارة وإذلال!
نعم للمحكمة ، نعم للحقيقة ، نعم للصدق ، نعم للوفاء ، نعم للكرامة ، نعم لقيام الدولة اللبنانية الحرة الديمقراطية التعددية العربية السيدة المستقلة!
المطلوب يوم الخميس من كل لبناني حر ولبنانية حرة ، ومن كل سوري حر وسورية حرة ، ومن كل فلسطيني حر وفلسطينية حرة ، ومن كل عربي حر وعربية حرة ، ومن كل إنسان حر أن نجدد العهد لانتصار ثورة الأرز.
انتصارها هو انتصار لكم جميعا ولقضاياكم المحقة!
لبنان الأخضر اليانع القوي بأحراره قادر على اختراق المستحيلات ، لبنان الأصفر الخانع لمحور الشر الإيراني السوري والمعرض بسببهم للاعتداءات والاختراقات هو ورقة ساقطة وعالةٌ عليكم جميعا.
لننتفض ولنرفع معا شعلة الحرية والكرامة والديمقراطية والعروبة والحداثة التي أشعلتها روح الشهيد الرئيس رفيق الحريري والشهيد الوزير باسل فليحان ورفاقهما الأبرار في الرابع عشر من شباط وما زالت تسقيها أفذاذ لبنان بالأرواح الزكية آخر زهرة إكليل المجد والغار على صدر قيامة لبنان هو الشهيد البطل وسام عيد.فلننتفض جميعا من جديد في وجه كل شيطان مريد ، لتنتصر ثورة 14 آذار ، ويفرح في عليائهم شهداء انتفاضة الاستقلال الأبرار!

ليست هناك تعليقات: