الثلاثاء، يوليو 31، 2007

المتن بين التاريخ ... والواقع!


رولا أحوش

ان انتخابات المتن تشكل اهدافاً دسمة مختلفة لكل من فريقي السلطة والمعارضة.

بالنسبة لفريق السلطة هي ردّ اعتبار لخسارة 2005 واعادة تثبيت لوجود آل الجميل السياسي التاريخي في المتن كما وتحمل هذه المشاركة استفزازاً للعماد عون وحلفائه عبر ترشيح الرئيس الجميل والد الشهيد بيار الجميل مباشرة وذلك احتساباً منهم ان اختيار الشخصية الأكثر حساسية قد يدفع بالعماد عون الى التراجع احتراماً للشخص وليس توافقاً على المبادئ السياسية الاساسية كما وانه وبطرح اسم الرئيس الجميل يمكن لا بل اكيد انه سيتم استغلال مشاعر الناس عامة والقاعدة الكتائبية خاصة مما سيدفع بهم الى الاقتراع والتصويت للرئيس الجميل أوعدم الانتخاب في اسوأ الحالات ، كما وأنه غير مخفي على احد ان اسم "الجميل" بمضمونه اكبر من اسم الحزب وآلياته كما باقي الأحزاب في لبنان بتركيبتهم المغلوطة اذ يصبح اسم الزعيم اكبر واكثر اهمية من حزبه فيجر وراءه اللبنانيين كيفما اتجه متخفياً وراء مشاعرهم والشعارات الطنانة الفارغة مما ينسيهم اسس حزبهم ومبادئه...

اما بالنسبة للعماد عون وحلفائه، فهم يجدون ان المشاركة في انتخابات المتن هو حق مشروع كون الانتخابات الفرعية هي اجراء دستوري عند شغور اي مقعد نيابي، غير متناسين الخطوة الدستورية الأساس في تقديم طعن للنظر في دستورية هذه الانتخابات ووفقاً للنتائج تتخذ الخطوات اللاحقة والقرارات اللازمة...

ان اسباب الخلاف بين الفريقين مختلفةً تماماً وذو اتجاهين معاكسين اذ ان آل الجميل يضعونه في الاطار الشخصي اكثر منه السياسي بالرغم من انهم يحاولون مراراً وتكراراً ابرازه بصورة مغايرة للواقع، ولكن الرئيس الجميل عبّر وبكل وضوح على ان هذه الانتخابات هي لاسترداد المتن وحقوق ابنائه، كما وجاء اتصال النائب الحريري داعماً لا بل ذهب الى ابعد من ذلك معتبراً ان المعركة هي بمواجهة قتلة الشيخ بيارمعيداً بنا بالذاكرة الى انتخابات عام 2005 حين اعتبر ان من يترشح ضد آل الحريري يعتبر حتماً من المشاركين في قتل رفيق الحريري... تتوالى الأحداث والنغمة واحدة: استغلال دم الشهداء واستعطاف اللبنانيين!
ان تيار المستقبل نجده من اول الداعمين واكثرهم حماسة للرئيس الجميل، وهنا الغرابة وعلامات الاستفهام كونه جلي ان حماستهم لانتخابات المتن ليست فقط لدعم حليف لهم انما هي ايضاً لاستعماله في مواجهة خصم شرس وقوي كالعماد عون، محاولين استفزاز هذا الاخير اخلاقياً وانسانياً وبشتى الطرق، اذ يأتي تصريح الوزير فتفت الأكثر تذاكياً باعتبار مشاركة العماد عون في الانتخابات المتنية هي اعتراف ضمني بشرعية الرئيس السنيورة وحكومته...

الهدف من كل تلك التصاريح والاتصالات هو اشبه بسيف ذو حدّين: ان مشاركة العماد عون ستكون ورقة رابحة بيد فريق السلطة امام الدول الغربية في اعتباره اعترف بشرعية الحكومة حسب مفهومهم ومصالحهم الضيقة أما اذا ادت استفزازاتهم الى عدم مشاركته، هنا يكون الحدّ الأقسى اذ انهم سيستغلون القرار مصورين للرأي العام ان عدم المشاركة هي تأكيد على ضعف حجم العماد عون مسيحياً مما دفعه الى اتخاذ قرار مماثل... ومن هنا يكون تيار المستقبل اكثر المستفيدين من تلك المعركة!!!

ماذا عن الدكتور جعجع ودوره في كل هذه الأحداث؟ الغريب ان الرئيس الجميل زاره قبل اعلان ترشيحه وبعد المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الاعلان، والأكثر غرابة ان الدكتور جعجع هو ايضاً من اكثر المتحمسين لابقاء المقعد للكتائبيين بحجة احترام دم الشيخ بيار، علماً ان المقاعد النيابية تتوزع طائفياً وليس حزبياً، فلمَ لم يتم التوافق على ترشيح شخص من خارج اطار الاحزاب ليكون مرشح 14 آذار التوافقي؟ ... فمتى عرف السبب بطل العجب!

ان الدكتور جعجع سيكون اكثر المستفيدين مسيحياً من نتيجة هذه الانتخابات سلبية كانت ام لمصلحة الرئيس الجميل. اذا اتت النتيجة لصالح الرئيس الجميل ستكون الحجة الأقوى للدكتور جعجع للتأكيد على ضعف العماد عون مسيحياً مما سيساعده على اعادة كودرة حزب القوات اللبنانية من خلال اللعب على عواطف المسيحيين حينها في المتن وصولاً الى كسروان وجبيل وباقي المناطق المسيحية لاحقاً؛ اما خسارة الرئيس الجميل في الانتخابات تشكل ايضاً للدكتور جعجع نقطة أساسية سيستغلها لصالحه حتماً، سيجد في استبعاد الرئيس الجميل استعادة لدوره كزعيم مسيحي وحيد في مواجهة العماد عون مما يعيده الى عام 1988 وكلّ ما يعتبر نفسه قد حققه من انجازات حينها في مواجهة التمرد والاستيلاء على الشرعية... وفي كلتا الحالتين سيحاول الدكتور جعجع بكل قوته استعادة صورته وتلميعها عبر حلم استعادة قوته في الشارع المسيحي...

ان قرار العماد عون في المشاركة او عدمها وضع لا يحسد عليه ولكن كثيرون من مؤيدي ومناصري التيار الوطني الحر يؤيدون المشاركة وخوض هذه المعركة لأنها استعادة لكرامة التيار بعد كل ما واجه من تحجيم واستصغار بحقه من فريق 14 آذار.....

يجب على العماد عون التنبه ملياً عند اتخاذ القرار لأنه حتماً سيكون فاصلاً بين ارادة الشعب واستغلال الأخصام، ويجب عدم الوقوع في فخ الاستفزازات مما قد يوصل شباب التيار الى خيبة لم تكن في الحسبان نتيجة عدم المشاركة اذ انهم يعتبرون هذه المعركة تعنيهم بطريقة مباشرة وتحمل تحدياً لهم معيدة اليهم اعتبارهم بعد ركود شبه يائس يعيشونه منذ ان وضعهم فريق السلطة في اطار "اما الرضوخ اما الحرب الاهلية"...

ان قرار العماد عون يجب ان يكون حكيماً متعالياً عن أية عواقب شخصية ، آخذاً بعين الاعتبار ارادة القاعدة الشعبية التي لم يستهن بها يوماً والتي طالما اعتبرها المرجع الشرعي والدستوري الأساس الوحيد لكل القرارات، لذا حان وقت القرار الحاسم والصارم بالمشاركة لأن عدمها سيكون أصعب بكثير؛ كون الخيبة بعد الحماسة موجعة يا جنرال!

القامَةُ العونيةُ وما أدراكَ ما تحت الزُّنَّار

سعيد علم الدين
الزُّنَّار وما أدراكَ ما تحت الزُّنَّار كلام لا تقوى على التفوه به إلا مشاهير الجنرالات الكبار. كلام يوقظ أهل الغار من سباتهم العميق، ويحول ليل نشرات الأخبار إلى نهار، وببث حي مباشر لا ينقطع شريطه من قناة "المنار"، حيث القصف العشوائي الثقيل العيار على حكومة السنيورة الحرة وأحرار 14 آذار لا يهدأ متناثراً في الهواء كالغبار.
وبالرغم من أن منطقة تحت الزنار منطقة خاصة وممنوع الاقتراب منها دوليا ورياضيا وعلى كل المستويات وتعتبر من المحرمات في الملاكمة والمصارعة الحرة وحملات الانتخابات، إلا أن الجنرال عون حصل على فتوى إلهية من حليفه الشيخ حسن نصر الله ممهورة بختم المرشد تسمح له دون أعذار بالضرب تحت الزنار لكي يصل إلى كرسي الرئاسة المختار ويكلل معركة المتن الانتخابية المصيرية بأكاليل الغار بلون الأرونج ويرقص ويشرب في الرابية على طريقة الإفرنج نخب الانتصار مع شلل 8 خيار عفواً آذار. ومن لا يعجبه فليضرب رأسه بالصخور والأحجار. لأنه يحق للمقاوم الجنرال ما لا يحق لغيره من أشباه الرجال أو الثوار.
نحن شعبٌ مجربٌ ملعونُ السُّلاَف ، وإذا انقطع منا سلالة أو سلفٌ ظهر بدلا منه سلالات وأسلاف. واليوم نرى ظهور سلالة العماد عون وهو يكتسح السلالات العريقة بالضرب تحت الزنار دون ان يهتز زناره أو يخاف. ومِن مَن يخاف وهو مدعوم من الأم الجديدة الحنون ومن ورائها أمة السلاح النووي الميمون. وجنرال الاصلاح الشفاف يبشر اللبنانيين بأنه إذا جلس على كرسي الرئاسة فإنه سيديرها باتجاه سياسة النزاهة والاستقامة والعفاف.
لقد دفعنا في لبنان بسبب تهور وغطرسة وعنجهية وتكبر وتعجرف ومغامرات وطموحات وشعارات، وحروب التحرير ومعارك الإلغاء، وانقلابات وتحالفات وتقلبات وعنتريات وهرطقات وساديات النائب ميشال عون غالي الأثمان.
نحن هنا لا ندافع عن أحد ولا نقول أن الزعماء وأمراء الحرب الآخرين لم يغلطوا بحق الوطن ويرتكبوا الأخطاء، ولكن الأهم أنهم تراجعوا عن أغلاطهم واعترفوا بأخطائهم وعادوا إلى كلمة سواء وكان اتفاق"الطائف" برعاية الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وهمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليكون خاتمة الأحزان، إلا أمير الحرب القائد الجبان ميشال عون الكهل العلهان ، فإنه ما زال يمارس الأغلاط ويرتكب الأخطاء غطرسةً ويكررها بغباء وكأن شيئا ما كان.
ونحن عندما نقول القائد الجبان فإننا لا نقولها من فراغٍ وبهتان ، بل من وقائع وقعت ، وحقائق حدثت ، وحدثان لا يكذبها إلا العجوز الخرفان.
فبسبب الجنرال الهَربَان من طائرات "ميغ" الإخوان ضاعت الهيبةُ والكرامةُ والعزةُ والعنفوان ، حيث خذل سريعا ميشال عون الأوطان وداس بالأقدام على شعار الجيش " شرف تضحية وفاء"، وهرب من أرض المعركة مهرولا خائفاً كأرنب الجولان دون بناته والنسوان ملتجئاً إلى السفارة الفرنسية على آخر الأنفاس ، تاركا جنوده الشجعان يقاتلون حتى الشهادة دون قائد في الميدان.
قارنوا ذلك مع معارك البطولة التي يخوضها اليوم الجيش اللبناني الباسل في نهر البارد ضد عصابات ومخابرات النظام السوري الفاشل حيث يستشهد ببطولةٍ وإقدام ، النقيب والملازم والقائد أمام جنوده البواسل.
ولهذا حكم ضميرك جيداً وتذكر أيها الناخب المتني الكريم قبل أن تضع اسم مرشحك في صندوق الاقتراع أن انتخابك تاريخي مفصلي على ضوئه سيتقرر مصير لبنان. وأنك تنتخب لبنان السيد الحر العربي الديمقراطي المنفتح المزدهر المعافى المستقل المدعوم من العرب وكل دول العالم عندما تنتخب المرشح الرئيس أمين الجميل أحد رموز ثورة الأرز الحضارية الراقية البيضاء وقائد من قادة 14 آذار. وأنك ستلغي لبنان الرسالة وتحوله إلى فارسي شوفيني طائفي مذهبي حاقد بعثي شمولي راكد إجرامي دموي دكتاتوري مخابراتي فاسد ، منحدر متخلف عدائي انتحاري ، لا مستقبل له ، انعزالي ، كما هي الحال اليوم ايران وسوريا منعزلتان ومنبوذتان من كل دول العالم، عندما تنتخب مرشح الجنرال حليف قوى الفوضى والشر والإرهاب والاغتيال وحرب تموز الكارثة، وعرقلة المحكمة الدولية، واغلاق البرلمان وضرب الدستور، والتخريب والاستفزاز وتعطيل الوسط التجاري وقطع الطرقات وتكسير السيارات والمحلات والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة أي شلل 8 خيار عفوا آذار والمحور الإيراني السوري الإلهي الجبار. قبل أن تقترع تذكر أيها المنتخب المتني أن جنرال تحت الزنار يا عيب الشؤم! يريد الوصول إلى كرسي الرئاسة ومهما صار ، حتى ولو تحالف مع الشيطان وأدى ذلك لبيع أراضي كسروان لسمسار إيران وضياع وطنك الجميل لبنان.

الاثنين، يوليو 30، 2007

إنه أكبر من انتصار رياضي

سعيد علم الدين
ألف ألف مبروك لأشقائنا العراقيين، لتحقيق هذا الحلم، بفوز منتخبهم الرياضي، ولأول مرة، بكأس أمم أسيا لكرة القدم.
ألف ألف مبروك لأنه انتصار تحقق بجدارة وصبر وبطولة وعناد ليؤكد للعالم نبل وأصالة الشخصية العراقية الحضارية الوطنية الفذة المميزة القادرة القوية المقاومة لكل من يريد النيل من كرامتها وعنفوانها وعراقتها.
إنه أكبر من انتصار رياضي، إنه انتصار سياسي مبين لعراق ديمقراطي حضاري إنساني مسلم مسيحي عربي كردي أثوري تركماني واحد موحد عنيد، يريد أن ينهض من كبوته بعناد، ولا بد وأن ينهض بهمة شبابه النشامى من جديد. ومنتخبهم الرياضي هو أكبر دليل!
إنه أكبر من انتصار رياضي، إنه انتصارٌ ثقافي مبين لثقافة الحياة والبسمة والأمل وأبي النواس وبغداد مدينة السلام والكد الشريف والتعب المثمر والعمل الدؤوب والعلم والدرس والبناء والعطاء والنجاح والفرح والتقدم على ثقافة الموت الأسود والتخلف، والفتنة العار بين الأخ وأخيه، والجهاد المخزي ضد الأبرياء، والانتحار المقزز برائحة الدماء والأشلاء، وبالأخص هو انتصار ضد الإرهاب ودول الإرهاب، دول الشر والخراب المصدرة للسيارات المفخخة والإرهابيين والمخدرات والمخابرات لقتل العراقيات والعراقيين.
هو انتصار على كل القوى التي تحاول تدمير شعب وحضارة ومستقبل أهل العراق.
هو أكبر من انتصار هو فرحة كبرى تخرج من القلب بعد هذه العذابات نشارك بها شعب الرافدين الكريم بالروح والقلب على أمل أن يخرج العراق العظيم من الواقع الدموي الأليم الذي يمر به حاليا ويعود أفضل مما كان.
إن المتربصين بالعراقيين كثر ولن يردعهم ويعيدهم إلى أوكارهم وأحجامهم إلا وحدة الشعب العراقي ورص صفوفه في وجوههم.
لبنان ومنذ التمديد البلطجي السوري للحود الرئيس الدمية اللادستوري عام 2004 . لبنان هذا يحاول المحور الإيراني السوري الشرير وشلله وطوابيره وزعرانه جره يوميا إلى الفتنة والحرب الأهلية بكل الحيل المخابراتية والأساليب الشيطانية: من الاغتيالات إلى القتل والخطف الطائفي والتفجير، والتآمر والاستفزاز اليومي والتهديد والتحديات لقوى 14 آذار الاستقلالية التي فقدت العديد من رموزها اغتيالا وغدراً وتفجيرا. حتى أن الكلاب لم تسلم من شرورهم فأخذوا يسممونها! تم أخيرا تسميم كلاب حراسة للنائب غسان تويني والنائب السيدة صولانج الجميل. رغم ذلك فإن قوى 14 آذار الحضارية حذت حذو المهاتما غاندي السلمية في رفضها للفتنة رغم الأذى والتعديات ودعوتها الدائمة للتلاقي والحوار.
أقول ذلك لأني أتمنى في هذه النقطة أن يحذو الشعب العراقي المستهدف بوحدته وكيانه من دول الجوار الشريرة حذو غاندي بطريقته السلمية في الرد على الاعتداءات وحذو قوى 14 آذار في تحمل الأذى رفضا للفتنة وإكسادا لتجار الصفقات والدماء على حساب الأبرياء.فألف ألف مبروك لشعب العراق الحبيب وإلى الأمام في مستقبل زاهر يا شعب مدينة السلام.

الجديد في خطاب السيد حسن نصر الله الأخير


الكولونيل شربل بركات

خطاب السيد حسن نصرالله الذي نقل بالصوت والصورة إلى بنت جبيل أمس يعكس موقفا جديدا فيه الكثير من الاتزان بعكس ما يقال، وهو جدير بالقراءة المعمقة والدراسة الجدية إذا كان الرجل يعني ما يقول...

السيد حسن نصرالله يتخلى في هذا الخطاب عن المطالبة بالجمهورية الإسلامية، وهذا جديد وصريح ويصدر لأول مرة بمثل هذه الصراحة عن الأمين العام لحزب الله نفسه.

والسيد حسن يطالب بالدولة وببسط سلطتها على الكل وبحقها في المقاضاة والمحاكمة والتنفيذ، وهذا أيضا جديد ويجدر الالتفات له، فلم ننس بعد المربعات الأمنية والأجهزة الحزبية التي لا قرار فوق قرارها، ولا توقيف رجال الأمن في الضاحية منذ شهرين، ولا نعرف إن كان السيد قد سلّم كل الموقوفين لديه لسلطة الدولة أم بعد، ولا نريد أن ندخل في محميات البقاع وغيرها حيث تجبى الخوات عن السيارات المسروقة مثلا، أو من سيفاوض على تبادل الأسرى؟ ومن سيعطي الأوامر للبدء بالحروب والأعمال العسكرية؟ أم أن هذا لا يزال من خصائص "المقاومة"؟.. ولا نريد العودة إلى التاريخ لنبين أن الكلام لم يكن صحيحا بالماضي. ولكننا نتأمل بالمستقبل إذا كان ما يقوله السيد صحيحا، لأنه يغار كثيرا، كما يبدو، على الحقيقة ويفتش بالسراج عن تفاصيلها كما قال.

والسيد حسن يطمئن المسيحيين بأنهم لن يكونوا أهل ذمة، ولن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية، وهذا جديد ولو أن المسيحيين لم يطلبوه كمنّة من أحد بعد وهم عرفوا خلال قرون طويلة أن يصمدوا ويحافظوا على كرامتهم وحقوقهم، ولكنهم يفضلون بالتأكيد أن يكون الطرف الآخر مقتنعا بهذا الحق ومعترفا به. فهل ستتوقف غارات فرسان الدراجات على مناطق الآمنين؟.. وهل لم يعد من حاجة لحماية الكنائس من قبل عناصر أمن حزب الله خوفا من تعديات الشارع الهائج مراعاة لشعور الحلفاء؟..

وهو يقول بأنه لن يكون هناك تصنيف بين اللبنانيين مسيحيين أم مسلمين، سنة أم شيعة وهذا كله جديد ويدعوا إلى التأمل والتبصر لا فقط الاستهجان... فماذا جرى؟.. وكيف تغيرت الأمور بين ليلة وضحاها ليصدر كل هذا التوضيح؟.. فهل هو كلام انتخابات فقط لطمأنة الجانب المسيحي كي لا ينفر عن حليفه الجنرال في معركة المتن التي يضر بها الموقف المتصلب؟.. أم أنه تطور إيجابي حصل بسبب الظروف الدولية والضغوط المستجدة؟.. أو لما لا يكون إحدى الإشارات في التكتيك الإيراني الجديد لتحسين صورة النظام الذي استعدى العالم حتى كاد يستجلب التعامل معه بالقوة؟..

كلام السيد حسن فيه الكثير من الجديد نعم، ويا ليته يبقي على هذا الجديد فيطمئن اللبنانيين كلهم بأن الوطن سيعود قويا بالقانون، ومتينا بالتعاون، ومتماسكا بالتفاهم وروح التسامح والانفتاح، وليس بالشحن والحقد والبغضاء، ليس بثقافة الانتحار وثقافة الغزو وأخذ ما نريد بالقوة ومن ثم تشغيل آلة الإخراج لتعمل على تفسير وتحسين صورة المعتدين باللجوء دوما إلى الدين والتستر بشعارات تستعار منه وهو دوما منها براء...

كلام السيد حسن على الطائف هو أيضا برسم اللبنانيين جميعا وهو تحصين للدستور والقانون وشرح جميل يمكن أن يعطي نوعا من الأمل بأن الاستقرار قد يكون قريبا. ولكن هل تبقى الروح التي حركت هذا الكلام حية يوم تأتي مواعيد الاستحقاق الدستوري خاصة انتخابات الرئاسة؟ وماذا سيكون موقف حزب الله بالنسبة للنصاب القانوني وحضور الجلسة؟ أم أن هذا الخطاب، كما يقول البعض، من نوع ما رأيناه في جلسات الحوار وما يسمونه في اللبنانية الدارجة "حلمسة" ما قبل الانقضاض، وأن حزب الله، كما تشير بعض المظاهر، يحضر لمغامرة عسكرية جديدة ويريد أن يحسّن صورته قبل البدء بها لأنه يبقى دوما بحاجة إلى اللبنانيين ليتحملوا عبء ونتائج تصرفاته العشوائية والتي تصب دوما في خانة المصالح الخارجية، وهم لم يبنوا بيوتهم المهدمة من مغامرة السنة الماضية بعد. فهل هذا التكتيك الإيراني الجديد دليل تودد ما قبل العاصفة وعلينا الاستعداد لتباشيرها القريبة؟ أم أنه موقف جديد فيه بعض التنازل للدخول في لعبة الأمم بشكل جدي وأخذ بعض المكاسب بطريقة ذكية كما فعلت كوريا الشمالية بدل خسارة كل شيء في التعنت والتصلب؟..

يبقى أن مقاربة السيد حسن لموضوع السلاح وخاصة الصواريخ التي صرح بأنه أعاد تجهيز مخازنه بها بعد انتهاء الحرب والقرار الدولي 1701 الذي نص على عدم جواز ذلك، وتحديه للأمم المتحدة بأنه ماض في التجهيز ولن يوقفه أحد وهو قال متوجها لمجلس الأمن "أنا حسن نصرالله أقول لك: ادينني وخذ مني تصريح"، فإن ذلك قد يكون المؤشر الذي يفرغ خطاب السيد من المعاني الجيدة ليضعه في خانة التحضير لحرب جديدة قد تكون نتائجها كبيرة الضرر على لبنان واللبنانيين وساعتها لن ينفع العودة إلى الحكومة أو الانسحاب من ساحة رياض الصلح أو حتى التوجه إلى قاعة مجلس النواب للموافقة على انتخاب الرئيس ومحاولة الظهور بمظهر الضحية.

السيد حسن مع كل الاحترام لقدراته وذكائه والكاريزما التي يقول البعض بأنه يتحلى بها (والتي لم تتجلى كعادته في خطابه الأخير كونه بدا يقرأ خطابا مكتوبا بحرفيته)، كان عليه أن يسارع، فور انسحاب الإسرائيليين في سنة 2000، إلى تسليم سلاحه إلى الدولة ومطالبتها جمع كل سلاح من أية جهة أو طرف على الأراضي اللبنانية، والسيطرة على الجنوب وتحمل مسؤولياتها وإصدار عفو عام والمبادرة إلى المصالحة بين أبناء المنطقة الجنوبية أولا لكي يكون هذا مدخلا لثبات لبنان الوطن. ولو فعل يومها لكان نصّب زعيما أبديا على اللبنانيين بالرغم من كل ما فعل من سيئات كانت غفرت له ولجماعته وتفهمها العالم كله وانتهت أزمة الوطن المعذب التي لا نزال نعيشها فصولا سوداء حتى اليوم.

السيد حسن لا يزال يستعمل المراوغة والدهاء ولن نفهم من تصاريحه والخطابات الشيء الكثير طالما لم يملك بعد حق القرار ولا حرية التصرف فهو مرتهن لمن يعطي المال الحلال والسلاح النظيف والتوجيه الصادق لتقوم أعمدة الأمبراطوريات الجديدة على دماء أبناء لبنان وشقاء أهله وتعاسة المحرومين فيه من كل عون حقيقي يزيح عن كاهلهم عبء المتزعمين الذين أفرغوا الوطن من معانيه وأسقطوه من ضمائر بعض أبنائه ليصبح مصالح فئوية ومكاسب على حساب الشركاء فيه.

إن على حكومة لبنان والأمم المتحدة مسؤولية مشتركة هي مسؤولية الدمار الذي سيلحق باللبنانيين البسطاء والقتل الذي سيطال أبناءهم وأبناء جيرانهم في كافة الجهات لأن توقيف الغي قبل أن يعظم أهم من تركه يتمادى حتى يجر الجميع إلى الويلات التي نحن كلنا بغنى عنها...

فليبعد الله عنا كأسا أخرى يحضرها لنا سماحة السيد وأسياده ولتحمي السماء أبناء لبنان مرة جديدة من شر كل مبغض حاقد ومن السائرين في ركابه بمعرفة أو بغير معرفة...

الكولونيل شربل بركات – المجلس العالمي لثورة الأرز
تورونتو 29- تموز-2007

نجحت الرياضة بما فشلت به السياسة


أسامه طلفاح

كم كنت أتمنى نجاح العملية السياسية و أهل السياسية داخل أمتنا العربية و لو لمرةٍ واحدة ، حتى في إطار التقسيمات الإستعمارية التي حدثت و بعد ما أصبح الوطن العربي عبارةً عن عدةِ دويلات ؛ لم ينجح أهل السياسة "الإقليمية" بيومٍ من الأيام في الإتفاق حول المصلحة العامة المشتركة للجميع.

فكلٌ منّا يدعي الحتمية المطلقة لرأيه ووجهة نظره و يدافع عنها بوحشيه ، متناسياً المصحلة العامة لوطنه و أهله و أمته داخل تلك الأقاليم. و هنالكَ أمثلةٌ كثيرة لا يمكن حصرها في إطارِ أمتنا العربية حول مضمون الفشل السياسي الذريع ، و لعل من أبرزها الآن ؛ ما يحدث في فلسطين و لبنان و العراق ، وغيرها.

وبالرغم من خضوع كلٍ من فلسطين و العراق لاحتلالٍ غير أخلاقي بشع ، إلا أن الوضع في فلسطين رغم كلّ الأهوال و الآلام و المصاعب أفضل حالاً من العراق ؛ فما يعيشه العراق اليوم من احتلال و دمار و قتل و تشريد و تفجيرات، لم تشهده كتب التاريخ ؛ الأمر الذي أعاد بلداً عربياً مثل العراق مئات السنوات إلى الوراء جراّء هذا الاحتلال البشع ، مما جعل من العراق ساحةً متواصلة من الدماء و الدمار و القتل و التشريد و العذاب الذي لم نشهده من قبل حتى في أرض فلسطين الحبيبة.

بلا شك أن السياسة الغربية أيضاً لا تخلوا من المنازعات و الشتائم و الخلافات الكثيرة ، و لكن كلّ الفرقاء في تلك الدول يقفون يداً بيد و يتحدون جميعاً لأجل أوطانهم و لمصلحة أممهم و هذا ما نفتقره في الداخل العربي في هذه الآونة .

فقد أصبح سائداً في إطار أمتنا العربية أن الفشل و السياسة صنوان لا يفترقان و لم يُرتبط عنصر النجاح في يومٍ من الأيام بمعنى و مفهوم السياسة العربية.

بالأمس دخل عنصرٌ آخر بعيد أشد البعد عن السياسة العربية و عمل على توحيد العراقيين جميعاً و رسم الفرحة الميّتة و المقتولة و المسمومة على شفاه ملايين العراقيين ، بعد الفوز الذي حققه المنتخب العراقي لكرة القدم على شقيقه المنتخب السعودي ضمن نهائيات كأس أسيا لكرة القدم.

ونجح أهل الرياضة بما لم ينجح به يوماًَ أهل السياسة ، نجح في توحيد العراقيين سُنّةً و أكراد و شيعة و تركمان تحت سقفٍ واحد و تحت مِظلةٍ واحدة . فيما لم ينجح أهل السياسة في العراق إلى توحيد أنفسهم لا العراقيين فحسب؛ من أجل العراق و ما يعيشه العراق من آلامٍ و أوجاع تشيب لهولها الوِلدان.

أتمنى أن يلعب المنتخب العراقي كلّ يوم و ينتصر "كروياً" كي تبقى الإبتسامة تطوق شفاه أطفالنا في العراق الحبيب بعيداً عن صور الدم و القتل و التفجيرات .
إلى أن يصل اليوم الذي ينتصر فيه العراق سياسياً مع نفسه و أهله و أمته داخل إطار أمتنا العربية و الإسلامية التي و بكلّ تأكيد تشتاق للعراق العظيم ، العراق العربي الخالص المميز الجميل ، الذي اعتدنا عليه منذ القدم.

الأحد، يوليو 29، 2007

جنرال الرابية وحجمه الحقيقي


جورج خوري
ساو باولو – البرازيل

المعركة الإنتخابية في المتن الشمالي هي معركةٌ بين مشروعين، مشروع الكتائب اللبنانية السيادي الحر والآخرالذي يريد إعادة لبنان الى الهيمنة السورية والإيرانية. هذه المعركة هي بالتالي تحدِّد الخيارات السياسية للمسيحيين اذ تشَكل استفتاءً ديموقراطياً ضرورياً لهذه الخيارات.

اذاً لتحصل هذه المعركة ولتكن ضمن الأصول الأخلاقية والتقاليد اللبنانية الأصيلة باحترام المبادئ.

أنما ما نراه يحصل هو عكس ذلك تماماً.

من جهةٍِ نرى الشيخ أمين ابن عائلة الجميّل العريقة يضبط نفسه رغم جرحه الأليم بفقدان فلذة كبده الشيخ بيار الجميّل عريس الشهداء، ومن جهةٍ ثانية، وللأسف، نرى العماد عون يتفوه بكلام ٍ مليئ بالحقد والسخافة والبذائة من شأنه تهييج الناس على حساب مفهوم الديموقراطية والأخلاقية.

بينما يؤكد الرئيس الجميّل أن يده ممدودة للجميع يجاوب جنرال الرابية بكلام "من تحت الزنّار".

بينما يعلن الشيخ أمين عن برنامجه الوطني القائد الى سيادة لبنان واستقلاله الكامل نرى رئيس التيّار العابر، اللابرنامج له سوى أحلامه بالوصول الى كرسي رئاسة الجمهورية بكل الوسائل وبأي ثمن، يتعدى على الحرمات ويفتري على دم الشهداء ارواءً لمطامحه.


من جهةٍ ثانية فإننا نتسائل كيف يفسِّر ميشال عون تقدم تياره بطعن في الدعوة الى الانتخابات الفرعية في المتن ثم قفزه المفاجئ للمشاركة فيها؟
أيوجد أي تفسيرٍ مقنع ٍ لهاتين الخطوتين المزاجيتين غير المدروستين اللتين اشتهر جنرال حارة حريك بهما واتخاذ القرارات المتسرعة ثم العودة عنها بأسرع منها؟

هذه المعركة ستكون الفاصل في الحياة السياسية اللبنانية منذ سقوط الوصاية السورية وستجدد عنفوان ثورة الأرز معيدةً حقيقة تمثيل القوة المسيحية لشارعها وستعيد ايضاً مناهضي نظام بشار الأسد الى حجمهم الأصلي الضئيل.

يدعي عون زوراً ان تياره يمثل ٧٠ بالمئة من موارنة لبنان. هذا كلام فارغ باعتقادنا ولا يمكن ان يكون جدياً اذ اننا هنا في الإغتراب البرازيلي، حيث الجالية اللبنانية المارونية هي اكبر جالية حجماً في الإنتشار، نعلم تمام العلم مدى تمثيله وخاصةً الآن بعدما فقد احترام الأقلية التي كانت تؤيده بعد التحاقه بالركب السوري / الإيراني وتنصيب نفسه مدافعاً عن مصالح بشار الاسد ومحمود احمدي نجاد وتوابعهما في لبنان.

لقد حان الأوان يا حضرة الجنرال بفرز القمح من الزوان والأوهام من الحقائق وتبيان الواقع التمثيلي في الوسط المسيحي من الادعاءات واعادتك الى حجمك الحقيقي الذي كنت عليه قبل ان ينعم عليك فخامة الرئيس الشيخ امين الجميل بتعيينك رئيساً لتلك الحكومة العسكرية الإنتقالية في يوم ٍ من ايام الشؤم.

سامحك الله!

السبت، يوليو 28، 2007

انتهازية النائب ميشال عون

سعيد علم الدين
الديمقراطية قبل أن تكون معارك انتخابية رياضية حامية الوطيس، واحترام مطلق من الساسة للمواثيق والدستور والمواعيد والقوانين، وتبادل سلمي سلس للسلطة بين الحكم والمعارضة دون ثلث معطل تفرضه الأقلية على قرار الناخبين، هي نظام سياسي مبني على قيم أخلاقية عالية ومبادئ إنسانية شفافة سامية. النصر فيها دائما للحرية والمجتمع المدني ولجميع الافرقاء المتنافسين حيث لا غالب هنا ولا مغلوب ولا كسر عظم للخصم وإعلان حروب وإنما مسيرة وطنية مستمرة تقررها إرادة الشعوب للتغيير وتجديد الدماء، متبادلة بين الديمقراطيين الشركاء في حكم البلاد.
وإلا كيف سيتم النهوض بالمجتمع إلى النجاح ومحاربة الفساد وتحقيق الإصلاح؟
هل بترديد المواعظ التي أتخمتنا بها المنابر من المساء إلى الصباح، أو بتدبيج الخطب النارية العنترية التي أدمت شرقنا في حروب عبثية لا تسمح لنا أن نرتاح، أو برفع الشعارات التي أصبحت فاقدة المعنى والمبنى وأغرقتنا في مستنقعات من الدماء والأتراح؟!
أهم مبادئ الديمقراطية هي الاستقامة وليس التقلب، والنزاهة وليس التذبذب، الصدق في القول والفعل والتفاني في خدمة المجتمع والناس والتضحية لمصلحتهم وليس التضحية بهم وبمستقبل الوطن للوصول إلى الكرسي.
وإلا كيف سيحقق السياسي الإصلاح عندما يكون هدفه الأسمى المنصب وغايته العليا الوصول إلى الكرسي؟
من يدعي الإصلاح لا يحتاج إلى منصب لكي يصلح. هو يستطيع ذلك إن كان قاعدا على كرسي الحكم أو واقفا على قدميه يعمل بهمة المصلحين العصماء في سبيل الخير العام. والأمثلة لا تعد ولا تحصى.
ومن يدعي الإصلاح يعمل أولا لكي يستطيع الاصلاح على قيام الدولة السيدة الديمقراطية المستقلة ولا أن يترك أبوابها مشرعة من جميع الجوانب للرياح، تعيث بها اغتيالا وتخريبا وتفجيرا.
والإصلاح لا يتحقق بالتبجح أمام الميكروفونات. خاصة عندما ننقلب على أنفسنا وتكذب أفعالنا ما تقوله أفواهنا.
أن يعترض النائب ميشال عون على الانتخابات بأنها صادره عن حكومة غير شرعية ويحاول الطعن بدستورية دعوة الهيئات الانتخابية في المتن وبيروت على أساس أن لحود يرفض التوقيع على مراسيمها ثم يعود ويشارك بها وكأن شيئاً لم يكن!
لهو شيء يدعو إلى العجب العجاب ويعبر أفضل تعبير عن حقيقة الجنرال الهوائي الانفعالي المتذبذب الانتهازي. فهو يعمل عكس قناعاته، ضاربا بالمبادئ والقيم عرض الحائط ومنتهزا الفرصة المتاحة للوصول فقط إلى المنصب، أي انتهازي.
إنها انتهازيةٌ مرفوضة بالنسبة للوضع اللبناني الحالي المصيري ومضرةٌ وتتخطى كل التقاليد المحترمة والحدود في الوصول إلى الهدف المنشود.
انتهازية لا توجد فيها التفاتة إنسانية إلى مشاعر وحقوق أهل الضحايا. وكأن عون بتصرفه هذا كان ينتظر اغتيال الشهيد النائب بيار الجميل ليحل محله. إلا أن الناخب المتني سيكون له بالمرصاد. وسيرد الصاع صاعين لكل من يريد العبث بمستقبل البلاد.
معيب أن يحدث ذلك في وطن قدم أكثر من 150 ألف شهيد.
معيب وأكثر من معيب أن تقدم ناس من أجل سيادة واستقلال وكرامة الوطن الأرواح وأخرى همها الكرسي وتنتهز الفرصة المتاحة للتنظير دون تفعيل عن السيادة والوطنية والكرامة مع أن تاريخها ملطخ بعار الهروب والاستسلام وترك الجنود يتعرضون دون إشعار للموت المباح.
عمل عون هذا بعيد عن الأخلاق الديمقراطية وهو انحدار في العمل السياسي إلى حضيضه الإفلاسي. هذا شيء يدعو للأسف الشديد ويؤكد على حقيقة جوهر نظرة عون إلى أن المنصب قبل المبدأ، وهذا شيء معيب أيضا في بلد ذاق الأمرين من أهل الكراسي والمناصب والطموحات المدمرة.
من يعترض على شرعية الانتخابات ودستوريتها لا يشارك بها لو كان يحترم مبادئه وموقفه السياسي أمام الناخبين. السياسة مواقف بطولية شريفة ثابتة للنساء والرجال وليست أوامر يتلقاها من وراء الحدود النائب الجنرال.الشرعية الحقيقة لا تؤخذ من توقيع رئيس مطعون بشرعيته أصلا وإنما بمشاركة الشعب بقوة في صنع القرار. فشارك أيها المواطن الناخب في بيروت والمتن بصوتك بقوة واعتزاز ليكون فوز المرشح الرئيس امين الجميل والمرشح السيد محمد الأمين عيتاني فوزاً ساحقاً للبنان السيد المستقل، مزلزلا وبامتياز! .

"عدم انحياز" الهند على المحكٌ ... والعرب غير مُبالين



نقولا ناصر

تجد الدبلوماسية الهندية نفسها في موقف دفاعي بين فكٌي كماشة في مواجهة ضغوط أميركية تستهدف تخلٌيها عن "عدم الانحياز" وضغوط وطنية تستهدف الحفاظ على "استقلاليٌة" سياساتها الخارجية تلتقي مع ضغوط دولية وإقليمية تستهدف إبعاد نيودلهي عن احتواء القطب الأميركي العالمي الأوحد لها ضمن إستراتيجيٌته للهيمنة العالمية ، على أمل استثمار عدم انحياز الهند رصيدا حاسما لتطوير عالم مُتعدٌد الأقطاب يُعيد بعض الديموقراطية والتوازن للعلاقات الدولية التي افتقدتهما هذه العلاقات منذ قاد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق إلى انهيار نظام القطبين الدولي في أوائل تسعينيٌات القرن العشرين الماضي .

وبما أن الحفاظ على حياد الهند فيه مصلحة واضحة للقوى الكبرى الطامحة إلى إنهاء عصر القطبية الأميركية الأُحادية وتطوير نظام دولي مُتعدٌد الأقطاب ، وفيه أيضا مصلحة للدول الفقيرة في العالم الثالث الذي يعود الاستعمار إليه في ثوب إمبريالية اقتصادية وعسكرية تتدثٌر ب"العولمة" تحت مظلٌة منظمة التجارة العالمية ، فإن عواصم عالمية مثل موسكو وبكين ناهيك عن العواصم الآسيويٌة والإفريقيٌة والأميركيٌة الجنوبية المُتضرٌر الرئيسي من أيٌ انهيار للقلعة الهندية لعدم الانحياز تتحمٌل مسؤوليٌة تاريخيٌة في مساعدة الهند على صيانة حيادها .

والمُفارقة أن الدول العربية تبدو غير معنيٌة بإمكانيٌة انتهاء عدم الانحياز الهندي باعتباره تطوٌرا تاريخيٌا واستراتيجيٌا سيؤثٌر حتما على المُعادلة الإقليمية في الجوار الجيوبوليتيكي المُباشر لها وعلى المواقف اللاحقة المُترتٌبة على ذلك لدولة مثل الهند تربطها بالعرب وقضياهم صداقة عريقة ومصالح ضخمة ولها ثقل إقليمي وعالمي راهن وثقل آخر واعد بتحوٌلها إلى قوٌة عُظمى وهو ما بدأت الولايات المتحدة فعلا تعدٌ له العدٌة منذ الآن .

ولأن الهند من الدول المُؤسٌسة لحركة عدم الانحياز ولأن رئيس وزرائها الأسبق جواهر لال نهرو ، أحد أبائها المُؤسٌسين -- إلى جانب الرئيس المصري جمال عبد الناصر ونظيريه الإندونيسي أحمد سوكارنو واليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو -- كان هو صاحب اسم "عدم الانحياز" الذي اتخذته حركة الدول النامية في العالم الثالث لنفسها عندما اختارت الحياد بين المُعسكرين الرأسمالي والشيوعي سياسة خارجية لها تخدم مصالح شعوبها في عصر "الحرب الباردة" ، فإنٌ دفع الهند إلى "الانحياز" في سياستها الخارجية سيُوجٌه بالتأكيد ضربة قاصمة لهذه الحركة ، خُصوصا بعد أن سقط كثير من أركانها من أعضاء جامعة الدول العربية وأعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي في براثن الإستراتيجية الأميركية أو في براثن الاحتلال الأميركي كالعراق .

ولم يتبقٌ من أعمدة الحركة سوى الهند وإيران وسوريا ودول تيٌار اليسار الجديد ذي الآفاق الاشتراكية الذي يجتاح منذ فترة أميركا الجنوبية ، مُستفيدا من انشغال واشنطن في ترتيب أوضاع أوروبا الشرقية والشرق الأوسط لمصلحتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقبل أن تعود واشنطن إلى منح الأولويٌة إلى حديقتها الخلفية "اللاتينية" .

وكان المؤسٌس العربي للحركة ، الزعيم الراحل عبد الناصر ، قد أدرك في وقت مُبكٌر ببُعد نظر استراتيجي يُسجٌل له أهميٌة "الدائرة الثالثة" الإفريقيٌة والآسيويٌة لحركة التحرر القوميٌة العربيٌة وكانت قمٌة مؤتمر باندونغ لدول عدم الانحياز عام 1955 قد رسٌخته زعيما عالميا وكان هو الذي أضاف إلى أدبيٌات الحركة مُصطلح "الحياد الايجابي" للتعامل مع المُعسكرين إيجابا على أساس النديٌة والاستقلال بقدر إيجابية كلٌ منهما في خدمة مصالح دول الحركة وشعوبها .

و"الحياد الإيجابي" لحركة عدم الانحياز لم يكن مرضيٌا عنه من كلا المُعسكرين غير أن علاقات الحركة "الإيجابيٌة" مع المُعسكر الشيوعي الداعم لاستقلالها عن الاستعمار الغربي ولحركات التحرر الوطني في بلدانها التي لم تكن قد استقلٌت بعد ودعمه للتنمية فيها قاد المُعسكر الرأسمالي إلى اعتبار الحركة حليفا للمُعسكر الخصم . ويحاول الكثيرون اليوم تبرير علاقاتهم الأميركية بأنها تندرج في سياق "الحياد الإيجابي" لا في سياق التبعية لواشنطن في استغلال مُتهافت للشعار لا يُقنع أحدا .

نيودلهي في موقف دفاعي

لقد كان البيان الهندي – الأميركي المشترك الذي صدر في واشنطن يوم الجمعة قبل الماضي بعد أربعة أيٌام من المفاوضات المُكثٌفة حول الصفقة النوويٌة بين الولايات المتحدة وبين الهند هو أحدث تطوٌر في العلاقات الثنائية يُسلٌط الأضواء على حدث تاريخي يراقبه عن كثب الاستراتيجيٌون في عواصم عالمية مثل موسكو وبكين وإقليمية مثل إسلام آباد وطهران ناهيك عن شركاء نيودلهي في حركة عدم الانحياز ثمٌ قبل هؤلاء جميعا المُخضرمون في الدفاع عن حياد السياسة الخارجية الهندية من الحريصين على الإرث السياسي للمهاتما غاندي وجواهر لال نهرو لمعرفة انعكاساته على التزام الهند بحركة عدم الانحياز .

وبالرغم من أن البيان تحدث عن "أن الولايات المتحدة والهند تتطلٌعان إلى استكمال هذه الخطوات المُتبقيٌة وإبرام هذه المُبادرة التاريخية" فإنه لم يوضٌح ما إذا كان الجانبان قد توصٌلا إلى حلٌ لنقطتي الخلاف الشائكتين الرئيسيٌتين حول حرية الهند في إجراء التجارب النووية وحريٌتها في إعادة تخصيب المواد النووية ، بينما لا تزال غير مُوقٌٌٌعة على مُعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، وهما النقطتان اللتان يتمحور حولهما الجدل الوطني الهندي بسبب علاقاتهما الوثيقة باستقلال القرار الوطني والسياسة الخارجية ، كما أن عدم توضيح البيان لما توصلٌت إليه المُفاوضات بشأنهما قاد وسائل إعلام باكستانية إلى الاستنتاج بان المفاوضات قد "فشلت" ، بالرغم من إشارة البيان إلى "إننا سوف نُحيل الآن الموضوع إلى حكومتينا للمُراجعة النهائية" .

فقد اقتبست الأسوشيتد برس أوف باكستان من الوول ستريت جورنال قولها "إن فشل الولايات المتحدة والهند في التغلٌب على خلافاتهما الرئيسية في اتفاق للتعاون النووي يُمكنه أن يُحبط طموح إدارة بوش و(الشركات) الأميركية مُتعدٌدة الجنسيات معا" .

ويأمل الرئيس الأميركي جورج دبليو. بوش في إبرام الصفقة النووية مع الهند قبل أن تنتهي ولايته في كانون الثاني / يناير 2009 ليُسجٌل نجاحا في مجال السياسة الخارجيٌة يُعادل نجاح نظيره الأسبق ريتشارد نيكسون في الانفتاح على الصين عام 1972 بينما تأمل الهند في أن تُمكٌنها الصفقة من توقيع بروتوكول مع الوكالة الدولية للطاقة الذرٌية يحظى بموافقة 45 دولة في مجموعة الدول المُورٌدة للمواد النووية .

وظهر "الموقف الدفاعي" الهندي واضحا عندما فضٌل رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينغ حضور قمة دول عدم الانحياز في العاصمة الكوبيٌة هافانا في شهر أيلول / سبتمبر 2006 على حضور دورة اجتماعات للأمم المتحدة في نيويورك تزامنت مع انعقاده ، إذ اختار لبلاده المُؤسٌسة لحركة عدم الانحياز التي تضم 118 دولة عضو فيها أن تؤكٌد لمثل هذا الرصيد الجيوبوليتيكي في السياسة الخارجية استمرارية التزامها بالحركة التي أعطاها اسمها رئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو ، أحد مؤسٌسيها وواضعي مبادئها .

والهند تدرك الآن حاجتها إلى مثل هذا الرصيد الجيوبوليتيكي وهي تتطلٌع إلى شغل مقعد دائم له حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي كما أدركت منذ وقت مُبكٌر أن عدم انحيازها سيكون مُستهدفا كما قال نهرو في سنة 1947 ، عام الاستقلال: "لو كُنٌا دولة صغيرة لا أهمية لها في آسيا أو أوروبا لما كان للأمر أهمية كبيرة ، لكن لأننا نُؤخذ في الحسبان ولأنه سيكون لنا وزن أكثر فأكثر في المستقبل ، فإن كلٌ شيء نفعله يُصبح عُرضة للنقد وكثير من الناس لا يحبٌون أن يُحسب حسابنا كثيرا . والمسألة لا تتعلٌق بوجهة نظرنا في أن نرتبط بهذه الكتلة أو تلك ، بل إنها مجرد حقيقة أننا نمتلك إمكانيات دولة عظمى وقوٌة كبيرة ومن المُمكن أن بعض الناس لا يُحبٌون أيٌ شيء يُمكنه أن يزيد في قوٌتنا" .

رايس تُكرٌر دالاس

ومن الواضح أن رئيس الوزراء الهندي سينغ كان يرى في حركة عدم الانحياز قوٌة لبلاده عندما فضٌل حضور قمٌتها على المُشاركة في قمة الأمم المتحدة ، ومن الواضح كذلك أن واشنطن كانت وما تزال من "بعض الناس" الذين أشار إليهم نهرو ممٌن لا يُحبٌون الحركة ويرون فيها مصدر قوٌة للهند ، إذ سخر جون فوستر دالاس ، وزير الخارجية الأميركي الأسبق في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور ، في 9 حزيران / يونيو 1955 ، من حركة عدم الانحياز قائلا في خطاب له إن "الحياد قد أصبح بصورة مُتزايدة من مخلٌفات الماضي ... إنه مفهوم لاأخلاقي وقصير النظر" .


وبعد ما يزيد على نصف قرن من الزمن عادت خليفة دالاس لتُذكٌر به عندما خاطبت كوندوليزا رايس مجلس الأعمال الأميركي الهندي بواشنطن العاصمة في 28 الشهر الماضي قائلة إن الحركة "فقدت معناها" مع "أنٌني أعرف أن هناك من لا زالوا يتحدٌثون عن عدم الانحياز في السياسة الخارجية ، وربٌما كان لذلك معنى خلال الحرب الباردة عندما كان العالم مُنقسما حقا إلى مُعسكرين مُتنافسين" ، قبل أن تحثٌ رايس نيودلهي على "تجاوز طرق التفكير القديمة" لصياغة شراكة استراتيجيٌة براغماتية مع الولايات المتحدٌة مثلما تفعل دول كثيرة أعضاء في حركة عدم الانحياز وفي أوبيك وكذلك في منظمة المؤتمر الإسلامي .

وسارعت الهند إلى الردٌ على رايس: "لا يوجد أيٌ شكٌ في التزام الهند الحازم والملتزم بعدم الانحياز" كما قال الناطق باسم وزارة الخارجيٌة نافتج سارنا ، مُضيفا أن حركة عدم الانحياز لعبت دورا هاما في إنهاء التمييز العُنصري والاستعمار وأهميٌتها اليوم مُستمرٌة في تشجيع التعاون بين الجنوب والجنوب وفي دمقرطة النظام الدولي" . وعلى المستوى الشعبي سارع الشيوعيٌون واليساريٌون الهنود إلى رفض "المحاضرات" الأميركية عن السياسة الخارجية مدافعين عن رئاسة كوبا الحاليٌة لحركة عدم الانحياز .

ويرى سريكانث كونداباللي ، المُحلٌل بمركز دراسات شرق آسيا في جامعة جواهر لال نهرو ، أن رايس كانت تستهدف بتصريحها الاستفزازي "دقٌ إسفين" بين الهند وبين جارتها الصين لأنها كانت"تُلمٌح" إلى أنه "يجب على الهند أن تتبع منطق تقاربها الاستراتيجي المُتنامي مع الولايات المُتٌحدة وأن تعيد بقسوة تنظيم كل توجٌه سياستها الخارجية العامة بما يتٌفق مع أولويات واشنطن . وكان خطاب رايس مُحاولة أيديولوجية لإبعاد الهند عن الصين وعن ماضيهما المُشترك في التضامن في التضامن الأفرو – آسيوي ... ويمكن لذلك أن يدقٌ إسفينا في العلاقات الصينية الهندية" التي شهدت نتيجة لذلك توترات في العلاقات الثنائية بعد تحسٌن مُضطرد منذ أوائل التسعينات رفع قيمة التبادل التجاري بين الجارين اللذين لهما 3.500 كم من الحدود المُشتركة إلى 26 مليار دولار في العام الماضي .

ومن الواضح أن ما أسمته رايس "التقارب الاستراتيجي" مع الهند يُنذر بمُضاعفات سلبية إقليميا وداخليا ، والاستياء الصيني من هذه العلاقات ليس إلا مُقدٌمة لما هو آت . أمٌا داخليا فإن هذه السياسات الخارجية التي تثير أسئلة جادة حول استمرار الالتزام الهندي بسياسة عدم الانحياز ، والمُنبثقة عن سياسات العولمة الليبرالية الاقتصادية في الداخل ، قد بدأت فعلا تهدد بانفراط الائتلاف الحاكم ل"التحالف التقدٌمي المُتحٌد" بقيادة حزب المؤتمر الذي يعتمد في بقائه في السلطة على الدعم البرلماني ل "جبهة اليسار" التي يقودها الشيوعيٌون ، إذ طالب "الحزب الشيوعي الهندي" مؤخرا بإجراء مُراجعة لهذا الدعم بينما عارضه "الحزب الشيوعي الهندي – ماركسي" خشية أن يقود تحرٌك كهذا إلى إسقاط الحكومة غير أنه في الوقت نفسه وعد بالعمل من أجل "بديل سياسي" كما قال رئيس مكتبه السياسي براكاش كارات لرويترز .

لقد اختارت رايس توقيتا لتكرار آراء دالاس في حياد الهند وعدم انحيازها تزامن مع ثلاثة أحداث لها دلالاتها في طرح أسئلة جادٌة حول المدى الذي سوف تستمر فيه الهند مُلتزمة بالحياد وعدم الانحياز كعنوان بارز في سياستها الخارجيٌة . فهي أولا أطلقت تصريحها عشية المحادثات الثنائية حول الصفقة النووية وثانيا بعد عاصفة الاحتجاج الهندية التي أثارتها أول زيارة من نوعها قامت بها قادمة من الخليج العربي حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" التي تعمل بالطاقة النووية لميناء هندي وثالثا بعد أيٌام من الإعلان عن قيام هيئة أبحاث الفضاء الهندية عزمها على إطلاق قمر تجسس إسرائيلي يدعى "تيكسار" من مركز الفضاء سريهاريكوتا (ذى تايمز أوف إنديا ، 18/7/2007) .

إن الصفقة النووية ما هي إلا ذروة في العلاقات المُتنامية بين نيودلهي وبين واشنطن التي زادت الاستثمارات الأميركية في الهند من 76 مليون دولار إلى أربع مليارات دولار مثلما هو إطلاق قمر تجسس إسرائيلي ذروة في العلاقات الدفاعية المتنامية بين الهند وبين إسرائيل بعد صفقة ال 2.5 مليار دولار لتطوير نظام صواريخ إسرائيلية متوسطة المدى للقوات البرية الهندية ، التي تسربت أخبارها إلى وكالات الأنباء مؤخرا ، وقبلها صفقة ب 350 مليون دولار لاستخدام وتطوير نظام صواريخ باراك (برق) الإسرائيلية في البحرية الهندية .

ويتساءل أنصار السياسة الخارجية الهندية المُستقلٌة من الهنود وغير الهنود على حدٌ سواء حاليا -- كما ينبغي للدبلوماسية العربية أن تتساءل أيضا كون قضاياها من أكبر المستفيدين من هذه الاستقلالية -- عن التوقيت الذي سيشهد الترجمة الواقعية التي هي تحصيل حاصل للتفاعل بين السياسة الخارجية الهندية وبين علاقات الهند المُتنامية بوتيرة مُتسارعة مع الأميركان وخصوصا مع الإسرائيليٌين .

"إن أيٌ ازدهار في العلاقة الهندية – الإسرائيليٌة يحمل في طيٌاته إمكانيٌة إحداث تأثير هام في السياسات العالمية بتغييره لموازين القوى ، ليس فقط في جنوب آسيا والشرق الأوسط ، بل أيضا في الإقليم الآسيوي الأكبر" كما قال هارش في. بانت في بحث له نشره مركز أبحاث "ميريا" الإسرائيلي في كانون الأول / ديسمبر 2004 (المجلد رقم 8) . وفلسطينيٌا فإنه "مع تعمٌق العلاقة الثنائية بين الهند وبين إسرائيل ، فإن وضع نيودلهي كصديقة للعرب يتآكل باستمرار . ومع أن الهند تُحافظ على (حياد مدروس) بين إسرائيل وبين الفلسطينيٌين ، فإنها تقوم بعمليٌة توازن . لكن حتٌى عمليٌة التوازن هي نقلة هامٌة في ضوء دعم الهند الذي لا غموض فيه للقضية الفلسطينية طيلة عقود طويلة" ، كما كتب سودها راماتشاندران في آسيا تايمز (26/6/2002) .

nicolanasser@yahoo.com*كاتب عربي من فلسطين -

الجمعة، يوليو 27، 2007

لا يفتى والمالكي في رام اللة


عطا مناع
والله شر البلية ما يضحك، فنحن في فلسطين نفتقر إلى من يقول كلمة الحق في وجه الجهلة، لقد وصلنا إلى القاع وفقدنا البصر والبصيرة وأصبنا بالعمى السياسي لدرجة أن السطحية في التعاطي مع قضايا الشعب هي السائدة، عجب العجاب لقد أصبح حذاء إسماعيل هنية الذي سرقة احد الأطفال في غزة يتصدر العناوين الصحفية ورفض احد الخريجين في إحدى الكليات أو الجامعات أن يتسلم شهادته من عزام الأحمد مادة إعلامية دسمة، وكأن هؤلاء يعيشون في عالم أخر بعيدا عن الموت الذي ينشب أنيابة باللحم الفلسطيني المكدس على معبر رفح، إنهم يتعاموا عن ما تقوم بة دولة الاحتلال من سلب ونهب للأرض الفلسطينية ويجاهرون بشعارات لا طعم لها عن الدولة الفلسطينية التي أحاول جاهدا أن أقف على حدودها دون جدوى، إنهم وبدون استثناء يقومون الليل والنهار لتتفتق إبداعاتهم بمزيد من الفرقة والتيئيس والسباب وإصدار الفتاوى السياسية والدينية التي ما انزل الله بها من سلطان.

ضفاوي وغزاوي شعب واحد، حلم واحد، تاريخ واحد، احتلال واحد، الهم الألم الوجع المصير رصاص القتل والاحتلال الرابض على الصدر واحد، لا شيء يقبل القسمة على اثنين فالجوعى في غزة ينتمون إلى طبقة جوعي الضفة، واللاجئين المتمسكين بحلمهم في غز والضفة، ولكن في غزة حكومة تقول إنها الشرعية وفي الضفة حكومة تنفي حكومة غزة، في غزة الوزراء الحمساويون وفي الضفة التكنوقراط، في غزة عطلة رسمية نختلف عن الضفة، لقد قسموا الشعب الذي لم يكن على مدى الصراع مع الاحتلال يقبل القسمة على اثنين، وادخلوه في متاهة المصالح التي ليس لها وطن أو دين،هذا الوضع فتح ثغرة للاحتلال الإسرائيلي لينفذ إلى قلب القضية الفلسطينية ليجاهر بما لم يستطع أن يجاهر بة.

والمستهجن دخول الصراع بين رام الله وغزة إلى المحرمات التي لا يقترب منها أي سياسي غير مخضرم، لان السياسة تقف أمام الخطوط الحمراء على اعتبار أنها فن الممكن، وهذا يتطلب من المسئولين الفلسطينيين الفرملة بين الحين والأخر، لأنة يكفي الشعب الفلسطيني ما يعيشه من أزمات حياتية ليتم الدخول للخصوصية التي تربط الإنسان بربة، لذلك يجب أن نتوقف أمام ما قاله وزير الإعلام والناطق باسم حكومة تسيير الأعمال الدكتور رياض المالكي بخصوص الحجاج من قطاع عزة ومفاده أن حجاج عزة يواجهون مشكلة في أداء فريضة الحج بسبب سيطرة ما سماه بأوقاف حماس على ملفات الحجاج في غزة وان هناك تنسيق بين رام الله والأردن والسعودية لعدم الموافقة على إي اسم أو قائمة تخرج من غزة وان على حماس رفع يدها عن هذا الملف وإلا ستتحمل حماس عدم أداء حجاج غزة فريضة الحاج.

لقد أفتى الوزير المالكي بما ليس له بة علم، إن الحج فريضة ربانية لا يحق للوزير المالكي أو غيرة التحكم بها، ناهيك عن المشاكل التي يواجهها المواطن الفلسطيني في أداء هذه الفريضة التي يموت البعض قبل أدائها نظرا لان المملكة العربية السعودية خصصت للفلسطينيين عدد محدود من الحجاج ما يؤدى إلى موت البعض قبل أداء هذه الفريضة.

لقد وقع الوزير المالكي في المحظور، فالاحتلال وحدة يمنع ويسمح، ولو جاء المنع من الاحتلال لقلنا لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن أن يأتي المنع عن طريق وزير فلسطيني نعول علية إخراج الشعب من ازمتة فهذه مصيبة، لانة بذلك يدخل قطاع غير محدود في أزمات غير مبررة مهما كانت الأسباب لان حرية العبادة أمر تكفله الشرائع الدولية ولا يحق للمالكي اوغيرة يخوض في هذا الشأن الرباني الذي ليس له علاقة لا بالتطرف أو بحماس ولا بالصراع القائم، وان مثل هذا القرار سيفتح المجال أمام دولة الاحتلال للمضي قدما في التضييق على الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك، وهذا الأمر يجب أن لا يكون خافيا على الوزير المالكي وزملاءه في حكومة تسير الأعمال وإلا فسنكون قد هربنا من الدلف إلى المز راب، وان هذه التصريحات والقرارات الغير مسئولة ستفتح أبواب جهنم على الشعب الفلسطيني وستهيئ لمرحلة من القمع والدكتاتورية الغير مسبوقة بسب الارتجال في قضايا تمس الوجدان الفلسطيني.

أنا اطلب من وزير الأوقاف في حكومة تسير الأعمال أن يأخذ دورة، لان مسألة الحجاج الفلسطينيين من اختصاص وزارته، إن تدخل وزير الأوقاف للبت في هذا الموضوع من الناحية الشرعية سيعكس حالة من الأمان للمواطن الفلسطيني العادي، لان الفتوى التي تصدر عن وزير الأوقاف في هذا الشأن لها طعم مختلف وإلا فلا يفتى والمالكي في رام الله.

أعراس " للفشخرة " والجاه الاجتماعي

راسم عبيدات
...... لأننا أمة مهزومة ومقهورة ومأزومة من المحيط إلى الخليج، فإنه ليس أمامنا إلا ان نستعرض، بطولاتنا وصولاتنا وجولاتنا " وضرب الموزر يلبقنا " أمام نساءنا، ونثبت لهن أننا خبرا ، بل وسجلنا الرقم القياسي في كتاب " دينس "، في إلتهام " الطبايخ " وإعداد الولائم والمناسف، وخبرتنا هذه لا تضاهيها سوى خبرة ومأثرة أخرى، هي عشقنا وحبنا للنساء، والقدرة عل إفتراسهن والتهامهن كالتهام الطعام، كيف لا ! ونحن امة مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم، وأمة حاتم الطائي، أمة يشهد لها القاصي والداني بالكرم العربي الأصيل وحسن الضيافة، حتى أن البند الرئيس لكل القمم العربية هو " هذا وقد عبر أصحاب الفخامة والجلالة والسمو من رؤساء وملوك وأمراء عن عظيم شكرهم وتقديرهم على حسن الضيافة والإستقبال ..." ، وكذلك أليس نحن من إبتدعنا وأجزنا وشرعنا وأصدرنا فتاوي زواج المسيار وزواج المتعة وزواج الكيف وفتاوي إرضاع الكبير من زميلته في العمل قبل إرضاع الصغير من أمه والحبل على الجرار، ولأن مجتمعاتنا العربية صاحبة البراعة والاختراع في المداهنة والنفاق الاجتماعي، فأبشركم بأننا لن نتقدم خطوة واحدة للأمام، ونحن بحاجة إلى ثورة اجتماعية شاملة على كل المفاهيم والمواريث الاجتماعية التقليدية والبالية، والتي تعشعش في تلافيف أدمغة وعقول الكثيرين منا الواعين والمثقفين قبل غيرهم، وأنا في هذه المقالة سأسلط الضوء على المظاهر والسلوكيات المرافقة لحفلات الأعراس عندنا، هذه الأعراس التي يفترض أن تكون، مناسبات للفرح والمسرة والبهجة وإستحضار تراثنا وقيمنا الإيجابية، ولكن هذه المظاهر والسلوكيات والتي سأتحدث عنها، أصبحت مصدر قلق وإزعاج وشكوى وتذمر الكثيرين منها، ولكن دون أن يجرأ أحد على تعليق الجرس، أو خطو خطوة عملية إلى الأمام نحو الحد منها وليس التخلص الكلي، بحيث غدت الأعراس مشاريع للإستثمار الاجتماعي والاقتصادي، واستعراض لمظاهر الجاه الإجتماعي " والفشخرة " وغيرها، من الأمراض الاجتماعية، وكذلك غالباُ هذه الحفلات ما يرافقها إسراف وتبذير غير مبرر وليس له داع أو سبب سوى " الفشخرة " والمظاهر الكذابة والمخادعة ومقولات " ما في حدى أحسن من حدى " ،أبو شادي ذبح في عرس إبنه عشرين راس غنم، إحنا لازم نذبح ثلاثين، عزم ألف إحنا لازم نعزم ألفين، وإذا سهر ليلتين لازم نسهر ثلاثة، وإذا جاب فرقة على السهرة، لازم نجيب فرقتين حدايه وعويده، لأنه إحنا ناس معروفين وما بصير في البلد، يظهر أبو شادي إنه لا سمح الله أحسن وأفضل منا، وإحنا أولاد أصل وفصل ، ومن جماعة السيف أصدق أنباء من الكتب، وفي هذا السياق لكم أن تتصوروا أن ، أحد الأشخاص في إحدى المدن الفلسطينية، في حفلة عرس أحد أبنائه، وجه الدعوة لعامة الناس لحضور حفل الزفاف، وأن بطاقات الدعوة للعديد من الأشخاص، استقدمت خصيصاً من خارج البلاد، بالإضافة إلى أنه سعى لإنزال العروسين من الجو فوق صالة الأفراح، أما اللحوم والفواكه والحلويات والمفرقعات وأسطول السيارات المرافقة للعروسين فحدث ولا حرج، والشيء الملفت والغريب هنا يا إخوان، أن الكثير من الشخصيات الدينية و السياسية والاجتماعية التي تنتقد هذه الظواهر والمظاهر ليل نهار، هي أول من يلبي هذه الدعوات، ويبارك مثل هذه الأعراس، دون أن تقول في حقها كلمة نقد واحدة، خوفاً أن تفسد فرحة العروسين وأهلهما، وحقيقة الأمر هي في قرارة نفسها راضية، وتزهو " كالطاواويس " في صفوفها الأمامية، معززة بذلك حالة النفاق والرياء والدجل الإجتماعي، وبعد ذلك تريد أن تقنع الجماهير، بانها رموز للتغير والتثوير ، وهي في الغالب رموز للتطبيل والتزمير ليس إلا، هذه الظواهر والمظاهر التي يجب التوقف أمامها ليس في الأعراس فقط، بل في الكثير من سلوكنا ومظاهر حياتنا الاجتماعية، وبالعودة لحفلات الأعراس والمظاهر والسلوكيات المرافقة له ، والتي تهدر وتبدد الكثير من المال والوقت والجهد والأعصاب للكثيرين منا، والتي لربما تصل لحد سن قوانين وتشريعات أو لربما ميثاق شرف، رغم قناعتي أن مواثيق الشرف لم نحترمها في حرمة الدم الفلسطيني، فهل من المعقول أن نحترمها ونلتزم بها في الأعراس ؟ ، ففي الكثير من حفلات الأعراس وتحت ذريعة ويافطة ، أن هذه فرحة العمر ، ترى وتشاهد الكثير من مظاهر " البهرجة والفشخرة " والتي في العديد من الأحيان ديون على جيبة العريس ، يقوم بتسديدها بعد انتهاء مراسيم العرس، "وبعد ما تروح السكرة وتيجي الفكرة "، بدءاُ من بطاقات الدعوة ومروراً بتسريحات الشعر في الصالونات، حيث تحرص العروس على أن يرافقها جيش من القريبات والصديقات على حساب العريس لمشاركتها الفرحة، وأسطول السيارات المرافق للزفة وكاميرات التصوير المجوقلة والأرضية وغيرها، والأمور ليست قصراً على ذلك، فإن ابتلاك الله وكنت شخصية ذات موقع مرموق أو مسؤول أو شخصية عامة أو مجتمعية، وكانت ظروفك المادية على قد الحال، لأنك ليس من جماعة " 'إهبش قد ما بتقدر " ففي إطار النفاق والتملق الاجتماعي تصلك بطاقات الأفراح على مدار الأسبوع والعديد من بطاقات الدعوة لأعراس في نفس اليوم، وتختلط عليك الأمور، وتصبح على غرار العديد من موظفي ومدراء " الأنجزة " بحاجة إلى جداول للمواعيد والأعراس وسكرتيرات تنفذيات، والمسألة ليست حصراً على دفع النقوط ، بل أنك عندما تقرأ بطاقة الدعوة، ترى أنها أشبه بالبيان أو التعاميم الداخلية، يوم للحناء ويوم للشموع، ويوم للغداء ، ويوم للسهرة، ويوم للفرقة والعويده، ويوم لحفلة الزفاف، وطبعاً جزء من هذه الطقوس، في بيت أهل العريس، وجزء آخر في بيت أهل العروس، وأخرى في القاعات وخلف "المحاسيم" والجدران الفاصلة، وتجد نفسك في دوامة غير منتهية، وهي ليست قصراً على يوم أو شهر دون الآخر، ومن مظاهر النفاق والتملق والرياء الاحتماعي، التي تشاهدها في هذه الحفلات، أن بطاقات الدعوة لا تصلك فقط من أصدقاء أو معارف لهم علاقات أو صلات بك، بل من أناس لا تعرفهم ولا تقيم صلات معهم، وكذلك حملات الإبادة الجماعية للثروة الحيوانية وتحديداُ، الخراف والجديان، وصناديق المشروبات الغازية ودلال القهوة الساده بالإضافة إلى معارض الفواكه، وشباب وصبايا يرقصون على أنعام موسيقى غربية تصم الآذات ، وغالباً ما تكون أغاني من الفن الهابط من طراز " رجب وبوس الواو وآه ونص ... الخ .
وبعد ألم يحن الوقت للوقوف أمام مثل هذه المظاهر والسلوكيات المرافقة للأعراس وغيرها الكثير من المناسبات الإجتماعية، والتي تثقل على الجميع، وكما ينتقدها الجميع بصمت دون أن يجرأ أحد على تعليق الجرس، فهل نبادر ونخطو خطوة عملية نحو محاربة هذه المظاهر والسلوكيات التي تثقل علينا جميعاً ،أم نستمر في سياسة النفاق والرياء والتملق الإجتماعي .؟


القدس – فلسطين

الخميس، يوليو 26، 2007

تحية وفاء في عيدك وانحناء بأجلال امام شهدائك الأبرار


سركيس المقسيسه


يأتي اليوم الأول من آب معمدا بدماء شهداء الوطن الأبرار ، شهداء التضحية والشرف والوفاء ، شهداء الزود عن حرية الوطن وسيادته واستقلاله ، يأتي اليوم الاول من آب ويحمل معه ما يقارب المئة شهيد من المؤسسة العسكرية سقطوا في ارض معركة استراد السيادة والحفاظ على الوطن من الفتنة والتشرذم والأنقسام واقامة الدويلات والأمارات المذهبة والطائفية ، الأول من آب عيد الجيش اللبناني البطل ، ويبقى عيدا وطنيا كبيرا يجب علينا ان نحتفل به رغم حزننا الكبير على شهداء الواجب الذين بذلوا دماؤهم الزكية ليبقى الجيش اللبناني مرفوع الرأس والجبين وان لا تعلى يد فوق يده .
نعم نعّيد بكل فرح وغبطة الأول من آب فنعطي بدلك الدعم المعنوي لجنودنا الأبطال ليتابعوا المسيرة في استرداد السيادة على جميع ارجاء الوطن ودحر المنظمات الأرهابية الغريبة عن النسيج اللبناني والمعشعشة في اماكن لا سلطة للدولة عليها ، واكبر دليل على دلك ما نشهده مند فترة في نهر البارد ومدى القدرة العسكرية القتالية والتسلحية المتطورة التي تضاهي الجيوش المنظمة لهدا التنظيم الأرهابي المسمى فتح الأسلام ، وكم هناك من فتح اسلآم بأسماء اخرى ومتعددة .
يأتي عيدك اليوم ايها الجيش الكبير العظيم ، وانت تبدل الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عن الوطن الدي اقسمت ان تصونه حتى الأستشهاد ، وهدا ما تجسده اليوم في ابرز وانقى ملحمة في تاريخ المؤسسة العسكرية وتاريخ الوطن.
نعم انك كبير في مناقبيتك ، كبير في تضحيتك ، عظيم في شرفك الوطني ، عظيم في وفائك لقسمك نحن معك دائما ، وشعبك الوفي لأنجازاتك يقف خلفك مؤازرا خطواتك المشرفة ، وما الألتحام الشعبي الوطني مؤخرا ودعمهم الكامل لك في الحرب التي فرضت عليك ، وما زلت لليوم تطهر هده البقعة الغالية من ارض الوطن من فلول المرتزقة الأرهابية التي حاولت النيل من كرامتك وعزتك ، الا وهو دليل عافية وخير للوطن الجريح ومؤسسته العسكرية الباسلة .
في عيدك يا جيش بلادي نقدم التهاني القلبية الحارة الى قيادتك الحكيمة والى افرادك الأبطال ، وننحني بكل اجلال امام ارواح شهداؤك الأبرار ، راجين من الله تعالى ان يعيده على المؤسسة العسكرية والوطن بالأمان والسلام ، ونعيد الأول من آب في العام القادم ولبنان بكل ترابه محررا وبندقية واحدة تظلله هي بندقية الجيش اللبناني لا غير بدلك نكون قد اصبحنا على الطريق القويم في بناء الدولة المعافية والوطن الصحيح ...
عاش الجيش اللبناني في عيده الكبير ، وعاش الوطن الغالي عالي الرأس بجيشه المقدام .
جمعية بطل لبنان الزغرتاوية – اوستراليا

رئيس الجمعية

ملعون.. ملعون.. ملعون .. الى ابد الدهر...ّ!

محمد زحايكة
ملعون كل حزب او طائفة او حركة سياسية تساهم ولو بحبة خردل او خردلة في محاولة انقاذ ادارة بوش من ورطتها في المنطقة وخاصة في المستنقع العراقي..!
ملعون الى ابد الدهر من يساهم ولو بكلمة لانقاذ هذه الادارة التي لم تستمع الى صوت العقل والى صوت العالم الذي رفض توجهاتها الخارجية المدمرة في فرض الحروب الاستباقية وضرب كل من يحاول ان يعترض على مطامعها الخطيرة في العالم..!
ملعون كل من يمد يد العون لهذه الادارة وتابعيها من اسرائيليين واسترال واكراد وبريطان وحتى عربان..!
ان هذه الادارة حاليا في النزع الاخير اذا لم نقل انها في حالة موت سريري وهو امر جد رائع لكل القوى المحبة للخير والسلام في هذا العالم.. وكل محاولة لاطالة عمر هذه الادارة او مساعدتها لتحقيق اي مكسب سياسي هو خيانة عظمى سوف يحاسب عليها التاريخ اذا لم تحاسب الجماهير الضائعة التائهة في هذا الزمن العربي العجمي الرديء..!
وعلينا ان ندرك ان معظم المتحالفين مع هذه الادارة والذين يحاولون مساعدتها في تطبيق اجندتها المعادية هم احد ثلاثة اما من العملاء المكشوفين والمعروفين كما هو الحال في الحالتين العراقية والافغانية او من الانظمة المتسلطة التي تقتات على الفتات الذي تقدمه لها الادارة الامريكية او من بعض القوى والاحزاب او ما يسمى بالنخب التي تتوهم انها بممالئة الادارة ربما تحقق بعض المكاسب المادية التي طالما حاولت الحصول عليها دون فائدة تذكر..!
تلوح في الافق القريب فرصة تاريخية قد لا تتكرر تتمثل في امكانية هزيمة هذه الادارة الرعناء من المحافظين الجدد الذين اعادوا لنا ذهنية وعقلية القرون الوسطى والحروب الصليبية في تسيير الجيوش لفتح البلدان ونشر الديمقراطية والحضارة والقيم الايمانية بالقوة العسكرية..!
لذلك وجب استغلال هذه الفرصة احسن استغلال للخلاص من هذه الادارة ليس فقط رحمة بشعوب العالم واستقراره وامنه ومستقبله بل حفاظا على الدولة الامريكية من الانهيار والتفتت والضياع وذلك لمصلحة العالم طرا..! رغم اننا لسنا من المعجبين بهذه الدولة العظمى لما كان لها من "افضال" على الامتين العربية والاسلامية..!
ان كل من يتورط في مساعدة هذه الادارة على تحقيق اي نصر سياسي جراء مغامراتها العسكرية من عرب ومن عجم او من ترك وفرس او من ديلم وزط او من بدو وغجر فان عليه اثم الاريسيين- رغم انني لا ادري من هم الاريسيين- والله يشهد بذلك..! ونحذر الايرانيين من الوقوع في الفخ الذي تسعى لاحكامه حول رقابهم هذه الادارة وعملائها في ارض الرافدين كما اوقعوهم في فخ التواطؤ في الحرب ضد العراق وافغانستان من قبل.. وعلى الايرانيين ان يعرفوا ان اميركا قد تذهب من المنطقة في يوم من الايام..
اما الشعوب والدول العربية فهي الباقية الى نهاية العالم.. وان المصلحة الايرانية تتطلب تقوية علاقاتها الاستراتيجية مع شعوب هذه المنطقة ومع الدول الممانعة للمشروع الامريكي الاسرائيلي الهادف الى تجزيء المنطقة الى كانتونات طائفية وقبلية ورعوية اذا صح التعبير..!
فلينتبه الايرانيون جيدا.. وليكفروا عن خطيئتهم في التحالف السري او التواطؤ على الاقل مع الاهداف والاجندة الامريكية بحجة ان النظام السابق في العراق كان خطرا عليهم او ان النظام الطالباني كان معاديا لهم ..! فهذه الحجج لا تمر حتى على طفل صغير.. فالشيطان الاكبر لا يمكن مساواته ببعض الانظمة والقوى التي كانت على خصومة معهم ذات مرة..!
كما نحذر بعض القوى على الساحة الفلسطينية من وضع بيضها كله في السلة الامريكية لانها سلة مخزوقة ومخرومة ولن تحافظ على البيض حتى يفقس بل سوف تلتهمه وهو طازج غير مطبوخ..! ولتعلم هذه القوى ان الركض وراء الاسرائيليين والامريكيين هو كالعطشان الذي يطارد السراب في الصحراء ظانا انه ماء عذبا زلالا..! فانتبهوا وعودوا الى رشدكم وشعبكم قبل فوات الاوان..! ولله الامر من قبل ومن بعد..!

من أين يستمد الشعب الفلسطيني قوته؟


نبيه عويضه
القدس
واجه الشعب الفلسطيني عبر مسيرته التاريخية والنضالية ، الكثير من الصعوبات والعقبات والمؤامرات والضغوطات ، في محاولة لإحباطه وحرفه عن طريقه ، وتنوع من ساهم في إيجادها على امتداد العالم ، وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، كل ذلك للحيلولة دون وصوله إلى حقوقه التي منحه إياها الله والتاريخ ، وأقرتها واعترفت بها الشرعية الدولية .
ورغم كل ما عاناه هذا الشعب الأصيل ، فقد ظل قابضا على الجمر ، متمسكا بمبادئه ... مدافعا عنها ... ملتزما بها ... مؤكدا تعلقه بأرضه ووطنه ، ومعلنا في كل مرحلة من مراحل نضاله ، أن كل ذلك لن يزيده إلا صلابة وقوة ، ولن يثنيه عن تحقيق أمانيه وطموحاته الوطنية والإنسانية ما يواجهه من عقبات وتحديات .
ولكن السؤال الذي لا شك يحير الجميع : من أين يستمد هذا الشعب القابع تحت الاحتلال ، ويواجه كل هذه التحديات ، كل هذه القوة وهذا الصمود الأسطوري ؟
الجواب على هذا السؤال سهل وبسيط جدا بالنسبة لمن يعرف حقيقة الشعب الفلسطيني ، لكنه صعب على أولئك الذين لا يعرفون ، أو أنهم لا يريدون أن يعرفوا ، وهم بذلك يحتاجون إلى إجراء دراسات علمية بحثية مستعينين بجهابذة علماء النفس والاجتماع والسياسة والتاريخ وغيرهم ، للوقوف على حقيقة هذا الشعب .
وبكل موضوعية وأمانة نقول أن مكامن القوة تتمثل في :
أولا : عدالة القضية الفلسطينية ، السياسية والقانونية والتاريخية ، والتي لا تفوقها في عدالتها أية قضية أخرى في العالم .
ثانيا : التمسك بعاداته وتقاليده وتاريخه وثقافته العربية " الإسلامية والمسيحية " وتراثه الوطني ، باعتبارها الحامي للمجتمع من تأثير الثقافات المحيطة والمستوردة والتي من شأنها الإساءة له.
ثالثا : شدة الانتماء إلى الأرض والوطن ، والحب الكبير له.
رابعا : تشبثه بالوحدة الوطنية بمختلف أشكالها وألوانها ومستوياتها ، رغم محاولات البعض إظهار الأمر على غير حقيقته .
خامسا : الاعتزاز بالكرامة الوطنية ، ورفض كل أشكال الضغوط والإغراءات التي تمارس ضده للتخلي عنها .
سادسا :إيمانه الحقيقي بضرورة ترسيخ الديمقراطية ، والتعددية السياسية ، وحرية الرأي والتعبير ، وإصراره على تداول السلطة سلميا ، رغم رفض البعض " القليل جدا " التعامل بها لأهداف ومصالح إما شخصية ، أو لخدمة آخرين .
سابعا : قدرته غير العادية على مواجهة مختلف التحديات والصعاب ، التي لا تزيده إلا صلابة وقوة ..
ثامنا : برنامج الإجماع الوطني الذي وحد الشعب الفلسطيني حتى الآن ، والمتضمن حق العودة وتقرير المصير ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، كأساس للوحدة الكيانية للشعب الفلسطيني التي تمثلت في منظمة التحرير الفلسطينية .
.
تاسعا : على امتداد المسيرة الفلسطينية كان هناك تغليب التناقض مع الاحتلال ، على أية تناقضات داخلية وطنية ، قومية ، وإسلامية .
عاشرا : قدرته على فعل المعجزات لو أتيحت له الفرصة لممارسة دوره دون تدخلات خارجية .
إن عشرات السنين من الاحتلال ، وإجراءاته ، و" سياسة العصا والجزرة " التي استخدمها ، لم تستطع أن تنزع عن الإنسان الفلسطيني هويته الوطنية الفلسطينية ، ولا هويته القومية العربية ، أو التنازل عن حقوقه الوطنية ، إنما على العكس من ذلك ، زادته تمسكا بها ، ودفاعا عنها ، ولقد أكد ت الانتخابات الرئاسية ـــــ 2005 ـــ والإصرار على إجراء الانتخابات التشريعية ــــ 2006 ـــ قدرة هذا الشعب على تذليل كل العقبات ، وإفشال كل الذين راهنوا على عدم نجاحها ، فجاءت ـــ وكما اعترف المراقبون الدوليون والمحليون ، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ــــ على أكبر قدر من النزاهة والشفافية ، واستطاعت الجهات المختصة وبتعاون كامل من المواطنين من جعل يوم الانتخابات حقيقة عرسا وطنيا يمكن التغني به ، و مثالا يقتدى به من قبل شعوب أخرى طالبت بانتخابات مشابهة ، وأكد النظام الديمقراطي في فلسطين أنه يتفوق على الكثير من الأنظمة في العالم " حتى تلك التي يشار إليها بأنها من الديمقراطيات المتقدمة والعريقة " ، وهذا دليل على ما يختزنه هذا الشعب من احترام كبير لذاته ، وحب كبير لمن هو أعز وأغلى ...الوطن.
لقد أشاد الجميع بالديمقراطية الفلسطينية ، وبالشعب الفلسطيني وقيادته على حسن الأداء ، ولكن ... وبقدر ما يكون هذا مهما ، ونعتز به ونفتخر ، فإن الأهم هو ما ستأتي به الأيام والأشهر القادمة في ضوء الأزمة الحاصلة الآن داخل الساحة الفلسطينية ، والتجاذبات التي تحاول أن تحرف البوصلة الفلسطينية عن مسارها الصحيح ، فجميع المخلصين يتطلعون الآن إلى الكيفية التي تنهي هذه الأزمة ، وكيف يمكن العمل نحو تعزيز وتعميق الديمقراطية ، والعودة إلى وحدة الصف ، وما هي السبل التي سيتم إتباعها لمواجهة التحديات الكبيرة في هذه المرحلة من تاريخ النضال الوطني .
لقد مر الشعب الفلسطيني عبر مسيرته بالكثير من الأزمات ، وكان في كل مرة يخرج منها موحدا... متحدا ... كان دائما يخرج منها أقوى وأصلب عودا من السابق ، لأن ما يجمعه أكثر بكثير مما يفرقه ، ومع أن الأزمة الحالية لا شك تعد الأقسى والأخطر التي يواجهها ، فإننا لا نشك أبدا بأنه سوف يتجاوزها ، انطلاقا من التجارب التي مرت به ، و حكمة ووطنية قياداته ، الحريصة على الوصول بالسفينة الفلسطينية إلى شاطئ الأمان حاملة معها آماله وطموحاته .

رغم ما تقدم ، وقناعتنا به ، فإنه وللمحافظة على هذه القوة والصلابة وتعزيزها ، نجد أننا مدعوون ل :

أولا : البدء بحملة تعبوية وتثقيفية وطنية شاملة ... هادئة وهادفة ، تخرج الإنسان الفلسطيني من حالة اللاإدراك والتشتت الفكري بسبب ما يجري الآن على الساحة الفلسطينية ، والارتقاء به للوصول إلى آفاق أرحب من حيث الوعي والالتزام والانضباط ، وتبين له مكامن القوة التي يملكها وكيف يطورها ، ونقاط الضعف وكيف يتغلب عليها ، بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة ، وفي مقدمتها وسائل الإعلام ، والمتخصصين في علم السياسة و النفس والاجتماع والتاريخ ... وغيرهم .

ثانيا : التوجه إلى العالمين العربي والإسلامي ، وإلى العالم أجمع ، بخطاب سياسي واحد قوي ، مقنع ، و متفق عليه ، يساهم في حشد التأييد الدولي للقضية الوطنية ، من خلال التأكيد على رغبتنا بإقامة السلام العادل والشامل ، الذي يحفظ حقوقنا الوطنية ، ويعيدها لنا كاملة غير منقوصة، انطلاقا من مبادىء الشرعية الدولية ، وفي الوقت ذاته يشدد على تمسكنا بثوابتنا الوطنية .
ثالثا : إعادة اللحمة للمؤسسات الوطنية في جناحي الوطن ، والاستمرار بتعزيز مبدأ استقلال القضاء وسيادة القانون ، مما يوفر الشعور بالأمن لدى المواطن الفلسطيني ، و تشجيع للمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من مختلف الجنسيات على توجيه مجالات استثماراتهم إلى فلسطين ، لثقتهم بأنها مصانة ومحفوظة .
رابعا : بناء الإنسان الفلسطيني على قاعدة " الانتماء " وليس " الولاء " ، ليساهم في تصحيح بعض الأخطاء التي تظهر عبر مسيرة العمل ، من خلال قدرته على توجيه النقد الإيجابي الهادف والبناء ، وحماية المجتمع من تراكم الجوانب السلبية المسيئة له .
خامسا : الارتقاء بالمنهاج والمستوى التعليمي الأكاديمي والمهني ، في جميع مراحله ليتماشى مع واقع التقدم العلمي والتقني الحاصل من حولنا في مختلف أنحاء العالم وأهمية ذلك في بناء الوطن .
سادسا : تشجيع التوجه لإقامة مراكز البحث العلمي على مستوى واسع ومتقدم ، وإمدادها بما يلزم ، وتخصيص ميزانيات تتناسب و احتياجاتها ، لما له من آثار إيجابية ليس فقط بالنسبة للمجتمع الفلسطيني ، إنما للبشرية جمعاء .
سابعا : بناء اقتصاد وطني قوي يحرره من التبعية ، اقتصاد انتاجي وليس استهلاكيا ، يساهم في بناء المجتمع الفلسطيني على أسس قوية ، ويمكن من مواجهة ظاهرة البطالة المستشرية خاصة لدى قطاع الشباب ، و يحرر القرار السياسي الفلسطيني الوطني من أية ضغوط قد تمارس عليه .
ثامنا : تعميق وتمتين الوحدة الوطنية السياج الحامي للوجود الفلسطيني وقضيته , والتي تحول دون دفعه إلى متاهات لا يعرف أحد إلى أين تقود . والعمل بإخلاص من أجل الخروج من الأزمة الحالية ، وإعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني ، وعدم الانجرار وراء الأوهام التي يرسمها من لا يريدون للشعب الفلسطيني وقضيته الخير ، وكذلك الإغراءات الواهية التي يقصد بها فقط تعميق الشرخ ، وزيادة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد .
تاسعا : التحرك كل باتجاه الآخر نحو صياغة برنامج عمل وطني ، وبناء " استراتيجية عليا " متفق عليها ،يمكن من خلالها أن نتلمس طريقنا نحو تحقيق الآمال والأهداف الوطنية ، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، وعلى أساس وثيقة الوفاق الوطني " وثيقة الأسرى " ، وإعادة بناء المنظمة ديمقراطيا وفق قانون التمثيل النسبي الكامل ، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده .
عاشرا : العمل على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل على أسس قوية وسليمة ، بما في ذلك الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة على كامل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وبضمنها القدس .
حادي عشر : البدء بانتهاج سياسة وطنية تهدف إلى الاهتمام بالأجيال الشابة ورعايتها ، وتوجيهها نحو المستقبل بخطى قوية ... ثابتة وواثقة ، من خلال الاهتمام بالموارد البشرية ، واستقطاب العقول ، وعدم دفعها للهجرة إلى خارج الوطن ، ولتكون قادرة على المساهمة في بناء الوطن وتطوره ، وعلى تولي القيادة في المستقبل ، من أجل تحقيق " تواصل الأجيال " كي لا ينتج فراغ سياسي أو قيادي في مرحلة من المراحل .
ثاني عشر : بث روح التكافل والتضامن الاجتماعي بين أبناء الشعب الفلسطيني ، وإعادة ما افتقده البعض منها لسبب أو لآخر ، وإعادة المحبة والمودة بين الجميع ، لما يشكل ذلك من عناصر قوة تحمي المجتمع من أية محاولات لاختراقه وزعزعته من داخله ، باعتبار أن وحدة النسيج المجتمعي يعد شرطا أساسيا في تعزيز الصمود الوطني ، وحماية المنجزات ، وتحقيق الأهداف.

الأربعاء، يوليو 25، 2007

الذكرى الخامسة عشر لرحيل الرئيس فرنجية


سركيس المقسيسه

في ذكرى رحيلك يا فخامة الرئيس ، خمسة عشر سنة تمضي ولبنان في حاجة الى امثالك من الرجال الرجال ..
خمسة عشر عاما على رحيلك ولبنان ما يزال يتخبط في ازماته المستحضرة له من كل زمان ومن كل مكان ، اين انت اليوم يا فخامة الرئيس مع من ذهبوا من امثالك من رجالات الدولة الذين تنتبق عليهم هذه التسمية ويشّرفونها بكل امانة لما كانت تعرف مواقفهم من وطنية واستقلالية .
نعم نفتقدك اليوم ايها الأهدني الأشّم ، والزغرتاوي العنيد ، نفتقد الى مواقفك المشرفة
في الدفاع والزود عن لبنان الذي احببته كثيرا ولم تفرط بذرة تراب من ارضه المقدسة
لا عندما كنت في الرئاسة ولا بعدها عندما كنت رئيس الرؤساء كما اطلقوا التسمية على شخصك الكبير.
نعم يا فخامة الرئيس الأمل سليمان بك فرنجية ، نبكيك اليوم بذكرى رحيلك ويبكيك الوطن ايضا ، وهو يصرخ لماذا لا تنتفضون يا رجالات الوطن من نعوشكم وتحطموها وتعودوا الى الوطن الجريح المعذب وتقومّوا اعوجاجه , فهو بالحقيقة اليوم في امس الحاجة الى رجالاته الأموات والشهداء ، علّهم يصححوا ما افسد .
تحية اجلال واكبار الى روحك ايها الرئيس الرئيس ..
رحمات الله غزيرة على روحك يا فخامة الرئيس الأمل . والشمعة الخامسة عشر في ذكرى رحيلك ، نطفؤها بدمعة وحسرة على زمن غيّبك فيه الموت وامثالك من الرجالات الاحرار من بلادي ...

رئيس الجمعية

الثلاثاء، يوليو 24، 2007

إلى البيروتيين والمتنيين من مقيمين ومغتربين


سعيد علم الدين

إلى الناخبين والناخبات من أباة بيروت الأبية وأحرار المتن الحرة في الوطن وبلاد الاغتراب. وإلى كل الشرفاء: شاركوا بكثافة غير مسبوقة وقوة مستمدة من جذوة ثورة الأرز الخلاقة وأرواح أبطال انتفاضة الاستقلال في الانتخابات الفرعية يوم 5 آب.
الواجب الوطني ينادي فلبوا النداء دون إبطاء إكراما لأرواح الشهداء الذين واجهوا بشجاعة النبلاء، غدر القتلة الجبناء وسقطوا بفرحة العشاق في ساحات الفداء من أجل أن يحيا وطن الأرز سيدا حرا ديمقراطيا مستقلا في العلاء.
هذا اليوم تاريخي مفصلي بامتياز فعلى ضوء نتائج مشاركتكم ستتجه البلاد: إما إلى طريق الحرية والكرامة والعزة والمنعة والديمقراطية والتعددية والطائف والمناصفة الأخوية، والمشاركة الوطنية في السراء والضراء، وفرض السيادة، وتطبيق العدالة، وتحقيق الازدهار، وتثبيت الاستقرار. أي طريق 14 آذار! وإما إلى طريق الاستعباد والدكتاتورية والفرض والعبودية والتعسف والكذب والبهتان والاستبداد والتزوير وقلب الحقائق والتعطيل والإكراه والتخلف والظلامية والشمولية وبدعة المثالثة الصفوية الإيرانية الغير مقبولة والفوضى والحروب والمحاور والشقاء واستفحال سرطان الجزر الأمنية ومربعات المخابرات السورية وحرس الأطماع الفارسية والدسائس والخراب. أي طريق 8 آذار! ووصلت أطماع ملالي إيران ووقاحتهم إلى اعتبار البحرين محافظة إيرانية، ولبنان أرض سائبة لمحاربة أعداء الفرس. حيث أن خامنئي يريد محاربة أمريكا من لبنان، وأمريكا ترابض على حدوده من الخليج العربي مرورا بالعراق وتركيا وأفغانستان وحتى باكستان.
هذا اليوم مصيري وسيؤسس لانتخاب رئيس جديد وشرعي وفعلي ودستوري للجمهورية وليس دمية كاريكاتورية لا تحل ولا تربط إلا في تعقيد الحياة السياسية والاقتصادية وتنكيد حاضر اللبنانيين وقتل آمالهم وضرب مستقبل أجيالهم.
هذا اليوم مصيري فاصنعوا مصير الوطن بأيديكم لكي ترتفع عنه أيدي الحاقدين الأشرار.
شاركوا بقوة واقلبوا المعادلات التي يريدون فرضها على لبنان كما قلبتم معادلاتهم على رؤوسهم فطارت منها عقولهم ومخططاتهم يوم 14 آذار 2005.
ارفضوا بصوتكم المجلجل في صناديق الاقتراع المحاور التي يردون زج الوطن بها ليتحول إلى بلد العنف والفوضى والخراب وتصدير الشر للبشرية والإرهاب.
لقد انكشفت الأدوار وسقطت أوراق التوت عن شلل 8 آذار فعلى الأكثرية الصامتة أن تنزل إلى الساحة وتتخذ من أجل لبنان القرار.
ازحفوا شيبا وشبابا إلى صناديق الاقتراع. فمستقبل لبنان ومسيرة ثورة الأرز المسالمة البيضاء على المحك ولا يجوز لكل من يفكر بمستقبل وطنه أن يترك الأمور تتحكم بها بعض العملاء الصغار.
وعدا أن المشاركة يوم 5 آب التاريخي، واجب وطني يفرض نفسه بقوة على كل مواطن مقيم أو مغترب، خاصة في هذه الظروف المقلقة على مصير لبنان الذي يواجه بحكومته ونوابه الشجعان الرياح الشريرة والأنواء،
وعدا أن المشاركة، شرف كبير لكل منتخب ومنتخبة، لأنه سينتخب خلفا للشهداء الفرسان بيار الجميل ووليد عيدو،
وعدا أن المشاركة وفاء لدماء وأرواح الشهداء من النواب،
عدا عن كل ذلك، فالمشاركة أيضا تأتي كدعم جماهيري مطلوب لقرار الحكومة الصائب في دعوة الهيئات الانتخابية وتأكيدا شعبيا جديدا لدستوريتها وشرعية كل قراراتها.
خاصة وأن قوى الشر والعنف والفوضى والاستفزاز اليومي لقوى الأكثرية وأصحاب التعطيل والتآمر والقتل والغدر والاغتيال تتكالب بشكل هستيري غير مبرر للنيل من الحكومة.
فهم يتهمون الحكومة الديمقراطية الدستورية الحضارية الراقية باللاشرعية واللا دستورية ليغطوا على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الدستور والوطن: تمديدا لادستوريا للحود، وإغلاقا لادستوريا للبرلمان، وتعطيلاً لاديمقراطيا للوسط التجاري أدى إلى إفلاس أصحاب المصالح التجارية وخراب بيوت الناس وانخفاض عدد المصطافين والسياح.
وهم يتهمون الحكومة الشريفة الحرة الوطنية النزيهة باطلا بالعمالة والخيانة ليبرروا عمالتهم المكشوفة وخيانتهم المعروفة التي جلبت الكوارث المدمرة للبنان، التي كنا في غنى عنها.
والمشاركة في الانتخابات للمغترب عدا أنها مهمة ومطلوبة وواجب وطني مشرف هي أيضا مناسبة لزيارة الأهل والأصدقاء والاستجمام في مياه وأجواء لبنان الحميمة الدافئة والتمتع بجوه المنعش ودعم اقتصاده ومساعدة استقراره والأهم من كل ذلك دعم الحكومة الشرعية الدستورية والصمود اللبناني فعليا وليس بالكلام.
وأيضا ولكي لا تذهبَ دماءُ الشهداءِ هدراَ.
أطالب هنا وزارة الداخلية بأخذ ظروف المغتربين بعين الاعتبار بالنسبة لمواعيد البطاقة الانتخابية وتسهيل معاملتهم بطريقة غير بيروقراطية يستطيعون من خلالها القدوم إلى الوطن من البلاد الشقيقة والبعيدة والمشاركة في الانتخابات دون تعقيدات شكلية.

الأحد، يوليو 22، 2007

الكلمة لك يا شعب المتن الشمالي

سعيد علم الدين
الكلمةُ لكَ يا شعبَ المتن الشمالي
لتقرير مستقبل الوطن الغالي
فقلْها صرخةً مدويةً ولا تبالي
صرخةَ أحرارٍ أبناء أحرارِ
يهتزُ لها لبنانُ الكبيرُ
من الجنوبِ إلى الشمال
من أجل إحقاقِ قيم الحقِّ والحقيقة والعدالة والقانون والصدق والنزاهة
وانتصارِ أرواحِ شهداء انتفاضة الاستقلال
..
القرارُ قرارُكَ يا شعب المتن والخيار
فاختر لبنان السيادة والحرية والديمقراطية والطائف والاستقلال
وأنت خير من تختار
..
الصوت صوتك يا ابن الجبل الأشم
فارفعه صارخاً في العالي
لكي لا تذهب هدرا دماء شهيدنا النائب الوزير بيار الغالي
ولكي تنتصر فينا إرادة الحياة والشباب والوطنية والطموح والعيش المشترك والمستقبل التي كان يمثلها الشاب الشهيد بيار خير تمثيل
تنتصرُ على تجار الحروب والأزمات والمحاور والموت ، المنبطحين تحت كراسي الزمن الذليل
تنتصرُ على كل من يريد بيع لبناننا بأبخس الأثمان للنظام السوري وإيران وأمريكا وإسرائيل
فالكلمة لك يا شعب المتن والصوت والقرار، وعليك أن تختار بين أن يكون لبنان سيدا حرا ديمقراطيا تعدديا عربيا مستقلا أو أن يكون سلعة تباع في البازار!
فقلها من الأعماق أصيلةً ، صافية صفاء قلب الشهيد بيار
وفية لمبادئ الحرية والديمقراطية والسيادة والكرامة وشرف التضحية والنضال
وانتفض على القتلة المجرمين وكل المزيفين بشكل راقي حضاري
ديمقراطي سلمي بصناديق الاقتراع
زلزل الأرض من تحت أقدامهم
ليستيقظوا من سباتهم
ويعودوا إلى أحجامهم!
فالصوت صوتك ومع صوت بيروت سيلتقي هدير الساحل مع رعدِ الجبال
وقل لا لن ينال منا الإجرام
ولن يرهبنا الإرهاب
نعم لثقافة الحياة والبناء والعمار لا لثقافة الموت والفجور والانتحار
نعم للبنان الأمل الذي كان في عامرا في قلب كل الشهداء الأبرار.
هناك فرق كبير وشاسع بين من يقدم الشهداء من أجل قيام دولة لبنان
وبين من يعرقل قيامتها من أجل الوصول إلى منصب من غبار على حساب طفل احترق في قانا أو فتاة استشهدت من عيترون أو ورجل سالت دماؤه دون إسعاف حتى فارق الحياة في مارون الراس.
هناك فرق كبير وشاسع بين من يقدم الروح بصدر عاري
لكشف حقيقة الاغتيالات التي ضربت القادة الأعلام
وبين من يبيع الحقيقة لأبناء الجواري
ويقول عن المحكمة "طبخة بحص" لتضيع الحقيقة وتنتصر ثقافة الإجرام
فضع كلمتك يا شعب المتن في كفة الميزان من أجل قيامة لبنان
..
ولم يكن استهداف المتن بجريمة عين علق إلا استهدافا لعنفوان ثورة الأرز وضربا لانتصارات مسيرة انتفاضة الاستقلال التي تفجرت حضارية أصيلة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإلا لما حدث هذا الانفجار الهمجي يوم 13 شباط. أي للتخريب على ذكرى الشهداء الجماهيري المليوني.
اختيار المتن في هذا الاستهداف هو لما تمثله هذه المنطقة العزيزة من شموخ ووطنية وعنفوان وكأنها القلب النابض من جبل لبنان. ولا عجب بعد ذلك أن يتم استهداف أحد أبنائها ورمز باسق من رموز ثورة الأرز وبطل من أبطال انتفاضة الاستقلال الشهيد الشاب بيار الجميل.
فنعم لانتخاب الرئيس أمين الجميل بكثافة تاريخية تكون زلزال سياسي وفي نفس الوقت عربون وفاء لعائلة قدمت الشهداء من أجل لبنان الرسالة.

شكراً لجنرال الرابية لخوضه الانتخابية في المتن

الياس بجاني
الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

شكراً وألف شكر لجنرال الرابية الذي شرب على عجل "حليب الأسود" وهمياً وتهيئات وهلوسات، أو ربما وقع ضحية لمقلب خبيث "مدبر" بدقة من جماعة الإخوان ووكلائهم والودائع في كتلته النيابية، فتشوشت عنده رؤية الواقع الشعبي المسيحي المعاش ومزاج الناس السياسي فقرر بتسرعه المعهود وتفرده وحماوة الرأس والفوقية والمكابرة المنازلة ديموقراطياً في المتن الشمالي، والمشاركة في الانتخابات الفرعية، لاحساً بذلك كل مواقفه من الحكومة وشرعيتها، ومن رئاسة الجمهورية وسلطاتها، ومن مواقف حليفه "جنرال بعبدا" الأسدية والإيرانية.

المهم هنا ألا يتراجع جنرال الرابية عن موقفه وأن يكمل المواجهة الانتخابية بشخص مرشحه الدكتور كميل خوري لأسباب جوهرية وأساسية في مقدمها تبيان الواقع التمثيلي في الوسط المسيحي من الادعاءات، وفرز القمح من الزؤان، والأوهام من الحقائق، وأوراق التفاهم الوصولية والإنتهازية من الثوابت اللبنانية، والمصالح الشخصية من الثوابت الوطنية.

المهم أن يعرف الجنرال، ومن المواطنين المسيحيين العاديين مباشرة أنه أمسى في ذمة التاريخ، ولم يعد ذلك الزعيم الوطني المرفع والمميز عن باقي السياسيين الآخرين وهو الذي نقض كل وعوده الانتخابية السابقة وانقلب على كل عهوده وطروحاته السيادية كرمى لكرسي مخلع لن يجلس عليه.

المهم أن يُصدم شعبياً لينزل من عليائه الوهمي ويفهم أنه أصبح سياسياً أقل من عادي يتعاطى السياسة المصلحية والشوارعية بأسوأ صورها، "وأنه لم يعد ذلك القائد الكبير الذي نذر نفسه ونضاله من أجل القضايا الوطنية والزاهد بالمنافع الشخصية والسلطة والنفوذ".

المهم ألا يتوسط غبطة البطريرك صفير ويجد مخرجاً للجنرال المشوش الرؤيا يجنبه الصدمة الشعبية المسيحية، والأهم ألا تتراجع كتلة التغيير والإصلاح عن المواجهة الديموقراطية.

إن أي تراجع من جانب الجنرال عن خوض الانتخابات تحت أي حجة سيكون اعترافاً صريحاً ومباشراً وعلنياً منه شخصياً بأنه انتهى سياسياً ومسيحياً. وبالتالي عليه العودة إلى باريس أو إلى إمارة قطر!!

يبقى أن هذه قراءة سياسية ووطنية شخصية لنا ولغيرنا من الذين يفرقون كثيراً بين ممارسات وأخلاقيات ووطنية ولبنانية ومصداقية جنرالي الرابية وباريس، وهي بالواقع نظرية افتراضية وقد نكون من خلالها مخطئين أو مصيبين. أما الوسيلة الوحيدة لمعرفة الحقيقة فهي الانتخابات وها هي أتت زاحفة إلى جنرال الرابية على طبق مشهي، نتمنى من القلب أن تنفتح شهيته السلطوية أكثر وأكثر فيقبل التحدي الديموقراطي ويكمل المواجهة الانتخابية حتى صناديق الإقتراع، ويومها إما أن يُتوج من جديد ممثلاً للأكثرية المسيحية أو أن تكون قراءتنا لجهة غربته القاتلة عن الوجدان المسيحي هي الصحيحة، فنعتذر منه ونقر بأحقيته التمثيلية.

المطلوب من الخيريين والغيارى والوسطاء المسيحيين والمطارنة ألا يحاولوا تغيير موقف الجنرال وتركه مع البركات والتمنيات خوض غمار منافسة الرئيس الجميل في المتن الشمالي ليعرف القاصي والداني ما إذا كان التيار العوني في الواقع حالة عابرة، وقد عبرت من المتن ومن باقي المناطق المسيحية لتستقر "إلاهيا" في الضاحية الجنوبية والقرداحة وطهران، أم أنه فعلاً يمثل الغالبية المسيحية ويحمل أوجاعها وثقافتها الوطنية والأخلاقية وتمنياتها وينطق باسمها.

من المهم في المواجهة الديموقراطية والحضارية المتنية هذه أن يقول الجنرال للناس صراحة ما هو مشروعه السياسي والوطني وأن يكون هذا المشروع البرنامج الانتخابي لمرشحه موثقاً ومكتوباً ويتم توزيعه على المتنيين.

لقد دأب الجنرال ومنذ توقيعه ورقة تفاهمه وتفهمه مع حزب ولاية الفقيه وانتقاله للقاطع السوري الإيراني على المطالبة باستفتاءات شعبية وانتخابات مبكرة وقد وصل به الأمر إلى حد المطالبة بانتخاب رئيس الجمهورية ولمرة واحدة من قبل الشعب. نعم "لمرة واحدة"، مستورداً بذلك "الماركة السورية المسجلة" عاراً وأوجاعاً في ذاكرة اللبنانيين السياديين!!

ولأننا ما كنا في يوم من الأيام على الحياد الذي نرى فيه جبناً وهروباً وانعزالاً وتخلياً عن مواقف وطنية وايمانية وأخلاقية ملزمة، نعلن وبكل صدق تأييدنا لفخامة الرئيس الشيخ أمين الجميل وندعو كل من يشاركنا مواقفنا الوطنية اللبنانية في المتن الشمالي أن يقترع له.

عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com

السبت، يوليو 21، 2007

دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحالي

راسم عبيدات

..... إن الوضع الفلسطيني الحالي، يؤشر بشكل واضح، إلى أن الأزمة الداخلية الفلسطينية، بعد الحسم العسكري الذي لجأت إليه حماس في غزة، وما تلاه من تداعيات جداً خطيرة في الضفة والقطاع، قد إنتقلت إلى تطور خطير ونوعي، واضعة بذلك المشروع الوطني برمته أمام منعطف شائك، وتحديات إضافية كبيرة وتداعيات جداً خطيرة، تنطوي على تكريس الفصل السياسي والمؤسسي والجغرافي بين الضفة والقطاع، وتفتح الباب واسعاً أمام الإستثمار الأمريكي الإسرائيلي تحديداً، والتدخلات الخارجية عموماً، وبما ينذر بإعادة النضال الوطني عقودا للوراء، ويهدد بتصفية حقوق شعبنا وأهدافه وتطلعاته وقضيته الوطنية، وإعادتها إلى عهود الوصاية والإحتواء والإلحاق .
هذة الأزمة من المفترض أن تدفع بقوى المجتمع المدني ومؤسساته، إلى التحرك الجدي والفاعل من أجل رأب الصدع بيت الطرفين المتخاصمين، فتح وحماس والذي تثبت التطورات المتسارعة والمتلاحقة، أن كل منهما موغل في فئويته وأجنداته الخاصة، ومتسلح برؤيته الإقصائية التي قد تطيح بكل منجزات ومكتسبات شعبنا التي عمدت بنضالاته وكفاحاته ومعانياته، هذا المأزق كان وما زال بحاجة إلى جهد جماهيري كبير وموحد ومتواصل، تقف على رأسه مؤسسات المجتمع المدني، والتي تثبت الحالة الفلسطينية وأزمتها الداخلية المستفحلة، أن دورها هامشي وضعيف، لكونها تفتقر للبعدين الجماهيري والديمقراطي، ولا يتعدى المناشدات والإستنكارات، وعقد بعض ورش العمل والندوات والمحاضرات هنا وهناك، في قاعة هذا الفندق أو ذاك، فضخامة الحدث تتطلب القيام بمناشطات وفعاليات جماهيرية على الأرض وفي الشارع وبين الجماهير، من أجل إيجاد تيار شعبي ضاغط على هذه القوى، من أجل التوقف عن العبث بالمشروع الوطني، ويجب على هذه المؤسسات أن تتسلح برؤيا واضحة، حول كيفية الخروج من هذا المأزق، رؤيا قابلة للتطبيق، وقادرة على إيجاد تيار شعبي داعم ومقتنع بها، رؤيا تقول وتؤكد على رفضها لخيار الحسم العسكري الذي وقع في غزة، وعدم الإعتراف بنتائجه باعتباره خروجاً على الخيار الديمقراطي، وكذلك بطلان وعدم شرعية الإجراءات الإدارية والقانونية التي لجأ إليها الرئيس عقب ذلك، وإن أي حل يجب أن يكون فلسطينياً ومستنداً للمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وأن أي فكاك وخلاص لهذه الأزمة، لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن التوافق الوطني كشرط للتوصل إلى حلول وطنية ديمقراطية ناجعة، وأية مبادرة تتقدم بها هذه المؤسسات للخروج من هذا المأزق، يجب أن تستند إلى حوامل، حوامل فاعلة ومبادرة، ولديها قناعات بأهمية إنجاح هذه المبادرة، وليس على قاعدة اللهم إني قد بلغت، أو نحن موجودون، أو لكي تشعر هذه الجهة أو تلك بوجودها، وأنا أرى أن دور مؤسسات المجتمع المدني هام وضروري جداً في هذه المرحلة، لطبيعة وحجم المخاطر المحدقة بالمشروع الوطني، والذي يجب أن يتجاوز ورش العمل والمؤتمرات والندوات في فنادق الخمس نجوم، والتي أصابتنا منها تخمة، كتخمة القائمين عليها، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أو المؤسسات الأهلية، والتي يتباهى " ويتفشخر " القائمين عليها، عند الحديث عن الدعم أو التصريحات او "الهوبرات " الإعلامية أمام الفضائيات ووسائل الأعلام، عن كونها تضم أكثر من ستين أو سبعين مؤسسة ...الخ هذه باسم إئتلاف وأخر ىباسم إيلاف أو " بنجو " أو" تنجو" وغيرها إلى ما لا نهاية .
أن تبادر إلى طرح مبادرة تقوم على أساس تشكيل مرجعية وطنية موحدة مؤقتة في إطار م – ت – ف تضم مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، وبما يضمن وضع آليات عملية لتطبيق بنود إعلان القاهرة ووثيق الوفاق الوطني، وهذا يتطلب من حماس.

1- تراجعاً عن نتائج الحسم العسكري الذي نفذته في غزة، وتراجعاً عن كافة الإجراءات الإدارية والأمنية والإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها لخدمة أجندات معينه، واعتبار ما نتج عنها من قرارات باطل .
2- العمل على وقف كافة أشكال ومظاهر التوتير والتحريض وعبارات القدح والتشهير والتخوين والتكفير في وسائل الإعلام المسموعة والمقروئة والمرئية، وبما يخلق مناخات إيجابية تمهد لإنجاح الحوار الوطني .
3- إن الإحتكام للشعب باعتباره مصدر السلطات، يحتاج لتوافق وطني من، أجل إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل .
4- وما ورد في البند الثالث يجب أن يترافق مع ، المباشرة الفورية لعمل اللجنة العليا التي أقر تشكيلها في حوار القاهرة لتقوم بدورها كهيئة حوار، والإشراف على تنفيذ إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، وتعجيل البدء بإجراء إنتخابات حرة للمجلس الوطني الجديد داخل الوطن، وحيثما أمكن في مواقع الشتات، وفق التمثيل النسبي الكامل .

هذه بعض التصورات لما يجب أن يكون عليه دور مؤسسات المجتمع المدني، في هذه المرحلة الخطيرة والمفصلية من تاريخ شعبنا، والتخلي عن دور المناشدات والإستنكارات، إلى أخذ زمام المبادرة والإنتقال إلى خطوات عملية وجادة، تمنع تبدد وضياع المشروع الوطني، واستمرار عبث أصحاب الأجندات الخاصة والعقليات الفئوية والميليشاتية والإقصائية، به وتدميره .
القدس – فلسطين

الخميس، يوليو 19، 2007

لماذا لم يتطرق الأسد في خطابه للوضع اللبناني؟


سعيد علم الدين
على غير عادته لم يتطرق حاكم سورية بشار الأسد في خطابه الأخير، الذي ألقاه بمناسبة أدائه اليمين اللادستورية لولاية ثانية وراثية لاشرعية مدتها سبع سنوات عجاف قمعية لن يكملهما بالتأكيد، إلى الوضع اللبناني: لا تعليقا ولا تقريعا، لا تلميحا ولا تلويحا، لا تبشيرا بالقاعدة وما شابه ولا تمريرا لكلمة سر.
ومما لفت نظرنا أثاء أدائه الخطاب هي علامات الخيبة والحسرة والندم والمرارة والارتباك والوجوم التي كانت مرسومه على وجهه بوضوح طوال الوقت ولم تفارق محياه رغم محاولاته اليائسة لتبديدها بابتساماته البائسة التي كان يجهد في اصطناعها أمام الجمهور. وكأنه مصاب بصدمة قوية أفقدته القدرة على إطلاق ضحكاته الرنانة المعهودة.
السبب يعود حسب تقديرنا إلى أسباب أهمها:
- فشله الذريع في وقف إقرار المحكمة الدولية، رغم محاولاته المستميتة ومنها الاغتيالات والانفجارات والاعتصامات في وسط بيروت والاضطرابات وإغلاق مجلس النواب من قبل بري خصيصا لتعطيلها.
- اخفاقه المتواصل في إشعال نار الفتنة والحروب المذهبية بين اللبنانيين رغم كل دسائسه وتفجيراته واستفزازات أذنابه وممارسات مخابراته التي انكشفت الكثير من خلاياها وانفضحت شر فضيحة بمسرحية ما يسمى "فتح الاسلام".
- عدم صحة التقارير التي كانت تصله وتؤكد له عن ضعف الحكومة اللبنانية المعتمدة على أكثرية وهمية وانهيارها السريع أمام جبروت الحزب اللاهي وميشال عون وفتحي يكن وأحمد جبريل، وانه عند أول امتحان سيتخلى عنها الجيش وينقسم كالعادة إلى جيوش وينقض اللبنانيون على بعضهم كالوحوش ولن يردعهم من جديد إلا "الأسد" الهصور.
ولهذا فقد فاجأه وزاد في حيرته صمود الحكومة رغم الاغتيالات والتفاف الشعب والعرب والعالم حولها. وأيضا وحدة الجيش اللبناني وتماسكه وتنامي قوته وقدرته على بسط الأمن والنظام والقضاء على المجموعات الإرهابية بجدارة في كل لبنان وبالأخص في مخيم نهر البارد حيث لم تنفع حتى خطوط حسن نصر الله الحمراء في حماية عصابة "فتح أصف شوكت" من المصير المحتوم: الموت أو الاستسلام.
وما أزعج الأسد أشد الإزعاج هنا أن القرار السياسي للحسم العسكري في البارد أتخذ في سابقة خطيرة من قبل حكومة السنيورة الشرعية ونفذه الجيش بحذافيره دون الرجوع إلى أخذ الإذن من الباب العالي الدمشقي!
ومما زاد في انزعاجه التفاف الشعب المنتفض الثائر حول حكومته وجيشه القادر في ظاهرة مشرقة لم يسبق أن عهدها لبنان، أودت بأحلام ومخططات ومشاريع بشار الأسد في التخريب أدراج الرياح. كيف لا والمؤامرات أصبحت مكشوفة قبل أن تخرج من مطابخها الدمشقية.
ولهذا سيحقق شعب ثورة الأرز بالتفافه حول حكومته الشرعية ودولته الفتية الديمقراطية وجيشه المغوار الانتصار تلو الانتصار، لوطن ينهض شامخا من تحت الدمار.وربما المرارة التي ارتسمت على وجه الاسد مردها ايضا الى فشل خطة آصف شوكت بإعلان إمارة الشمال الإسلامية وفصلها عن لبنان. والذي حصل هو العكس تماما حيث أدت مؤامرات الأسد إلى تماسك وطني رائع على امتداد جغرافية لبنان كرستها أعراس الشهداء الجنود من كل الطوائف والمناطق وإلى انتصارات الجيش وسحقه لعصابة العبسي الإرهابية التي هي انتصارات على المخابرات السورية وقواها الإجرامية الشريرة في لبنان. .

الأربعاء، يوليو 18، 2007

حسن النوايا.. تمخض الجبل فولد فأراً


راسم عبيدات
في قمة شرم الشيخ الأخيرة، والتي جاءت لإستغلال المستجدات على الساحة الفلسطينية، والتي قيل أن الهدف منها بالأساس، دعم سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكالعادة وعد " أولمرت" والذي تترنح حكومته وسلطته تحت سلسلة طويلة من الفضائح والإخفاقات، بأن يكون سخياً مع الرئيس الفلسطيني، ويقدم له هذه المرة تنازلات جدية،تساعد في تعزيز سلطته في مواجهة حماس، وخصوصاً في موضوعة الأسرى، والتي تعتبر واحداً من أهم الملفات في الشأن الفلسطيني، وكذلك موضوعة الحواجز العسكرية ،والإفراج عن الأموال الفلسطينية المسطي والمستولى عليها من قبل إسرائيل وغيرها من حسن النوايا المزعومة، ولأن هناك في الساحة الفلسطينية والعربية من لم يقتنع بالمأثور الشعبي الذي يقول " إللي بجرب المجرب عقله مخرب " ركن إلى وعود " أولمرت " وحسن نواياه، وأخذ يطبل ويزمر ويملاً الدنيا بالصخب الإعلامي، وخصوصاً بعد مسرحية رفض " أولمرت" لقائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم والتي وضعها " الشاباك "، وهناك من شطح وأطلق العنان لتفكيره بعيداً، وقال بأن القائمة ستضم عدداً لا بأس به من الأسرى القدماء، وربما يصل الحد في " شهامة أولمرت وكرمة" حد إطلاق سراح سعدات المختطف من سجن أريحا ومروان البرغوثي وغيرهم من القيادات الفلسطينية، ولكن " أولمرت " المشبع بالعقلية الإسرائيلية عقلية الإبتزاز والغطرسة والعنجهية، كالعادة خذل كل المراهنين على أوهامه من ما يسمى بمعسكر الإعتدال العربي والفلسطيني، وجاءت القائمة لتضم أسرى، ممن سيتم الإفراج عنهم بدون حسن النوايا ومن ضمنهم القائد عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، والذي حوكم محكمة سياسية لنهج الجبهة ومواقفها، أما الذين أمضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون الإسرائيلية من أمثال سعيد العتبة " أبو الحكم " وعثمان مصلح " أبو الناجي " ونائل وأبو شادي البرعوثي وأبناء يونس وأبو جندل والرازم ودقه والبرغال وأبناء أبو مخ وأبو منصور والبازيان والمسلماني وأبو سير وأبو خضير والعبيدي وتلك القائمة الطويلة من الأسرى ممن أفنوا زهرات شبابهم خلف قضبان وجدران سجون الإحتلال ومعتقلاته، فنحن واثقون من أن تحريرهم لن يتم عبر هذا النهج ولا بهذه الطريقة والإسلوب، ولكن هناك من يصر على زرع الأوهام بين أبناء الشعب الفلسطيني، وما يسمى بالعالم الحر ودعاة حقوق الإنسان ، من أمثال " رايس وساركوزي " ومن هم على شاكلتهم عربياً وفلسطينياً، والذي إنتصروا لخمسة ممرضات بلغاريات إرتكبن جرائم بحق الإنسانية في إحدى المستشفيات الليبية ، وضرورة إطلاق سراحهن لأنهن قضين فترة طويلة في السجون الليبية، لم يرف لهم جفن ولم تتحرك ضمائرهم الميتة ولا إنسانيتهم تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيون والذين هم دعاة حق ومناضلو حرية .
أما في موضوعة عودة القادة الفلسطينيون ، من أجل تقوية سلطة حكومة الطوارىء في مواجهة حكومة وحركة حماس، والتي أثير حولها صخب وجلبة إعلامية كبيرة ، فنكتشف أن هذا الموضوع له علاقة فقط بموضوعة المجلس المركزي، منح الراغبين من القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم حواتمه، تصاريح لمدة محددة، ومن ثم المغادرة، وهو ما حدا بحواتمة لرفض هذه الإشتراطات الإسرائيلية، وهنا لا بد أن أذكركم بقضية الشهيد أبو العباس، عندما سمحت له كل من أمريكيا وإسرائيل بالعودة إلى غزة عام 96، وهو المطلوب رقم واحد لهم، فيما يعرف بقضية السفينة أكينو لارو، وذلك من أجل أن يشارك في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، والمخصصة للتصويت على تعديل الميثاق الوطني، وبعد ذلك وعندما عاد إلى خارج الوطن، منعته إسرائيل من العودة، وإعتقلته قوات الإحتلال الأمريكي في العراق حتى إستشهد في سجونها،هذه العقلية الأمريكية – الإسرائيلية في التعامل مع الشعوب وقادتها وقضاياها وحقوقها،فهي لا تعرف إلا مصالحها وأهدافها، وتدوس كل المعايير والنظم الإنسانية والأخلاقية في سبيلها ، وفي موضوعة الحواجز العسكرية ، وإزالتها من أجل ما يسمى تسهيل حياة السكان الفلسطينيين ، فحدث ولا حرج فالطريق التي كان عليها حاجز ، أصبح عليها حاجزان أو أكثر ، واالإحتلال يقوم بهذه الممارسات الإذلالية والتعسفية بحق الشعب الفلسطيني ، ويزيد من حدتها ووتيرتها، فهو بات يعرف جيداً ، عقلية الطرف الفلسطيني المفاوض، ففي القمة القادمة عندما يجري الحديث عن تسهيلات وحسن نوايا لحكومة عباس، يتم إزالة الحواجز الإضافية، ويعود الوضع إلى ما كان عليه، تماماً كما هى حال قصة الراهب والفقير، والذي يملك بيتاً صغيراً وعدداً كبيراً من الأولاد، حيث طلب منه المساعدة في بناء غرف إضافية، من أجل التوسع والبحبوحة، فسأله الراهب إن كان يملك ثروة حيوانية، فقال له لدي عدد من الدجاج وحمار وبقرة ، وعدد قليل من الأغنام ،فقال له في الأسبوع الأول أدخل الدجاج إلى البيت، وبعدها سأله كيف الوضع ؟، فأجابه أصبح صعباً، فطلب منه في الأسبوع الثاني أن يدخل البقرة، وهكذا دواليك، حتى أدخلها جميعاً وأصبح الوضع لا يطاق، وجاء الفقير يستنجد بالراهب أن يخلصه من هذا الوضع، حينها طلب منه أن يخرج كل أسبوع نوع من الحيوانات التي أدخلها، حتى أخرجها جميعاً، فسأله كيف الوضع الآن ؟ ، فقال له كل شيء على ما يرام يا سيدي .
بإختصار ما يريده الإحتلال منا نحن الفلسطينيون استسلاماً وليس سلاماً، فهو يريد من الشعب الفلسطيني، أن ينزع من ذهنيته وعقليته وقناعاته نهج المقاومة، وأن هذا النهج هو مدمر ولن يحقق للشعب الفلسطيني، أية حقوق بل يزيد من معاناته ومصائبه، والكارثة والطامة الكبرى، أنه أصبح في الساحة العربية والفلسطينية، من هو مقتنع بهذا النهج وينظر له، ويريد أن يبعنا أوهاماً وسراباً، ويقنعنا أنها " عنزة ولو طارت ".

القدس – فلسطين

الثلاثاء، يوليو 17، 2007

لليسار العربي في الهند عبرة



نقولا ناصر

ربٌما تكون التجربة السياسية الهندية مصدر إلهام للديموقراطيين العرب بعامٌة واليساريين منهم وفي مُقدٌمتهم الشيوعيٌون بخاصٌة ، ممٌن أعياهم البحث عن وحدة في صفوفهم تُعيد لهم دورا مفقودا في أوساط الجماهير يُؤهٌلهم لشراكة فاعلة في صُنع القرار الوطني بعد أن مزٌقتهم الفُرقة شيعا هامشية ومُهمٌشة تستخدمها أنظمة التجزئة العربية ، المُحافظة منها والعسكرية على حدٌ سواء ، كمُجرٌد "ديكور ديموقراطي" لها إن سمحت لها بهامش ضيٌق محسوب بدقٌة في العمل السياسي العام .

وقد وحٌد الديموقراطيون والشيوعيون واليساريون الهنود صفوفهم على قاعدة التسليم المُشترك بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع في إطار احترام الحريات السياسية والمدنية والإنسانية للجميع دون إقصاء وفي إطار التوافق على الولاء للوطن ممٌا مكٌن لهم مساحة لا حدود لها للتواصل مع الجماهير ونصيبا غير محدود في الحُكم يعتمد حجمه على حجم الجماهير التي يستطيعون تجنيد دعمها لبرامجهم السياسية .

وحتٌى الليبراليٌين الهنود لديهم الكثير الذي يفيدون به الليبراليٌين العرب الذين يستوحون النموذج الأميركي للديموقراطيٌة ، ممٌن تحوٌلوا بوعي أو دون وعي منهم إلى رأس رمح للغزو الثقافي الأميركي المُمهٌد للاحتلال العسكري والهيمنة السياسية ، حيث همٌهم الوحيد أن يسخروا ويُسفٌهوا من "قومجية" العرب الطامحين إلى توحيد الأمة الوحيدة غير المُوحدٌة في العالم ، إذا استثنينا الكرد ، والتجرٌؤ على تراثها الديني والثقافي القائم على "الإيمان" بذرائع "عقلية" تستخدم كلٌ ما في مخزون المثل الأعلى الأميركي لهم من رطانة حول حقوق الإنسان والمرأة والطفل والحقوق "الديموقراطية" للفرد بمعزل عن حقوق الوطن في الحريٌة وحقوق الأمة في السيادة ، والحديث هنا لا يقصد تلك الفئة من الليبراليٌين العرب الذين تحوٌلوا إلى أبواق لليبرالية الأميركية ممٌن يُموٌلون رطانتهم من خزينتها ويبثٌون سمومهم عبر وسائل دعايتها ، فهؤلاء لن يعتبروا من أحد .

فاليوم ، ولأول مرة في تاريخ الهند ، يعتمد بقاء الحكومة المركزية في نيودلهي - التي يرأسها مانموهان سينغ الذي يُوصف بأبي الليبرالية الاقتصادية الهندية - على دعم جبهة اليسار التي يقودها الشيوعيون . وهذه الحقيقة السياسية دليل كاف على أن الشيوعية ما تزال نظاما بديلا نجح في انتزاع مكانة له في المؤسٌسات الهندية الحاكمة مُعتمدا على تأييد قاعدة جماهيرية مليونية في بلد دفعته العولمة حاليا إلى فتح جسور إستراتيجيٌة مع الزعيمة الأميركية لليبرالية الاقتصادية التي تكتسح المُجتمع الهندي .

ففي خضمٌ التنوٌع الهنديٌ الهائل حيث الأديان مُتعدٌدة ، مُُوحٌدة وغير مُوحٌدة ، واللٌغات الوطنية عديدة تُزاحمُها لغة مُستعمر رحل وبقيت لغته الانكليزية ، وحيث نظام الطبقات الاجتماعية الجائر يُعتبر سمة "قومية" للديموقراطية الأكبر في العالم ، والتفاوت الطبقي الاقتصادي بين الغنى الفاحش وبين الفقر المُدقع ، وحيث الاختلاف القارٌي للجغرافيا بين القمم الشاهقة المُعمٌمة بالثلوج وبين الصحارى القاحلة لبلد تشقٌٌه أنهار "مُقدٌسة" ويُطلٌ على مُحيط منحه اسمه هو المُحيط الهندي ، في هذا الخضمٌ تغيب عن الرأي العام خارج الهند حقيقة هامة لنظام سياسي له صدقيٌة "ديموقراطيٌة" حدٌ أن يجيز للشيوعية أن تزدهر في بحر ليبرالية رأسمالية وطنية تسبحُ في مُحيط العولمة بعد انهيار النظام الشيوعي العالمي .

إن جبهة اليسار التي يقودها الحزب الشيوعي الهندي (ماركسي) تقود الحكومة المنتخبة في ولاية غرب البنغال وفي كيرالا يشارك الحزب في حكومة تقودها جبهة اليسار الديموقراطي وفي تريبورا الحزب شريك في حكومة جبهة اليسار وهو أيضا شريك في حكومة ولاية تاميل نادو التي يقودها التحالف الديموقراطي التقدمي . وللشيوعيين واليساريين في البرلمان الفدرالي 61 نائبا ، يُمثٌلون أكثر من 120 مليون ناخب هندي ، يعتمد على تأييدهم بقاء حكومة حزب المؤتمر الحاليٌة في نيودلهي ، حيث يكون بقاء الحكومة المركزيٌة لأول مرة في تاريخ الهند مُعتمدا على دعم الشيوعيٌين واليساريين .

وهذه الحقيقة وحدها بالإضافة إلى حقيقة أن الديموقراطية الهندية أرست أسسها على قاعدة مناهضة الاستعمار الأوروبي ومقاومة الإمبريالية الأميركية ودعم حركات التحرر الوطني العالمية والتحالف معها ومع الدول المُستقلة المنبثقة عنها وكذلك مع المُعسكر السوفياتي السابق الذي كان مناهضا للاستعمار والإمبريالية إنٌما هي عوامل تحمل في طيٌاتها كل الإمكانيٌات الواقعية لكي يتطوٌر النظام السياسي الهندي باتجاه أن يكون هو ديموقراطية المُستقبل في العالم ، لا النظام الأميركي الذي يقوم على احتكار الطبقة الرأسمالية للديموقراطية والحُكم والثروات وللسلطات التنفيذية لقمع الطبقات الأخرى في الداخل وعلى تصدير هذا النموذج "الديموقراطي" في الخارج إلى بقية العالم ككاسحة ألغام تُمهٌد الطريق أمام "عولمة" النفوذ الاحتكاري للرأسمالية الأميركية .

وقد لاحظت هذا الفرق الجوهري في السياسة الخارجية لأكبر ديموقراطيتين في العالم تيريسيتا شيفر ، السفيرة الأميركية السابقة ومديرة برنامج جنوب آسيا بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية عندما كتبت تقول إن: "للدولتين وجهات نظر مُختلفة حول كيف ينبغي لتراثهما الديموقراطي المُشترك أن يُؤثٌر في السياسة الخارجية ، ... فالديموقراطية بالنسبة للهند ليست سلعة مُناسبة للتصدير ، إذ بالرغم من أن المؤسٌسات الديموقراطية هي مصدر فخر عظيم لها ، وتضرب جذورها عميقة في الكيفيٌة التي تعمل بها الحكومة والسياسات والمُجتمع الهندي ، مع ذلك فإن إحدى سمات تاريخ الهند المُعادي للاستعمار المُستمرٌة بقوٌة هي التزامها المُتحمٌس بصيانة واحترام السيادة الوطنية" للأمم الأخرى و"الهند لا تُقاوم التدخٌل الخارجي فقط بل إنٌها تتردٌد في أن تُحوٌل أنظمة الحكم في الدول الأخرى إلى قضيٌة عامٌة" ، في مُقارنة واضحة مع السياسة الخارجية الأميركية .

غير أن مُقارنة السياسات الداخلية للديموقراطية الهندية بمثيلاتها الأميركية تكشف بدورها فرقا جوهريا لا بدٌ وأن يجد فيه ملايين العاطلين عن العمل من ضحايا العولمة الأميركيٌة في العالم الرأسمالي نفسه كما في العالم النامي ، ومنه العربي ، نموذجا مُختلفا يُتيح للتنظيمات السياسية المُدافعة عن مصالحهم حرية العمل السياسي حدٌ المُشاركة في الحُكم ، خلافا لديموقراطية الطبقة الرأسمالية الواحدة المُحتكرة لصنع القرار السياسي والاقتصادي والعسكري في الولايات المُتٌحدة الأميركية التي ما زالت "مكارثيٌة" في الحظر الأمني الذي تفرضه على توظيف أعضاء مثل هذه التنظيمات في إدارات الحُكم التنفيذية والتشريعية والقضائيٌة ، ناهيك عن مُشاركتهم في الحُكم نفسه ، بينما تُجيز الديموقراطية الهندية للشيوعيين أن يحكموا في أربع ولايات من ولايات الإتحاد الفدرالي الهندي .

والشيوعيون عريقون في الهند فقد أسسوا حزبا لهم في أوائل العشرينات من القرن الماضي حظره المُستعمرون الإنكليز ولم يرفعوا الحظر عنه إلا خلال الحرب العالمية الثانية عندما تحالف الإتحاد السوفياتي السابق معهم ضد ألمانيا النازية . وقد مارس الحزب الكفاح المسلح بعد الاستقلال عام 1947 ضد السلاطين والملوك المحليين وأنشأ "جيشا شعبيا" ومليشيا سيطر بهما على "نظام حيدرآباد" مثلا قبل أن يتم سحقهم بوحشية تخلٌوا بعدها عن الكفاح المُسلٌح .

وكان الشيوعيٌون أول حزب هندي مُعارض يفوز في انتخابات الولايات عندما فازوا بثقة الناخبين في ولاية كيرالا عام 1957 وألٌفوا حكومة فيها ممٌا قاد رفاقهم في الصين وغيرها إلى انتقادهم قبل أن تقود الحرب الهندية الصينية عام 1962 إلى انشقاق حزبهم بين "أُمميٌين" مؤيدين للصين وبين "وطنيين" مؤيدين لحكومتهم أو مُحايدين . وفي سنة 1964 تكرٌس الانقسام في الحزب بعقد مُؤتمرين له انبثق عن أحدهما الحزب الشيوعي الهندي "المُحافظ" وعن الثاني الحزب الشيوعي الهندي (ماركسي) اليساري الذي انضمٌ إليه معظم القادة "الوطنيين" وقد تحالف الحزب الأول مع حزب المؤتمر حتى سقوط نظام إنديرا غاندي في أواخر سبعينات القرن العشرين الماضي ليتوجٌه بعد ذلك إلى التعاون مع رفاقه السابقين في الحزب "الماركسي" الذي تعترف به لجنة الانتخابات الهندية ك"حزب وطني" .

وبينما تُغيٌر كثير من الأحزاب الشيوعية في العالم الثالث والعربي أسماءها إلى أسماء "شعبوية" لوضع مسافة بينها وبين أيديولوجياتها الماركسية السابقة ولتتقرب بواسطتها في الوقت ذاته إلى جماهيرها السابقة في حين يتكالب دفق من أعضائها السابقين على شغل مناصب قيادية في المنظمات غير الحكومية التي يرعاها السياسيون والمثقفون الليبراليون الذين ترعاهم بدورهم وتُموٌلهم الامبريالية الأميركية ، خصمهم السابق ، والدول المُتحالفة معها أو التابعة لها ، نجد الشيوعيين الهنود أكثر التزاما بأيديولوجيتهم وأكثر اعتزازا بانتمائهم وأكثر تفاؤلا بمستقبل نضالهم الطبقي .

والشيوعيٌون الهنود حريصون على صيانة التواصل الأيديولوجي والتضامن الأممي مع رفاقهم في العالم كافة ، سواء منهم من يزالون في الحُكم الذي وصلوا إليه عبر "الثورة" حيث ما زالوا مُتمسكين بنظرية "الحزب القائد" والواحد أو من يُناضلون لكي يحتفظوا لأحزابهم بمكانة في نظام العولمة في العالم الرأسمالي الذي يتحكٌم فيه القطب الأميركي الأوحد بعد انهيار الإتٌحاد السوفياتي ، كما يحرصون على صيانة علاقاتهم التضامنية مع حركات التحرر الوطني العالمية وفي مقدٌمتها الحركة الوطنية الفلسطينية ، التي يوفٌر لها الشيوعيون الهنود دعما "شعبيا" يردف الدعم "الرسمي" .

وفي هذا السياق شارك سيتارام ييشوري عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي وزعيم كتلته في البرلمان الفدرالي في برنامج مدٌته ثلاثة أيام في القدس في الرابع من حزيران / يونيو الماضي أُطلق عليه اسم "مُبادرة القدس" بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين للاحتلال الإسرائيلي بدعوة مشتركة من الحزب الشيوعي الإسرائيلي وحزب الشعب الفلسطيني دعما ل"السلام العادل" على أساس دولتين: فلسطين وإسرائيل . وحضر اللقاء 27 وفدا من 12 دولة منهم سبع مُنظٌمات نسائية ومُمثٌلون عن الحزب الشيوعي الأميركي والبريطاني والإيطالي والبرتغالي واليوناني والفرنسي وحزب اليسار الاشتراكي النرويجي وتحالف الحمر والخُضر الدنمركي وحزب اليسار الألماني و"أكيل" القبرصي بالإضافة إلى أعضاء في البرلمان الأوروبي .

وعاد ييشوري إلى الهند ليثقف عشرات الملايين من الشيوعيين وأنصارهم حول النضال الوطني الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي في محاضرات ومؤتمرات وثلاث مقالات نشرتها صحيفة الحزب "ديموقراطية الشعب" ونقلتها عنها شبكة من صحف ومطبوعات الحزب و"جبهة اليسار" التي يقودها . وقال ييشوري لكاتب هذا المقال ، الذي التقاه في رام الله ونيودلهي ، إن الحزب جمع مئات الآلاف من الدولارات من كادحيه دعما للشعب الفلسطيني ليتغلٌب على الحصار الاقتصادي الخانق المفروض عليه .

إن وحدة الشيوعيين واليساريين الهنود كانت من العوامل الرئيسية في النجاحات التي أحرزوها في بيئة شرسة سياسيا واقتصاديا في عدائها لهم وهي درس قيٌم لرفاقهم العرب وفي مقدٌمتهم الفلسطينيون التي ساهمت فرقتهم مساهمة رئيسية في التردٌي الراهن لأوضاعهم الوطنية وفي تغوٌل الاحتلال الأجنبي على بلدانهم . وقد ساهمت نجاحاتهم في تعزيز قضيتهم الطبقية ومكانتهم الوطنية معا ، وهي ليست نجاحات يُستهان بها ، إذ انها أيضا ساهمت في تعزيز صدقيٌة الديموقراطية الهندية كما استقطبت ملايين الجماهير المُتضرٌرة من الليبرالية الاقتصادية وسياسات العولمة لكي تدافع "ديموقراطيا" عن مصالحها بحثا عن حلول لاضطهادها الطبقي ، بدل أن تستقطبها الحركات الدينية المُتطرفة لكي تستبدل صناديق الاقتراع بالعنف ، في بلد لولا نظامه الديموقراطي لكان ساحة دموية للصراع الديني والطائفي والمذهبي بسبب "التعداد المليوني" للأديان والطوائف والمذاهب فيه ، كما هو الحال في معظم الجوار الجغرافي السياسي .

لقد احتفلت "جبهة اليسار" التي يقودها الشيوعيون الشهر الماضي بمرور ثلاثين سنة على وجودها "مُنتخبة" - خلال سبع دورات انتخابية مُتعاقبة دون انقطاع منذ 21 حزيران / يونيو 1977 - في حكم ولاية غرب البنغال التي يزيد تعداد سكانها على ثمانين مليون نسمة ، مُسجٌلة رقما قياسيا ليس في الهند وحدها بل في أيٌ ديموقراطية برلمانية في العالم كافٌة ، كما كتب سيتارام ييشوري . وتخلو الولاية من أي تعصٌب ديني أو صراعات بين "الطبقات" الأربع المُميزة للمجتمع الهندي أو التوترات العرقية حيث ينتهج "اليسار" الحاكم سياسة تنمية "بديلة" لامركزية في إدارتها طالبت بتعزيزها افتتاحية "ديموقراطية الشعب" التي كتبها بالمناسبة ييشوري بعنوان "عززٌوا هذا البديل" في الرابع والعشرين من الشهر الماضي .

واعتمد البديل التنموي للشيوعيين في غرب البنغال على "الإصلاح الزراعي" حيث لن يصدٌق أحد بأنه في عصر العولمة وبعد انهيار النظام الشيوعي يجري تحديد سقف أعلى للملكية الزراعية ليجري توزيع الأرض على العمٌال الزراعيين الفقراء الذين لا أرض لهم بحيث أصبح المزارعون الصغار يملكون الآن 85 في المائة من إجمالي الأرض الزراعية في الولاية التي أصبحت في رأس الولايات الهندية في إنتاج الحبوب الغذائية والأسماك ممٌا زاد في القوة الشرائية وزاد الطلب على السلع الصناعية ومكٌن الولاية من الانتقال الآن إلى المرحلة الثانية لخطة التنمية للاستفادة تجاريا من المرحلة الأولى بتجهيز البنية التحتية "للتصدير" ، حيث يجري بناء خمسة مناطق للصادرات الزراعية ، تمهيدا لمرحلة "التصنيع" الثالثة التي وصفها رئيس وزراء الولاية ، باداديب بهاتاتشارجي ، ب"البديل الوحيد" لخلق المزيد من الوظائف .

لقد حاول من سمٌاهم ييشوري "حكماء الليبرالية" الحيلولة دون تواصل أي حزب في الحُكم دون انقطاع كما هو الحال مع شيوعيٌي غرب البنغال ، فوضعوا في انتخابات عام 2006 نظاما صارما لم يسبق له مثيل لانتخابات من خمسة مراحل ، لكن بالرغم من ذلك فإن "جبهة اليسار" حصدت مزيدا من الأصوات وحصلت على عدد أكبر من المقاعد في برلمان الولاية . إن الفجوة المتٌسعة باستمرار بين الهند "المُشرقة" وبين الهند "التي تُعاني" وبين الأغنياء وبين الفقراء هي السبب الرئيس في استمرار النجاحات التي يحقٌقها الشيوعيٌون وحلفاؤهم اليساريون كما قال ييشوري في افتتاحية "ديموقراطية الشعب" في الرابع والعشرين من الشهر الماضي .
كاتب عربي من فلسطين -
nicolanasser@yahoo.com