الأحد، فبراير 10، 2008

ردا على مقال محمد اسعد بيوض التميمي: جورج حبش صليبي ماركسي لينيني عدو لله وللعروبة والاسلام"..!

د. صلاح عودة الله
هاجم المفكر الإسلامي محمد أسعد بيوض التميمي الراحل والمناضل الفلسطيني الدكتور جورج حبش في مقالة نارية إتهمه فيها بعدائه للإسلام والقضية الفلسطينية، حملت عنوان (جورج حبش صليبيي ماركسي لينينيي عدولله وللعروبة والاسلام)..!وهذا المقال نشروما زال منشورا في موقع "الحقيقة الدولية" الأردنية.

لقد ترددت كثيرا وطويلا في اتخاذ قرارا بالرد على مقالة هذا الانسان الذي يدعي انه مفكر اسلامي لأن كل ما جاء في مقاله افتراء وبعيد كل البعد عن الحقيقة واتهامات باطلة بحق انسان كرس حياته من اجل فلسطين كل فلسطين ومن اجل العروبة.

يقول الكاتب"قبل أيام توفي في عمان (جورج حبش) وهو أحد أعمدة الكُفروأشهرالملاحدة وألد أعداء الإسلام في دُنيا العروبة والاسلام، فقد كان صليبياً يتقنع بالماركسية امضى حياته مُحاربا لله ولرسوله وللمؤمنيين، فهو مؤسس (حركة القوميين العرب في الجامعة الأمريكية) والتي تسيطر عليها المخابرات الامريكية، حيث ان هذه الجامعة خرجت كثيراً من الذين عملوا على تخريب الأمة فكريا وثقافيا وسياسيا وساهموا في قيام (إسرائيل)، فكانت (حركة القوميين العرب) أداة ووسيلة بيد الصليبية العالمية لمُحاربة الإسلام وإبعاد الاسلام عن المعركة مع اليهود وإفراغ الصراع من مضمونه العقائدي لأن الغرب الصليبي يعرف ان الخطر الحقيقي على وجود (الكيان اليهودي الوليد) في المنطقة والذي أقيم على أسس من التوراة المحرفة هو(البعد الاسلامي المتمثل بالجهاد في سبيل الله فهو الذي إقتلع دولة الصليبيين بعد مئتي عام فلولا الاسلام لضاعت فلسطين وديار الاسلام منذ ذلك الحين)"...أين انت وامثالك من المسلمين والجهاد الذي تدعو اليه؟ففلسطين محتلة منذ 60 عاما فلماذا لم تحرروها بجهادكم؟هل اصبح الجهاد حبرا على ورق في نظركم وكلمة مفروغة من معانيها؟انني استغرب ان تصدر هذه ةالأقوال من انسان يحمل فكرا اسلاميا ومفترض ان يكون واقعيا وبعيدا عن الضلالة والتضليل..!

ثم يمضي الكاتب قائلا:"عند اعلان نبأوفاة (جورج حبش),لم تشهد اية مدينة او أي مخيم فلسطيني في الداخل أو في الخارج مسيرة واحدة حداداً عليه"...لا ادري فاما الكاتب والصحافة والاعلام والواقع يشكلان خطين متوازيين لا يلتقيان مهما امتدا, او انه يريد ان يجعلنا اغبياء ويمسح عقولنا..الواقع يقول عكس ما يقوله الكاتب,فلقد جرت للراحل العظيم جورج حبش جنازة كبرى في عمان وتم دفنه في الزبابدة الاردنية حيث قرعت اجراس الكنائس وتليت آيات من القرآن الكريم في العديد من الجوامع,وقد اقيمت جنازات صورية له في كل مدن وقرى ومخيمات الوطن المحتل والشتات في العالم العربي والدول الأوروبية والعالمية ايضا.لقد قام اخواننا في فلسطين المحتلة عام 1948 باقامة جنازة صورية للراحل في مسقط رأسه مدينة اللد متجاوزين بذلك القوانين الارهابية الصهيونية والتي تطالب الآن بمحاكمة كل من شارك في هذه الجنازة وحفل التأبين..!

لقد اقيمت حفلات تأبين للراحل العظيم في شتى بقاع الأرض واينما تواجد الفلسطينيون والعرب..فأين انت يا كاتب المقال من كل هذا؟كان من المفروض ان تتوخى الحقيقة والصدق في كلامك وهذه ابسط معالم الاسلام...!

يقول الكاتب "فلا ادري كيف وصفه اتباعه عند نعيه(بالمفكر العربي والقومي العربي الكبيروالوحدوي ) وهم يعرفون انه تخلى عن (حركة القوميين العرب)و تنكر لكل ما له علاقة بالعروبة وان القومية والوحدة العربية تتناقض مع الأيدلوجية الماركسية اللينينية الأممية التي إعتنقها ومات عليها,فهي لا تعترف بالقوميات ولا بالعروبة ولا بالاسلام, فبعد ان أصبح ماركسياً لينينياً اعلن الحرب على الاسلام جهارا نهارا وبمنتهى الوقاحة دون ان يحسب حساب انه يعيش في مجتمع النسبة الساحقة فيه هم من المسلمين"...حتى آخر يوم في حياة المناضل جورج حبش حكيم الثورة الفلسطينية وضميرها النابض لم يتخلى عن القومية العربية وعروبة فلسطين وأذكرك ايها الكاتب بأن معظم اتباعه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هم مسلمي الديانة, ولم يكن في يوم من الأيام عدوا للاسلام كما تدعي..!نعم, كان يطالب بدولة فلسطينية ديموقراطية علمانية على كامل التراب الفلسطيني.
العلمانية ليست ضد الدين, بل ضد الدولة الدينية, و هي في خدمة الدين. و تحت ظلاله تمارس جميع الأديان. حتى لا يتحول النظام السياسي إلى كتلة صماء دينية, كما هو الشأن في إيران و دول عربية و إسلامية أخرى. يقول زعيم ثورة 1919الازهري المستنير, سعد زغلول : "الدين لله و الوطن للجميع".. عندما اشتد الخلاف بين المهاجرين و الأنصار, عمن يكون أميرا للجماعة,أي (صاحب الرياسة المدنية) قال عمر بن الخطاب لأبي بكر ( ابسط يداك أبايعك لقد ارتضاك النبي لديننا , أفلا نرضاك لدنيانا ؟).
يقول الكاتب مخاطبا جورج حبش:" فماذا فعلت مع الله عندما أصابك الله بالشلل النصفي قبل عشرين عاماً وربط لسانك؟..والله اني لا اعرف هل ابكي ام اضحك من مثل هذه الأقوال والتي تصدر من انسان يدعي بأنه مفكر اسلامي..هل تعرف يا حضرة الكاتب بأن الشماتة محرمة شرعا؟ وهل تعرف بأن الدهريومان, يوم لك ويوم عليك؟ وهل تعلم بما ورد في القرآن الكريم"قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا"؟رفقا بنا وبالاسلام الذي تحمل فكره..فانت وامثالاك شوهتم سمعته..ماذا فعلتم حينما تطاول الغرب على الاسلام والمسلمين ونبيهم؟هل كنتم سكارى؟

ويمضي الكاتب متسائلا:"وماذا فعلت عندما تنكر لك اتباعك فعزلوك قسراً وبمنتهى الإهانة من قيادة الجبهة الشعبية قبل عشر سنوات فنسيك الناس وانت حي ترزق؟..أقولها وبكل صراحة انك تعكس الحقيقة تماما, فجورج حبش هو القائد الوحيد في عالمنا العربي والاسلامي الذي تنحى- عن قيادة جبهته الذي اسسها- طوعا وبخلاف القادة الذين لا يزيحهم عن كراسيهم ومناصبهم الا الموت..فاتقي الله في اقوالك يا أخي..!

ثم يقول مخاطبا حبش:"وماذا فعلت مع الله عندما إمتدت يد ملك الموت لتقبض روحك بأمر ربها"؟هل هذا كلام يصدر عن مفكر اسلامي؟ وانا أسألك ماذا ستفعل عندما يجيء اجلك؟وهل ملاك الموت يفرق بين انسان وانسان؟

ويقول الكاتب ايضا"عندما قام جورج بتأسيس(الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) لم يكُن هدفه في حقيقة الآمر تحرير فلسطين ولا مُحاربة اليهود وإنما لتكفير المسلمين و تخريب العمل الفدائي المُتمثل بحركة فتح يومئذ"...فعلا ان شر البلية ما يضحك,فمن يعرف جورج حبش يعرف انه عملاق المناضلين من اجل تحرير فلسطين, وقد صدق الراحل عرفات عندما قال:لكل ثورة حكيم وحكيم ثورتنا هو الحكيم(جورج حبش)..!وكلنا يعرف مقولة جورج حبش بأبي عمار:نختلف معه ولم نختلف عليه..فيا حضرة الكاتب لا تضع الكاز على النار في وقت نحن بأشد الحاجة فيه الى الوحدة الوطنية..!

ثم يهاجم الكاتب نايف حواتمة متهما اياه بنفس التهم الموجهة الى جورج حبش:
إن جورج حبش كان لاهم له إلا الحرب على الاسلام حرباً لاهوادة فيها وهذا ما أكد عليه تلميذه وشريكه بالكُفر والإلحاد والعداء للإسلام الماركسي الصليبي (نايف حواتمة) والذي نعاه قائلا: "أنه أعطى عمره دفاعاً عن الشعوب العربية بالخلاص من الإستعمار وفي سبيل الديمقراطية والتقدم إلى الأمام نحو مُنجزات عربية تلتقي بعالم العصر وتطوي عالم التخلف المديد الذي طال قرونا عديدة"..كيف لا ينعي حواتمة رفيق دربه في النضال؟انها اتهامات باطلة..فالرفيقان تربطهما علاقة قوية جدا وفريدة من نوعها..امد الله في عمر المناضل حواتمة..!

حتى حركة حماس فلم تنجو من مهاجمة الكاتب لها لأنها نشرت بيانا نعت فيه عملاق المناضلين الفلسطينيين ولعمري لو لم تكن حماس مقتنعة بذلك لما نعته..!وهنا يقول الكاتب:"فكاتب هذا النعي إما جاهل بعقيدة وتاريخ جورج حبش وموقفه من الاسلام وانه أمضى حياته بالعمل على نشر عقيدة الآلحاد بين أبناء المسلمين وهذه مصيبة وإما جاهل بالاسلام وهذه طامة كبرى فكيف يكون هؤلاء قادة لحركات اسلامية؟..هل تعتقد ايها الكاتب بأنك المسلم الوحيد على سطح الأرض؟فترفع من تشاء وتجهل وتخون من تشاء؟
ويتسائل الكاتب :"واخيرا اين هي الجبهة الشعبية والديمقراطية ؟

وأنا بدوري اقول لك ان الجبهتين متواجدتان ولهما ثقلهما على الساحة الفلسطينية والاقليمية وحاولتا وما زالتا تحاولان اعادة فتح وحماس الى طاولة الحوار واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية..لكن ماذا فعلت وامثالك لوقف الاقتتال الفلسطيني الداخلي وشلالات الدم؟ والجواب عندي:انتم اصحاب كلام لا افعال..!

وأسأل الكاتب المحترم لماذا لم تهاجم هذا المناضل الشريف وهو على قيد الحياة؟ام انك من الذين يتبعون مقولة الكذب على الأموات صدق؟ولكنك نسيت او تناسيت ان الملايين من احرار وشرفاء شعبنا والعالم سيدافعون عنه,لأنه كان رمزا قلما تنجب الأرحام مثله..!لا أريد اشارة النعرات الدينية ولكن هل لو كان حبش مسلما لكتبت هذا المقال الناري الحاقد عنه؟ وتذكر يا حضرة الكاتب بأن نايف حواتمة اردني وضحى كل حياته من اجل فلسطين بل انه فلسطيني اكثر من الفلسطينيين انفسهم وبدون تعميم.
وأخيرا وحتى يكون الرد واضحا وكافيا ارفق مقالي والذي نشر في العديد من المواقع المحلية والاقليمية والعالمية راجيا من المفكر الاسلامي ان يتوخى الحقيقة في كتاباته القادمة, وهذا ابسط ما يدعو اليه الاسلام..ورحم الله من قال:"أسفي على قدر يصادر روحه**ويطيق اشباه الرجال تعيش"..!

عاشت فلسطين حرة عربية..عاش شعبنا البطل..نعم للدولة الديموقراطية العلمانية وعلى كامل التراب الفلسطيني..وانها لثورة مستمرة حتى تحرير الأرض والانسان..!

ورحل حكيم الثورة الفلسطينية..د.جورج حبش...!
رحل عنا يوم السبت 26 كانون ثاني الماضي في العاصمة الاردنية عمان المناضل الكبير والزعيم التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومؤسس حركة القوميين العرب الدكتور جورج حبش,واتقدم لأسرته ولشعبنا والحركة الوطنية وقادة وكوادر وأنصار الجبهة الشعبية التعازي الحارة بفقدان مناضل فلسطيني جسور وبطل قومي عربي. لقد كرس حكيم الثورة وضميرها، كما كان يطلق عليه الرئييس الشهيد ياسر عرفات، كل حياته في النضال والكفاح من أجل قضية فلسطين ومن أجل القضية القومية العربية.
اننا نفتقد وشعبنا العربي الفلسطيني وكل مناضلي وأحرار الأمة والعالم، هذا الرجل الكبير والقائد العظيم، في هذه المرحلة التاريخية الصعبة التي تواجه قضيتنا الوطنية، حيث شكّل على الدوام صمّام أمان في كل مراحل العمل الوطني، وعزّز العميق القومي العربي والدولي الأممي لصالح القضيّة الفلسطينية، وتحقيق تطلُّعات شعبه في الحريّة والعودة والاستقلال، مناضلاً صلباً وقائداً ثورياً شجاعاً. إنّ شعبنا لن ينسى لهذا القائد مآثره ومناقبه ودروه الوطني، حيث حرص على تعزيز الثورة ومواصلة دربها لتحقيق الأهداف التي قضى من أجلها القادة والشهداء.

قبل ايام خلت قرأت مقالا للرفيق راسم عبيدات بعنوان:"حكيم الثورة آخر ما تبقى من عمالقة النضال الوطني الفلسطيني"..فهل كان الرفيق عبيدات يعلم بان الرفيق القائد والمعلم د. جورج حبش في ايامه الأخيرة على وجه هذه الأرض؟ اجزم يا رفيقي راسم بان الحكيم كان اكبر واعظم عمالقة النضال الوطني الفلسطيني..ولكنني على ثقة تامة بان رحم وطننا الغالي سيبقى ولادا ولن يبخل علينا بانجاب مثله. وقد اختتم الرفيق عبيدات مقاله قائلا:" وختاماً نقول أن الحكيم، كان لربما كالمسيح فهو لم يتلوث في أي من قضايا الفساد لا المالي ولا السياسي، وما زال قابضاً على مبدئه، ومتسلحاً بنفس قناعاته وآرائه، وهو يمثل آخر جيل عمالقة النضال الوطني الفلسطيني، الذين تركوا بصماتهم على النضال العربي والفلسطيني، وحافظوا على أن تبقى قضية شعبنا حية"

الدكتور جورج حبش: مناضل فلسطيني كرّس حياته للعمل الدؤوب والمتواصل من أجل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل أفضل للأمة العربية. طبيباً تحول إلى طريق النضال ليعالج جراح شعبه ويعيش هموم أمته، مؤمناً بالهوية العربية وبحتمية الانتصار وهزيمة المشروع الصهيوني على الأرض العربية. عندما بدأت الاتصالات السرية بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل بإشراف ورعاية أمريكية بعد مؤتمر مدريد عام 1991 ونتج عنها اتفاق أوسلو عام 1993 عارض الدكتور حبش بشدة تلك الاتفاقيات التي أدت إلى إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني في مرحلة لاحقة، إيماناً منه أن هذه الاتفاقيات لم تلب الحد الأدنى من طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة فوق تراب فلسطين وعودة اللاجئين إلى وطنهم.
بعد قيام "السلطة الفلسطينية" وعودة الكثير من القيادات الفلسطينية إلى أراضي السلطة الفلسطينية، ربط الدكتور حبش عودته إلى تلك المناطق بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، رغم المناشدات والرسائل الكثيرة التي وجهت له، رافضاً التخلي عن اللاجئين.
لقد مثل هذا القائد عشقه للوطن والثورة في سياق رده على مناقشة أتفاق السلام مع العدو الذي قال عنه الشهيد ياسر عرفات "إن هذا الاتفاق هو الممكن" فرد عليه حبش "إن الثورة الفلسطينية قامت لتحقق المستحيل لا الممكن".
من اقواله:
"تستطيع طائرات العدو أن تقصف مدننا ومخيماتنا وتقتل الاطفال والشيوخ والنساء ولكن لا تستطيع قتل إرادة القتال فينا". "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه". "أنا مسيحي الديانة ، اسلامي التربية، اشتراكي الفكر". "لا عذر لمن أدرك الفكرة وتخلى عنها".
الاستقالة : عام 2000 قدم استقالته من منصب الأمين العام للجبهة في المؤتمر السادس، فاتحاً بذلك فرصة لرفاق آخرين، معطياً بذلك المثل والنموذج للتخلي الطوعي عن المسؤولية الأولى، رغم تزامن هذه الاستقالة مع عدم رضاه على بعض المواقف السياسية التي اتخذتها الهيئات القيادية للجبهة آنذاك, وبذلك يكون قد حرص على تنفيذ قاعدة لم نعهدها في التاريخ العربي والتي تقول بانه لا يجوز للقيادات ان تبقي في مواقعها الي أن "يأخذ الله امانته" منها فأعطى جورج حبش مثالا حيا علي هذا المفهوم. استمر الدكتور حبش بتأدية دوره الوطني والسياسي، فالاستقالة من الأمانة العامة للجبهة لم تكن تعني أبداً التخلي عن النضال السياسي الذي أمضى ما يزيد عن خمسين عاماً مكرساً حياته من أجله، فاستمر في تأدية هذا الدور، وخاصة في ظل الانتفاضة الثانية والمتواصلة، وبقي على تواصل دائم مع الهيئات القيادية للجبهة ومع كافة الفصائل الوطنية والمؤسسات والفعاليات الوطنية الفلسطينية والعربية، الرسمية منها والشعبية.
في زمن كهذا قل أن تجد إنسان ملتزم بمبادئه ولا يحيد عنها قيد أنملة..هذا هو الحكيم الذي عرفناه عن قرب,جبل المبادئ قد رسى ... فطأطأت التلال رؤوسا...!
لقد زرع الراحل اسس الانضباط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي هذا السياق تستحضرني مقولته الشهيرة-( والذي اطلق عليه الشهيد عرفات لقب"حكيم الثورة")- "إما وديع، وإما الانضباط" والتي قالها في اعقاب قرار الجبهة ايقاف اختطاف الطائرات والعمل العسكري الخارجي لانه استنفذ, ولكن وديع حداد رفض ذلك واتخذ قرار بفصله بالرغم من انه كان الرجل الثاني في الجبهة.. وانتصر الانضباط واستشهد وديع وحيداً لأنه لم يمتثل للإنضباط رغم عدالة موقفه الكفاحي.

رحل عنا حكيم الثورة الفلسطينية في وقت نحن بأشد الحاجة اليه..وقت تعصف فيه حالة من التشرذم والتمزق لم تشهد لها قضيتنا الوطنية مثيلا منذ انتصاب الكيان الصهيوني..ولكنه القدر الذي لا يرحم قد اتخذ قراره...!ستبقى ذكراه حية- فالمناضلون الذين وقفوا في مقدمة صفوف الكفاح ضد الظلم والاضطهاد لا يموتون إذ تبقى طريقهم وسيرتهم وتضحياتهم منارة تسترشد بها الأجيال المتعاقبة في مسيرة الكفاح من أجل تحرير الأرض والإنسان.
وفي الختام ادعو الى إلى استلهام سيرة القائد الكبير وذكراه العطرة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني ووضع حد للانقسام والانشقاق الحاصل في الساحة الفلسطينية.

القدس المحتلة

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

من غرابة الامر اننى قد عدت قبل لحظات هنا فى هيوستن امريكا من المركز العربى حيث اقيم للدكتور جورج حبش حفلا لتابينه وحضره رجال اسلام اكثر من رجال (الصليبين ) لا ادرى لماذا اتعبت نفسك بالرد عليه انه اجهل بالناس وبدين الله عربى من هيوستن امريكا

غير معرف يقول...

مثل هذا الخنزير والخنزير افضل منه لايستحق سوى البصق على لحيته ووضع الصرماية في فمه ..لكن يستأهل كل من يقف في النضال من اجل هذه الامة الكريهة الغادرة والله بعث لهم من يعرف كيف يداويهم.. اسرائيل