الثلاثاء، فبراير 05، 2008

إنقاذ ما يمكن إنقاذه

أسامه طلفاح

من ينقذ لبنان من بحر الظلمات الأهوج الذي يجتاح مكونات هذا البلد العظيم بمكانته و قيمته و شعبه، من ينقذ بيروت عروس العروبة من شلالات الدماء التي تنزف كلّ يوم، و من ينقذ أهل لبنان من التفجيرات التي أصبحت تطال الجميع في كلّ مكان و في كلّ لحظة، أهي فعلاً لعنة حلّت على هذا البلد الأصيل؟؟ أم أنها أيدي خارجية ، أو داخلية مُستغفلة يتم التحكم بها عبر " ريموت كنترول" خارجي من أجل القضاء على التجربة المثالية للديمقراطية التي خاضها لبنان.

لم تجدي نفعاً أي من تلك المبادرات التي تم طرحها عربيا و دولياً من أجل الخروج برئيس للبنان، بل زادت كلّ منها حدة التوتر بين أطراف الصراع الذين أصابتهم حُمّى سعار الكرسي و المسؤولية التي هم أبعد ما يكونون عنها.

تبقى الجامعة العربية مقصرة للغاية برغم كلّ ما أصابها من رفض للمبادرة العربية التي طرحها السيد عمرو موسى، و تبقى الدول العربية مقصرة للغاية جراء ما يحدث في لبنان اليوم، لبنان هذا البلد العربي الأصيل بمكوناته التاريخية و الحضارية و الذي زوّد المكتبة العربية بالفكر و الثقافة و الحضارة و كان رائد التجربة الديمقراطية بلا منازع في الوسط العربي، لبنان الذي كان حضناً دافئاً لكل العرب.

ما يحدث في لبنان اليوم مسؤولية الجميع، مسؤولية الأمة العربية أولاً لأن لبنان وطنٌ لنا جميعاً و مسؤولية فرقاء الساسة في لبنان الذين جعلوا من هذا البلد ساحةً للدمار و الدماء ، و ساحة للصراع الإقليمي الخارجي الذي لا شأن له به أصلاً.

لبنان أغلى منكم جميعاً ، أرهقتنا صور الخراب و الدمار و القتل و التشريد و الهتافات التي تتعالى كلّ يوم ـ أرهقتنا جملة " الحوار على حكومة وحدة وطنية" حتى بتنا ندرك أن مضمون تلك الجملة هو دمار لا يتخيله عقلٌ بشري.

يجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه ليبقى لبنان حراً عربياً قوياً ، بعيداً عن الصراعات الإقليمية و المهاترات، أوقفوا دعم الحرب و أقيموا السلام، لينعم لبنان و أهله بالأمن و الراحة ، بعد صور الدمار و الدماء التي تتكرر يومياً.


الأردن

Osama Telfah
www.masarat.net

ليست هناك تعليقات: