ممتاز الشريف
قد يكون من باب التكرار القول أن قطاع غزة يعيش حصارا استثنائيا غير مسبوقا يشمل كافة مناحي الحياة .., و بكل ما لهذا الحصار من انعكاسات مباشرة و غير مباشرة على حياة الأفراد و المؤسسات و بالتالي على سير حياة المجتمع الغزي بشكل عام , و لربما الحديث الآن عن الحصار في حد ذاته يبدو متأخرا و يمثل حالة من الترف الإعلامي و السياسي على حد سواء .. خاصة بعد أن تبنت هذه الأزمة وسائل إعلامية بذاتها و تمكنت من إدارتها بنجاح كبير..
أقل ما يمكن القول فيه أنه أجبر الجميع بلا استثناء على تقبل نتائج تفجير الحدود و ما تلاه من اندفاع تلك الجموع المحاصرة باتجاه الشقيقة مصر للتزود بما حرموا منه على امتداد أكثر من نصف عام و تحديدا منذ انقلاب حماس.., و ذلك بعد أن نجح في تصوير قطاع غزة و كأنه يعيش في قرون غابرة موغلة في العوز و الجوع و المرض ..لدرجة أن خرجت الجموع - التي حرمنا من طلتها البهية منذ زمن - و في شتى العواصم و المدن و الحواضر من طنجة إلى استوكهولم ..! متعاطفة و مطالبة برفع الحصار الظالم .., فإذا ما كانت الخطوة التالية المتمثلة في تدمير الحدود و اجتياحها ..اعتبر ذلك نتيجة طبيعية لهذا الحصار الظالم بل و إجراءا طبيعيا كان لا بد منه لإعادة الحياة لغزة المحتضرة!!, مما يلجم أي صوت يمكن أن يتجرأ على انتقاد هذا الإجراء في حينه.. و إلى أن تذهب السكرة و تأتي الفكرة و تهدأ العواطف ..يخلق الله ما لا تعلمون !!
لست هنا في باب محاكمة أو مناقشة قضية الحدود ولا ما جاء به اجتياح الحدود .. رغم أنني واحدا من الكثيرين الذين لم تكتحل عيناه برؤية سيارة إسعاف أو حمالة تقل مريضا ممن يتسابق الموت في اختطافهم من بين أيدينا كل يوم نتيجة انعدام العلاج اللازم و الضروري لهم في غزة .., بل و لم تكحل عيوننا شاحنة أو عربة كارو تحمل بضع أكياس من الدقيق الذي يعتبر المادة التموينية الأساسية الأولى , و لا من السكر أو الزيت أو حليب الأطفال..!!, بل لعل جل ما رأيناه لا يتعدى موادا و أدوات و أجهزة كان بالإمكان الصبر عليها طويلا في حال كحال غزة ..اللهم أطنان السجاير التي ما فتأت أسعارها بالعودة للارتفاع منذ صبيحة إغلاق الحدود و العودة إلى سابق عهدها رغم الكميات التي دخلت مضافة للكميات المخزنة أصلا و التي لم تنقطع بها السبل يوما في ظل انتشار الأنفاق !!..
أقول لست هنا في وارد مناقشة الحدود التي طالب البعض فجأة بإزالتها !!, و لا بمناقشة عبور الحدود بكل ما لهذا العبور و ما عليه ..إنما أطرح كل ما طرحت للتدليل على نجاح الجهات التي أدارت أزمة الحصار في غزة و بنجاح كبير أجبر بعض الدول الغربية إلى إعادة نظرها في كيفية إدارة المعبر بين القطاع و الشقيقة مصر كما حدث في مؤتمر الحوار العربي – الأوروبي الذي عقد في سان جوليان في مالطا و حضره 22وزيرا أوروبيا ..
فإذا كنا نمتلك القدرة من التخطيط و التنظيم و من الأدوات و الأساليب ما يمكننا من إدارة أزمة بحجم أزمة حصار قطاع غزة .., بل و إحراز النجاح في إدارتها و بهذا المستوى .., فإنني أسمح لنفسي بالتساؤل : لماذا إذن لا نلتفت إلى سواها من أزمات و ما أكثرها و أعظمها وطأة .., لماذا نترك ( القدس ) و المستوطنات , و الجدار .., و غيرها الكثير الكثير مما هو أهون و أسهل من أزمة الحصار .. و نديرها بذات الحرص و الدقة و العناية مجندين لها ما جندنا من وسائل و أدوات و ( أبواق ) إعلامية صديقة و شقيقة على غرار ما جرى في إدارة أزمة غزة ؟
أخيرا .. هل ندير أزماتنا مع العدو - و ما أكثرها – كما ندير أزماتنا مع بعضنا البعض ؟ أم أن الأخيرة أهم و أولى ؟!! و متى نتعلم تغليب المصلحة العامة على الخاصة.., وأنه لمواجهة التحديات المصيرية التي نواجهها التضحية بالكثير من الوهن و الوهم الذي نصر على التمترس خلفه ..و العودة لطبائع الأشياء و ما يجمعنا و يوحدنا.. و إلاّ .. فأي شعبا نحن إذن , و أي جحيم ينتظرنا من صنع أيدينا ؟؟!!
لست هنا في باب محاكمة أو مناقشة قضية الحدود ولا ما جاء به اجتياح الحدود .. رغم أنني واحدا من الكثيرين الذين لم تكتحل عيناه برؤية سيارة إسعاف أو حمالة تقل مريضا ممن يتسابق الموت في اختطافهم من بين أيدينا كل يوم نتيجة انعدام العلاج اللازم و الضروري لهم في غزة .., بل و لم تكحل عيوننا شاحنة أو عربة كارو تحمل بضع أكياس من الدقيق الذي يعتبر المادة التموينية الأساسية الأولى , و لا من السكر أو الزيت أو حليب الأطفال..!!, بل لعل جل ما رأيناه لا يتعدى موادا و أدوات و أجهزة كان بالإمكان الصبر عليها طويلا في حال كحال غزة ..اللهم أطنان السجاير التي ما فتأت أسعارها بالعودة للارتفاع منذ صبيحة إغلاق الحدود و العودة إلى سابق عهدها رغم الكميات التي دخلت مضافة للكميات المخزنة أصلا و التي لم تنقطع بها السبل يوما في ظل انتشار الأنفاق !!..
أقول لست هنا في وارد مناقشة الحدود التي طالب البعض فجأة بإزالتها !!, و لا بمناقشة عبور الحدود بكل ما لهذا العبور و ما عليه ..إنما أطرح كل ما طرحت للتدليل على نجاح الجهات التي أدارت أزمة الحصار في غزة و بنجاح كبير أجبر بعض الدول الغربية إلى إعادة نظرها في كيفية إدارة المعبر بين القطاع و الشقيقة مصر كما حدث في مؤتمر الحوار العربي – الأوروبي الذي عقد في سان جوليان في مالطا و حضره 22وزيرا أوروبيا ..
فإذا كنا نمتلك القدرة من التخطيط و التنظيم و من الأدوات و الأساليب ما يمكننا من إدارة أزمة بحجم أزمة حصار قطاع غزة .., بل و إحراز النجاح في إدارتها و بهذا المستوى .., فإنني أسمح لنفسي بالتساؤل : لماذا إذن لا نلتفت إلى سواها من أزمات و ما أكثرها و أعظمها وطأة .., لماذا نترك ( القدس ) و المستوطنات , و الجدار .., و غيرها الكثير الكثير مما هو أهون و أسهل من أزمة الحصار .. و نديرها بذات الحرص و الدقة و العناية مجندين لها ما جندنا من وسائل و أدوات و ( أبواق ) إعلامية صديقة و شقيقة على غرار ما جرى في إدارة أزمة غزة ؟
أخيرا .. هل ندير أزماتنا مع العدو - و ما أكثرها – كما ندير أزماتنا مع بعضنا البعض ؟ أم أن الأخيرة أهم و أولى ؟!! و متى نتعلم تغليب المصلحة العامة على الخاصة.., وأنه لمواجهة التحديات المصيرية التي نواجهها التضحية بالكثير من الوهن و الوهم الذي نصر على التمترس خلفه ..و العودة لطبائع الأشياء و ما يجمعنا و يوحدنا.. و إلاّ .. فأي شعبا نحن إذن , و أي جحيم ينتظرنا من صنع أيدينا ؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق