راسم عبيدات
.... على الساحة الفلسطينية "اختلط الحابل بالنابل"، وكل يوم نسمع "سيمفونيات" واسطوانات مشروخة عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني، والتأكيد على الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لإعادة اللحمة والوحدة للشعب الفلسطيني، ولكن على أرض الواقع ، وكما يقول المأثور الشعبي" الميه بتكذب الغطاس" وسائل إعلام من كلا الفريقين المتصارعين(فتح وحماس)، متخصصة في الردح والقدح والتشهير والتخوين،وعقد المؤتمرات الصحفية الأسبوعية ، والمواطن الغلبان على أمره ، أصبح تائه ولا يعرف الحقيقة هل ما جاء في هذا المؤتمر الصحفي أو ذاك من معلومات؟ له علاقة بالحقيقة ،أم ما ورد فيها ،هو مجرد أفلام ودعايات ومسرحيات مفبركة،تندرج في إطار الصراع القائم بين الفريقين(فتح وحماس)،والهدف منه في الكثير من الأوقات والمناسبات التي يعقد فيها، هو منع أية حالة من التوافق والحوار،وخدمة لهذا الطرف الإقليمي أو الدولي ،ولماذا تتم شخصنة وحزبنة تلك الأمور، وبالتالي"تضيع الطاسة"وحينها لا نستطيع فرز القمح من الزوان،وتصبح الساحة مرتعاً خصباً ،لكل المشبوهين والفاسدين والمقامرين والمتآمرين على الشعب ،لتنفيذ مآربهم ومخططاتهم،دون حسيب أو رقيب،مستفيدين من حالة التشرذم والإنقسام تلك،فحتى المجرم أو المشبوه الحقيقي،يستطيع الإفلات من أي محاسبة أو مسؤولية، متستراً ومحمياً من هذا الطرف أو ذاك، حيث يغيب القانون والقضاء والمساءلة والمحاسبة وغيرها . وأضف لذلك كله تصريحات شبه يومية نارية لقيادات تسمى مسؤولة ، وهي في الحقيقة أبعد أو براءة من المسؤولية ، كلها تصب في مصلحة الاحتلال بقصد او بدون قصد وتصب النار على الزيت، وتأجج من العنف والاحتراب الداخلي، وتؤسس لبناء وإقامة التجييش المليشياتي والعشائري والقبلي على نحو واسع، وبما يفضي الى حالة من التفكك والتحلل المجتمعي ،والتي بلغت معدلاتها القياسية، حتى باتت العديد من العصابات تسرح وتمرح تحت سمع وبصر الطرفين ،مدعومة ومجازة نشاطاتها وزعرناتها من قمة الهرم وأجهزته ، بل أنك تجد ان كل الجرائم والموبقات التي ارتكبتها وترتكبها تلك العصابات، لم تؤدي الى اعتقال او إدانة حالة واحدة فيها ، وطبعاً هذا حرصاً على "المصالح العليا للشعب الفلسطيني"، وتوفير الغطاء والحماية لتك العصابات المجرمة ، دفع بها لإقامة هياكل ومؤسسات لها تعمل بشكل ممنهج ومبرمج على هتك وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني ، وبث ثقافة الإستزلام والزعرنة والبلطجة والجهوية والعشائرية والفئوية في صفوفه، وصولاً الى تصفية واغتيال المناضلين وغيرها،ومن ثم التصفية والمسح الكامل للهوية الوطنية الفلسطينية، وما قام به بعض المسلحين المتسترين بالدين الإسلامي، والذين هم براءة من الدين، من هجوم وبلطجة على مقر جمعية الشبان المسيحية في غزة،يتطلب لإثبات المصداقية واعادة الهيبة، العمل بشكل حازم وجدي لإجتثاث وتصفية تلك العصابات المجرمة، والتي تلحق أفدح الضرر بالنضال الوطني الفلسطيني، ولا تجلب له إلا المصائب والويلات،هذه العصابات المجرمة ،والتي تطرح نفسها على أنها غاية في التشدد والإيمان،وهي صاحبة الحق في التكفير والإفتاء وإهدار دم فلان أو علان من الكتاب والصحفيين والعلماء والمفكرين،تحت يافطة وشعار الإساءة للدين أو الرسول أو هذا الصحابي او ذاك،كما حدث مؤخراً مع الكاتبة المصرية بنست رشاد،حيث اهدر عدد من المشايخ دمها،لأنها نشرت كتاباً عن (الحب والجنس في حياة الرسول)، وعدا انها تريد تعطيل الإجتهاد والبحث عن الحقيقة ،فهي في الحقيقة عصابات مجرمه وظلامية،هدفها بالأساس توفير الغطاء والمبررات للقوى المعادية لوسم نضال شعوبنا "بالإرهاب" ونخره وتشظيته وتجزئته داخلياً،ناهيك عن فرض رؤيتها وأجندتها وتصوراتها وأفكارها عليه بالأرهاب وأساليب البلطجة والزعرنة، وهناك فرق بين القوى المناضلة والتي لها بصماتها الواضحة في النضال والكفاح من حزب الله في لبنان الى قوى الإسلام السياسي في فلسطين(حماس والجهاد الإسلامي) وغيرها من القوى الجهادية في العراق ..الخ،وبين تلك العصابات التي المجرمة من ما سمي بعصابات فتح الإسلام في لبنان،وما جلبته من دمار لشعبنا الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية هناك، وما إرتكبته من جرائم بحق الجيش والشعب اللبناني،وما تقوم به بعض القوى المشابهة من جرائم في العراق،حيث القتل على الهوية، والتفجيرات في المطاعم والأسواق الشعبية، وحتى في المآتم والأعراس وتفجير دور العبادة والمقدسات، وكل ذلك بهدف النيل وتشويه سمعة القوى المناضلة العراقية وعلى رأسها القوى البعثية والقومية والجهادية ،والتي ترى أن النضال الحقيقي،يجب ان يوجه لقوى الإحتلال وعلى رأسها الإحتلال الأمريكي، والقوى المأجورة والعميلة المرتبطة به .
وهذا طبعاً لا يتم من خلال الكليشهات المعهودة بالشجب والإدانة والإستنكار ولجان التحقيق الشكلية والورقية، والتي لربما يكون جزء من القائمين والداعمين لتك الحالة جزء منها، فالمسألة بحاجة الى فعل وترجمات عملية على الأرض، تطول ليس فقط تلك الفئات المجرمة ،بل والذين يوفرون لها الدعم والتغطية والإحتضان، والذين يعملون على بث سمومها وأفكارها في المجتمع، بحيث تنصب من نفسها الحسيب والرقيب على الناس ،بل وممثلة لله على الأرض، فهي أصبحت المخولة بالتكفير والتخوين، وتوزيع الرتب والنياشين وشهادات الوطنية وغيرها.
ان استمرا الوضع الفلسطيني على ما هو عليه، من شرذمة وإنقسام، ووضع إشتراطات للحوار واللقاءات بين الطرفين، وكذلك التصريحات والبيانات التوتيرية والمتشنجة ، وما يرافقها من تخرصات أعلامية، فيها الكثير من الإساءة للكثير من رموز وقيادات الوطن، عبر وسائل الإعلام التي يملكها الطرفين، والتي باتت تكرس الكثير من أنباءها للقدح والذم والردح والتطاول والطعن في وطنية ونزاهة فلان أو علان، أكثر ما تتطرق الى الجرائم اليومية التي يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني،مما يوفر له الغطاء للإمعان في تلك الجرائم، ناهيك عن أن الشرذمة والإنقسام، وغياب البرنامج والإستراتيجية الموحدتين، باتتا تشكلان مخاطر جدية على المشروع الوطني الفلسطيني ومستقبله،فهناك الكثير من المشروع المدفونة لتصفية القضية الفلسطينية، مثل الخيارين المصري والأردني، أخذت تخرج من الأدراج ويجري النقاش وعنها وحولها بشكل جاد، والإستمرار الفلسطيني في الحلقة المفرغة، وما يرافق ذلك من البعثرة والإنقسام ، من شأنه أن يمهد الطريق لتطبيق مثل هذه المشاريع، وتصفية القضية والمشروع الوطني.
القدس- فلسطين
Quds.45@gmail.com
.... على الساحة الفلسطينية "اختلط الحابل بالنابل"، وكل يوم نسمع "سيمفونيات" واسطوانات مشروخة عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني، والتأكيد على الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لإعادة اللحمة والوحدة للشعب الفلسطيني، ولكن على أرض الواقع ، وكما يقول المأثور الشعبي" الميه بتكذب الغطاس" وسائل إعلام من كلا الفريقين المتصارعين(فتح وحماس)، متخصصة في الردح والقدح والتشهير والتخوين،وعقد المؤتمرات الصحفية الأسبوعية ، والمواطن الغلبان على أمره ، أصبح تائه ولا يعرف الحقيقة هل ما جاء في هذا المؤتمر الصحفي أو ذاك من معلومات؟ له علاقة بالحقيقة ،أم ما ورد فيها ،هو مجرد أفلام ودعايات ومسرحيات مفبركة،تندرج في إطار الصراع القائم بين الفريقين(فتح وحماس)،والهدف منه في الكثير من الأوقات والمناسبات التي يعقد فيها، هو منع أية حالة من التوافق والحوار،وخدمة لهذا الطرف الإقليمي أو الدولي ،ولماذا تتم شخصنة وحزبنة تلك الأمور، وبالتالي"تضيع الطاسة"وحينها لا نستطيع فرز القمح من الزوان،وتصبح الساحة مرتعاً خصباً ،لكل المشبوهين والفاسدين والمقامرين والمتآمرين على الشعب ،لتنفيذ مآربهم ومخططاتهم،دون حسيب أو رقيب،مستفيدين من حالة التشرذم والإنقسام تلك،فحتى المجرم أو المشبوه الحقيقي،يستطيع الإفلات من أي محاسبة أو مسؤولية، متستراً ومحمياً من هذا الطرف أو ذاك، حيث يغيب القانون والقضاء والمساءلة والمحاسبة وغيرها . وأضف لذلك كله تصريحات شبه يومية نارية لقيادات تسمى مسؤولة ، وهي في الحقيقة أبعد أو براءة من المسؤولية ، كلها تصب في مصلحة الاحتلال بقصد او بدون قصد وتصب النار على الزيت، وتأجج من العنف والاحتراب الداخلي، وتؤسس لبناء وإقامة التجييش المليشياتي والعشائري والقبلي على نحو واسع، وبما يفضي الى حالة من التفكك والتحلل المجتمعي ،والتي بلغت معدلاتها القياسية، حتى باتت العديد من العصابات تسرح وتمرح تحت سمع وبصر الطرفين ،مدعومة ومجازة نشاطاتها وزعرناتها من قمة الهرم وأجهزته ، بل أنك تجد ان كل الجرائم والموبقات التي ارتكبتها وترتكبها تلك العصابات، لم تؤدي الى اعتقال او إدانة حالة واحدة فيها ، وطبعاً هذا حرصاً على "المصالح العليا للشعب الفلسطيني"، وتوفير الغطاء والحماية لتك العصابات المجرمة ، دفع بها لإقامة هياكل ومؤسسات لها تعمل بشكل ممنهج ومبرمج على هتك وتدمير النسيج المجتمعي الفلسطيني ، وبث ثقافة الإستزلام والزعرنة والبلطجة والجهوية والعشائرية والفئوية في صفوفه، وصولاً الى تصفية واغتيال المناضلين وغيرها،ومن ثم التصفية والمسح الكامل للهوية الوطنية الفلسطينية، وما قام به بعض المسلحين المتسترين بالدين الإسلامي، والذين هم براءة من الدين، من هجوم وبلطجة على مقر جمعية الشبان المسيحية في غزة،يتطلب لإثبات المصداقية واعادة الهيبة، العمل بشكل حازم وجدي لإجتثاث وتصفية تلك العصابات المجرمة، والتي تلحق أفدح الضرر بالنضال الوطني الفلسطيني، ولا تجلب له إلا المصائب والويلات،هذه العصابات المجرمة ،والتي تطرح نفسها على أنها غاية في التشدد والإيمان،وهي صاحبة الحق في التكفير والإفتاء وإهدار دم فلان أو علان من الكتاب والصحفيين والعلماء والمفكرين،تحت يافطة وشعار الإساءة للدين أو الرسول أو هذا الصحابي او ذاك،كما حدث مؤخراً مع الكاتبة المصرية بنست رشاد،حيث اهدر عدد من المشايخ دمها،لأنها نشرت كتاباً عن (الحب والجنس في حياة الرسول)، وعدا انها تريد تعطيل الإجتهاد والبحث عن الحقيقة ،فهي في الحقيقة عصابات مجرمه وظلامية،هدفها بالأساس توفير الغطاء والمبررات للقوى المعادية لوسم نضال شعوبنا "بالإرهاب" ونخره وتشظيته وتجزئته داخلياً،ناهيك عن فرض رؤيتها وأجندتها وتصوراتها وأفكارها عليه بالأرهاب وأساليب البلطجة والزعرنة، وهناك فرق بين القوى المناضلة والتي لها بصماتها الواضحة في النضال والكفاح من حزب الله في لبنان الى قوى الإسلام السياسي في فلسطين(حماس والجهاد الإسلامي) وغيرها من القوى الجهادية في العراق ..الخ،وبين تلك العصابات التي المجرمة من ما سمي بعصابات فتح الإسلام في لبنان،وما جلبته من دمار لشعبنا الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية هناك، وما إرتكبته من جرائم بحق الجيش والشعب اللبناني،وما تقوم به بعض القوى المشابهة من جرائم في العراق،حيث القتل على الهوية، والتفجيرات في المطاعم والأسواق الشعبية، وحتى في المآتم والأعراس وتفجير دور العبادة والمقدسات، وكل ذلك بهدف النيل وتشويه سمعة القوى المناضلة العراقية وعلى رأسها القوى البعثية والقومية والجهادية ،والتي ترى أن النضال الحقيقي،يجب ان يوجه لقوى الإحتلال وعلى رأسها الإحتلال الأمريكي، والقوى المأجورة والعميلة المرتبطة به .
وهذا طبعاً لا يتم من خلال الكليشهات المعهودة بالشجب والإدانة والإستنكار ولجان التحقيق الشكلية والورقية، والتي لربما يكون جزء من القائمين والداعمين لتك الحالة جزء منها، فالمسألة بحاجة الى فعل وترجمات عملية على الأرض، تطول ليس فقط تلك الفئات المجرمة ،بل والذين يوفرون لها الدعم والتغطية والإحتضان، والذين يعملون على بث سمومها وأفكارها في المجتمع، بحيث تنصب من نفسها الحسيب والرقيب على الناس ،بل وممثلة لله على الأرض، فهي أصبحت المخولة بالتكفير والتخوين، وتوزيع الرتب والنياشين وشهادات الوطنية وغيرها.
ان استمرا الوضع الفلسطيني على ما هو عليه، من شرذمة وإنقسام، ووضع إشتراطات للحوار واللقاءات بين الطرفين، وكذلك التصريحات والبيانات التوتيرية والمتشنجة ، وما يرافقها من تخرصات أعلامية، فيها الكثير من الإساءة للكثير من رموز وقيادات الوطن، عبر وسائل الإعلام التي يملكها الطرفين، والتي باتت تكرس الكثير من أنباءها للقدح والذم والردح والتطاول والطعن في وطنية ونزاهة فلان أو علان، أكثر ما تتطرق الى الجرائم اليومية التي يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني،مما يوفر له الغطاء للإمعان في تلك الجرائم، ناهيك عن أن الشرذمة والإنقسام، وغياب البرنامج والإستراتيجية الموحدتين، باتتا تشكلان مخاطر جدية على المشروع الوطني الفلسطيني ومستقبله،فهناك الكثير من المشروع المدفونة لتصفية القضية الفلسطينية، مثل الخيارين المصري والأردني، أخذت تخرج من الأدراج ويجري النقاش وعنها وحولها بشكل جاد، والإستمرار الفلسطيني في الحلقة المفرغة، وما يرافق ذلك من البعثرة والإنقسام ، من شأنه أن يمهد الطريق لتطبيق مثل هذه المشاريع، وتصفية القضية والمشروع الوطني.
القدس- فلسطين
Quds.45@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق