الثلاثاء، مارس 09، 2010

هنيئاً لكم إسلامكم

مجدى نجيب وهبة


* فى مقالى السابق والذى كان بعنوان " ملعب ويمبلى تحول إلى مكة المكرمة " ، فقد نشرت صحيفة " ديلى ميرور " البريطانية تقريراً حول أهم الأحداث التى شهدتها المباراة ، جاء أهمها سخرية الصحيفة من سجود اللاعبين المصريين إحتفالاً بهدف زيدان ، ولم يكن هدفنا من كتابة المقال الإعتراض إطلاقاً على شكر الله أو السجود الجماعى فى أرض الملعب ولكن هذه الظاهرة بدأت تأخذ منعطف تطرفى بغيض فى محاولة لأسلمة الكورة ، بإعتبار أن كل فوز فى مباراة كرة قدم هو نصر من عند الله أما الهزيمة فيبرروها أصحاب الفتاوى واللحى بأن الله " يمتحن عبادة المؤمنين " ، بل بدأ قائد هذا التنظيم محمد أبو تريكة الذى وجد متورطاً مع تنظيم إرهابى بالسويس وقد إحتوى جهاز الأمن هذه الواقعة قبل تورط اللاعب بها ، فقد بدأها بإظهار الفانلة الداخلية مكتوباً عليها " تضامناً مع غزة " ، ثم زادت حدة التصريحات والفتاوى الدينية وتشبيه بعض الإنتصارات بغزوات الرسول والصحابة فقد ذكر اللاعب أبو تريكة عقب الفوز على كوتفوار فى كأس الأمم الأفريقية " أن فوزنا أشبه بغزوة بدر ، وذكر أحد الشيوخ المتأسلمين عقب هزيمة الفريق من أمريكا فى كأس العالم للناشئين ، كنت أتمنى أن نفوز على أمريكا فهو نصر للإسلام والمسلمين " ؟!!! ، والتفاصيل كثيرة ومملة وهنا بعض الأمثلة ، كما ذكرنا فى مقال سابق بعنوان " من عقب سيجارة ... لحارس البطيخ " ، وطبعاً حارس البطيخ حارس مرمى سابق خرج للمعاش المبكر وفجّر قنبلة الموسم أو هو كما يعتقد ذلك فقد صرح بأنه سوف يشجع فريق الجزائر العربى ضد فريق الكفار فى نهائى كأس العالم ، فلا دينه ولا تربيته يسمحون بغير ذلك ... ولم نعد نعرف هل الرياضة فى مصر تحولت إلى غزوات إسلامية وماذا عن السياحة والطائرة وكرة اليد وألعاب القوى والمصارعة والملاكمة ، ولماذا بدأوا بكرة القدم ، وكتبنا كثيراً ولكن يبدو أن فريق كيد النسا والعند وإخراج اللسان لم يعجبهم كلامنا فقد أعلن لاعب كرة سابق بالنادى الأهلى ومقدم برنامج بالقنوات الفضائية إصراره وإصرار اللاعبين على فكرة ومبدأ السجود ، حيث توهم أنها حرب ضد الإسلام ، بل لقد تلاحظ أن هذه الحركات المستفزة التى باتت تلاقى إستحسان عند الفكر المتطرف زادت حدتها وما أن يحقق أى فريق هدف فى مرمى الخصم إلا وتجد أحد اللاعبين يشير لبقية الفريق بالسجود الجماعى فى أرض الملعب حتى قلنا لقد كرهتونا فى الكورة وكررتها لقد كرهتونا فى تشجيع ما يسمى بفريق الساجدين " الفريق القومى " سابقاً .


* ومما دعانى للكتابة فى نفس الموضوع هو الرد على القارئ صاحب التعليق رقم 23 تحت إسم "سامح مصرى مسلم" ، لكى أتوقف عند عبارة فى تعليقه تقول " وأنا على يقين تام أن الجولة القادمة ستكون للإسلام والمسلمين ذلك أن ظهور تلك المظاهر مثل السجود والحجاب المنتشر فى الملاعب وغيرها من الظواهر التى بدأت ترجع تدريجياً فى المجتمع ما هو إلا بداية عودة للمسلمين والإسلام والذى بعودته الصحيحة وتطبيق أحكامه العادلة هو خير والله للمسلمين وغير المسلمين " ، ولأن ما قاله صديقنا سامح هو أصبح فكر سائد فى المجتمع وصل به حد تطاول البعض على الكتاب المقدس وإتهامه بالتحريف ، وهم بذلك يحاولون إزعاجنا بالأصوات العالية ، وهو ما جعل البعض يلجأ للدفاع عن دينه وذلك من خلال شرح بعض أيات الكتاب المقدس وتعاليم السيد المسيح ، وهو ما أرفضه فى مقالاتى فتعاليم السيد المسيح واضحة وصريحة " من يعترف بى قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبى الذى فى السموات " ، وصديقى سامح لن يفهم حرف واحد مما أكتبه عن الإنجيل ، كما أن القارئ ليس له ذنب حتى نظل ندافع عن أنفسنا بكلمات الكتاب المقدس التى يحفظها الجميع ، ولكن فضلت أن يكون حوارى مع صديقى سامح حول تعاليم الإسلام نفسه الذى يحلم بأنه سيكون فارس الجولة القادمة .


* ولم يقل صديقنا أى إسلام يقصده ، هل الإسلام السلفى أم الشيعى أم السنى أم إسلام أصحاب الفتاوى واللحى ، وهل يعرف صديقى أى فكر من أفكار هؤلاء المتأسلمين ؟!!! ، فإذا تكلمنا عن الإسلام الشيعى !!! ماذا قال بعض الشيوخ ، فالقرضاوى حذر من الغزو الشيعى للمجتمعات السنية ، مؤكدا الأهداف الإيرانية التى تسعى لإستقطاب بعض الأنظمة العربية إلى حظيرتها ... وفى هذا السياق سعى الإخوان المسلمين للتقارب بين السنة والشيعة وهو ما يفسر علاقة الإمام الخومينى بالإخوان المسلمين قبل الثورة الخومينية ولم يسأل أحد هل هى ثورة شيعية أم ثورة إسلامية رغم أن الشيعة يدينون ديناً غير الذى يدين به أهل السنة ، ومع قيام حرب الخليج بين إيران والعراق كانت مشاعر الإخوان المسلمين وتأييدهم يتجه صوب إيران وتظل العلاقة والمجاملات مستمرة بين الحكم الشيعى والإخوان المسلمين بإطلاق إسم الإسلامبولى قاتل السادات على أكبر الميادين الإيرانية ؟!! مما أغضب القيادة المصرية ؟!!!! ، كما إعتبر الخومينى أن القومية والديمقراطية أهم أعداء الإسلام ، وقد شهد عهده مذابح وجرائم إبادة عديدة مثال مذبحة الشعب العربى الأهوازى عام 1979 كما شهدت هذه الأعوام مذابح الأكراد والتركمان ، فهم يحاربون الديمقراطية ويحاربون المجتمع المدنى ويمنعون حرية الصحافة .


* أما عن نماذج التيارات السلفية – يقول السلفيون أن الإقتصاد علم " كافر " لأنه يحاول تقسيم الثروات بين الناس ورغم ذلك قام السلفيون بتكفير علم الإقتصاد فى العالم كله ، إلا أن الواقع يقول أنهم يستندون للإقتصاد فى تحقيق مزيداً من التوغل والإنتشار والتواجد ، وقد تأسست هذه الجماعة منذ عام 1926 ، وهى إمتداد للفكر الوهابى السعودى .. وهم يعتبرون أن الديمقراطية نظام مخالف للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلاً ... يرفضون تولى المرأة والمواطنين الأقباط المناصب العامة ... كما يتميزون بصفة جهادية أو إرهابية مثل ما يدور فى العراق أو الكويت أو لبنان أو غزة ، أما فى مصر فقد لعب السلفيون على وتر التأثير فى الناس من خلال إستقطاب أعداد واسعة من البسطاء حيث يطلق المواطن لحيته دونما تهذيب ويرتدى جلباباً أبيض وترتدى زوجته نقاباً أسود ، وإعتبار غير ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ... أما عن التليفزيون والكمبيوتر والعلوم الإنسانية ومباريات كرة القدم والإنتخابات البرلمانية فهى كفر صريح يريد به الكفار الغربيون ، إلهاء المسلمين عن دينهم وتضليلهم ... ومن علماء السلفيون الشيخ إبن الباز والشيخ إبن العثميين ومحمد يعقوب ومحمد حسان وزعيمهم فى مصر الشيخ محمد إسماعيل إبن المقدم .

أما عن المرأة فيقولون عنها " ما هى إلا ريحانة للشم والضم " ، وإستشهد أحد القيادات السلفية بحديث الرسول " خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء " كان يقصد السيدة عائشة فهم يؤمنون أن الدعوة فرض كفاية وليس فرض عين ويمكن أن يؤديها الرجال فقط .... وهم يعتبرون أن المرأة فتنة وأن هناك حديث يقول " إتقوا فتنة النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت إمرأة " ، وعن أماكن تمركزهم فهم يتجمعون فى شارع العزيز بالله بالزيتون وقد أغلقوا الشارع لولا تدخل الدولة وأزيلت جميع المحلات والفرش وأعيد فتح الشارع ولكنهم مازالوا متواجدين وهم كذلك يتواجدون فى المحلة الكبرى تحديداً فى شارع العباسى سابقاً " بورسعيد حالياً " وشارع التربيعة وشارع البهى .... أما عن البائعون فهم جميعاً ملتحون أما البائعات فبعضهم منقبات والبعض الأخر يرتدين الإسدال ، ومن نجوم الدعوة الشيخ أحمد عبد المعبود والذى كان يعمل سائق تاكسى قبل أن يطلق لحيته وشريكه " رفيق ودن " عاطل ثم أصبح فجأة صاحب محلات أجهزة كهربائية وهواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر يبيع للأهالى بالتقسيط وبفوائد مرتفعة تصل إلى 40% ثم إلتحق بهم مصطفى أغا الذى كان يعمل حلاقاً وبعد إنضمامه للسلفيين منع حلاقة الذقن بالمحل ، كما يوجد مجموعة من الشباب السلفى المتعصب الذين يجوبون شوارع المحلة كباعة جائلين لبيع العدد وقد وصل بهم التعصب أن يمتنعوا عن بيع المفكات الـ GM أو الشهيرة بالصليبة .


* لقد أصابنا الملل من كثرة الحديث وإستهلاكه المتكرر فى جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية .. عقول مغيبة لا تدرك ما حولها ، فتاوى تنطلق كالسهام والضحايا يتساقطون ، مزيج مرعب من الغضب والسخط والتذمر والصمت الصاخب ومشاعر أخرى لها " مذاق الغثيان " ورائحة البرك والمستنقعات المعبئة بالهواء الفاسد .


أما عن الفتاوى فلا حرج والتى تتحدث عن الإسلام ومناقبه :

فتوى فضيلة المفتى د. على جمعة مسترشداً بإمرأة محمد بن عجلان التى حملت أربعة بطون كل بطن أربع سنوات حسب ما ورد فى سير إعلام النبلاء للإمام الذهبى ولو زادت مدة الحمل عن أربع سنوات ولو ساعة واحدة فهى تعتبر زانية " الإمام الشافعى " وقد أفتى البعض بأن مدة الحمل ربما تكون سنتين والبعض أقر بأنها 9 أشهر ، وقد إستشهد البعض بالأية الكريمة التى تقول " ووصينا الإنسان بوالديه إحسان حملته أمه كرها ووضعته كرها وحملة وفصالة ثلاثون شهراً " ، وقد ظهر التفسير لدرء الحدود بالشبهات أو من باب السماحة والعفو الإنسانى والرحمة المطلقة ، وأيد فتوى د. جمعة كلا من الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر السابق ، ويتساءل لماذا ترفضون أن تأتى المرأة بولد لها من زوج توفى بعد أربع سنوات وتقول أنه إبن زوجها ، ألا يعتبر ذلك أفضل من فضحها وإتهامها بالزنى ؟!!! ، أليس بالأولى العفو والستر !!! .
أما عن فتوى الحمل من بول الزوج فقد قيل عن حمل الأم من محمد بن الحنفية من بول أبيه ؟!!! .. لا تعليق .
* فهل ما زال صديقى يبحث عن أصحاب الديانات للجولة القادمة ... أرجو أن نكف جميعا عن نغمة الإساءة للكتاب المقدس ، فهناك الكثير الذى تقولون عنه إسرائيليات أوأحاديث ضعيفة ... نرجو أن يحترم كلا منا عقائد الأخر دون التجريح أو التطاول فنحن تظللنا سماء واحدة وجميعنا نرتوى من ماء النيل ، فمصر عظيمة بشعبها أقباطاً ومسلمين ... فمصر أقوى من هلافيت الكورة وفتاوى الزوايا ... حماك الله ياشعب مصر العظيم من غربان التطرف وخفافيش الظلام .


رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

Email: elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: