السبت، مارس 06، 2010

نواف الموسوي يرشق غيره بما هو من تخصص حزب الله

الياس بجاني



أتحفنا النائب نواف الموسوي بعصارة ثقافته الرافضة للآخر، وجاد علينا بنتاج فكره الأصولي المنغلق، واعتبرنا "مشروع تجسس وعمالة" نحن المغتربين جميعاً الحاملين جوازات سفر البلدان الأجنبية التي هجرنا إليها إجرام وإرهاب حزبه ورعاته السوريين والإيرانيين ومرتزقتهم المأجورين من تجار العروبة والمقاومة وجماعات الانتصارات "الإلهية".



فقد دعا هذا النائب المفوه في 02/03/10 إلى التشدد مع حملة جوازات السفر الأجنبية وذلك على خلفية استخدام جوازات سفر أجنبية في اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي. وقال في حديث إلى وكالة فرانس برس: "إن"دخول عملاء إسرائيليين إلى لبنان احتمال أكثر من وارد وسبق أن حصل". وأشار إلى دخول صحافيين إسرائيليين إلى لبنان بجوازات سفر أوروبية في حرب تموز 2006.



ورأى الموسوي أنه بعد الذي حدث في دبي "يحق لكل مواطن عربي أن ينظر إلى كل حامل جواز سفر أجنبي على أنه عميل محتمل"، مشيرًا إلى أن "الدول الأوروبية لم تتحرك للدفاع عن سيادتها، وإذا كانت لا تحترم جوازات سفر مواطنيها، فماذا ينتظر من المواطن العربي على هذا الصعيد؟" واعتبر أن "على كل مواطن لبناني أن يتعامل بحذر مع أي حامل جواز سفر أوروبي لأن الدول الأوروبية لا تتحمل مسؤوليتها في التصدي لانتهاك سيادتها"، مضيفا إن "الإسرائيلي تعاطى باستخفاف مع الموضوع ولم يفعل الأوروبي شيئًا". ورأى أن على الدول الأوروبية أن "تتصرف بحزم للدفاع عن سيادتها". وردًا على سؤال عن كيفية التمييز بين العميل والمواطن الأجنبي، قال الموسوي: "المسؤولية تقع على عاتق الدول الأوروبية، وتقاعسها يُعرّض مواطنيها ليكونوا موضع شبهة".



بداية هذا كلام غير مسؤول ينم عن مركبات حقد وكره ضد الاغتراب اللبناني، وهو خطاب همجي وإرهابي بامتياز يهدف إلى تخويف المغتربين الذين هم بأكثريتهم الساحقة ضد دويلة وسلاح ومشروع حزب الله الفارسي وبالتالي الحؤول دون تواصلهم مع أهلهم ووطنهم الأم. ومن جهة أخرى يؤدي إلى قتل السياحة التي هي من أهم مصادر لبنان المالية، وفي نفس الوقت يعزل وطن الأرز عن محيطه وعن العالم.



هذا وكان حزب الله مارس نفس المخطط الإجرامي والفوضوي في الثمانينات عن طريق خطف الطائرات واحتجاز الرهائن واستهداف البعثات الدبلوماسية الغربية والعربية بسلسلة من الاغتيالات والأعمال الإرهابية المنظمة.



أما كلام الموسوي عن تزوير جوازات السفر وعدم احترام بعض الدول لحامليهم من مواطنيها فهو قمة في السخف والفجور والوقاحة والجهل في أن. فلو كلف هذا المستكبر والمتعجرف نفسه عناء الرجوع فقط إلى ملف خلية حزبه الإرهابية في مصر لكان خجل ووفر علينا درر لسانه السليط.



نفرك ونحك ذاكرة هذا الطاووسي الانتقائية، ونلفت أصحاب الشأن ومنهم المسؤولين اللبنانيين الصامتين صمت "أبو الهول"، إلى أن جوازات السفر التي استعملها أفراد خلية حزب الله لدخول مصر وممارسة أعمالهم الإرهابية والمخابراتية فيها كانت مفبركة ومزورة ومركبة وصادرة بشكل غير قانوني عن الأمن العام اللبناني، ومن بينها جواز محمد يوسف منصور المعتقل في مصر والذي بقدرة قادر اصدر له الحزب جواز سفر ووثائق هوية تحت اسم سامي شهاب، ونفس عمل الحزب التزويري ينطبق على جوازات معظم أفراد الخلية. كما نلفت إلى أن الحكومة اللبنانية لم تتمكن بسبب إرهاب وهيمنة حزب الله من الاستجابة لطلب مصري رسمي للكشف عن حقيقة الجوازات التي استعملها أفراد الخلية لدخول مصر.



الموسوي اتهم الغير بما هو من تخصص حزبه المنفلش في أعمال الإرهاب والتزوير والتهريب في العديد من الدول عن طريق عناصر يحملون جوازات مزورة وغير قانونية بدءًا من مصر والإردن والبحرين والكويت والسعودية والعراق واليمن والسودان، ومروراً باذربجيان ومحيطها، وانتهاءً بالعديد من الدول الأميركية والأوروبية، وعلى سبيل المثال لا الحصر استخدم حزب الله جوازات مزورة لتنفيذ أعمالة الإرهابية في كل من الكويت والسعودية.



في العام 1983 استهدفت مجموعة تابعة لحزب الله بقيادة عماد مغنية الكويت بيوم اثنين أسود. حيث استيقظت الإمارة في 12 كانون الأول على وقع تسع سيارات مفخخة استهدفت سبعة مواقع هي السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية ومصفاة الشعيبة النفطية ومطار الكويت ومحطة كهربائية وشركة أميركية ومجمعاً سكنياً، وكل هذه العمليات نفذت في وقت متزامن. تم اعتقال المجموعة المنفذة وتوزع الحكم على أفرادها الستة عشر بين الإعدام والسجن في جلسة 27 آذار 1984، إلا أن غزو صدام حسين للكويت حال دون تنفيذ الأحكام حيث فتحت أبواب السجون وهرب الجميع. يشار هنا إلى أنه وخلال السنوات السبع، ما بين القبض على المجموعة والغزو، شهدت الكويت حوادث عنيفة، نفذها حزب الله بغية الإفراج عن الموقوفين من أهمها استهداف موكب أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في تاريخ 25 مايو 1985، وكذلك اختطاف طائرة "الجابرية" في شهر نيسان من العام 1985، وقتل راكبين على متنها وإلقائهما من الباب، واختطاف طائرة أخرى نهاية العام 1984. هذه هي أفعال مصطفى بدر الدين، وما يبررها من حرص عماد مغنية على تخليصه بشتى السبل وبهذه الدماء والرعب كله، وتغييب اسمه في قيادة الجهاز العسكري للحزب.



وفي 25 حزيران 1996 �نفذ حزب الله انفجار الخبر في السعودية والعنصر القيادي الذي قام بالعملية اختار له اسم "جون دو"، وكان جواز سفره مزوراً، كما كانت الحالة مع مصطفى بدر الدين "إلياس صعب"!



من هنا فإن ما تبجح به الموسوي بخصوص الجوازات هو عمل "إسقاطي" (projection) بامتياز، أي أنه اتهم باطلاً الآخرين بما هو من تخصص حزب الله.

إن المطلوب من الدولة اللبنانية أن تستنكر كلام الموسوي وتستعيد سلطتها الأمنية كاملة على مطار بيروت وإبعاد هيمنة حزب الله عليه واستبدال "زلمة" الحزب الضابط وفيق شقير الذي أدت محاولة حكومة الرئيس السنيورة نقله سنة 2008 إلى غزوة بيروت والجبل.



نختم بما جاء في سفر أراميا 6/14-15: "يمارسون أعمال الزور ويداوون جراح شعبي باستخفاف. يقولون: سلام سلام، وما من سلام. هل يخزون إذا اقترفوا رجسا؟ كلا، لا يخزون ولا يعرفون الخجل. فلذلك يسقطون مع الساقطين، وحين أعاقبهم يصرعون"



ليست هناك تعليقات: