السبت، يناير 10، 2009

غَزَّاهُ وا غَزَّاهْ

سعيد علم الدين
تَسْتَصْرِخُني الكلماتُ يا أُمَّاهْ
فالصَّمْتُ في صَدْري لَهيبْ
تَخْنُقُني الْحَشْرَجاتُ ألَماً
يتردَّدُ حريقاً بين الآهِ والآه
على ما حلَّ بغزةِ من مصابْ
وأندَهُ صارخاً
فالسكوتُ معيبْ :
غَزَّاهُ وا غَزَّاهْ !
ماذا يَفعلُ بكِ هؤلاءِ الغُزَاه ؟
ويتردد صدى ندائي في الفلاهْ
فلا من مجيبْ !
ويغيبُ صوتى مع صداهْ
..
وأبتهلُ الى السماءِ أريدُ الصلاة
فتتحولُ الآياتُ إلى آهاتٍ أردِّدُها دون انتهاء :
أواهُ يا أماهُ ثم أواه
عندما تُقتَلُ الأمُّ مع أطفالها بأيدي الطغاة
أواهُ يا أماهُ ثم أواهْ
عندما يَسْقُطُ الأبُ مضرَّجاً بدمائِهِ
وهو يؤمنُ لأطفالهِ الطعامَ والشراب
أَواهُ يا أماهُ ثم أواه
عندما يرقدُ الرضيعُ قبلَ ربيعِهِ تحتَ التراب
وتدمعُ الثَّكالى ويَشْتَدُّ النواح
رباهْ !
ألا يَحُقُّ لهذا الشعبِ أن يرتاح؟
رباه !
الى من يحملُ الفلسطينيُّ شكواهْ ؟
إلى مجلسِ الأمن!
الذي بين التقاريرِ تاهْ
عندما الأمريكيُّ يستعملُ حقَّ النقضِ على هواهْ
خدمةً للإسرائيلي دون سواهْ
إلى بني عربٍ؟
وهم ويا أسفاه !
كلٌ يُغَني على هواهْ
ولا أرى في الأُفُقِ طَيفَ مُعتصِماهْ
..
أماهُ !
الى متى هذا النَّحيبْ ؟
والمتاجرونَ وما أكثرَهُم ، ويا ويلاه !
حوَّلُوا القضيةَ على حسابِ دماءِ الأبرياء
الى مَكْسَبٍ ودويلةٍ ومربَّعٍ وكرسي وجاهْ
والممانِعونَ ، وكأنها لنِظامِهِم إلِكْسيرَ الحياهْ
والمزايدونَ نفاقاً ، وكأنها لُعْبَةٌ ومَلْهاهْ
وليست محنةَ شعبٍ مُثْخَنِ الجراح
وألفَ ألفَ أَلفَ مأساه !
..
والممانعُ وما أذكاه
تُشعلُ النارَ خِلْسَةً يُمْنَاه
ومن فوقَ وتحتَ الطاولةِ
تفاوضُ العدوَ عَلَنا يُسْراه
..
والمزايدُ وما أشْقَاه
يريدُ مَحْوَ إسرائيلَ عن الخارطةِ
ولا تَنْقُصُهُ إلا الْمِمْحاه!
..
أواهُ يا أماه !
عندما يُصْلَبُ الفلسطينِيُّ في أرضه مدمىً
كيسوعَ المسيحِ على الصليبْ
وكما انتصر يسوعُ على الأشرار
فسينتصرُ الفلسطينِيُّ على شُذاذِ الآفاق
فهو روحٌ متمردةٌ عمرُها سبعةَ آلافِ عام
لا تخشى الموتَ ولا تهابَ الصِّعاب
ولن يركعَ شعبٌ لُقِّبَ بالجبارين
عندما يقاومُ بِجَسَدِهِ العاري
جيوشَهُمُ المدججةِ بأحدث أنواعِ السِّلاح
وعندما يَخْرِقُ بيَديهِ العاريتين الحدود
محولاً الأرضَ الى مترو وأنفاق
..
ورغم مرارة الآلام
نعضُ على الجراح
ونقول:
نعم ثم نعم ثم نعم للسلام
ليعيشَ الفلسطينيُّ والإسرائيليُّ
في الأرض المقدسةِ
جنباً الى جنبٍ بسَلام
وعلى أساسِ المبادرَةِ العربيةِ
وقيام الدولةِ الفلسطينيةِ وعاصِمَتُها القدسُ
عاصمةُ السلام
وإلا فلا مفاوضاتٌ ولا كلامْ
وليستمرَ الصراعُ مئاتَ الأعوام
..
وان استيقظَ العربُ من غَفلَتِهِم
فأين أنتم منا أيها الصَّهايِنَةُ اللئام
وسنستيقظُ حتما من تحت هذا الركام
فأمةٌ أنجبتِ النساءَ والرجالَ العِظام
لا يمكن على الجرحِ الدامي
طويلاً أن تنام !
..
هذه القصيدة المهداة لأطفال غزة، ألقيت مساء الجمعة 09.01.09، بمناسبة افتتاح مكتب لتيار"المستقبل" في برلين، وتضامنا مع غزة. وبمشاركة دبلوماسية لبنانية وفلسطينية وعربية رفيعة في مقدمتها سعادة سفير الجمهورية اللبنانية الأستاذ رامز دمشقية، وفعاليات وشخصيات عربية مميزة. وحشد جماهيري شعبي لبناني غفير من تيار "المستقبل" وقوى 14 آذار ومناصريهم، حضر للمشاركة رغم البرد القارس ورداءة الطقس والثلوج، اكتظت به صالة الحفلات الرئيسية في منطقة تمبلهوف- برلين، وتم جمع حوالي 3000 يورو لدعم غزة.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

3000 يورو ردوهن على جوعكن, ملا عالم مسخرة. وعاملي شاعر صحيح اللي استحوا ماتوا