عطا مناع
تصاعدت في الآونة الأخيرة اعتداءات عتاة المستوطنين الإسرائيليين على كل ما هو فلسطيني، وقد بات المستوطنون يتفننون في أساليب العنف المنفلت والمدعوم من دولة الاحتلال والجيش، وما فتاوى الحاخامات الإسرائيليين وعلى رأسهم عوفاديا يوسيف والاعتداءات المنظمة بحق العرب الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل واستهداف المزارعين الفلسطينيين في حقولهم أثناء قطفهم لزيتونهم إلا مؤشرا واضحا على مرحلة جديدة تنذر بمخاطر لا يمكن التوقع بنتائجها.
ما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون من جرائم تصل لدرجة التطهير العرقي يستند ايدولوجيا دينية عكفت المدارس الدينية اليهودية والحاخامات على التأكيد عليها في فتاويها الخطيرة ضد الفلسطينيين، والمدارس الدينية تشكل الصورة الأكثر قتامه وتحريضا على الفلسطينيين حيث تكريس ثقافة الكراهية بالفتاوى التي تعزز العنف والعنصرية الممهدة لارتكاب مجازر ضد العرب الفلسطينيين.
عنصرية ظلاميه تستحضر الحقد الأسود المستند لفتاوى حاقدة أصبحت مادة علمية تدرس في المدارس الدينية اليهودية، حيث التنافس والسباق في إصدار الفتاوى ضد الفلسطينيين، وتعتبر اخطر الفتاوى التي تصدر مردخاي الياهو الحاخام الأكبر السابق لدولة الاحتلال حيث تشكل مرجعية دينية للصهاينة المتدينين، وكان الحاخام مردخاي الياهو قد أصدر فتوى تدعو لابادة الفلسطينيين بشكل كامل، حتى أولئك الذين لا يشاركون في القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر فتواة "فريضة" من الرب يتوجب تنفيذها، كما أفتى احد كبار الحاخامات بإباحة سرقة محاصيل المزارعين الفلسطينيين، على اعتبار أنهم من "الاغيار" الذين يجوز لليهود استباحة ممتلكاتهم، وبالفعل قام تلاميذ المدرسة الدينية التابعة للحاخام المذكور بنهب المحاصيل الزراعية للفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة، وقد استهدفت فتاوى الحاخامات كل مل يتعلق بالحياة الفلسطينية، ومن الفتاوى الملفتة ما صدر عن دوف ليئور الحاخام الأكبر لمستوطنة كريات أربع والذي أباح تسميم المواشي وآبار المياه، وبالفعل فقد نفقت أعداد كبيرة من المواشي بعد مرور أيام على الفتوى المذكورة حيث يستيقظ سكان القرى ليجدوا الكثير من مواشيهم ودوابهم قد نفقت بسبب السموم التي يرشها المستوطنين في أراضى القرى الفلسطينية.
" الاغيار" هدفهم ، وكل فلسطيني وعربي من الاغيار الغرباء وغير اليهود، وقد استند عضو الكنيست المتطرف لبيرمان عندما قال ليذهب مبارك إلى الجحيم لهذه الثقافة التي لا تستثني احد من الفلسطينيين والعرب، لذلك تعتبر قراءة الأخر ذات أهمية قصوى في صياغة المفاهيم والاستراتيجيات الفلسطينية التي تشكل أساسا للتحرر الوطني الفلسطيني، فلا يكفي أن يرفع الفلسطينيون شعار لا سلام مع الاستيطان ولن تفلح محاولات الغزل التفاوضي في ظل طوفان الكراهية القادم من إسرائيل، فمصير الشعوب لا يرتبط بالنوايا الحسنة واللقاءان الودية لان أمواج الكراهية تتدفق مع مرور كل دقيقة في المدارس الدينية اليهودية الحاضنة الرئيسية لثقافة الكراهية.
هناك متغيرات واضحة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي سيأخذ في الأعوام القادمة أشكالا أكثر قسوة، وخاصة أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يتمدد بشكل ملفت ويفرض نفسة على السياسة والشارع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية، وبما أن الدولة العبرية تشكل حاضنة لعتاة العنصرية الذين يقدسون من ارتكبوا المجازر بحق الفلسطينيين مثل باروخ غولدشتاين الذي ارتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي الشريف ليسقط 29 شهيدا ويصاب 350 من المصليين الراكعين بين يدي اللة عالم 1994 ، ويعتبر غولدشتاين من وجهة نظر عتاة المستوطنين قديس ومثل لكل يهودي ولاقت تأييدا من الغالبية العظمى في دولة الاحتلال، وعندما سئل الحاخام لفينعر إذا كان يشعر بالأسف على الضحايا أجاب أن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة، وقد جعل اليهود وخاصة المتدينين من قبر غولدشتاين مزارا وخصصوا له عددا من الجنود الذين يؤدون له التحية كل صباح حتى هذه اللحظة، ويقول الكاتب اليهودي يسرائيل شاحاك في كتابة الأصول اليهودية أن الشريعة اليهودية تطالب كل يهودي القيام بما قام به غولدشتاين، وبسوق في كتابة كلمات الحاخام دوف ليئور الذي وصف غولدشتاين بالمؤن التقي وأن ما فعلة من اجل الرب وباسمة، ويؤكد صاحب الكتاب أن الأصول اليهودية هي أكثر الاتجاهات تأثيرا في المجتمع الإسرائيلي وبالذات المستوطنات، وان هذه القضية من أكثر القضايا خطورة في إسرائيل.
قبل أن تنطلق انتفاضة الحجارة بسنوات، قرر الحاخام ليفنغر وبعد مسلسل من الهجمات الاستيطانية على مخيم الدهيشة للاجئين ان يعتصم أمام المخيم احتجاجا كما يقول على رشق سيارات المستوطنين المار قبالة المخيم بالحجار، اعتصم لعدة اشهر ليل نهار تحت حراسة الجيش ومساندة المستوطنين، انطلقت انتفاضة الحجارة وكان ليفنغر قد غادرة وخيمتة مهزوما.
قبل عام وضمن حملة هدم المنازل في قرية الولجة، تواجدت هناك لتغطية الفعالية التضامنية مع الولجة، كان من ضمن الفعالية بعض نشطاء حركات السلام الإسرائيلية، كنا نقف على تله مطلة على القدس وجبال شاسعة من جبال قرية بتير والأراضي المحتلة عام 1849 ، وفي دردشة حول الأرض وأصحابها قال لي نحن سنسمح لكم بالبقاء في الضفة الغربية.
سمعت ولا أزال، عن لقاءات تطبيعية بين مستوطنين وعائلات شهداء تحت مسمى العائلات الثكلى، تحدثت عن هذه اللقاءات كصحفي، بعد يوميين جاءني احدهم وقال لي إنني احمل وجهة نظر، وبدء يشرح لي كيف يؤثر في المستوطنين من خلال المحاضرات التي يقدمها في المستوطنات الإسرائيلية.
السبت، نوفمبر 01، 2008
المستوطنون قادمون... ما العمل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق