ممتاز الشريف
أيها القائد الرمز .. يا من كنت الناظم و الجامع و الموحد .., يا من تقدمت الصفوف دائما و كنت المعلم و الملهم و مؤلف القلوب من حولك .. يا من كنت صوت فلسطين المعبر عن كل الآراء على اختلاف لهجاتها و انتماءاتها و توجهاتها , تماما كما كنت وجدان فلسطين الواحد .. و ضميرها الموحد , حتى صارت كوفيتك منارة يهتدي بنورها الفلسطيني أينما حطت به الأقدار .., و أينما تقاذفته أمواج البحار و أنوائها ..
كنت الأخ .. نعم الأخ سيدي , و الأب نعم الأب سيدي و لكل الفلسطينيين دون استثناء !! كبرت .. فكبرنا بك .. و معك .., حاولت السنون أن ترسم ملامحها على جبينك العالي ..فلم تترك سوى ظلال القبة التي كنت دائما ترنو إليها و ترنو إليك حتى باتت هاجسك الأول و الأخير ولكن دون التنازل عن حلم أو ذكرى أو أمل حتى ذبت فيها إصرارا و ثباتا .., فتجسدت فيك رمزا و هديا و وقارا ..
في ذكراك سيدي كنا نحلم أن نراك في كل شبر على ثرى هذه الأرض التي جسدت لها الحلم الأول في الحرية بعودتك لها برفقة الآلاف من أبنائها بعد أن فقدوا الأمل بالعودة أو كادوا .., كنا نأمل أن نوفيك نزرا يسيرا من حقك ولكن .. عذرا سيدي .... ففي زمان الجدب سيدي و في زمان القحط لا مجال ولا وقت للترف .., و الاحتفاء بالتاريخ و صنّاعه و قادته .. قمّـة الترف !! فمعذرة يا صانع تاريخنا الحديث لا وقت للوفاء و الخرف !!!
يا ساكن العقول و القلوب ..أيها الرقم الصعب في الزمن الصعب ماذا عسانا فاعلين في ذكراك سيدي سوى أن نطفئ الأضواء لحظة , و نوقد شمعة.., و نغنيك قليلا.., ثم نبكيك قليلا أيها الحادي , و نجتر الذكريات!! , فالجهر بالهوى جريمة نكراء يا سيدي و هكذا الوفاء !!!
من بعدك سيدي لم يعد مجرد الفرح ممنوعا !! , بل و الحزن و التأسي ..لا بل و حتى الاحتفاء بك يا سيدي .. فاليوم أصبح الوفاء محظورا !!, فلتعذرنا أيها الخالد فينا .. لم نعد نقوى على رفع صورتك أوسمة شرف و عز على صدورنا , ولا حتى الاتشاح بكوفيتك التي اتسعت لتظلل كل فلسطين , و استراح في ظلالها كل أبناء فلسطين بمن فيهم حتى معارضيك !!, لذا يا سيدي المغوار.. يا سيد الثوار .. يا حادي الأبطال .. أيا كان المشهد و أيا كانت تداعياته ستظل سيدي إكليل غار على جبين كل فلسطيني أخلص لفلسطين فأخلص لك, أو أخلص لك فأخلص لفلسطين ..
ستظل سيدي الغائب الأكثر حضورا و إشراقا في تاريخنا الحديث يا صاحب الفكرة ,..و سنظل مخلصين لك و لمن يحمل الراية من بعدك يا قائد الثورة .. يا أيها الرمز الأشم , .. و سنجدد العهد و البيعة في كل ذكرى مررت بها أو مرت بك .., و سنظل نحيي ذكرى ما أطلقت من ثورة مع بزوغ كل عام جديد محتفين بذكراك معها ما دامت فلسطين .. فلسطين التي ذبت فيها عشقا فذابت فيك حلما و صدقا و اخاءا و حنوا و تواضعا و عطفا ..., تماما كما ذابت فيك اعتدادا و اعتزازا و كبرياء و كرامة و نخوة و اباءا و فروسية و رجولة .. ..
و سنواصل السير على الدرب الذي ابتدأت مع كل المخلصين لذكراك منهاجا و هدفا ..حتى تنجلي الغمامة وتشرق شمس الحرية على شعبك و وطنك .., و تعود الحقوق لأهلك و ذويك على امتداد الوطن.. , ويرفع شبل من أشبالك علم فلسطين فوق مآذن القدس و كنائسها ..
و إلى أن نلتقيك مع من صدقوا ما عاهدوا الله عليه في عليين مع النبيين و الصديقين و الشهداء..,
دمت رمزا أبديا لأطول ثورة و أقدس قضية .. .. و إنا لمنتصرون بإذن الله .
الاثنين، نوفمبر 10، 2008
في ذكراك ..ألف معذرة سيدي الرئيس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق