سري محمد القدوة
توجه جندي إسرائيلي لرئيس الوزراء اهود اولمرت في تساءل له خلال زيارته " لقيادة منطقة غزة العسكرية علي حسب ما أوردت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية قائلا: "سيدي رئيس الوزراء، انا من سكان مدينة القدس، درست في المدرسة الدينية الحكومية، وأريد ان أقول لك شيئا، نحن مستعدون للموت على هذه الأرض، وأنت تتنازل عن القدس".
وفضل اولمرت الإجابة على هجوم الجندي بالشكل المطول والهادئ قائلا له: "ان كل حبة تراب من نهر الأردن إلى البحر الأبيض إسرائيلية، وجزء من ارض إسرائيل، وحين تحفر في هذه الأرض، فلن تجد فيها كتب واثأر جد جد ياسر عرفات، ولكنك ستجد التاريخ اليهودي، ومع ذلك يعيش بين النهر والبحر أربعة ملايين فلسطيني، وعلى إسرائيل إن تقرر هل تريد إن تتحول إلى دولة تضم الجميع، او إلى دولتين ودارة يهودية ديمقراطية، وأخرى فلسطينية، وإذا توصلنا لنتيجة، فان الحل يتمثل في إقامة دولتين بذلك يجب علينا نقل ارضي لهم".
وواصل اولمرت اجابته المطولة، حيث تعرض إلى مدينة القدس قائلا: " لم أتنازل عن جبل الهيكل والأماكن المقدسة مطلقا، كونها أماكن أمها اليهود في صلاتهم على مدى 200 عام، ومع ذلك لا أجد يهوديا واحدا يصلي لمخيم قلنديا او ابو ديس، ويوجد هناك 300 الف مواطن عربي لا تربطهم باسرائيل اي علاقة او رابط، ونحن نرى بهم جزء من القدس، وفي حقيقة الأمر، لا نقوم بغير تزويدهم بالخدمات البلدية ودفع مخصصات التأمين الوطني لهم ".
انتهي اقتباس اولمرت عبر يديعوت احرنوت لنجد إن هذا المنطق الغير مقبول في العقلية الاحتلالية والذي يعبر عن الكراهية المطلقة إلا نموذجا للإرهاب الدولة المنظم الذي تقوده إسرائيل عبر سنوات وجودها متناسين حقيقة ونضال شعب فلسطين وشهداء القضية الفلسطينية ولم يأخذوا الدروس من التاريخ ولا من مواقف الرئيس عرفات الذي يرهبهم وهو شهيدا في ثرى الوطن الفلسطيني, لأننا ننتمي إلى هذه الأرض الطيبة التي أنجبت ياسر عرفات وجد جد ياسر عرفات تحضنه ثرى ترابها الغالي وستبقي الأرض لنا مهما مضت السنين ومهما طال الزمان فلن يسقط حقنا بالتقادم ولن تستطيعوا تزوير التاريخ وعليك يا اولمرت قراءة التاريخ جيدا فأنت لا تعرف من هو ياسر عرفات الذي أسس الثورة ولم تقرا عن جد جد ياسر عرفات الذي ينتمي إلى أسرة لها تاريخها الإسلامي العريق ومواقفها المشرفة على مدار التاريخ فعليك إن تدرك إن القدس فلسطينية الوجهة والملامح وعربية العمق والتوجه وإسلامية الرسالة والهدف وستبقى القدس عنوانا فلسطينيا والشعب العربي الفلسطيني الذي أنجب ياسر عرفات لن ولم يتنازل عن القدس لأنه التاريخ وياسر عرفات استشهد من اجل القدس وهو نال الشهادة بعد إن صدر قراراكم بتصفيته والنيل منه بطريقة زكيه ومعقدة واستطعتم النيل منه جسدا ولكن لن تنالوا من روحه وفكرة ومدرسته ومنهجيته الثورية التي يتعلمها أشبال القدس أشبال فلسطين كل يوم لضيفوا للتاريخ شكلا جديدا وفنونا جديدة لمواجهة الاحتلال المتعفن وأفكاركم الصهيونية القاتلة والدموية والتي أثبتت إنكم انتم الضعفاء ونحن الأقوياء لأننا ننتمي إلى تاريخ وحضارة عريقة إما انتم فلا تاريخ لكم وسيبقى جثمان جد جد ياسر عرفات يلاحق هزائمكم لان ثرى فلسطين ورائحة المسك تفوح فوق جبال الكرمل , هوائها فلسطيني بنكهة عرافتيه وتاريخ أسس له الفدائي الأول ياسر عرفات فالثورة انطلقت لتنتصر وها هو اليوم يحاربكم من جديد ويتحدى عنجهيتكم بكل فخر واعتزاز لأنه ينتمي إلى الأرض الطيبة الفلسطينية فهو لم يأتي من بولندا أو المجر أو هولندا انه ابنا لهذه الأرض الفلسطينية التي أنجبته , ابنا للأرض العربية التي قاتل من اجلها , رافعا بندقيته ومتنقلا بين خنادق الثورة ليصنع تاريخ شعب ويضيء شمس الحرية الوهاجة في ظل الصمت الرديء فانتم لم تعرفون بعد معنى التاريخ وتتناسون إن عرفات هزمكم وهو في قباطيا والخليل عام 1965 وهزمكم عرفات في أول معركة التحدي والمواجهة في الكرامة ليلحق بجيشكم الهزيمة وهزمكم عرفات وهو في بيروت ليخرج منتصرا إلى فلسطين وهزمكم عرفات في الأمم المتحدة عندما قال عبارة الشهيرة لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي وهزمكم عرفات وهو محاصر في المقاطعة برام الله عندما تحدي جنودكم ودباباتكم وقال شهيدا شهيدا شهيد , وهزمكم عرفات وهو يلتف في ثرى الوطن الغالي فلسطين والأرض الطيبة تحتضنه ولحق بكم الهزيمة تلو الهزيمة وسيبقى هو المنتصر لأنه استشهد من اجل القدس فياسر عرفات اخذ القدس ومن يأخذ القدس يأخذ التاريخ ..
إن ياسر عرفات كان الفلسطيني الأول والرقم الصعب ورمزا بكوفيته الفلسطينية عرفه العالم وأصبح رمزا للحرية والعدالة والإنسانية ، وان ياسر عرفات أدرك منذ اللحظة الأولى لإعلان ميلاد الثورة سيكلفه حياته فهو تألق علي صهوة جواده قائدا للثورة , فارسا شجاعا متمرسا أمام حقوقه , مجسدا أروع صور التلاحم والعطاء , محافظا على وحدة شعبه صونا للدماء , معتبرا الوحدة الوطنية أساسا للتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية , رافضا الحروب الأهلية ومعانقا ومقبلا للجميع انه الياسر ابو الثورة وأبو الوطنية والفدائية الفلسطينية , انه التاريخ المعاصر الذي امتد علي امتداد أكثر من نصف قرن , صانع تاريخ أمه ومحققا الانتصار تلو الانتصار في التاريخ الفلسطيني المعاصر , فهل يدرك أعداء التاريخ إن التاريخ لا يمكن إن يعود إلى الوراء , وان الثورة وجدت لتنتصر وهي تسير دوما وفقا لعجلة التاريخ وإنها صنعت المعجزات من تضحيات أبناء شعنا وان شهدائنا وجرحانا وأسرانا الإبطال دفعوا ثمنا غاليا من اجل الحرية والحياة والدولة الفلسطينية المستقلة التي أسسها الزعيم الخالد ياسر عرفات .
إن شعبنا الفلسطيني إذ يخرج بعد أربع سنوات عن بكرة أبيه في مهرجان تخليد ياسر عرفات ليبرهن للجميع إن ياسر عرفات هو ابو الوطنية , وأبو الفدائية , وهو باقي وسيبقي عبر التاريخ نبراسا للأجيال فكرا وممارسة , ونهجا وثورة , وحبا ودولة وقيادة , حربا وسياسة , ووحدة وقوة , ونورا وهداية , فهو أب الشعب الفلسطيني .. أب الفلسطينيين جميعا ..
الشهيد الزعيم الخالد كان رمزاً لقضية شعبنا وللاجئين وحق العودة والوحدة الوطنية التي نتطلع اليوم إلى صونها , وهنا لا ننسى دفاعه عن الحقوق والثوابت الفلسطينية ودورة النضالي في عملية السلام وعدم تنازله عن حقوق شعبنا في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين حسب قرار الأمم المتحدة 194، وان إسرائيل وبدعم مطلق من الإدارة الأمريكية أقدمت علي اغتالته لأنه رفض إسقاط حقه في العودة وتقرير المصير.
وحتى الآن لا يصدق الكثير من رفاق دربه وأبناء شعبنا أن الشهيد الرئيس رحل عنا لكن عزاءنا أن حلمه وحلم كل الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية باق معنا وفينا وسنورثه لأولادنا، حتى يتحقق يوماً ما .
فعلي درب الرئيس الزعيم الخالد باقون حتى النصر .. حتى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
الخميس، نوفمبر 13، 2008
ياسر عرفات ذاكرة الأجيال
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق