محمد حسن
في الرابع عشر من حزيران من عام 2007 هاجمة حركة حماس وجناحها المسلح "كتائب القسام" وعناصر التنفيذية التي شكلها سعيد صيام ، هاجموا مقرات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، مستخدمين أنواع عديدة من الأسلحة الثقيل والخفيفة "بالقصف بالصواريخ وقذائف الهاون والأربجي" والسلاح الأوتوماتيكي الخفيف والقناصة التي اعتلت أبراج غزة، وحدث بلا حرج عن أنواع وأشكال الإعدامات التي لكل منها قصة وما خلفتها من جيش من المعاقين والمصابين.
كانت أيام شداد على مصير الشريك السياسي في الحكم، وأيضاً أيام شداد على الشعب الفلسطيني الذي لم يتوقع يوماً بأن تياراً إسلامياً جاء بمشروع وطني وإسلامي ضخم، وببرنامج فاق الخيال عنوانه "التغيير والإصلاح" ليخرج سراباً وينسف القضية الفلسطينية بين ليلة وضحاها ولم يبقي لها أثراً بعد عين، بينما شكلت من الناحية الثانية الصورة السيئة لإنسان الفلسطيني المقاوم ومشروعه الثوري الذي شيد بدماء مئات آلاف من الشهداء والجرحى والأسرى منذ فجر الثورة الفلسطينية.
حقاً كانت أيام شداد ولا تزال حتى هذه اللحظة، شداد على شعبنا ؛ عندما رأينا مؤسسات الوطن والمواطن ومقدراته "الخدماتية" التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية؛ تدمر وتنتهك وتسلب وتتبادل القسمة وتباع في المزاد العلني من قبل بعض المرتزقة وسفاكي الدماء، وصلت لحد الشفير والقتل والتصفية فيما بينهم، وسجل أيضاً أيها التاريخ عن فضائحهم التي أراد الله بها أن تكشف .
فقبل شهر رمضان المبارك من هذا العام قامت أجهزة حماس في قطاع غزة بالسيطرة على مؤسسات الأندية وسلبت محتوياتها، في خطوة منها لتعميق الانقسام كما صنعت في التعليم والصحة وغيرها من المرافق الوطنية، جعلت المواطن الفلسطيني في حيرة من أمره . ربما سلمت لاحقاً بعض الأندية بعد تفريغها من محتوياتها وممتلكاتها كما صنعت سابقاً في المؤسسات والجمعيات الخدماتية والإنسانية التي تقدم المساعدات للمواطنين وذوي الاحتياجات في ظل الحصار والإغلاق بحجة أنها تابعة وتمول من حركة فتح أو دون ترخيص .
نادي الشجاعية الرياضي كانت له ظروفه المميزة التي يتمتع بها؛ خاصة وأنه يحتوي على عدد من المحلات التجارية التي تعمل بالأجر وتجني عائدات ربحية ، تعود بالنفع على النادي والمنشطين من بداخله من أطقم وكوادر مهنية لشراء المستلزمات الخاصة من قرطاسية وتدعم إنشاء أنشطة وبطولات أندية بين المناطق وترصد مكافئات وجوائز ، كما تصرف رواتب رمزية على بعض النفر المساهمين في الرقي بكرة القدم وغيرها من الألعاب التنشيطية.... لكن ما جرى في نادي الشجاعية عقب سيطرة حماس هو إعدام لكرة القدم ولعشاق وأبطال كرة القدم، "قتل لنفس والروح والجسد والعقل"، عندما يتحول هذا المرفق الوطني من مجمع للعلم والحرية والأبداع إلى سجن وزنازين يعذب فيها المواطنين فتنتهك كرامتهم ... فلمست العذاب والظلم الذي كنف من خرج منه معذباً أو مهاناً، وبين من لم يجد مكاناً لممارسة الموهبة ومهنة الرياضة، وبين هذه وتلك علمت أيضاً من بعض تجار المحلات المستفيدين من النادي بأن عناصر من القسام اختلفوا مرتين فيما بينهم على من يجني أموال الإيجار، بل أجبر بعضهم التجار على الدفع مرتين وإلا يواجهوا العقوبة.، أما أبواب النادي فهي مغلقة وكتب على جدرانه "موقع خاص بالتنفيذية" وتم توظيف بعض الحراس المسلحين الذين يمنعون الأهالي من دخوله، باستثناء عناصر حماس المعروفة لديهم.
باختصار ما يجري لا يقل خطورة عن قراصنة البحر في الصومال وإن كان الاختلاف على البر وطبيعة السكان؛ فالهدف واحد والغاية واحدة "السرقة والتدمير والاحتكار والصورة السيئة".
الخميس، نوفمبر 20، 2008
نادي الشجاعية الرياضي وقراصنة حماس في غزة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق