سعيد علم الدين
ألف مبروك لشعب لبنان الأبي الطيب الذي ضحى بالغالي والنفيس، صابرا مثابرا، جبارا ثائراً، عنيدا بالحق هادراً، ليتحقق هذا الإنجاز التاريخي باعتراف النظام السوري الحالي أخيرا " مكرها أخاك لا بطل" باستقلال لبنان، متأخرا أكثر من ستين سنة من الزمان.
لأنه وللأسف فكل الأنظمة السورية المتعاقبة ومنذ استقلال البلدين عن فرنسا لم تعترف باستقلال لبنان، ولم تتركه بحاله يرتاح لحظة واحدة من تدخلاتها في شؤونه مصدرةً له المشاكل والقلاقل والفتن واحدة بعد الأخرى، الى أن تحقق لها واحتلته بالكامل في عهد حافظ الاسد.
والفتن منها على سبيل المثال:
- فتنة عام 58 ضد الرئيس الراحل كميل شمعون التي اشعلوها باغتيالهم الصحفي نسيب المتني،
- وفتنة حرب السنتين التي أشعلوها باغتيالهم الشهيد معروف سعد وتسببت باحتلالهم للبنان،
- وفتنة "فتح الاسلام" الأخيرة، التي حبكتها إسلاميا للتضليل وصدرتها المخابرات السورية بالتواطؤ مع منظمتي فتح الانتفاضة والقيادة العامة لخراب لبنان،
- وفتنة المربعات والمعسكرات والانفاق الفلسطينية التابعة لها، وحتى أن الثورة الفلسطينية التي انطلقت في الأساس من دمشق "قلب العروبة النابض" أغلقوا في وجهها أبواب الجولان المحتل بعد طرْدِها من الأردن وصدروها بالكامل إلى لبنان بعد ان فرضوا عليه اتفاق القاهرة المشؤوم الذي حوله إلى ساحة مستباحة للصراعات العربية والدولية ولتصفية الحسابات على حساب دماء شعبه المنهك والذي لا يريد له شيخ الشباب حسن نصر الله حتى اليوم أن يرتاح ويعيش بسلام بسبب مشروعه الإيراني وبدعم من القائد البرتقالي البونابرتي العنتري ابو الميش. الذي ذهب الى ايران العظمى ليبيع لبنان ويقبض السعر ويقدم لأبي جمرا وشركاه في التكتل العوني البقشيش.
هذا انتصار ولا كل الانتصارات، إنه انتصارٌ لوطن مستباح أرادوا له الموت في 14 شباط 05 فنهض ماردا من نارٍ مقدسةٍ أشعلتها دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي الرفاق الشهداء شهبا أبدية في العلاء.
انه أيضا انتصار تاريخي لثورة الأرز الحضارية البيضاء التي تعمدت بدماء الشهداء، والتي لم تقع فيها ضربة كف، والتي تلاحمت فيها بأحلى الصور الوطنية الرائعة قوى الشعب المليونية الثائرة مع الجيش الوطني، والتي وللأسف لطخها، بدماء الأبرياء من شهداء انتفاضة الاستقلال، فيما بعد دول وجماعات ومخابرات وعصابات وزعران الثورة المضادة البائسة اليائسة والحاقدة البائدة المعروفة لجميع اللبنانيين والعرب والعالم.
إنه انتصار تاريخي للملايين التي انتفضت رغم عسس الليل ومخابرات النهار، واندفعت رغم الحواجز، وهدرت رغم الكبت، وصرخت رغم القمع، وبكت دموع الفرح، وهتفت وغنَّت ولوحت بالأعلام اللبنانية في يوم 14 آذار.
هذا وبلا شك هو انتصار تاريخي للبنان الديمقراطي التعددي الحضاري الذي ارادوه ان يكون على شاكلتهم شمولي مخابراتي ظلامي قمعي ارهابي. ولهذا فهذا الانتصار لقوى الحرية والديمقراطية يعتبر صفعة للمحور الايراني السوري الشمولي.
هذا الانتصار ما كان ليتحقق دون الدعم المعنوي والمادي الهائل للدولة اللبنانية من الاشقاء: كالسعودية ومصر والاردن والكويت وقطر والامارات، والاصدقاء: كفرنسا وامريكا وايطاليا والمانيا واسبانيا وسويسرا.
نعم هذا انتصار تاريخي لشعب لبنان العظيم وليس لشعب لبنان الذي يريده ميشال عون عبيطا تائها تابعا مستتبعا ذيلا ذليلا للمشروع الصفوي الإيراني ولدولة الملالي العظمى.
ولهذا فما حدث اليوم في دمشق بين صلوخ والمعلم ليس اعلان علاقات دبلوماسية عادية بعد دولتين، بل هو ثمرة يانعة لنضال طويل وكفاح مرير معمد بالدم خاضه زعماء الشعب اللبناني الأحرار من قوى 14 اذار، مقدمين الشهداء واحدا بعد الآخر، من أجل ان يتحقق هذا الانتصار.
فترنمي يا أرواح شهداء انتفاضة الاستقلال في العلاء.
ولن يكتمل الحلم الا بمعاقبة القتلة وانتصار العدالة في لبنان وبلاد الشرق.
الأربعاء، أكتوبر 15، 2008
هذا انتصارٌ تاريخيٌّ لثورةِ الأرزِ البيضاء
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق