سعيد علم الدين
لا بد من رفع الصوت عاليا ليسمع بعض الطُّرْشِ الصُّم، والتنديد بأشد العبارات، لما يحصل هذه الأيام في بلاد الرافدين من أعمال قمع وإرهاب وتهجير وخطف، واغتيالات بشعة، وتعديات حاقدة، وتهديدات سافرة، لا تمت لأهل العراق الأصيلين الشرفاء بصلة، ضد أهلنا المسيحيين العراقيين.
فالمسيحيون في العراق وفي كل العالم العربي:
- هم أهلنا وأقرباؤنا الذين تربينا معهم على الإلفة والمحبة وتقاسم شظف العيش ورغده، وأحزان الحياة وسعادتها، وآلام الشرق العربي ومآسيه وانتصاراته وهزائمه.
وهكذا أعدمت تركيا في بيروت ساحة الشهداء في 6 أيار المسيحي الى جانب المسلم، وكذلك حدثت في نفس الوقت نفس الإعدامات بحق أحرار العرب من مسلمين ومسيحيين في دمشق ساحة المرجة.
وضد الاستعمار الفرنسي انتفض حزب الكتائب المسيحي يدا بيد الى جانب حزب النجادة المسلم لتحقيق الاستقلال للبنان، واعتقلت القوات الفرنسية بشارة الخوري الماروني إلى جانب الشهيد رياض الصلح المسلم.
وتهجر من فلسطين على يد الصهاينة المسيحي الفلسطيني إلى جانب المسلم.
واغتالت اسرائيل في بيروت عام 73 القيادي المسيحي الفلسطيني الشهيد كمال ناصر الى جانب القيادي المسلم الشهيد كمال عدوان.
وفي 14 اذار 05 في لبنان انتفض المسيحي الى جانب المسلم في وجه آلة القمع، وعسس الشر، وارهاب المخابرات، وأرباب انظمة الاغتيالات، لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، وقيام الدولة السيدة والمستقلة تحت ظلال الحرية والديمقراطية مجللين بالعلَم المفدى.
والرئيس الشهيد رفيق الحريري المسلم بَكَتْهُ الراهبة وبيدها الإنجيل الى جانب الشيخ وبيده القرآن.
وفي معارك نهر البارد الخالدة دفاعا عن استقلال وسيادة وسلامة أرض لبنان هوى الجندي المسيحي معانقا ارض الوطن المقدسة إلى جانب اخيه المسلم.
- وهم جيراننا وأصدقاؤنا، ولا عجب ان نحتفل معا بالأعياد الدينية والوطنية المشتركة. حيث في المدينة الواحدة وفي القرية الصغيرة تجد الجامع بجانب الكنيسة من لبنان الى سوريا الى فلسطين الى العراق والسودان ومصر وحتى البحرين وباقي الدول العربية.
- وهم جذورنا الأصيلة الضاربة في أعماق التاريخ العربي القديم قبل ظهور الإسلام. حيث كانت الكعبة "بيت الله" مزارا مركزيا، وبيتا مقدسا لهم ولنا، وعند انتصار الإسلام، معروف عن النبي محمد(ص) تاريخيا، انه قد حطم كل الأصنام وأبقى فقط على تمثال السيدة العذراء والسيد المسيح في قلبها احتراما لقدسيتهما.
- وهم شعلة حضارتنا العربية قديما وحديثا التي ما زلنا نعتز بها حتى الآن. حيث كان المترجمون والكتبة المسيحيون قديما هم السباقين بحماس لنقل العلوم والآداب والفلسفة والفنون عن الإغريق وغيرهم الى العربية، مما ساهم مساهمة أساسية في نهضة الدولة الأموية وتألق الحضارة العباسية وتعملق الحضارة الأندلسية. وحيث كان أيضا المفكرون والأدباء والمثقفون المسيحيون هم السباقين حديثا في انبعاث النهضة العربية في الشرق التي أشعت في بداية القرن العشرين ثم انطفأ نورها بفعل الدكتاتوريين العسكريين والظلاميين القمعيين والشموليين الفاشلين، وما زالت تصارع ظلام الشمولية.
- وهم مخزون تراثنا الروحي والديني والحضاري عودة الى القرآن الكريم تؤكد ذلك.
فالاعتداء عليهم هو اعتداء علينا جميعا.
والحفاظ على وجودهم في الشرق هو حفاظ على روحه المتوهجة المبدعة العالمية.
ولهذا فإن دل ما يحصل في العراق على شيء فإنه يدل على ان القوى الامبريالية التوسعية الخبيثة التي تضمر الشر للعراق الجديد ما زالت مستمرة في مؤامرتها الحاقدة لضرب قيام دولته الحرة الديمقراطية التعددية الحديثة، وذلك من خلال ضرب أسس العيش المشترك بين أديانها ومذاهبها وأعراقها وأقلياتها.
المطلوب من الحكومة العراقية الوطنية حماية كل مكونات الشعب العراقي، وبالأخص المسيحيين العزل الأبرياء المسالمين الذين يتعرضون للإبادة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تهديدهم بوقاحة، وتهجيرهم من بيوتهم وقراهم وفي وضح النهار وفضْحِهِ على الملأ:
عربيا كان او كرديا او ايرانيا او تركيا أو أمريكيا!
المطلوب من القوات الأمريكية ان تقوم بدورها هي الأخرى في حماية المسيحين. كيف لا، وهي كقوة احتلال عسكري للعراق تتحمل المسؤولية الأولى في حماية اقلياته من المصطادين في المياه العكرة.
المطلوب أيضا من الحكومة الإقليمية في كردستان العراق، كقوة عسكرية في المنطقة، التعاون بشكل جذري وجدي ومتين مع الحكومة المركزية في بغداد ورفع الغطاء عن القتلة الجناة وملاحقتهم مع حكومة المالكي اين وايا كانوا. لأن ذلك سيعود بالضرر الكبير على القضية الكردية العادلة وسيجلب لها العواقب، اذا كان" وكما نسمع" أن هناك فصائل كردية تريد فرض أمر واقع وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين للسيطرة عليها.
ويظل نظام الملالي في إيران صاحب المشاريع المشبوهة في السيطرة على المنطقة العربية بالكامل هو المسؤول الأول استراتيجيا عن تخريب العراق الجديد، وتدمير ديمقراطيته، وضرب وحدته الوطنية، وقمع روح شعبه الخلاقة.
هذا وباعتراف رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني الذي كشف حقيقة الدور الإيراني الخبيث في العراق. حيث نقلت عنه وكالة "ارنا" الايرانية 18 حزيران 08، قوله:
" إن أميركا كانت تتصور أنها تستطيع بناء صرح ديموقراطي في العراق يلقي بظلاله على سوريا وإيران ، لكن الإستراتيجية الصحيحة التي اتبعتها إيران والصحوة الإسلامية التي ظهرت في المنطقة أدخلت الأميركيين في التيه بالعراق".
من يعترف بتنفيذ هذه الاستراتيجية الدموية بحق الشعب العراقي وبحجة ادخال الامريكيين في التيه، فهو المسؤول الأول عن كل ما يُرتكب في العراق من جرائم ضد المسحيين وغيرهم، تحللها دينيا وتشرعها لهم اوامر ملالي ولاية الفقيه.
وكأن جماعة الملالي يقتلون العراقيين الطيبين، لكي تقول أمريكا أخ!
تماما كما قامت جحافلهم المقنعة في 7 ايار المشؤوم باحتلال بيروت المسالمة وضرب الجبل الشامخ، وقالت امريكا أخ!
لا بد من رفع الصوت عاليا ليسمع بعض الطُّرْشِ الصُّم، والتنديد بأشد العبارات، لما يحصل هذه الأيام في بلاد الرافدين من أعمال قمع وإرهاب وتهجير وخطف، واغتيالات بشعة، وتعديات حاقدة، وتهديدات سافرة، لا تمت لأهل العراق الأصيلين الشرفاء بصلة، ضد أهلنا المسيحيين العراقيين.
فالمسيحيون في العراق وفي كل العالم العربي:
- هم أهلنا وأقرباؤنا الذين تربينا معهم على الإلفة والمحبة وتقاسم شظف العيش ورغده، وأحزان الحياة وسعادتها، وآلام الشرق العربي ومآسيه وانتصاراته وهزائمه.
وهكذا أعدمت تركيا في بيروت ساحة الشهداء في 6 أيار المسيحي الى جانب المسلم، وكذلك حدثت في نفس الوقت نفس الإعدامات بحق أحرار العرب من مسلمين ومسيحيين في دمشق ساحة المرجة.
وضد الاستعمار الفرنسي انتفض حزب الكتائب المسيحي يدا بيد الى جانب حزب النجادة المسلم لتحقيق الاستقلال للبنان، واعتقلت القوات الفرنسية بشارة الخوري الماروني إلى جانب الشهيد رياض الصلح المسلم.
وتهجر من فلسطين على يد الصهاينة المسيحي الفلسطيني إلى جانب المسلم.
واغتالت اسرائيل في بيروت عام 73 القيادي المسيحي الفلسطيني الشهيد كمال ناصر الى جانب القيادي المسلم الشهيد كمال عدوان.
وفي 14 اذار 05 في لبنان انتفض المسيحي الى جانب المسلم في وجه آلة القمع، وعسس الشر، وارهاب المخابرات، وأرباب انظمة الاغتيالات، لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة، وقيام الدولة السيدة والمستقلة تحت ظلال الحرية والديمقراطية مجللين بالعلَم المفدى.
والرئيس الشهيد رفيق الحريري المسلم بَكَتْهُ الراهبة وبيدها الإنجيل الى جانب الشيخ وبيده القرآن.
وفي معارك نهر البارد الخالدة دفاعا عن استقلال وسيادة وسلامة أرض لبنان هوى الجندي المسيحي معانقا ارض الوطن المقدسة إلى جانب اخيه المسلم.
- وهم جيراننا وأصدقاؤنا، ولا عجب ان نحتفل معا بالأعياد الدينية والوطنية المشتركة. حيث في المدينة الواحدة وفي القرية الصغيرة تجد الجامع بجانب الكنيسة من لبنان الى سوريا الى فلسطين الى العراق والسودان ومصر وحتى البحرين وباقي الدول العربية.
- وهم جذورنا الأصيلة الضاربة في أعماق التاريخ العربي القديم قبل ظهور الإسلام. حيث كانت الكعبة "بيت الله" مزارا مركزيا، وبيتا مقدسا لهم ولنا، وعند انتصار الإسلام، معروف عن النبي محمد(ص) تاريخيا، انه قد حطم كل الأصنام وأبقى فقط على تمثال السيدة العذراء والسيد المسيح في قلبها احتراما لقدسيتهما.
- وهم شعلة حضارتنا العربية قديما وحديثا التي ما زلنا نعتز بها حتى الآن. حيث كان المترجمون والكتبة المسيحيون قديما هم السباقين بحماس لنقل العلوم والآداب والفلسفة والفنون عن الإغريق وغيرهم الى العربية، مما ساهم مساهمة أساسية في نهضة الدولة الأموية وتألق الحضارة العباسية وتعملق الحضارة الأندلسية. وحيث كان أيضا المفكرون والأدباء والمثقفون المسيحيون هم السباقين حديثا في انبعاث النهضة العربية في الشرق التي أشعت في بداية القرن العشرين ثم انطفأ نورها بفعل الدكتاتوريين العسكريين والظلاميين القمعيين والشموليين الفاشلين، وما زالت تصارع ظلام الشمولية.
- وهم مخزون تراثنا الروحي والديني والحضاري عودة الى القرآن الكريم تؤكد ذلك.
فالاعتداء عليهم هو اعتداء علينا جميعا.
والحفاظ على وجودهم في الشرق هو حفاظ على روحه المتوهجة المبدعة العالمية.
ولهذا فإن دل ما يحصل في العراق على شيء فإنه يدل على ان القوى الامبريالية التوسعية الخبيثة التي تضمر الشر للعراق الجديد ما زالت مستمرة في مؤامرتها الحاقدة لضرب قيام دولته الحرة الديمقراطية التعددية الحديثة، وذلك من خلال ضرب أسس العيش المشترك بين أديانها ومذاهبها وأعراقها وأقلياتها.
المطلوب من الحكومة العراقية الوطنية حماية كل مكونات الشعب العراقي، وبالأخص المسيحيين العزل الأبرياء المسالمين الذين يتعرضون للإبادة، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تهديدهم بوقاحة، وتهجيرهم من بيوتهم وقراهم وفي وضح النهار وفضْحِهِ على الملأ:
عربيا كان او كرديا او ايرانيا او تركيا أو أمريكيا!
المطلوب من القوات الأمريكية ان تقوم بدورها هي الأخرى في حماية المسيحين. كيف لا، وهي كقوة احتلال عسكري للعراق تتحمل المسؤولية الأولى في حماية اقلياته من المصطادين في المياه العكرة.
المطلوب أيضا من الحكومة الإقليمية في كردستان العراق، كقوة عسكرية في المنطقة، التعاون بشكل جذري وجدي ومتين مع الحكومة المركزية في بغداد ورفع الغطاء عن القتلة الجناة وملاحقتهم مع حكومة المالكي اين وايا كانوا. لأن ذلك سيعود بالضرر الكبير على القضية الكردية العادلة وسيجلب لها العواقب، اذا كان" وكما نسمع" أن هناك فصائل كردية تريد فرض أمر واقع وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين للسيطرة عليها.
ويظل نظام الملالي في إيران صاحب المشاريع المشبوهة في السيطرة على المنطقة العربية بالكامل هو المسؤول الأول استراتيجيا عن تخريب العراق الجديد، وتدمير ديمقراطيته، وضرب وحدته الوطنية، وقمع روح شعبه الخلاقة.
هذا وباعتراف رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني الذي كشف حقيقة الدور الإيراني الخبيث في العراق. حيث نقلت عنه وكالة "ارنا" الايرانية 18 حزيران 08، قوله:
" إن أميركا كانت تتصور أنها تستطيع بناء صرح ديموقراطي في العراق يلقي بظلاله على سوريا وإيران ، لكن الإستراتيجية الصحيحة التي اتبعتها إيران والصحوة الإسلامية التي ظهرت في المنطقة أدخلت الأميركيين في التيه بالعراق".
من يعترف بتنفيذ هذه الاستراتيجية الدموية بحق الشعب العراقي وبحجة ادخال الامريكيين في التيه، فهو المسؤول الأول عن كل ما يُرتكب في العراق من جرائم ضد المسحيين وغيرهم، تحللها دينيا وتشرعها لهم اوامر ملالي ولاية الفقيه.
وكأن جماعة الملالي يقتلون العراقيين الطيبين، لكي تقول أمريكا أخ!
تماما كما قامت جحافلهم المقنعة في 7 ايار المشؤوم باحتلال بيروت المسالمة وضرب الجبل الشامخ، وقالت امريكا أخ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق