سعيد علم الدين
الكوبرا اللبنانيةُ التي سنتحدث عنها مشهورةٌ بقصْرِ القامةِ، وضخامةِ الرقبةِ، وممهورةٌ بقِصْرِ النظر.
مشهودٌ لها من كل بني البشر بخفةِ الحركةِ وليس الظل، ولهذا فهي ثقيلةُ الدمِّ غليظةُ الفهم.
ميزتُها النادرةُ على الكل هي في اللف والدوران، وجهوزية الانقلاب على البطن أو الظهر، ولا يجاريها حتى أسرع ثعبان، بسرعةِ التنقل من ساحة الوغى الى المرمغةِ في المستنقعِ والوحل.
يسْهُلُ على الكوبرا اللبنانية دون غيرها من الكوبرات المنفوخات الرقاب، الطلوعُ إلى التَّلْ ثم النزول الى تحت الزنار دون خجل، وأيضا إلى اسفل القعر، والمكوثُ فيه أبد الدهر.
هي صغيرةُ الرأسِ والعقل، عنطوزةٌ موتورةٌ مسعورةٌ مرعوبةٌ سليطةُ اللسانِ بلا صدر، منفوخةُ الرقبةِ من كثرة البلع والزلع حيث الافتراس يتم من الرقبة إلى المعدة دون هضم أو ذوقٍ او فكر.
تسكنُ الكوبرا اللبنانية في الروابي العاليات المشرفات على البحر، لِتُمَتِّعَ نظرها بكبرياء من فوق مع الميليشيات وأهل المربعات والفساد، وهم يشعلون الحرائق، ويقتلون الأبرياء، ويسببون الخراب في عاصمة البلاد.
ولهذا فهناك في "الرابية" العالية ينتابها جنون العظمةِ والعظماء، ويمتلكُها شعورُ القوة والاعتلاء فتشعر بالامتلاء وتشير برأسها كالحرباء وما على الآخرين الا الطاعة العمياء.
هي تلسعُ من لم يطعها بلسانها السليط وتنفث عليه الشائعات والأكاذيب والتلفيقات والتراهات والسموم، وتنهش جسدَ من يقف في وجهها وتنبش ماضيه من القبور حتى ولو كان من سادات القوم.
فوحدها الكوبرا اللبنانية هي السيدةُ الشريفةُ، الطاهرةُ العفيفةُ، الصالحةُ النظيفةُ، النزيهةُ المنزهةُ من المهد الى اللحد، ولا يحق لأحد ان يعيبها على أمر صغير او كبير او ينتقد، كيف لا وهي قد صارت مقاومةً عند خامنئي وممانعَةً عند بشار الاسد.
هي تُقادُ وتُشْرى وتباع في السوق حسب السعر، وتنقادُ لمن يدفع لها بسخاء أول أو آخر الشهر.
تشتهر أشرف وأقصر، وأصدق وأطهر، وأكرم وأخطر كوبرا في العالم: بالبلع الزلع، والخبط واللبطِ، واللدغِ واللسع، والقبض بالدولار النظيف على حساب الوطن المرهق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق