محمد حسن
عقب نكبة فلسطين أراد الله أن يعوض هذا الشعب المكلوم خيراً، بعد أن خسر العديد من الشهداء والثوار أثناء مهاجمة العصابات الصهيونية للقرى الفلسطينية وتراجع القوات العربية التي تقهقرت أمام الدعم الغربي والانجليزي لتلك العصابات المغتصبة للوطن، فمنح الرجال الأوفياء، بدءاً من الشهيد الخالد ياسر عرفات والشهيد أبو جهاد وصلاح خلف وسعد صايل والعديد من الشهداء والقادة رموز الثورة...، فكان ميلاد القائد توفيق الطيراوي الذي عُرف وسط أهله وقريته في "الطيرة" بالشجاعة والتربية الحسنة وحب الوطن ونجاحه وتألقه العلمي والمعرفي، فوضع هدفه السامي نصب عينيه ألآ وهو أن يكمل دراسته؛ والقسم من أجل تحرير فلسطين من أيدي اليهود الأوغاد، وأن لا يبتعد عن قريته وعن عاصمة الوطن الجريح هو وعائلته التي هجرت بقوة السلاح والترهيب، حتى أنهى دراسته الثانوية في مدارس "القدس" .
كان حبه للعلم لا يقل مرتبةً عن حبه للوطن، فأصر على إكمال دراسته الجامعية، التي أتخذ منها موقعاً جلياً في التنظيم والنضال والانخراط في صفوف العمل الوطني التحرري لا سيما في جامعات لبنان الشقيق حتى تبوء مناصب رفيعة، نظراً لحنكته ونجاحه في تأدية العديد من المهام المعقدة الموكلة إليه من قبل قيادة الثورة الفلسطينية التي أنضم إليه عقب انطلاقتها بعام واحد على الأقل أي "انطلاقة المارد الفتحاوي في العام 1966م" حتى أصبح أحد الرموز الوطنية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والعمل التنظيمي الخاص بها اتجاه الأطر الطلابية وأمانة السر وهو الذي أهله بأن يكون أحد الأعضاء البارزين؛ والمشهود لهم في المجلس الوطني، وترأسه لقيادة فتح في الساحة اللبنانية، إلى أن وقعت المواجهة العسكرية الدامية عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت بهدف ضرب المنظمة وبنيتها "مؤسساتها العسكرية والتنظيمية العملاقة"، ولكن برعاية القائد العام الشهيد ياسر عرفات والقيادة الحكيمة تمكنوا من تجاوز هذه المحنة وإعادة تنظيم وهيكلة ما أفسده هذا الاجتياح الإجرامي فخرجت الثورة منتصرة بقيادة الرئيس عرفات، ولأن الثورة دائماً ينخرط فيها الأبطال؛ لم يتواني الأخ الطيراوي لحظة واحدة عن تلبية النداء، .. نداء زعيمه مفجر الثورة الفلسطينية، التي أطلق عنانها عندما أذاع أول بيان لعملية فجر عيلبون الفدائية، فكان من أوائل السباقين لحمل السلاح ورفع شعار الكفاح المسلح، والدفاع من جديد عن شرف الثورة والمخيم حتى تبقى فلسطين شمعة مضيئة مدام هناك طفلٌ يرضع، فبدأت توكل للسيد الطيراوي مهام عديدة أهمها المحافظة على تعبئة وتنشئة الفدائي الفلسطيني وغرسه بالثقافة الوطنية والأمنية وتربيته على حب القتال والتضحية، كما تولى مسؤوليات عديدة منها : المحافظة على أمن القيادة التاريخية المخلصة ورجالها الأوفياء، بمساعدة "الشهيد أبو أياد ورئيس المخابرات العامة أمين الهندي" حتى تبقى المخيمات الفلسطينية أمنه مستقرة رغم فوضوية المرحلة، أثناء حرب المخيمات والمليشيات اللبنانية المتصارعة، التي سعت إلى زج الفلسطينيين ومنظمة التحرير في أتون تلك الصراعات الداخلية، مما جعلها مرتعاً للفدائيين والثوار الذين عشقوا حب الفداء والتضحية من أجل فلسطين، ولكن أعداء الثورة لم يهدأ لهم بال، لاسيما بعد تألق أسطورة الثورة والكفاح، كما نعتها زعماء العرب إبانها، فأخذوا يحاصرونها من كل جانب، فكان نصيب الطيرواي كنصيب القائد الشهيد ياسر عرفات والشهيد أبو جهاد و رجال الثورة... الاعتقال من قبل المخابرات السورية والزج في سجونها، إلى أن أفرج عنه ليواصل مشواره بعد أن أمضى قرابة الأربعة أعوام في المعتقلات والزنازين السورية .
وهكذا كانت حياة اللواء الطيراوي يغلبها الطابع العملي والسري والاجتهاد من أجل أن تبقى فلسطين نبض للثورة والثوار، وهو الذي اتسم به عمله خلال مرحلة الشتات، والترحال الطويل أمضاها مع رفاق دربه في النضال الميداني والسياسي إلى أن عاد لحنين وعشق الوطن مقبلاٍ لثراها؛ حتى يكمل ما أقسم عليه؛ وهو بناء المؤسسات وتأهيل الكادر الفلسطيني والرقي به، أي الفدائي الفلسطيني، رغم حساسية منصبه المحرج، فقد سعى جاهداً إلى المحافظة على التراب الفلسطيني من التفريط من قبل بعض التجار وسماسرة الأرض والمفرطين بالتراب الوطني؛ خاصة اتجاه أراضي مدينة القدس المحتلة، فكانت بالنسبة له خط أحمر، وهو ما جعله هدفاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية في أكثر من مرة، وتشديد الخناق عليه، حتى وصلت إلى محاصرته بجانب الرئيس الشهيد "أبو عمار" لعدة أعوام وكان له الشرف الكبير بذلك، لما أبرزه موقفه الداعم من انتفاضة الأقصى ومساندته لرجال المقاومة، وصموده على مبادئه التي غرسها فيه المعلم الشهيد "ياسر عرفات" فجعلته يتحمل أوزار العمل وهمجية الاحتلال، وبهذا الرصيد الرفيع والهائل نال جهاز المخابرات العديد من الأوسمة بفضل قيادته الحكيمة المتمثلة به؛ لا سيما في كشفه وإحباطه العديد من المؤامرات؛ والتنبيه بها وأهمها عمليات التخابر والعمالة مع الاحتلال الإسرائيلي، والسرقة والسلب ومن أشهرها كانت متابعت الجهاز لمجموعة خارج حدود الوطن، لذلك أولى الطيراوي اهتماماً كبيراً أن يتم تشييد الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية من أجل الرقي بالمؤسسة الأمنية خدمة لأمن الوطن والمواطن، ولهذا حرص على أن يواصل دراسته العليا فنال درجة الماجستير؛ رغم تقدم عمره ليس من أجل أن ينال وساماً أو ترقية، بل لأنه يثمن قيمة العلم والتعلم والمتعلم،،، فكل التحية إليك سيدي اللواء وعاشت فلسطين حرة أبية برجالها الأوفياء.
عقب نكبة فلسطين أراد الله أن يعوض هذا الشعب المكلوم خيراً، بعد أن خسر العديد من الشهداء والثوار أثناء مهاجمة العصابات الصهيونية للقرى الفلسطينية وتراجع القوات العربية التي تقهقرت أمام الدعم الغربي والانجليزي لتلك العصابات المغتصبة للوطن، فمنح الرجال الأوفياء، بدءاً من الشهيد الخالد ياسر عرفات والشهيد أبو جهاد وصلاح خلف وسعد صايل والعديد من الشهداء والقادة رموز الثورة...، فكان ميلاد القائد توفيق الطيراوي الذي عُرف وسط أهله وقريته في "الطيرة" بالشجاعة والتربية الحسنة وحب الوطن ونجاحه وتألقه العلمي والمعرفي، فوضع هدفه السامي نصب عينيه ألآ وهو أن يكمل دراسته؛ والقسم من أجل تحرير فلسطين من أيدي اليهود الأوغاد، وأن لا يبتعد عن قريته وعن عاصمة الوطن الجريح هو وعائلته التي هجرت بقوة السلاح والترهيب، حتى أنهى دراسته الثانوية في مدارس "القدس" .
كان حبه للعلم لا يقل مرتبةً عن حبه للوطن، فأصر على إكمال دراسته الجامعية، التي أتخذ منها موقعاً جلياً في التنظيم والنضال والانخراط في صفوف العمل الوطني التحرري لا سيما في جامعات لبنان الشقيق حتى تبوء مناصب رفيعة، نظراً لحنكته ونجاحه في تأدية العديد من المهام المعقدة الموكلة إليه من قبل قيادة الثورة الفلسطينية التي أنضم إليه عقب انطلاقتها بعام واحد على الأقل أي "انطلاقة المارد الفتحاوي في العام 1966م" حتى أصبح أحد الرموز الوطنية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والعمل التنظيمي الخاص بها اتجاه الأطر الطلابية وأمانة السر وهو الذي أهله بأن يكون أحد الأعضاء البارزين؛ والمشهود لهم في المجلس الوطني، وترأسه لقيادة فتح في الساحة اللبنانية، إلى أن وقعت المواجهة العسكرية الدامية عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت بهدف ضرب المنظمة وبنيتها "مؤسساتها العسكرية والتنظيمية العملاقة"، ولكن برعاية القائد العام الشهيد ياسر عرفات والقيادة الحكيمة تمكنوا من تجاوز هذه المحنة وإعادة تنظيم وهيكلة ما أفسده هذا الاجتياح الإجرامي فخرجت الثورة منتصرة بقيادة الرئيس عرفات، ولأن الثورة دائماً ينخرط فيها الأبطال؛ لم يتواني الأخ الطيراوي لحظة واحدة عن تلبية النداء، .. نداء زعيمه مفجر الثورة الفلسطينية، التي أطلق عنانها عندما أذاع أول بيان لعملية فجر عيلبون الفدائية، فكان من أوائل السباقين لحمل السلاح ورفع شعار الكفاح المسلح، والدفاع من جديد عن شرف الثورة والمخيم حتى تبقى فلسطين شمعة مضيئة مدام هناك طفلٌ يرضع، فبدأت توكل للسيد الطيراوي مهام عديدة أهمها المحافظة على تعبئة وتنشئة الفدائي الفلسطيني وغرسه بالثقافة الوطنية والأمنية وتربيته على حب القتال والتضحية، كما تولى مسؤوليات عديدة منها : المحافظة على أمن القيادة التاريخية المخلصة ورجالها الأوفياء، بمساعدة "الشهيد أبو أياد ورئيس المخابرات العامة أمين الهندي" حتى تبقى المخيمات الفلسطينية أمنه مستقرة رغم فوضوية المرحلة، أثناء حرب المخيمات والمليشيات اللبنانية المتصارعة، التي سعت إلى زج الفلسطينيين ومنظمة التحرير في أتون تلك الصراعات الداخلية، مما جعلها مرتعاً للفدائيين والثوار الذين عشقوا حب الفداء والتضحية من أجل فلسطين، ولكن أعداء الثورة لم يهدأ لهم بال، لاسيما بعد تألق أسطورة الثورة والكفاح، كما نعتها زعماء العرب إبانها، فأخذوا يحاصرونها من كل جانب، فكان نصيب الطيرواي كنصيب القائد الشهيد ياسر عرفات والشهيد أبو جهاد و رجال الثورة... الاعتقال من قبل المخابرات السورية والزج في سجونها، إلى أن أفرج عنه ليواصل مشواره بعد أن أمضى قرابة الأربعة أعوام في المعتقلات والزنازين السورية .
وهكذا كانت حياة اللواء الطيراوي يغلبها الطابع العملي والسري والاجتهاد من أجل أن تبقى فلسطين نبض للثورة والثوار، وهو الذي اتسم به عمله خلال مرحلة الشتات، والترحال الطويل أمضاها مع رفاق دربه في النضال الميداني والسياسي إلى أن عاد لحنين وعشق الوطن مقبلاٍ لثراها؛ حتى يكمل ما أقسم عليه؛ وهو بناء المؤسسات وتأهيل الكادر الفلسطيني والرقي به، أي الفدائي الفلسطيني، رغم حساسية منصبه المحرج، فقد سعى جاهداً إلى المحافظة على التراب الفلسطيني من التفريط من قبل بعض التجار وسماسرة الأرض والمفرطين بالتراب الوطني؛ خاصة اتجاه أراضي مدينة القدس المحتلة، فكانت بالنسبة له خط أحمر، وهو ما جعله هدفاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية في أكثر من مرة، وتشديد الخناق عليه، حتى وصلت إلى محاصرته بجانب الرئيس الشهيد "أبو عمار" لعدة أعوام وكان له الشرف الكبير بذلك، لما أبرزه موقفه الداعم من انتفاضة الأقصى ومساندته لرجال المقاومة، وصموده على مبادئه التي غرسها فيه المعلم الشهيد "ياسر عرفات" فجعلته يتحمل أوزار العمل وهمجية الاحتلال، وبهذا الرصيد الرفيع والهائل نال جهاز المخابرات العديد من الأوسمة بفضل قيادته الحكيمة المتمثلة به؛ لا سيما في كشفه وإحباطه العديد من المؤامرات؛ والتنبيه بها وأهمها عمليات التخابر والعمالة مع الاحتلال الإسرائيلي، والسرقة والسلب ومن أشهرها كانت متابعت الجهاز لمجموعة خارج حدود الوطن، لذلك أولى الطيراوي اهتماماً كبيراً أن يتم تشييد الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية من أجل الرقي بالمؤسسة الأمنية خدمة لأمن الوطن والمواطن، ولهذا حرص على أن يواصل دراسته العليا فنال درجة الماجستير؛ رغم تقدم عمره ليس من أجل أن ينال وساماً أو ترقية، بل لأنه يثمن قيمة العلم والتعلم والمتعلم،،، فكل التحية إليك سيدي اللواء وعاشت فلسطين حرة أبية برجالها الأوفياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق