راسم عبيدات
......تحدثت الإنباء على انه في فترة عيد الفطر السعيد،جرت عمليات تحرش جنسي بالنساء في الشارع العام،ليست على نطاق فردي فقط، بل وبشكل جماعي،حيث شارك أكثر من مئة وخمسين شاب في مصر في عملية التحرش تلك،والتي وصلت حد الاعتداء الجسدي وتمزيق ملابس النساء،ونفس الشيء حصل مع فتاة في الكويت،وهذه الظاهر تعكس عمق الأزمات الاجتماعية في تلك المجتمعات،والتي تعتبر قضية الجنس والنظرة الدونية والشهوانية للمرأة وتخلف وتشوه وتسطيح الوعي،وغياب الرقابة على البرامج التلفزيونية،وما تبثه من برامج هابطة ومدبلجة،والتي تتزايد وتتكاثر في تلك الفضائيات كتكاثر الطحالب على العملة الفاسدة وكذلك مواقع الانترنت،ناهيك عن التأثر السلبي بالحضارات الغربية والناتجة عن الغزو الثقافي والإعلامي المعولم،والمستهدف بالأساس تخريب الوعي وقتل الإرادة وروح الانتماء عند الفئات الحية في المجتمع وفي القلب منها الشباب بحضارتهم وثقافتهم وقيمهم وأخلاقهم،حيث تغيب عملية التوعية والتثقيف بمخاطر مثل هذا الغزو الممنهج والموجه.
ونحن نتلمس عمق الأزمة في المجتمعات العربية والإسلامية في هذا الجانب،من خلال التناقض الحاد والصارخ بين ما تبدو عليه تلك المجتمعات من تدين وورع وتقوى،وبين ما يجري في العمق والباطن ،حيث الكثير الكثير من الممارسات المتعاكسة والمتناقضة مع ما تبدو عليه اللوحة والصورة،فتجارة الجنس والدعارة تنشط وتزدهر في المجتمعات العربية أكثر منها في أي بلد أوروبي آو غربي،رغم الكثير من الفتاوي التي يصدرها العديد من فقهاء ورجال دين السلاطين،للتخفيف من حدة هذه المسألة وإيجاد الحلول التي تحد من مثل هذه الظواهر،حيث ظهرت وطفت على السطح الكثير من أشكال الزوج مثل زواج المتعة والمسيار والونس والكيف وغيرها،ناهيك عن تعدد الزوجات والعشيقات،حتى أن المخرجة ايناس الدغيدي والمعروفة في جرأتها في طرح ومعالجة القضايا الاجتماعية ومحامية جزائرية معروفة دعتا إلى ترخيص ظاهرة الدعارة،حتى تكون الأمور تحت الرقابة والإشراف،بدلاً من ما يجري من ممارسات في الخفاء تفوق ما يظهر بمئات المرات،ونحن هنا نورد تقارير هيئات ومؤسسات دولية،حيث أظهرت وأشارت تلك التقارير إلى أن المغرب هي ثاني دولة على صعيد العالم في تجارة اللحم الأبيض والإمارات العربية تحتل المرتبة السادسة على ذلك الصعيد،ومن أصل 3500 قناة جنسية،هناك 2800 منها مملوكات لأمراء ورجال أعمال عرب،وهي تبث برامجها الجنسية فقط للدول العربية والإسلامية ودول أمريكيا اللاتينية.
المأساة هنا أننا في المجتمعات العربية،لا نعترف بوجود مثل هذه المشاكل والظاهر حتى نستطيع أن نعالجها بشكل جدي وحقيقي،ونتعامل مع الأمور على قاعدة النعامة،دفن الرأس في الرمل وانكشاف الجسم،ونريد أن نعالج بطرق سطحية وخجولة وبالفهم العشائري والقبلي في المشاكل الاجتماعية"الطبطبه واللفلفه"،حيث يتم إغلاق الجرح على الصديد،لكي ينفجر لاحقاً مخلفاً الكثير من الأضرار والمشاكل،أو على قاعدة الانتصارات التلفزيونية التي حققنها على إسرائيل،فرغم كل الهزائم العسكرية والسياسية التي منينا بها في حروبنا وصراعنا مع إسرائيل،مع استثناء الانتصار اليتيم الذي حققه حزب الله في تموز/ 2006، إلا أن الكثير من قنواتنا التلفزيونية والفضائية،تصر على أن تلك الهزائم انتصارات وفيها الكثير من البطولات المنقطعة النظير،والنتيجة ضياع فلسطين والعراق وعلى الطريق دول عربية أخرى،وكل من يحاول طرح تلك المشكلة بأبعادها الحقيقية ويميط اللثام عن وجودها،نتصدى له بكل قوة،وتنبري الكثير من الأقلام والمرجعيات الدينية،في شن هجومها وحربها على من يتحدث بهذه الظاهرة،أو يتصدى لها بجرأة أو يطالب بالعمل على معالجتها بشكل جدي وحقيقي،فعبارات التخوين والتكفير والاتهام بالانحلال والإلحاد والمطالبة بإقامة الحد هي جاهزة،وكيف يجري الحديث والتطرق لهذه المسائل في مجتمع مسلم عنوانه الورع والتقوى والتدين،والهدف من طرح الموضوع هو فقط إشاعة الرذيلة والانحلال في تلك المجتمعات العربية والإسلامية،ناهيك عن سهولة وسرعة الاتهام بتقديم خدمة مجانية لأعداء الأمة من غرب وصهاينة وغير ذلك.
أما أن تصل الأمور حد التحرشات العلنية والجماعية في الشوارع العامة،وإقامة حفلات المجون والدعارة الجماعية وتبادل الزوجات كما حدث مع سبعة أزواج وزوجاتهم في سوريا مؤخراً،وإقامة العديد من الحفلات للشواذ جنسيا في أكثر من بلد عربي وإسلامي،وأيضاً استعداد الكثير من الفتيات العربيات وحتى الجامعيات منهن،لتقديم خدمات جنسية عبر الهاتف وشبكة الانترنت لشباب مقابل تعبئة "كرتات" لهن في جوالاتهن،فهذه المسائل تعكس حجم وعمق الأزمة في المجتمعات العربية في هذا الجانب،والتي يجب أن تقرع ناقوس خطر أمام كل الجهات المسؤولة من سلطة وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وتربويين ومفكرين ومشرعين ورجال دين وغيرهم،والمسألة لم تعد تحتمل النفاق والدجل الاجتماعي،والتقليل من حجم الظاهرة،أو تسطيح المشكلة وتبسيطها،أو الإصرار على نفي هذه الظاهرة والمشكلة،وكيل الاتهامات ومهاجمة من يقولون بوجودها وضرورة معالجتها وتحصين المجتمع ضدها،عبر عمليات جادة حثيثة من التربية والتثقيف في البيت والمدرسة والجامعة،ورقابة مباشرة على القنوات الفضائية والشبكات الالكترونية،وما تبثه من برامج هابطة والاستعاضة عنها ببرامج جادة وتثقيفية،ناهيك عن توفير المؤسسات الشبابية التي تمكن الشباب من استغلال قدراتهم ومواهبهم،واكتشاف وتفجير ما لديهم من قدرات وإبداعات،ناهيك عن عقد لقاءات واجتماعات وإقامة ندوات ومحاضرات،تناقش هذه المشكلة والظاهرة على أرضية وجودها،والبحث في سبل وطرق معالجتها والحد من انتشارها،وليس على قاعدة "عنزة ولو طارت"،أي نفي الظاهرة واعتبارها خاصة بالمجتمعات الغربية،فهذه المجتمعات لا تحدث عندها هذه الظواهر بالصورة التي تحدث بها عندنا،وأنا أجزم القول أن النساء لو سارت عندنا في الشوارع والأسواق باللباس الذي ترتديه النساء الغربيات،لرأيت وشاهدت الكثير من جرائم الاغتصاب العلنية وعشرات الآلاف من حالات التحرش الجنسي.
والمشكلة لن تحلها لا العواطف ولا الشعارات ولا ما نسبغه على مجتمعنا من قيم ومبادئ، فهذه مشكلة كبيرة الحجم وخطيرة الإبعاد، وبحاجة إلى معالجات جادة وحقيقية،يشارك فيها كل في موقعه تربويين ومفكرين ورجال دين وأرباب أسر ووسائل إعلام وغيرهم.
......تحدثت الإنباء على انه في فترة عيد الفطر السعيد،جرت عمليات تحرش جنسي بالنساء في الشارع العام،ليست على نطاق فردي فقط، بل وبشكل جماعي،حيث شارك أكثر من مئة وخمسين شاب في مصر في عملية التحرش تلك،والتي وصلت حد الاعتداء الجسدي وتمزيق ملابس النساء،ونفس الشيء حصل مع فتاة في الكويت،وهذه الظاهر تعكس عمق الأزمات الاجتماعية في تلك المجتمعات،والتي تعتبر قضية الجنس والنظرة الدونية والشهوانية للمرأة وتخلف وتشوه وتسطيح الوعي،وغياب الرقابة على البرامج التلفزيونية،وما تبثه من برامج هابطة ومدبلجة،والتي تتزايد وتتكاثر في تلك الفضائيات كتكاثر الطحالب على العملة الفاسدة وكذلك مواقع الانترنت،ناهيك عن التأثر السلبي بالحضارات الغربية والناتجة عن الغزو الثقافي والإعلامي المعولم،والمستهدف بالأساس تخريب الوعي وقتل الإرادة وروح الانتماء عند الفئات الحية في المجتمع وفي القلب منها الشباب بحضارتهم وثقافتهم وقيمهم وأخلاقهم،حيث تغيب عملية التوعية والتثقيف بمخاطر مثل هذا الغزو الممنهج والموجه.
ونحن نتلمس عمق الأزمة في المجتمعات العربية والإسلامية في هذا الجانب،من خلال التناقض الحاد والصارخ بين ما تبدو عليه تلك المجتمعات من تدين وورع وتقوى،وبين ما يجري في العمق والباطن ،حيث الكثير الكثير من الممارسات المتعاكسة والمتناقضة مع ما تبدو عليه اللوحة والصورة،فتجارة الجنس والدعارة تنشط وتزدهر في المجتمعات العربية أكثر منها في أي بلد أوروبي آو غربي،رغم الكثير من الفتاوي التي يصدرها العديد من فقهاء ورجال دين السلاطين،للتخفيف من حدة هذه المسألة وإيجاد الحلول التي تحد من مثل هذه الظواهر،حيث ظهرت وطفت على السطح الكثير من أشكال الزوج مثل زواج المتعة والمسيار والونس والكيف وغيرها،ناهيك عن تعدد الزوجات والعشيقات،حتى أن المخرجة ايناس الدغيدي والمعروفة في جرأتها في طرح ومعالجة القضايا الاجتماعية ومحامية جزائرية معروفة دعتا إلى ترخيص ظاهرة الدعارة،حتى تكون الأمور تحت الرقابة والإشراف،بدلاً من ما يجري من ممارسات في الخفاء تفوق ما يظهر بمئات المرات،ونحن هنا نورد تقارير هيئات ومؤسسات دولية،حيث أظهرت وأشارت تلك التقارير إلى أن المغرب هي ثاني دولة على صعيد العالم في تجارة اللحم الأبيض والإمارات العربية تحتل المرتبة السادسة على ذلك الصعيد،ومن أصل 3500 قناة جنسية،هناك 2800 منها مملوكات لأمراء ورجال أعمال عرب،وهي تبث برامجها الجنسية فقط للدول العربية والإسلامية ودول أمريكيا اللاتينية.
المأساة هنا أننا في المجتمعات العربية،لا نعترف بوجود مثل هذه المشاكل والظاهر حتى نستطيع أن نعالجها بشكل جدي وحقيقي،ونتعامل مع الأمور على قاعدة النعامة،دفن الرأس في الرمل وانكشاف الجسم،ونريد أن نعالج بطرق سطحية وخجولة وبالفهم العشائري والقبلي في المشاكل الاجتماعية"الطبطبه واللفلفه"،حيث يتم إغلاق الجرح على الصديد،لكي ينفجر لاحقاً مخلفاً الكثير من الأضرار والمشاكل،أو على قاعدة الانتصارات التلفزيونية التي حققنها على إسرائيل،فرغم كل الهزائم العسكرية والسياسية التي منينا بها في حروبنا وصراعنا مع إسرائيل،مع استثناء الانتصار اليتيم الذي حققه حزب الله في تموز/ 2006، إلا أن الكثير من قنواتنا التلفزيونية والفضائية،تصر على أن تلك الهزائم انتصارات وفيها الكثير من البطولات المنقطعة النظير،والنتيجة ضياع فلسطين والعراق وعلى الطريق دول عربية أخرى،وكل من يحاول طرح تلك المشكلة بأبعادها الحقيقية ويميط اللثام عن وجودها،نتصدى له بكل قوة،وتنبري الكثير من الأقلام والمرجعيات الدينية،في شن هجومها وحربها على من يتحدث بهذه الظاهرة،أو يتصدى لها بجرأة أو يطالب بالعمل على معالجتها بشكل جدي وحقيقي،فعبارات التخوين والتكفير والاتهام بالانحلال والإلحاد والمطالبة بإقامة الحد هي جاهزة،وكيف يجري الحديث والتطرق لهذه المسائل في مجتمع مسلم عنوانه الورع والتقوى والتدين،والهدف من طرح الموضوع هو فقط إشاعة الرذيلة والانحلال في تلك المجتمعات العربية والإسلامية،ناهيك عن سهولة وسرعة الاتهام بتقديم خدمة مجانية لأعداء الأمة من غرب وصهاينة وغير ذلك.
أما أن تصل الأمور حد التحرشات العلنية والجماعية في الشوارع العامة،وإقامة حفلات المجون والدعارة الجماعية وتبادل الزوجات كما حدث مع سبعة أزواج وزوجاتهم في سوريا مؤخراً،وإقامة العديد من الحفلات للشواذ جنسيا في أكثر من بلد عربي وإسلامي،وأيضاً استعداد الكثير من الفتيات العربيات وحتى الجامعيات منهن،لتقديم خدمات جنسية عبر الهاتف وشبكة الانترنت لشباب مقابل تعبئة "كرتات" لهن في جوالاتهن،فهذه المسائل تعكس حجم وعمق الأزمة في المجتمعات العربية في هذا الجانب،والتي يجب أن تقرع ناقوس خطر أمام كل الجهات المسؤولة من سلطة وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وتربويين ومفكرين ومشرعين ورجال دين وغيرهم،والمسألة لم تعد تحتمل النفاق والدجل الاجتماعي،والتقليل من حجم الظاهرة،أو تسطيح المشكلة وتبسيطها،أو الإصرار على نفي هذه الظاهرة والمشكلة،وكيل الاتهامات ومهاجمة من يقولون بوجودها وضرورة معالجتها وتحصين المجتمع ضدها،عبر عمليات جادة حثيثة من التربية والتثقيف في البيت والمدرسة والجامعة،ورقابة مباشرة على القنوات الفضائية والشبكات الالكترونية،وما تبثه من برامج هابطة والاستعاضة عنها ببرامج جادة وتثقيفية،ناهيك عن توفير المؤسسات الشبابية التي تمكن الشباب من استغلال قدراتهم ومواهبهم،واكتشاف وتفجير ما لديهم من قدرات وإبداعات،ناهيك عن عقد لقاءات واجتماعات وإقامة ندوات ومحاضرات،تناقش هذه المشكلة والظاهرة على أرضية وجودها،والبحث في سبل وطرق معالجتها والحد من انتشارها،وليس على قاعدة "عنزة ولو طارت"،أي نفي الظاهرة واعتبارها خاصة بالمجتمعات الغربية،فهذه المجتمعات لا تحدث عندها هذه الظواهر بالصورة التي تحدث بها عندنا،وأنا أجزم القول أن النساء لو سارت عندنا في الشوارع والأسواق باللباس الذي ترتديه النساء الغربيات،لرأيت وشاهدت الكثير من جرائم الاغتصاب العلنية وعشرات الآلاف من حالات التحرش الجنسي.
والمشكلة لن تحلها لا العواطف ولا الشعارات ولا ما نسبغه على مجتمعنا من قيم ومبادئ، فهذه مشكلة كبيرة الحجم وخطيرة الإبعاد، وبحاجة إلى معالجات جادة وحقيقية،يشارك فيها كل في موقعه تربويين ومفكرين ورجال دين وأرباب أسر ووسائل إعلام وغيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق