راسم عبيدات
،،،، منذ أن تولى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية، عقب استشهاد الرئيس ياسر عرفات، والقيادات الإسرائيلية والأمريكية ووسائل أعلامها ، لا تكف عن الحديث وترديد الاسطوانة المشروخة عن الرغبة في السلام وتقديم التنازلات المؤلمة من أجله، وتحقيق رؤية بوش بالدولتين...الخ، وهذا الحديث الذي تكذبه الممارسات الإسرائيلية على أرض الواقع،، حيث في كل مرة " يتمخض فيها الجبل ليلد فأراً"، ولكن مصيبتنا في بعض الفلسطينيين والعرب، والذين لا يؤمنون"بأن الذي يجرب المجرب عقله مخرب"، ويتعاطون مع الأمور على قاعدة "حلب الثور وعنزة ولو طارت"، وأنا سأسوق الوقائع والحقائق والتي ربما عملاً بالآية الكريمة "فذكر أن نفعت الذكرى"، فمنذ مؤتمر أنابوليس وحتى اللحظة الراهنة، عقدت لقاءات فلسطينية – إسرائيلية على مستوى القمة ما يزيد عن عشرين لقاء، ومسؤول طاقم المفاوضات "أبو العلاء قريع" عقد أكثر من 50 لقاء مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية"ليفني" سراً، عدا عن اللقاءات العلانية، وكل المؤشرات والتصرفات والممارسات الإسرائيلية، تبشر وتشير الى أنه لا تقدم في أي من القضايا الجدية والجوهرية من لاجئين وقدس واستيطان وحدود وأسرى وغيرها، ورغم كل ذلك فهناك البعض فلسطينياً وعربياً يواصل الحديث عن السلام والانجازات، وفي كل مرة يتحفنا هذا الطرف عن أهمية هذه الانتصارات والانجازات، نكتشف أن ذلك لا يتعدى القضايا الشكلية ، والتي تأتي "لذر الرماد في العيون" وكرمال عيون رايس، ولعل الجميع يذكر تصريحات أولمرت حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لدعم فريق الاعتدال الفلسطيني، ورأينا كيف أن الأسرى الذين أطلق سراحهم، كانوا من أصحاب الأحكام الخفيفة والذين قاربت محكومياتهم على الانتهاء، ناهيك عن أنهم كانوا أغلبهم من لون سياسي واحد، وإسرائيل من اختارتهم وصنفتهم، وهذه العملية عدا عن كونها هدفت لتعميق حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، فإنها عززت من حالة عدم الثقة بالعملية السلمية، والعملية التفاوضية العبثية غير المنتجة، وفي الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل سراح ما يقارب 650 أسير فلسطيني، اعتقلت في نفس الفترة ما يساوي هذا العدد أو يزيد عنه قليلاً، والغريب أن ما يسمى ببوادر حسن النية الإسرائيلية، كلها تأتي تحت إلحاح وطلبات متطلبات الزيارات المارثونية الأمريكية للمنطقة، وفي الزيارة الأخيرة "صدمت " الوزيرة الأميركية رايس من كثرة وحجم الكرم والتسهيلات الإسرائيلية، هذه التسهيلات المهنية والمستخفة ليس بالفلسطينيين وحدهم، بل وبكل أطراف النظام الرسمي العربي الذي استجابوا لدعوات رايس بمقاطعة القمة العربية في دمشق على أمل "حفظ ماء وجوههم" ودفع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية الى الأمام ، والنتيجة، إزالة 50 ساتر ترابي عن بعض مداخل القرى الفلسطينية ، وحاجزين من أصل أكثر من 500 حاجز تنغص حياة الفلسطينيين وتشعرهم بالذل والمهانة بشكل يومي، وبعض القضايا الموافق عليها قبل عام، كحسن نوايا سابقة لم يجري تنفيذها، مثل إقامة مدينة فلسطينية بالقرب من رام الله، ونشر قوات امن فلسطينية في جنين مع إبقاء الأمن بيد إسرائيل، هذا جوهر التسهيلات التي وعد بها بارك فياض "وصدمت" رايس، أيوجد استخفاف أكثر من هذا الاستخفاف؟، وفي ظل هذا الاستخفاف، وفي الوقت الذي يعلن فيه جاهراً وعلناً القادة الإسرائيليين عن استمرار الاستيطان، بل وتكثيفه منذ عقد مؤتمر أنابوليس بعشرة أضعاف، وتنامي نزعة العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، حيث أشار أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، أن 75% من الإسرائيليين الذين جرى استطلاعهم يؤيدون ترحيل العرب من أراضي فلسطين المحتلة عام 48 الى مناطق السلطة الفلسطينية، وبعد كل ذلك يخرج علينا الرئيس محمود عباس في لقاءه مع رايس في عمان بعد القمة العربية ،ليقول لنا بأنه متفائل من عقد اتفاق وحل مع الإسرائيليين خلال هذا العام، رغم أن كل المعطيات والحقائق تشير الى عكس ذلك، أما إذا كان يرى بأن عقد اتفاق على شكل خطوط عريضة ومبادئ عامة ،يشكل انجازاً لبوش قبل نهاية ولايته، فهو يدرك حجم المخاطر التي يمكن أن تترتب على مثل هذا الاتفاق، وهو يعي تماماُ ومن خلال حضوره لمؤتمر القمة العربية،بأن هناك إجماع عربي، على نعي العملية السلمية وفق الآلية السابقة وكذلك نعي المبادرة العربية للسلام، والبحث يجري في التخريجات لذلك النعي، فإسرائيل لا تكترث بهذه المبادرة، ولا حتى في مؤتمر أنابوليس ولم تلتزم حتى بالمدخل الأمني لحل القضية الفلسطينية ، ألا وهو خارطة الطريق، وتواصل عربدتها ليل نهار، فالاستيطان يتواصل، وليس في القدس وحدها،بل وفي الضفة الغربية، ومسلسل القمع والقتل والتدمير والحصار والتجويع يتواصل، وهناك من هو متفائل في الاتفاق والحل، وعلى قاعدة المفاوضات المارثونية والعبثية الفاقدة للمرجعية والآليات، فالواقع يقول أن لا حل في الأفق القريب يلبي حتى الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فكل المعطيات والدلائل والشواهد، تشير أن المنطقة مقبلة على تصعيد غير مسبوق،هذا التصعيد قد يصل في تداعياته حد اندلاع حرب إقليمية شاملة، وهذا الحرب قد يكون في سياق وإطار ترتيباتها، أن يكون هناك تبريد على الجبهة الفلسطينية، من اجل خلق اصطفاف عربي، لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية – إسرائيلية الى إيران،ولكن هذا التبريد لا يعني بأي حال من الأحوال إيجاد حل ، يلبي حتى الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،فالمجتمع الإسرائيلي غير ناضج من أجل السلام، وكذلك لا يتعرض لأية ضغوط جدية من أجل تقديم تنازلات جوهرية من أجل ذلك، لا على الصعيد العربي ولا على الصعيد الدولي، بل نرى أن هناك دعم غير مسبوق لهذا الكيان، من خلال رحلات الحجيج المتواصلة إليه ، من قادة أوروبا الغربية الرئيسين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وبالمقابل العرب منقسمين على أنفسهم وخارج إطار الفعل والتأثير، ولا وزن ولا قيمة لهم لا في القضايا العالمية والإقليمية ولا حتى في قضاباهم ومصيرهم .
ومن هنا في ظل هذه المعطيات،فإن الطرف الإسرائيلي ،سيستمر في الاستهتار بالعرب والفلسطينيين، والقيام بتنفيذ مخططاته على الأرض، وبدون تقديم أية تنازلات جوهرية، وأقصى ما يمكن تقديمه هو تسهيلات معيشية وحياتية واقتصادية، كما عبر عن ذلك زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، حيث قال انه معني بسلام اقتصادي مع الفلسطينيين، وبالتالي فإن التفاؤل بحل واتفاق مع الإسرائيليين هذا العام، ليس له أي سند حقيقي في أرض الواقع، والمطلوب بدل من ذلك ،إعادة الاعتبار للحلقة الفلسطينية، من خلال العودة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني عبر إعادة اللحمة والوحدة الجغرافية والسياسية للوطن،بعيداً عن الاشتراطات التعجيزية والخضوع للغير.
القدس- فلسطين
،،،، منذ أن تولى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية، عقب استشهاد الرئيس ياسر عرفات، والقيادات الإسرائيلية والأمريكية ووسائل أعلامها ، لا تكف عن الحديث وترديد الاسطوانة المشروخة عن الرغبة في السلام وتقديم التنازلات المؤلمة من أجله، وتحقيق رؤية بوش بالدولتين...الخ، وهذا الحديث الذي تكذبه الممارسات الإسرائيلية على أرض الواقع،، حيث في كل مرة " يتمخض فيها الجبل ليلد فأراً"، ولكن مصيبتنا في بعض الفلسطينيين والعرب، والذين لا يؤمنون"بأن الذي يجرب المجرب عقله مخرب"، ويتعاطون مع الأمور على قاعدة "حلب الثور وعنزة ولو طارت"، وأنا سأسوق الوقائع والحقائق والتي ربما عملاً بالآية الكريمة "فذكر أن نفعت الذكرى"، فمنذ مؤتمر أنابوليس وحتى اللحظة الراهنة، عقدت لقاءات فلسطينية – إسرائيلية على مستوى القمة ما يزيد عن عشرين لقاء، ومسؤول طاقم المفاوضات "أبو العلاء قريع" عقد أكثر من 50 لقاء مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية"ليفني" سراً، عدا عن اللقاءات العلانية، وكل المؤشرات والتصرفات والممارسات الإسرائيلية، تبشر وتشير الى أنه لا تقدم في أي من القضايا الجدية والجوهرية من لاجئين وقدس واستيطان وحدود وأسرى وغيرها، ورغم كل ذلك فهناك البعض فلسطينياً وعربياً يواصل الحديث عن السلام والانجازات، وفي كل مرة يتحفنا هذا الطرف عن أهمية هذه الانتصارات والانجازات، نكتشف أن ذلك لا يتعدى القضايا الشكلية ، والتي تأتي "لذر الرماد في العيون" وكرمال عيون رايس، ولعل الجميع يذكر تصريحات أولمرت حول إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لدعم فريق الاعتدال الفلسطيني، ورأينا كيف أن الأسرى الذين أطلق سراحهم، كانوا من أصحاب الأحكام الخفيفة والذين قاربت محكومياتهم على الانتهاء، ناهيك عن أنهم كانوا أغلبهم من لون سياسي واحد، وإسرائيل من اختارتهم وصنفتهم، وهذه العملية عدا عن كونها هدفت لتعميق حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، فإنها عززت من حالة عدم الثقة بالعملية السلمية، والعملية التفاوضية العبثية غير المنتجة، وفي الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل سراح ما يقارب 650 أسير فلسطيني، اعتقلت في نفس الفترة ما يساوي هذا العدد أو يزيد عنه قليلاً، والغريب أن ما يسمى ببوادر حسن النية الإسرائيلية، كلها تأتي تحت إلحاح وطلبات متطلبات الزيارات المارثونية الأمريكية للمنطقة، وفي الزيارة الأخيرة "صدمت " الوزيرة الأميركية رايس من كثرة وحجم الكرم والتسهيلات الإسرائيلية، هذه التسهيلات المهنية والمستخفة ليس بالفلسطينيين وحدهم، بل وبكل أطراف النظام الرسمي العربي الذي استجابوا لدعوات رايس بمقاطعة القمة العربية في دمشق على أمل "حفظ ماء وجوههم" ودفع المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية الى الأمام ، والنتيجة، إزالة 50 ساتر ترابي عن بعض مداخل القرى الفلسطينية ، وحاجزين من أصل أكثر من 500 حاجز تنغص حياة الفلسطينيين وتشعرهم بالذل والمهانة بشكل يومي، وبعض القضايا الموافق عليها قبل عام، كحسن نوايا سابقة لم يجري تنفيذها، مثل إقامة مدينة فلسطينية بالقرب من رام الله، ونشر قوات امن فلسطينية في جنين مع إبقاء الأمن بيد إسرائيل، هذا جوهر التسهيلات التي وعد بها بارك فياض "وصدمت" رايس، أيوجد استخفاف أكثر من هذا الاستخفاف؟، وفي ظل هذا الاستخفاف، وفي الوقت الذي يعلن فيه جاهراً وعلناً القادة الإسرائيليين عن استمرار الاستيطان، بل وتكثيفه منذ عقد مؤتمر أنابوليس بعشرة أضعاف، وتنامي نزعة العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، حيث أشار أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، أن 75% من الإسرائيليين الذين جرى استطلاعهم يؤيدون ترحيل العرب من أراضي فلسطين المحتلة عام 48 الى مناطق السلطة الفلسطينية، وبعد كل ذلك يخرج علينا الرئيس محمود عباس في لقاءه مع رايس في عمان بعد القمة العربية ،ليقول لنا بأنه متفائل من عقد اتفاق وحل مع الإسرائيليين خلال هذا العام، رغم أن كل المعطيات والحقائق تشير الى عكس ذلك، أما إذا كان يرى بأن عقد اتفاق على شكل خطوط عريضة ومبادئ عامة ،يشكل انجازاً لبوش قبل نهاية ولايته، فهو يدرك حجم المخاطر التي يمكن أن تترتب على مثل هذا الاتفاق، وهو يعي تماماُ ومن خلال حضوره لمؤتمر القمة العربية،بأن هناك إجماع عربي، على نعي العملية السلمية وفق الآلية السابقة وكذلك نعي المبادرة العربية للسلام، والبحث يجري في التخريجات لذلك النعي، فإسرائيل لا تكترث بهذه المبادرة، ولا حتى في مؤتمر أنابوليس ولم تلتزم حتى بالمدخل الأمني لحل القضية الفلسطينية ، ألا وهو خارطة الطريق، وتواصل عربدتها ليل نهار، فالاستيطان يتواصل، وليس في القدس وحدها،بل وفي الضفة الغربية، ومسلسل القمع والقتل والتدمير والحصار والتجويع يتواصل، وهناك من هو متفائل في الاتفاق والحل، وعلى قاعدة المفاوضات المارثونية والعبثية الفاقدة للمرجعية والآليات، فالواقع يقول أن لا حل في الأفق القريب يلبي حتى الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فكل المعطيات والدلائل والشواهد، تشير أن المنطقة مقبلة على تصعيد غير مسبوق،هذا التصعيد قد يصل في تداعياته حد اندلاع حرب إقليمية شاملة، وهذا الحرب قد يكون في سياق وإطار ترتيباتها، أن يكون هناك تبريد على الجبهة الفلسطينية، من اجل خلق اصطفاف عربي، لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية – إسرائيلية الى إيران،ولكن هذا التبريد لا يعني بأي حال من الأحوال إيجاد حل ، يلبي حتى الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،فالمجتمع الإسرائيلي غير ناضج من أجل السلام، وكذلك لا يتعرض لأية ضغوط جدية من أجل تقديم تنازلات جوهرية من أجل ذلك، لا على الصعيد العربي ولا على الصعيد الدولي، بل نرى أن هناك دعم غير مسبوق لهذا الكيان، من خلال رحلات الحجيج المتواصلة إليه ، من قادة أوروبا الغربية الرئيسين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وبالمقابل العرب منقسمين على أنفسهم وخارج إطار الفعل والتأثير، ولا وزن ولا قيمة لهم لا في القضايا العالمية والإقليمية ولا حتى في قضاباهم ومصيرهم .
ومن هنا في ظل هذه المعطيات،فإن الطرف الإسرائيلي ،سيستمر في الاستهتار بالعرب والفلسطينيين، والقيام بتنفيذ مخططاته على الأرض، وبدون تقديم أية تنازلات جوهرية، وأقصى ما يمكن تقديمه هو تسهيلات معيشية وحياتية واقتصادية، كما عبر عن ذلك زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، حيث قال انه معني بسلام اقتصادي مع الفلسطينيين، وبالتالي فإن التفاؤل بحل واتفاق مع الإسرائيليين هذا العام، ليس له أي سند حقيقي في أرض الواقع، والمطلوب بدل من ذلك ،إعادة الاعتبار للحلقة الفلسطينية، من خلال العودة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني عبر إعادة اللحمة والوحدة الجغرافية والسياسية للوطن،بعيداً عن الاشتراطات التعجيزية والخضوع للغير.
القدس- فلسطين
هناك تعليق واحد:
الأخ العزيز راسم
أنا من متابعي مقالاتك.. رغم من معاناتي من مرض في العينين، إلا أنني لا أتوقف عن القراءة.
لي ملحوظة على مقالاتك ألا وهي حشر الجمل ببعضها البعض دون الرجوع الى أول السطر إثر انتهاء العبارة. وهذا ما يزعجني حقاً.
باللغة العربية الجميلة هناك نقطة على السطر.. فأرجوك أن لا تحذف هذه النقطة وتجول مقالك الى مرطبان كبيس.
لك محبتي
أبو خالد
إرسال تعليق