الثلاثاء، أبريل 29، 2008

جسد برأسين ومن يفاوض من ؟!

بسام أبو علي شريف
الجميع يتحدث باسم الشرعية .. لما لا وهي أم الشعوب وقائدة بوصلة التحرير .. لكن للشرعية ألوان .. منها الديمقراطي عبر صناديق الانتخابات ومنها الساقطين بالبرشوت على كراسي عبر طيارة توجه بالرمونت كنترول ..
الأولى يجوز لها تمثيل الناخبين محليا ودوليا وإقليميا .. أما الثانية فهي لا تستعمل إلا في براري أريزونا وسانت ياغو مع رجال الكابوي .. لكن المصيبة التي تقع على رأس الناخب .. عندما تجد الفريقان .. يتحدثان يتفاوضان باسم الشرعية في أمور مصيرية ..
إنها قمة المهزلة أن توصد الأبواب بدون زرافيل .. فإن تركنا الأبواب هكذا مفتوحة للعامة والرويبضة والكلاب الضالة .. سوف يأكل طعامنا من مطابخنا ونحن نتفرج عليه .. لأننا أخطأنا في حق أهل البيت عندما تركنا أبوابنا بدون مفاتيح .. حتى أصبحت الكلاب والجرذان وابن آوي يصولون ويجولون في منازلنا .. متخذينها حظائر لهم ينطلقون .. يسلبون .. يبرطعون .. يغتصبون ثم يعودون كالحمل الوديع ..
وعندما نسألهم ماذا تفعلون ؟! يقولون إنما نحن مصلحون لأهل البيت ..
وإني عاتب على جاري الذي ساندني عندما استولت الجرذان على غرفة التشوين مخصصين كل ما بها لفصيلتهم .. القمح والشعير والذرة والأرز والدقيق .. قائلا لا بأس عليك سوف أعوضك بأحسن منها .. طيب أوكي .. لكن أن تفتح باب الحوار مع هذه الفئة التي تجلب مرض السرطان لتصول وتجول تاركة أثار ذيولها على تراب أرضك التي حاربنا عليها خمس حروب والعدد يزيد ..
هل فعلا للجار ألف وجه ووجه .. أنا أعلم .. أن على أرض الجار ببيوت وغرف شبيهة لما عندهم هناك يسكن بها حاملين مرض الطاعون على ظهر سفينة في عرض البحر..إنه المرض الذي هزم جيوش المعتدين..يخاطبهم الجار ويستقبلهم .. ويحاورهم وكأنهم هم الشرعية فهل انعكست الآية عند شقيقنا الجار !! وعندما تعاتبه يجيبك هذه أمور داخلية .. صاحب البيت .. يطالب بإخراج المعتدين من مسكنه .. والجار يفاوض الصياد من أجل الحفاظ على حياة الجرذان ..
وصاحب البيت يطالب الجميع بإعادة الدار إلى صاحب المفتاح .. فهل اختلفت علينا المفاتيح .. أم تشابه البقر علينا .؟!المفروض أن يكون للجسد رأس واحد ..
لكن يبدو عند هؤلاء الجيران أنهم اصطنعوا رجل برأسين .. يرغبون في تحريكه عبر الريمونت كنترول .. فإن رفض الأول قبل الثاني .. وفي النهاية المخترع المستفيد ..
لكني أحذر الجار بأن سياسة مخاطبة الرأسين .. قد أحبها من يعيشون على أرضكم ومن بني جلدتكم وهم بحق جادين في تطبيقها .. فهل تراجعتم عن سياسة مخاطبة الرأسين قبل أن تظهر عندكم أجساد بأكثر من رأس ...
قطر- الدوحة 27/4/2008م

ليست هناك تعليقات: