الأربعاء، أبريل 30، 2008

أزمة سقوط قناع

بسام أبو علي شريف
في خضم طوفان الأزمة الفلسطينية المتعاقبة والتي بات فيها الفيوتشر معدوما ومرهبا يتجلى قمر الخلافات الفلسطينية في أزمة المدى الرهيب الذي وصلنا إليه من عدم ثقة وتدهور ينذر بانكشاف كامل الوجوه كانت تخاطب الشعب الفلسطيني من خلف قناع وتخاطبه الآن من خلف لثام .. معا .. فلم تعد غزة مؤثرة كثيرا في السياسة وأدائها الدبلوماسي في محيط الوطن العربي أو مقنعة للعرب الآخرين بأنها بحق قادرة على قيادة الحصان ..
والأخطر من ذلك أن مواردها إن وجدت مبددة ويائسة وأقصى ما تستطيعه هذه القيادة في زمن التراجع أن تحتفظ بعلبة من العلكة كي يدربون أفواههم على مخاطبة الآخرين ..
إنه بحق زمن التراجع بعد أن كانت تحتفظ لشعبها ببعض الكبرياء غير أن الطوفان الحاصل والمستمر بدأ ينال من قواها التي كان يوما لها شأن .. ودخلت في أزمة حادة يصعب هضمها هذا إن بلعناها .. والتي ظهر من مواريثها ثعابين وأفاعي رقطاء .. أسقطت أقنعتها مخلفة أزمة اجتماعية طاحنة تحصد كل شيء عظام البشر قبل لحومها ..حتى أوصلتنا إلى مسارح الجدل العقيم الناتج عن حديث الطرشان ..
حوار في البديهيات قبل الأساسيات وتخبط في الطريق الخاطئ ارتكبت .. حتى أصبح الكلام صغيرا بحجم ميكي ماوس كأن غزة التي اعتقدنا يوما بأنها بلد محوري في محيطها باتت قرية صغيرة يضجر منها العرب والغجر .. حتى صار أصحاب الإسهامات العربية في بنيتها يقولون كفانا شعارات عن الثورة والتحرير .. وتتورط السلطة في فرض قيود لا سابق لها على غزة .. التزم المواطنون في البداية ثم نسوها وانخرطوا يسحبون مع الطوفان .. وخذ عندك مثال المحامين بعد أن تجاهلتهم السلطة في رام الله ..
قد تبدوا غزة في غضب نتيجة تدهور أحوال الأغلبية لقد أصبح الغضب عندهم مشروع بحاجة إلى دراسة جدوى نتيجة قلة فرص العمل .. لكن اتجاه الغضب فقد بوصلته وطاشت العبارات وتمادت في اصطناع عداوات وفجوات لا مجال بالمطلق لترميمها بسهولة في حضور المشاهد العربي والأجنبي ..
والأفدح من ذلك إن تلك العبارات التي رددها المساهم العربي والأجنبي تصادمت مع سقوط الأقنعة وتكسرت على رصيف شاطئ بحر محطم المراكب والذي أصبحت من ايرز علاماته إغلاق الأحضان بدون احتضان والتي أثبتت تجربة أهل السياسة بأنها كبيرة واستثنائية مع أنه كان من المفروض بمكان اتساع الأفق في احتضانها لسبب رئيسي ومباشر في تأسيس ..
أسس جديدة لبناء مفاهيم الثقة رغم سقوط الأقنعة .. وللشعب وجهة نظر فيما يحترق في السماء من النجوم والشياطين لكن لن يعطي رأيه إلا بعد أن تنفجر على الأرض...

ليست هناك تعليقات: