أُسامه نصّار طلفاح
عندما جاء مساءُ ذلك اليوم، مَحوتُ من مسوِدتي و من أرشيف أيامي كلّ معنى من معاني أيام العروبة، فأصبح به الثلاثاءُ كالأربعاء، و السبتُ كما الخميس، و أصبحت أشهر العروبة تحمل في طياتها نفس الصورة و لوناً واحداً، و أصبحَ به نيسانُ كما حزيرانْ، و أصبحت به بغدادُ كما القدسِ تماماً، صنوان، تقبعانِ خلفَ قضبان ٍ من القهر الأحمقِ، والذلّ الذي لم نقرأ له مثيلاً في تاريخ العرب.
و جاءَ التاسعُ من نيسانْ، ليسطر لنا ذكرى جديدة، كتلك التي حملت طابع الخامس من حزيران، لتستمر مع ذلك اليوم سلسلة الإسقاطات العربية المتتالية، حينما سقطت بغدادْ، بل، حينما أسقطناها نحن، كما أسقطنا قبلها القدس و بيروت و الخرطوم و جزر القمرْ.
و أُسقطت بغدادْ ..
منذ اليوم الأول لسلسة النكبات العربية، و منذ أن أسقطت القدس و بيروت، و منذ أن هُزم العرب في يومٍ حزيرانيٍ بعيدْ، أُسقطت؛ منذ أن أكلَ الضبعُ حملاننا و قبل كلّ ذلك أُسقطتْ منذ أن أسقطنا كتابنا، و هويتنا؛ عربيةُ الهوى.
و تَمُرُّ الأيامُ على بغدادْ، و لا زالت تنتظرُ من يفُكُّ أسرها، و يحررها من طغيان الشر و جبروتِ النارِ الذي أصابها.
عامٌ أليم، أمست معه كُلُّ أعوام العروبة حزينة..
أراد الغُزاة أن يقتلوا النفس العربية، أشاعوا الأكاذيب و اخترعوا الأقاويل، قتلوها فعلاً، و جعلوا من بغداد ساحة من ساحات الحزن و الأسى، و مرجاً من مروج الأمل الذي سيولد لا محالَ .. فالنصر يولد من رحِم الهزيمة.
أعوامٌ خلتْ و بغدادُ الحبيبة؛ تجلس خلف قضبان " الحقارة " تتجرع الموت يومياً، و تروي قصصاً و روايات، تحكي عن ماضٍ كان، و حاضرٍ سيكون، فأبوابُ التاريخِ لن تقفل، و سِجِّلُ التاريخِ لن يمحو ما كان لبغداد.
" لأن كل أقنعتنا المزيفة سقـطت، و كل روايات الجمال و البطولة التي نسجناها سقـطت؛ سقطت بغداد .. سقطت الكرامة و الشهامة و تناثرَ التاريخُ و الجرحُ و الألمُ و الأملُ و تبعثرتْ أشـلاءُ بغـدادَ من حولنا.. إلا صوتُ المئذنة و دقات طبول الثورة"..
لغم الحضارةِ أنتِ بغداد...
تاريخاً و جرحاً و ألماً و أملاً سوف يولد من جديدْ ..
إليكِ سنكتب كلّ حينْ
يومٌ من أيام " كذبات " العربْ.
otelfah@hotmail.com
عندما جاء مساءُ ذلك اليوم، مَحوتُ من مسوِدتي و من أرشيف أيامي كلّ معنى من معاني أيام العروبة، فأصبح به الثلاثاءُ كالأربعاء، و السبتُ كما الخميس، و أصبحت أشهر العروبة تحمل في طياتها نفس الصورة و لوناً واحداً، و أصبحَ به نيسانُ كما حزيرانْ، و أصبحت به بغدادُ كما القدسِ تماماً، صنوان، تقبعانِ خلفَ قضبان ٍ من القهر الأحمقِ، والذلّ الذي لم نقرأ له مثيلاً في تاريخ العرب.
و جاءَ التاسعُ من نيسانْ، ليسطر لنا ذكرى جديدة، كتلك التي حملت طابع الخامس من حزيران، لتستمر مع ذلك اليوم سلسلة الإسقاطات العربية المتتالية، حينما سقطت بغدادْ، بل، حينما أسقطناها نحن، كما أسقطنا قبلها القدس و بيروت و الخرطوم و جزر القمرْ.
و أُسقطت بغدادْ ..
منذ اليوم الأول لسلسة النكبات العربية، و منذ أن أسقطت القدس و بيروت، و منذ أن هُزم العرب في يومٍ حزيرانيٍ بعيدْ، أُسقطت؛ منذ أن أكلَ الضبعُ حملاننا و قبل كلّ ذلك أُسقطتْ منذ أن أسقطنا كتابنا، و هويتنا؛ عربيةُ الهوى.
و تَمُرُّ الأيامُ على بغدادْ، و لا زالت تنتظرُ من يفُكُّ أسرها، و يحررها من طغيان الشر و جبروتِ النارِ الذي أصابها.
عامٌ أليم، أمست معه كُلُّ أعوام العروبة حزينة..
أراد الغُزاة أن يقتلوا النفس العربية، أشاعوا الأكاذيب و اخترعوا الأقاويل، قتلوها فعلاً، و جعلوا من بغداد ساحة من ساحات الحزن و الأسى، و مرجاً من مروج الأمل الذي سيولد لا محالَ .. فالنصر يولد من رحِم الهزيمة.
أعوامٌ خلتْ و بغدادُ الحبيبة؛ تجلس خلف قضبان " الحقارة " تتجرع الموت يومياً، و تروي قصصاً و روايات، تحكي عن ماضٍ كان، و حاضرٍ سيكون، فأبوابُ التاريخِ لن تقفل، و سِجِّلُ التاريخِ لن يمحو ما كان لبغداد.
" لأن كل أقنعتنا المزيفة سقـطت، و كل روايات الجمال و البطولة التي نسجناها سقـطت؛ سقطت بغداد .. سقطت الكرامة و الشهامة و تناثرَ التاريخُ و الجرحُ و الألمُ و الأملُ و تبعثرتْ أشـلاءُ بغـدادَ من حولنا.. إلا صوتُ المئذنة و دقات طبول الثورة"..
لغم الحضارةِ أنتِ بغداد...
تاريخاً و جرحاً و ألماً و أملاً سوف يولد من جديدْ ..
إليكِ سنكتب كلّ حينْ
يومٌ من أيام " كذبات " العربْ.
otelfah@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق