د. صلاح عودة الله
في الخامس عشر من الشهر القادم تصادف الذكرى الستون لنكبتنا الكبرى حيث تم احتلال 78% من وطننا فلسطين,وقد تم احتلال ما تبقى في حرب حزيران عام 1967"النكسة"...!
سألني أحد ألزملاء، أي عنوان يصلح لوصف وضعنا في هذه ألأيام؟ فقلت لا بأس، أي عنوان يصلح، فقد كثرت ألعناوين....فمثل هذه ألقضية(ألفلسطينية) لا يصلح أن يكون لها عنوان واحد. فكرت كثيرا وأنا أكتب هذا ألمقال،أي عنوان أضع له؟ ولسان حالي يقول بأن كل مقال عن هذه ألقضية، لا يمكن أن يعبرعما في نفس كاتبه عنوان واحد!!
من ألأقوال ألتي لن أنساها ما حييت قول" تشي جيفارا":ان من يفجر ألثورة هم ألشرفاء، ومن يستغلها هم ألأوغاد..! لقد قال أحد أكبر ألمحللين ألعسكريين" ألاسرائيليين" وقبل اندلاع ألانتفاضة ألأولى ألباسلة في أواخر عام 1987 مخاطبا زعامته:اذا أردتم ألقضاء على ألفلسطينيين فأعطوهم دولة، وبعدها اجلسوا وأنظروا اليهم يصفي بعضهم بعضا..! لقد بدأنا بهذه ألتصفية منذ سنوات عديدة ومع "غياب ألدولة"، فألحالة ألمخزية ألتي عصفت بنا في ألفترة ألأخيرة.."ألاقتتال ألداخلي" والحسم العسكري المرفوض في غزة والانفصال الجغرافي بين الضفة وغزة, حيث اصبح لنا "جكومتان" لشعب واحد بدون دولة...!
غزة تدمر وتحرق..ألغزاوي ألبطل وألذي كان يخشاه أليهودي في صدمة، وألفلسطيني ألذي ينتظر على ألمعابر في حيرة من أمره..وأما ألفلسطيني في ألشتات فان رأسه في ألأرض من شدة ألخجل، كيف لا وهو مايزال متمسكا بحق ألعودة ألمقدس.
بعد واحد وستين سنة من قرار ألتقسيم وستين سنة من ألنكبة، لم توصلنا هذه ألسنين من جثث ألشهداء الى شيء..! بل على ألعكس، فنحن بعد كل هذه ألسنين نقتتل ويذبح ويصفي كل واحد من ألاخر..ولكن على ما؟ على" حارة" لا يستطيع عمدتها أو مختارها أن يخرج منها دون اذن مسبق من ألعدو! وباقتتالنا ألداخلي الأخير استطعنا أن نضيف نكبات على نكبتنا ألكبرى..وكأن ألأمل قد انطفأ مع مرور ألزمن..! ويا لسخرية ألقدر..فقد قتل في يوم نكبتنا(العام الفائت) من لم يستطع ألعدو أن يصل اليه سنوات عديدة..كيف لا وقد قمنا بألواجب، بل أكثر..!
لم تكن مشكلة ألأمة في يوم من ألأيام في ألاستعمار أو ألاستيطان،وانما في حالتها ألفكرية وألنفسية. ولا عجب، فان فلسطين أليوم تائهة وفي حيرة من أمرها وتبحث عن من سينقذها..."فتح" لم تعد نعرفها كما عرفناها، فألذين أسسوها فارقونا، فمنهم من فارقنا بعملية اغتيال على يد ألعدو خلف ألبحار، ومنهم من فارقنا وهو في ألطريق(على ألحدود)، ومنهم من أصيب برصاصة غدر من ألخلف، وحتى كتابة هذه ألسطور لم يتم غلق ملف ألتحقيق..!
فمن بقي من فتح،بعد مرحلة" ألتآكل ألذاتي"طويلة ألأمد وألتي عصفت بها..؟ هناك بعض ألكبار من قادة فتح وألذين أصروا على عدم ألدخول وألعودة الى فلسطين في وضعها ألحالي، وهناك قلة مخلصة دخلت ولسان حالها يقول:لن نترك فلسطين ولا بأي حال من ألأحوال للمستغلين، وبعد ذلك يمكننا أن نعد ما شئنا: فهناك فئة استطاع أبو عمار"رحمه الله" أن يشتريها من ألتنظيمات ألفلسطينية ألأخرى لكي يقوموا بدعم موقفه في ألمجالس ألوطنية منذ أن بدأت عملية ألسلام..!
وأخيرا، تلك ألفئة ألتي دخلت بعد قيام ما يسمى ب"دولة فلسطين"، وكان وما يزال شغلهم ألشاغل تخويف وضبع هذا ألشعب وسرقته، وكذلك عمل ما لا يستطع أن يعمله ألأعداء..وهم كثر، ولا داعي لذكر ألأسماء، فليس من عادتي ألتجريح ألشخصي، وليس هذا هو هدفي من كتابة ألمقالات..ولكني أقول:" أهل مكة أدرى بشعابها".
أما حماس، فقد تم استدراجها وبنجاح على أيدي من ذكرت من حركة فتح، وأعطوها اللقاح، فسارت من خلال خطة ألعدو وفي فلكه ! فأصبحت ميسرة وليست مخيرة، فألعدو يلعب بها كلاعب شطرنج متمكن،وظنت أنه بامكانها قهر هذا ألعدو عندما انتصرت في الانتخابات، وما ألمحصلة؟ بدأت حماس بألتراجع عن مبادئها..تركت ألمقاومة، وانشغلت مثل زميلتها فتح، على حصد أكبر عدد من ألكراسي..وهذا هو ألمطلوب..!
لقد نسيت حماس أن شعبنا تسيطر عليه ألصبغة ألقبلية وألعشائرية، وانه يسحق وبقوة ألخط ألأخضر، وعلى ذلك لم يشفع لها جهدها! ظنون حماس كثيرة وأكبرها انها تستطيع محو تنظيم كبير يسمى "فتح" من عقول ألفلسطينيين..!
وأخيرا جاءت المجازر الصهيونية على غزة لتحاول سحق المقاومة الفلسطينية وبايحاء من زعيم الالاهاب العالمي"بوش",ولكن المقاومة اثبتت وجودها وبشهادة كبار العسكريين الصهاينة فان "اسرائيل" خسرت ولم تحقق اهدافها, بل على العكس انتقدت من معظم دول العالم لأنها قتلت المدنيين والأطفال والنساء..!
وأتسائل، هل كان ألرواد من أبناء شعبنا يحلمون بهذا ألوضع ألذي نعيشه..هل هذا ما كانت تطمح اليه ألثورة بعد كل هذه ألتضحيات؟ وألجواب، لآ. ولكن فعلا:ان ألثورة كبيرة..وان ألدولة صغيرة،وأما ألورطة فشديدة، وأما ألزعران فوساختهم لا يمكن وصفها..!
لقد حان الأوان وفي هذه الأيام ان نعيد اللحمة الوطنية احتراما لشهدائنا الذين قضوا من اجل تحرير فلسطين ومنذ النكبة التي حلت بشعبنا وانتصاب الكيان الصهيوني...!
في الخامس عشر من الشهر القادم تصادف الذكرى الستون لنكبتنا الكبرى حيث تم احتلال 78% من وطننا فلسطين,وقد تم احتلال ما تبقى في حرب حزيران عام 1967"النكسة"...!
سألني أحد ألزملاء، أي عنوان يصلح لوصف وضعنا في هذه ألأيام؟ فقلت لا بأس، أي عنوان يصلح، فقد كثرت ألعناوين....فمثل هذه ألقضية(ألفلسطينية) لا يصلح أن يكون لها عنوان واحد. فكرت كثيرا وأنا أكتب هذا ألمقال،أي عنوان أضع له؟ ولسان حالي يقول بأن كل مقال عن هذه ألقضية، لا يمكن أن يعبرعما في نفس كاتبه عنوان واحد!!
من ألأقوال ألتي لن أنساها ما حييت قول" تشي جيفارا":ان من يفجر ألثورة هم ألشرفاء، ومن يستغلها هم ألأوغاد..! لقد قال أحد أكبر ألمحللين ألعسكريين" ألاسرائيليين" وقبل اندلاع ألانتفاضة ألأولى ألباسلة في أواخر عام 1987 مخاطبا زعامته:اذا أردتم ألقضاء على ألفلسطينيين فأعطوهم دولة، وبعدها اجلسوا وأنظروا اليهم يصفي بعضهم بعضا..! لقد بدأنا بهذه ألتصفية منذ سنوات عديدة ومع "غياب ألدولة"، فألحالة ألمخزية ألتي عصفت بنا في ألفترة ألأخيرة.."ألاقتتال ألداخلي" والحسم العسكري المرفوض في غزة والانفصال الجغرافي بين الضفة وغزة, حيث اصبح لنا "جكومتان" لشعب واحد بدون دولة...!
غزة تدمر وتحرق..ألغزاوي ألبطل وألذي كان يخشاه أليهودي في صدمة، وألفلسطيني ألذي ينتظر على ألمعابر في حيرة من أمره..وأما ألفلسطيني في ألشتات فان رأسه في ألأرض من شدة ألخجل، كيف لا وهو مايزال متمسكا بحق ألعودة ألمقدس.
بعد واحد وستين سنة من قرار ألتقسيم وستين سنة من ألنكبة، لم توصلنا هذه ألسنين من جثث ألشهداء الى شيء..! بل على ألعكس، فنحن بعد كل هذه ألسنين نقتتل ويذبح ويصفي كل واحد من ألاخر..ولكن على ما؟ على" حارة" لا يستطيع عمدتها أو مختارها أن يخرج منها دون اذن مسبق من ألعدو! وباقتتالنا ألداخلي الأخير استطعنا أن نضيف نكبات على نكبتنا ألكبرى..وكأن ألأمل قد انطفأ مع مرور ألزمن..! ويا لسخرية ألقدر..فقد قتل في يوم نكبتنا(العام الفائت) من لم يستطع ألعدو أن يصل اليه سنوات عديدة..كيف لا وقد قمنا بألواجب، بل أكثر..!
لم تكن مشكلة ألأمة في يوم من ألأيام في ألاستعمار أو ألاستيطان،وانما في حالتها ألفكرية وألنفسية. ولا عجب، فان فلسطين أليوم تائهة وفي حيرة من أمرها وتبحث عن من سينقذها..."فتح" لم تعد نعرفها كما عرفناها، فألذين أسسوها فارقونا، فمنهم من فارقنا بعملية اغتيال على يد ألعدو خلف ألبحار، ومنهم من فارقنا وهو في ألطريق(على ألحدود)، ومنهم من أصيب برصاصة غدر من ألخلف، وحتى كتابة هذه ألسطور لم يتم غلق ملف ألتحقيق..!
فمن بقي من فتح،بعد مرحلة" ألتآكل ألذاتي"طويلة ألأمد وألتي عصفت بها..؟ هناك بعض ألكبار من قادة فتح وألذين أصروا على عدم ألدخول وألعودة الى فلسطين في وضعها ألحالي، وهناك قلة مخلصة دخلت ولسان حالها يقول:لن نترك فلسطين ولا بأي حال من ألأحوال للمستغلين، وبعد ذلك يمكننا أن نعد ما شئنا: فهناك فئة استطاع أبو عمار"رحمه الله" أن يشتريها من ألتنظيمات ألفلسطينية ألأخرى لكي يقوموا بدعم موقفه في ألمجالس ألوطنية منذ أن بدأت عملية ألسلام..!
وأخيرا، تلك ألفئة ألتي دخلت بعد قيام ما يسمى ب"دولة فلسطين"، وكان وما يزال شغلهم ألشاغل تخويف وضبع هذا ألشعب وسرقته، وكذلك عمل ما لا يستطع أن يعمله ألأعداء..وهم كثر، ولا داعي لذكر ألأسماء، فليس من عادتي ألتجريح ألشخصي، وليس هذا هو هدفي من كتابة ألمقالات..ولكني أقول:" أهل مكة أدرى بشعابها".
أما حماس، فقد تم استدراجها وبنجاح على أيدي من ذكرت من حركة فتح، وأعطوها اللقاح، فسارت من خلال خطة ألعدو وفي فلكه ! فأصبحت ميسرة وليست مخيرة، فألعدو يلعب بها كلاعب شطرنج متمكن،وظنت أنه بامكانها قهر هذا ألعدو عندما انتصرت في الانتخابات، وما ألمحصلة؟ بدأت حماس بألتراجع عن مبادئها..تركت ألمقاومة، وانشغلت مثل زميلتها فتح، على حصد أكبر عدد من ألكراسي..وهذا هو ألمطلوب..!
لقد نسيت حماس أن شعبنا تسيطر عليه ألصبغة ألقبلية وألعشائرية، وانه يسحق وبقوة ألخط ألأخضر، وعلى ذلك لم يشفع لها جهدها! ظنون حماس كثيرة وأكبرها انها تستطيع محو تنظيم كبير يسمى "فتح" من عقول ألفلسطينيين..!
وأخيرا جاءت المجازر الصهيونية على غزة لتحاول سحق المقاومة الفلسطينية وبايحاء من زعيم الالاهاب العالمي"بوش",ولكن المقاومة اثبتت وجودها وبشهادة كبار العسكريين الصهاينة فان "اسرائيل" خسرت ولم تحقق اهدافها, بل على العكس انتقدت من معظم دول العالم لأنها قتلت المدنيين والأطفال والنساء..!
وأتسائل، هل كان ألرواد من أبناء شعبنا يحلمون بهذا ألوضع ألذي نعيشه..هل هذا ما كانت تطمح اليه ألثورة بعد كل هذه ألتضحيات؟ وألجواب، لآ. ولكن فعلا:ان ألثورة كبيرة..وان ألدولة صغيرة،وأما ألورطة فشديدة، وأما ألزعران فوساختهم لا يمكن وصفها..!
لقد حان الأوان وفي هذه الأيام ان نعيد اللحمة الوطنية احتراما لشهدائنا الذين قضوا من اجل تحرير فلسطين ومنذ النكبة التي حلت بشعبنا وانتصاب الكيان الصهيوني...!
-القدس المحتلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق