الأربعاء، أبريل 30، 2008

نمساويون أحيوا ذكرى النكبة ومخاتير الجالية فركوها...

ناصر الحايك

البعض حضر على استحياء والبعض جاء على مضض ومنهم من هرب بعد دقائق معدودة من حضوره ورئيس هيئة رسمية على وشك الانقراض القى كلمة مملة لم يصغ اليها أحد يذكر باستثناء تابعه الملاصق له كظله...طبعا مشاركتهم من عدمها لاتسمن ولاتغنى من جوع ، أو بمعنى أخر فرار أو تعمد غياب تلك الشخصيات المحروقة والغير قابلة للتلميع والفاقدة للأهلية والشرعية أضفى رونقا غير معهود على التظاهرة الثقافية التى نظمتها وأعدتها مؤسسة دار الجنوب النمساوية على مدار أربعة أيام متتالية وذلك بغرض تسليط الضوء على هول مآساة شعب بأكمله مر على اقتلاعه وتشريده من أرضه قسرا واقتراف أبشع المجازر بحقه من قبل الصهاينة المجرمين وأذنابهم ستون عاما واحياء لذكرى اصطلح العرب على تسميتها بيوم النكبة . يحاول الكثيرون محوها وطمسها من الذاكرة .

الغائبون الحاضرون هنا هم رموز المؤسسات الاسلامية والعربية الوهمية الأكثر من "الهم على القلب" والمنتشرة كالبثور فى النمسا ، وامعانا فى التوضيح أكثر فان المعنيين هم :

غربان البين محبو الجلوس فى الصفوف الأولى والفاشلون ممن لفظتهم وتقيأتهم الجالية وأصحاب العمائم المداهنون خطباء الهلس والدلس الذين "قرفونا فى عيشتنا" .

الغريب أن هؤلاء المنسيين الأراعن يعلنون دائما وأبدا بأنهم لاينتمون الى حظائر الأنظمة الوسخة ، وانما يمثلون مؤسسات المجتمع المدنى...ياسلام !!

هذا المسلسل العربى "البايخ" لم يعد مثيرا ومشوقا لمتتبعيه من عرب النمسا وخصوصا بعد أن تم حذف مقاطع حق العودة الى فلسطين التاريخية من سيناريوهات الأنظمة المقرفة بالاضافة الى أداء الكومبارس الهزيل والمفضوح فى الساحة النمساوية الذى لم يعد يجذب و يقنع المشاهد...

وهذا ان دل على شىء فانما يدل على أن معظم هذه المؤسسات الاسلامية والعربية الحريصة جدا على مصالح الجالية كما تتبجح وتتشدق ليلا نهارا، انما هى الوجه الأخر لعملة "الأجهزة" المندسة والمستترة تحت المسميات سالفة الذكر التى تم انشاؤها خصيصا بغرض جمع المعلومات والبيانات و ...ولابلاش !

لكى تطمئن قلوبهم فانه لم ولن يفتقدهم أيا كان وحبذا لو أقروا بينهم وبين أنفسهم بأنهم أصبحوا ونشاطاتهم واضحين للعيان و ضلوا ، ولم يعد بمقدورهم أن يضللوا ، ولله درهم لوتفضلوا علينا وحرمونا من سحنهم البهية واطلالاتهم الزهية فقد دقت المسامير الصدئة فى نعوش جثثهم المتحللة وأصبحت الرائحة أكثر من كريهة ومزمنة .

وختاما بدا واضحا على معالم وملامح وجوه المشاركين الصادقين وغالبيتهم من النمساويين ومن جنسيات مختلفة ونفر قليل من العرب والفلسطينيين الذين ساهموا فى احياء هذه الذكرى الأليمة... بدا واضحا من خلال تفاعلهم وتأثرهم بماشاهدوه وسمعوه بأن فلسطين (كل فلسطين) تهيمن على وجدانهم وتحتل مساحة لابأس بها فى ضمائرهم حتى لو كانوا على يقين بأن الحلم مازال جنينا غير مكتمل النمو فى رحم الاستقلال .

فيينا النمسا

ليست هناك تعليقات: