الخميس، أبريل 17، 2008

مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة


عطا مناع

اليوم شيع الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة المصور الصحفي الشهيد فضل شناعة إلى مثواه الأخير، الألم طغى على المشهد الصحفي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذكر حتى من لا تنفعه الذكرى إن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصور والقلم وكل ما من شانه كشف جرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني، قتلوا الزميل شناعة وهم على يقين أنة صحفي، عرفوا سيارته وأمعنوا النظر فيها، وقد يكونوا قد شاهدوا ابتسامته الأخيرة ولكنهم قتلوه وعادوا إلى"قواعدهم سالمين.
بعد عملية الاغتيال انهالت الاستنكارات من كل صوب وحدب، وقامت الدنيا وكلي ثقة أنها ستقعد، ستمر جريمة اغتيال الصحفي شناعة كل سابقاتها، وسننسى مشهد السيارة التي احترق بداخلها، وسنستر عجزنا بالقضاء والقدر، نقرأ على روحة الطاهرة الفاتحة وكفى اللة المؤمنين شر القتال، أنها سنة الحياة في خلقة، كلنا من آدم وآدم من تراب، والبقاء للة والعمل الصالح، نعود إلى منازلنا بعد التشيع ننزع عن أجسادنا ما لحق بها من عرق وأتربة بحمام ساخن، نأخذ قسطا من الراحة استعدادا ليوم عمل جديد.
غدا أو بعد غد، ستعطيننا الصحافة الإسرائيلية درسا في الديمقراطية، وقد تخصص بعضها عمودا لوجبة نقدية سريعة لسياسة الجيش، وسيتعاطى بعضنا مع ما يطرحه الإسرائيليون بتلذذ، وسيبرر آخرون الجريمة وينصحوننا باعتماد الواقعية كأسلوب لتفكيرنا وتعاطينا مع الأخر، وقد تنظم لقاءات مع عتاة الصحفيين الإسرائيليين بهدف تجاوز المحنة ووضع الخطط لعودة المياه لمجاريها، وبالفعل ستستمر الحياة عند البعض الصحفي ويعزز التعاون الإخباري ولا باس من تكثيف اللقاءات والمشاريع التعاونية المدعومة مركز بيرس للسلام أطال اللة في عمرة.

دعونا نضع النقطة على الحرف

إن عجز نقابة الصحفيين الفلسطينيين الغير مبرر عزز الحالة الصحفية العاجزة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وساهم في عمليات الانقسام الأفقي والعمودي في الجسم الصحفي الفلسطيني، أنة انقسام مقصود وممنهج يخدم مصالح بعض الشلل المنحرفة التي لا هم لها سوى تحقيق أهدافها وليكن بعدها الطوفان، لذلك لن يتجاوز سقف الفعل الصحفي لمواجهة الجرائم التي ترتكب بحقهم الشجب والاستنكار ومحاولة استصدار بيان من هذه الجهة أو تلك لتبرير الذات، إن اغتيال الزميل فضل شناعة جريمة تتطلب حالة استنفار لنقابة الصحافيين الفلسطينيين تضع على رأس أولوياتها هدف إعادة اللحمة للجسم الصحفي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الأمانة تفرض على نقابة الصحفيين الفلسطينيين التصدي والكشف عن الجهات التي ركبت الموجة وأخذت على عاتقها فتح الخطوط مع الإسرائيليين بهدف تجميل روايتهم وتطبيع الإذن الفلسطينية على المفردات الإسرائيلية الممجوجة حول ثقافة السلام التي تترجم نفسها على الأرض بشلال من الدم الفلسطيني الذي يذهب ضحيته الطفل والكهل والصحفي.
إن صمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين على ظاهرة التطبيع الإعلامي ومسك العصا من النصف يعتبر مشاركة غير مباشرة في هذه الجريمة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، خاصة أن النقابة وقطاع واسع من الصحفيين في صورة العشرات من اللقاءات والصفقات المشبوهة التي تتم في دول الجوار والدول الأوروبية، تلك الصفقات التي أوجدت شريحة دخيلة على الصحافة الفلسطينية تنشط ليل نهار في خدمة أجندة المحتل، شريحة غارقة في الفساد حتى إذنيها وتعمل على إفساد أوساط رسمية، وتبذل جهودا مضنية في استنساخ مؤسسات غير حكومية تعكف على إنتاج مواد إعلامية موجة هدفها خلق حالة من التسيب الإعلامي، خاصة بعد انتشار المحطات الإعلامية المحلية التجارية في الضفة وغزة وتسليم بعض هذه المحطات مفاتيحها لم يدفع أكثر.
إن تكريم شهداء الصحافة الفلسطينية لا يقتصر على بيانات الشجب والاستنكار، وإنما بإماطة اللثام عن أسماء الذين اخذوا على عاتقهم تنظيم اللقاءات مع الإسرائيليين كما حدث في مدينة الخليل قبل أسابيع بالاجتماع مع عتاة كتاب الأعمدة في الصحف الإسرائيلية، والوفاء لشهداء الصحافة الفلسطينية والتراث الصحفي في فلسطين يتطلب الضغط على النائب العام لإعادة فتح التحقيق في قضايا الفساد عند مؤسسات صحفية فلسطينية، هذا التحقيق الذي أغلق بقدرة قادر.



ليست هناك تعليقات: