السبت، أبريل 26، 2008

بسام أبو شريف لا تستحمرنا


عطا مناع

لا أحبذ التعليق على المقالات والآراء الحرة التي اطلع عليها في الصحافة الالكترونية، لأنني مقتنع تماما أن حرية الرأي حق مكفول ومصان ندافع عنة بكل ما أوتينا من قوة، ولكن للضرورة أحكام وخاصة عندما يعتقد بعض الكتاب أنهم طراز فريد لن يتكرر ويحق لهم أن يصولوا ويجولوا ويلعنوا ويتهموا ومن أين ؟ من أبراجهم العاجية ومصالحهم الضيقة التي بالتأكيد لا تتقاطع مع الهم العام إلا بما يحقق مصالح ورغبات والتحالفات الغير مقدسة التي تتحول إلى صفقات ومنهج فكري لشريحة أحذت على عاتقها استتياس الجماهير والاستخفاف بذكاها وقدرتها على قراءة الواقع.
لقد حمل السيد المحترم بسام أبو شريف وفي"مقالة" جاءت بعنوان استهداف رموز السلطة.. يا رب يكون الحمار فهم ويبطل الرفص"، حمل على الذين ينادونا بمحاربة الفساد والفاسدين ممن اعتقدوا أنهم رموزا للشعب الفلسطيني ووصف الأقلام التي تؤشر على رموز الفساد مبيوعة وان همها الوحيد التشهير بالمناضلين أمثال النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان أبو فادي والمشهراوي وأبو شباك حتى أنهم تتطروقوا إلى الأخ روحي فتوح ومسئول التعبئة والتنظيم السيد احمد فريع وأبناء الرئيس الفلسطيني.
ويصف المحترم أبو شريف أصحاب القلم الناقد بأنهم مأجورون ويقول لهم لن تفيدكم الدنانير والدولارات التي تحول إلى أرقام حساباتكم، ويصفهم بالحمار الذي يرفس ويتمنى أن تتوقف الأقلام الناقدة عن الرفص ويخلص لنتيجة أنهم لن يتوقفوا عن الرفص.
لن اتهم حتى لا يضمني السيد أبو شريف إلى مجموعة الرافسين، ولن أحاكم من وصفهم بالرموز الوطنية حتى لا يسقط على تهمة الخيانة العظمى وأصبح مسئؤلا عن شلال الدم الفلسطيني الذي تدفق بسبب الاقتتال بين أمراء الحرب الغارفين في مصالحهم حتى العظم، ولكنني كفلسطيني يعتقد أنة لم يكن ولن يكون في يوم من الأيام مأجورا وتابعا لأحد اطرح بعض التساؤلات التي تسبب الصداع الدائم للمواطن الفلسطيني من جنين حتى جباليا، تساؤلات تجاوزت الطرح النظري العقيم الذي يفتقد للحس الوطني والإنساني بترجمتهما على ارض الواقع، واقع اعتبار الشعب عبيدا يمتلكهم الرموز المسماة بالرموز الوطنية .
اسأل بسام أبو شريف، إلا تعتقد أن الرموز الوطنية أذابت الفوارق الطبقية في المجتمع الفلسطيني لدرجة أن الطبقة الوسطى اضمحلت وانضمت إلى جموع الفقراء، الم تسمع بقصة المسئؤل الذي وضع على طاولة السفارة المصرية بغزة 2 مليون دولار مقابل اخراجة من القطاع وبالطبع رفض المصريون ذلك ولكنهم اخرجوة، ماذا عن مبلغ الستة ملايين دولار المجمدة في إحدى البنوك والمسجلة باسم الأمين العام للجبهة الديمقراطية الرفيق نايف حواتمة وياسر عبد ربة منذ سنوات طويلة، وبالنسبة للسيد روحي فتوح، من وجه نظر يجب أن يحاكم والذي اطلعنا علية في وسائل الإعلام هو بمثابة العذر الأقبح من ذنب، يا سيدي ... لقد قاد السيد روحي فتوح الشعب الفلسطيني في الفترة الانتقالية بعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات أي أنة تقلد منصب الرئاسة ومجرد أن تهرب الهواتف النقالة في سيارته حتى لو كان لا يدري فتلك جريمة.
سيد أبو شريف، حكايتنا مع الرموز طويلة، كانت بديتها في الشتات واستمرت على ارض الوطن، عن من تدافع، عن صفقات الاسمنت المصرية أم عن فضيحة الباصات الهولندية التي سرقت باسم الشعب، ملف الفساد والفاسدين لم يعد حكرا على احد وخرج عن نطاق السرية، ومن حقنا وعفوا للقارئ الكريم أن نرفس لان الرفس دفاعا عن النفس وتعبيرا عن رفض أن تستحمرنا أنت ومن تدافع عنهم، لا تستغرب نحن نعرف والمصيبة أننا نعرف، والمضحك المبكي انك تعرف أننا نعرف وتحاول أن تقنع نفسك أننا لا نعرف، ولذلك تخرج علينا تطبل وتزمر للفساد ولذلك أقول لك أن وراء الأكمة ما وراءها.

ليست هناك تعليقات: