عطا مناع
معروف أن فصائل اليسار الفلسطيني تعتمد المنهج الجدلي فكرا وهذا يعطيها أفضلية في تحليل الواقع السياسي والطبقي والارتكاز على رؤى واضحة ينبثق عنها معالجات علمية تنسجم مع الواقع بكل تفاعلاته وتعقيداته السياسية والاجتماعية والفكرية، فامتلاك اليسار الفلسطيني لهذا المنهج يفترض أن يبعده ويحميه من الوقوع في شرك الارتجالية السياسية التي هي بمثابة الوجه الآخر للعفوية المستسلمة للواقع المأزوم على الساحة الفلسطينية المنقسمة على نفسها لتصبح ضحية لعملية استقطاب غير مسبوقة تقودها حركني فتح وحماس.
الواضح ومن خلال مجريات الصراع الفلسطيني فاليسار الفلسطيني أو التيار الثالث كما يحلو للبعض أن يسميه انخرط في اللعبة وارتضى لنفسه دور التابع وتنازل حتى عن كونه بيضة ألقبان التي قد تحافظ على التوازن وتكبح جماح القوى التي تقود الشعب الفلسطيني للهاوية، قبل اليسار الفلسطيني وعلى رأسه الجبهتان الشعبية والديمقراطية أن يقتات على فتات الغير وان يكون صدى لصوت الآخر متنازلا عن أفضليته الكامنة في قدرة على إدارة الصراع وتحقيق نقاط وانتصارات حتمية تنعكس إيجابا على واقع الشعب الفلسطيني.
لقد تاهت فصائل اليسار الفلسطيني وفقدت بوصلتها وتقوقعت حول نفسها فاقدة الفعل والتأثير الجماهيري منشغلة في البحث عن إجابة للسؤال التاريخي، من هي القوة الأولى في اليسار، ومن هو اليسار الحقيقي، لتتوالى الاتهامات المتبادلة المغلفة باصطلاحات عدمية على شاكلة اليسار الطفولي والانتهازي، هذا الصراع النظري الفارغ دام لعقود ولا زال يلقي بظلاله القاتمة على الفكر اليساري الذي فقد قدرته على التحليل العلمي للواقع المحيط وقبل على نفسه التبعية والتمسك بشعارات نظرية ليس لها مكاننا في الماكينة السياسية الفلسطينية التي تطحن الضعفاء.
وحتى لا أتجنى هناك مصداقية وشفافية وحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية عند فصائل اليسار الفلسطيني، ولكن أدوات الصراع لا يمكن أن تتجسد في أطروحات مثالية لا سند لها ولا تعتمد على موقف يتسم بالراديكالية تجاه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، فالوسطية التي اتخذتها فصائل اليسار منهجا لها شجعت القوى المتصارعة على المضي في سياساتها ومواقفها العدوانية وأفقدتها البوصلة الوطنية وأصبحت تنظر بدونية للقوى التي تشكل قوام منظمة التحرير الفلسطينية، حيث سادت سياسة الاستخدام والاستبعاد وذلك ضمن التوجه الذي يضمن مصالح الأطراف المتصارعة.
لا استطيع أن اقنع نفسي بان حماس معنية بالفصائل اليسارية وهي المنغلقة على نفسها فكرا وممارسة، المشكل أنها تمارس سياسة البيضة والحجر مع هذه الفصائل، تستخدمها متى أرادت وتستبعدها متى شاءت، وبالطبع هذا ينطبق على حركة فتح، ففي اتفاق مكة الذي رعته المملكة العربية السعودية تم استثناء فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من الحوار وقسمت الكعكة بين فتح وحماس بعيدا عن اليسار اللهم وحتى لا نظلم ألقيت الفتات لهذه الفصائل ليستكمل الديكور السياسي بها، وبالطبع فشل اتفاق وسال الدم الفلسطيني في شوارع غزة وحسمت حماس حوارها التكتيكي بالقوة.
وبعد الحسم العسكري أو الانقلاب الذي نفذته حماس تتداع حركة فتح للاستعانة بالفصائل وبالفعل انعقد المجلس المركزي في رام اللة وخرج بقراراته الداعية حماس بالتراجع عن انقلابها على الشرعية الفلسطينية، اجتماع المجلس المركزي كان بمثابة الجمعة المشمشية بين الفصائل والسلطة أو فتح التي ذهبت إلى صنعاء بوفد من منظمة التحرير الذي كان بمثابة شاهد الزور على الحوار الفاشل قبل أن يبدأ، وبيدوا أن طاحونة التكرار ألاستخدامي لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مستمرة في ظل الحديث عن التهدئة بين دولة الاحتلال وحركة حماس التي أدارت حوار في مصر وعادت لتطلب من الفصائل التوجه لمصر للاجتماع مع الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية للتوقيع أو للبصم على ما اتفق علية، مع الإشارة أن لا احد ضد التهدئة العادلة ولكن المعضلة في الأسلوب الاستيعابي الذي تستخدمه حركة حماس مع الفصائل.
تفاعلات الأحداث في المشهد السياسي الفلسطيني تعطينا المزيد من الإشارات أننا سنبقى ندور في حلقة الصراع المفرغة طالما بقيت فصائل اليسار الفلسطيني تتخذ موقفا سلبيا توفيقيا من الأزمة الراهنة وتقبل على نفسها أن تطلب لبيت الطاعة من قبل فتح وحماس، يصادر موقفها ودورها التاريخي المفترض أن تلعبه مع قوى المجتمع الديمقراطية للجم قوى الفلتان والظلامية والفساد، وقد يعتقد البعض أن اليسار الفلسطيني عاجز عن القيام بهذه الدور ولكنني ادعي أن الشارع الفلسطيني يتوق لقوى حقيقية تقف في وجه قوى الفساد والانقسام، وقد تكون الفرصة مواتية إذا عقد العزم على مواجهة تلك القوى.
معروف أن فصائل اليسار الفلسطيني تعتمد المنهج الجدلي فكرا وهذا يعطيها أفضلية في تحليل الواقع السياسي والطبقي والارتكاز على رؤى واضحة ينبثق عنها معالجات علمية تنسجم مع الواقع بكل تفاعلاته وتعقيداته السياسية والاجتماعية والفكرية، فامتلاك اليسار الفلسطيني لهذا المنهج يفترض أن يبعده ويحميه من الوقوع في شرك الارتجالية السياسية التي هي بمثابة الوجه الآخر للعفوية المستسلمة للواقع المأزوم على الساحة الفلسطينية المنقسمة على نفسها لتصبح ضحية لعملية استقطاب غير مسبوقة تقودها حركني فتح وحماس.
الواضح ومن خلال مجريات الصراع الفلسطيني فاليسار الفلسطيني أو التيار الثالث كما يحلو للبعض أن يسميه انخرط في اللعبة وارتضى لنفسه دور التابع وتنازل حتى عن كونه بيضة ألقبان التي قد تحافظ على التوازن وتكبح جماح القوى التي تقود الشعب الفلسطيني للهاوية، قبل اليسار الفلسطيني وعلى رأسه الجبهتان الشعبية والديمقراطية أن يقتات على فتات الغير وان يكون صدى لصوت الآخر متنازلا عن أفضليته الكامنة في قدرة على إدارة الصراع وتحقيق نقاط وانتصارات حتمية تنعكس إيجابا على واقع الشعب الفلسطيني.
لقد تاهت فصائل اليسار الفلسطيني وفقدت بوصلتها وتقوقعت حول نفسها فاقدة الفعل والتأثير الجماهيري منشغلة في البحث عن إجابة للسؤال التاريخي، من هي القوة الأولى في اليسار، ومن هو اليسار الحقيقي، لتتوالى الاتهامات المتبادلة المغلفة باصطلاحات عدمية على شاكلة اليسار الطفولي والانتهازي، هذا الصراع النظري الفارغ دام لعقود ولا زال يلقي بظلاله القاتمة على الفكر اليساري الذي فقد قدرته على التحليل العلمي للواقع المحيط وقبل على نفسه التبعية والتمسك بشعارات نظرية ليس لها مكاننا في الماكينة السياسية الفلسطينية التي تطحن الضعفاء.
وحتى لا أتجنى هناك مصداقية وشفافية وحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية عند فصائل اليسار الفلسطيني، ولكن أدوات الصراع لا يمكن أن تتجسد في أطروحات مثالية لا سند لها ولا تعتمد على موقف يتسم بالراديكالية تجاه المصالح العليا للشعب الفلسطيني، فالوسطية التي اتخذتها فصائل اليسار منهجا لها شجعت القوى المتصارعة على المضي في سياساتها ومواقفها العدوانية وأفقدتها البوصلة الوطنية وأصبحت تنظر بدونية للقوى التي تشكل قوام منظمة التحرير الفلسطينية، حيث سادت سياسة الاستخدام والاستبعاد وذلك ضمن التوجه الذي يضمن مصالح الأطراف المتصارعة.
لا استطيع أن اقنع نفسي بان حماس معنية بالفصائل اليسارية وهي المنغلقة على نفسها فكرا وممارسة، المشكل أنها تمارس سياسة البيضة والحجر مع هذه الفصائل، تستخدمها متى أرادت وتستبعدها متى شاءت، وبالطبع هذا ينطبق على حركة فتح، ففي اتفاق مكة الذي رعته المملكة العربية السعودية تم استثناء فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من الحوار وقسمت الكعكة بين فتح وحماس بعيدا عن اليسار اللهم وحتى لا نظلم ألقيت الفتات لهذه الفصائل ليستكمل الديكور السياسي بها، وبالطبع فشل اتفاق وسال الدم الفلسطيني في شوارع غزة وحسمت حماس حوارها التكتيكي بالقوة.
وبعد الحسم العسكري أو الانقلاب الذي نفذته حماس تتداع حركة فتح للاستعانة بالفصائل وبالفعل انعقد المجلس المركزي في رام اللة وخرج بقراراته الداعية حماس بالتراجع عن انقلابها على الشرعية الفلسطينية، اجتماع المجلس المركزي كان بمثابة الجمعة المشمشية بين الفصائل والسلطة أو فتح التي ذهبت إلى صنعاء بوفد من منظمة التحرير الذي كان بمثابة شاهد الزور على الحوار الفاشل قبل أن يبدأ، وبيدوا أن طاحونة التكرار ألاستخدامي لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مستمرة في ظل الحديث عن التهدئة بين دولة الاحتلال وحركة حماس التي أدارت حوار في مصر وعادت لتطلب من الفصائل التوجه لمصر للاجتماع مع الوزير عمر سليمان مدير المخابرات المصرية للتوقيع أو للبصم على ما اتفق علية، مع الإشارة أن لا احد ضد التهدئة العادلة ولكن المعضلة في الأسلوب الاستيعابي الذي تستخدمه حركة حماس مع الفصائل.
تفاعلات الأحداث في المشهد السياسي الفلسطيني تعطينا المزيد من الإشارات أننا سنبقى ندور في حلقة الصراع المفرغة طالما بقيت فصائل اليسار الفلسطيني تتخذ موقفا سلبيا توفيقيا من الأزمة الراهنة وتقبل على نفسها أن تطلب لبيت الطاعة من قبل فتح وحماس، يصادر موقفها ودورها التاريخي المفترض أن تلعبه مع قوى المجتمع الديمقراطية للجم قوى الفلتان والظلامية والفساد، وقد يعتقد البعض أن اليسار الفلسطيني عاجز عن القيام بهذه الدور ولكنني ادعي أن الشارع الفلسطيني يتوق لقوى حقيقية تقف في وجه قوى الفساد والانقسام، وقد تكون الفرصة مواتية إذا عقد العزم على مواجهة تلك القوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق