الياس بجاني
لم تعد خلفيات وتوقيت دعوات الأستاذ نبيه بري المتكررة للحوار والتشاور تنطلي حتى على الأطفال والسذج، وقد تكشفت وانكشفت أهدافها "الاحتوائية والتنفيسة" الأخوية منذ زمن بعيد. إنها مجرد ألاعيب وبهلوانيات مسرحية مفرغة من كل ما يمت للجدية والمصداقية والقوانين والدستور والمصلحة الوطنية بصلة.
دعوات الأستاذ "الأفخاخ"، هي دائماً فرمانات "أسدية" مبرمجة تأتيه وحياً من مطابخ مخابرات الحُكام القابعين سعداء في قصر المهاجرين الدمشقي.
لقد فات فطنة هذا النبيه والمتنبه أن جميع الأحرار في وطن الأرز من مواطنين وسياسيين، ودون استثناء، باتوا يعرفون تمام المعرفة مرامي أدواره المتنوعة والمتغيرة بحربائيته الفاقعة، وهم ملمين جيداً بتقلباته "ونتعاته" التي هي دائماً وأبداً غب طلب الأشقاء ورهناً لإيماءاتهم والإشارات.
يغيب عن ذكاء الأستاذ المتمكن جداً من لغة حبيبه "سيبويي" أنه ومهما تفنن وأجاد في انتقاء مفرداته الإلتفافية التي يغلب عليها الطابع الإسقاطي الساخر، فهو لن يقدر أن يوهم حتى أزلامه بأنه ليس رجل النظام البعثي الأول في لبنان منذ أن أدخله الأسد "الأب" عالم السياسة اللبنانية من بابها الميليشياوي ضمن أطر "هندسها وفصَّلها" له سلفاً فيما يخص الخطاب والقالب واللسان والدور والمظهر والمهمات.
ولو عدنا في الذاكرة إلى الوراء، إلى سنين الحرب المؤلمة وما تلاها من فصول ومراحل، لوجدنا أن أدواره كانت باستمرار سورية بتفوق وتخدم مخططات حكامها. فمن منا لا يتذكر بأسى أداؤه الميليشياوي المميز، ودوره النافر من خلال الاتفاق الثلاثي، وتفننه وفلسفته في تقاسم جبنة المغانم تحت رايات الترويكا والدويكا، وصندوق الجنوب، إضافة إلى هندسته وإخراجه كرئيس لمجلس النواب لكل مخالفات وانتهاكات الدستور التي لا تعد ولا تحصى بدءً من إقرار رزم اتفاقات
التعاون والأخوة، مروراً بالانتخابات النيابية المفبركة وقوانينها المفصلة سورياً، والتشريعات الملفقة والمركبة، وصولاً إلى مسرحيات انتخابات رؤساء جمهورية "صور" والتمديد لهم، وانتهاءً بإقفال المجلس وتسخيف كل مقررات جولتي الحوار والتشاور وتطول القائمة!!
النبيه ومنذ أن أغلق مجلس النواب على خلفية خوف حكام "الشقيقة الشقية" من مفاعيل المحكمة الدولية، "فلقنا" بلازمة الـ "س س" مصراً باستمرار في طروحاته واحاجيجه ومحادثاته ومواعظه مع القادة اللبنانيين والعرب والدوليين على أن الحل الناجع في لبنان لن يرى النور إلا بوفاق سوري سعودي. وهو أراد أيضاً ومن خلال نفس لازمة الـ "س س"، القول أنه سفير سوريا في لبنان.
وقد يكون "الأستاذ" ومرة أخرى عن طريق لازمة الـ "س س "، أراد إيصال رسالة تحذير سورية إلى اللبنانيين الأحرار من أن الشر المستطير الذي طبل وزمر له مراراً وتكراراً فيما يخص المحكمة والحكومة والسلاح الإلهي والدور السوري ورئاسة الجمهورية والحدود وشبعا، هو بالواقع تحذيراً سورياً جديداً، بحيث تصبح فورميولا "النبيه" ثلاثية القوائم والـ "س س" هنا تعني "سم سوري"، يركب في دمشق استعداداً لتصديره إلى وطن الأرز في حال أصر اللبنانيون الأحرار على السير قدماً في نضالهم الساعي بعناد لانتزاع حريتهم واستقلالهم وقرارهم وسيادتهم على قاعدة أن لبنان في لبنان وسوريا في سوريا.
بناء على ما ذكرنا، وهو قليل نذير من انجازات وعطاءات وابتكارات صاحب لازمة الـ "س س"، الغالبية والطاغية على أقواله وأفعاله، من المستحيل أن يرى اللبناني المكوي بنار تقلباته المتكررة أية مصداقية أو جدية في مبادرته الحوارية الجديدة القديمة، لأن عوسجه السوري لا يمكن تحت أي ظرف طقسي أن يثمر تيناً أو عنباً. وحسناً فعل الرئيس السنيورة حين أعلن بجرأة وصراحة أن شيخ المعارضين لا يقدر أن يكون حكماً.
الأستاذ النبيه هو بالواقع شيخاً، ولكن عذراً من الرئيس السنيورة، هو ليس شيخاً للمعارضين الذين هم بالواقع المعاش والمحسوس بالحواس الخمسة لا وجود لهم عندنا كونهم بكافة تلاوينهم وأطيافهم وقبائلهم ودون استثناء مرتزقة يعملون بفرمانات، إما فارسية أو قرداحية.
نعم الأستاذ هو شيخ، ولكن للإسقاطيين وبامتياز. والإسقاط Projection في علم النفس يعني أن يسقط الإنسان ما فيه وما عنده من أخطاء وخطايا على غيره، واللغة اللبنانية المحكية عبرت عن هذا النمط السلوكي أجمل تعبير حيث نقول: يا فلاني بتشيلي يلي فيكِ وبتحطيه فيي".
إن دور شيخ الإسقاط هو دور "أعوج" وتخريبي بحق لبنان وكل اللبنانيين، وبالتالي من واجب الجميع العمل على تقويم هذا الإعوجاج عملاً بالحديث الشريف: "من رأى منكم إعوجاجاً فليقومه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
ونختم مع ما جاء في سفر النبي إشعيا 33-1: "ويلٌ لك أيها المخرِبُ وأنت لم تُخرَبْ، وأيها الناهب، ولم ينهبوكَ، فحين تنتهي من التخريب تُخربُ، وحين تفرغُ من النهب ينهبوكَ.". ومن عنده آذان "سميعة" فليسمع ويتعظ على قاعدة أن المؤمن بلبنان وبحريته والاستقلال لا يجب أن يلدغ من جحر صاحب لازمة الـ "س س" مرتين.
*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
تورنتو كندا في 12 نيسان 2008
عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com
لم تعد خلفيات وتوقيت دعوات الأستاذ نبيه بري المتكررة للحوار والتشاور تنطلي حتى على الأطفال والسذج، وقد تكشفت وانكشفت أهدافها "الاحتوائية والتنفيسة" الأخوية منذ زمن بعيد. إنها مجرد ألاعيب وبهلوانيات مسرحية مفرغة من كل ما يمت للجدية والمصداقية والقوانين والدستور والمصلحة الوطنية بصلة.
دعوات الأستاذ "الأفخاخ"، هي دائماً فرمانات "أسدية" مبرمجة تأتيه وحياً من مطابخ مخابرات الحُكام القابعين سعداء في قصر المهاجرين الدمشقي.
لقد فات فطنة هذا النبيه والمتنبه أن جميع الأحرار في وطن الأرز من مواطنين وسياسيين، ودون استثناء، باتوا يعرفون تمام المعرفة مرامي أدواره المتنوعة والمتغيرة بحربائيته الفاقعة، وهم ملمين جيداً بتقلباته "ونتعاته" التي هي دائماً وأبداً غب طلب الأشقاء ورهناً لإيماءاتهم والإشارات.
يغيب عن ذكاء الأستاذ المتمكن جداً من لغة حبيبه "سيبويي" أنه ومهما تفنن وأجاد في انتقاء مفرداته الإلتفافية التي يغلب عليها الطابع الإسقاطي الساخر، فهو لن يقدر أن يوهم حتى أزلامه بأنه ليس رجل النظام البعثي الأول في لبنان منذ أن أدخله الأسد "الأب" عالم السياسة اللبنانية من بابها الميليشياوي ضمن أطر "هندسها وفصَّلها" له سلفاً فيما يخص الخطاب والقالب واللسان والدور والمظهر والمهمات.
ولو عدنا في الذاكرة إلى الوراء، إلى سنين الحرب المؤلمة وما تلاها من فصول ومراحل، لوجدنا أن أدواره كانت باستمرار سورية بتفوق وتخدم مخططات حكامها. فمن منا لا يتذكر بأسى أداؤه الميليشياوي المميز، ودوره النافر من خلال الاتفاق الثلاثي، وتفننه وفلسفته في تقاسم جبنة المغانم تحت رايات الترويكا والدويكا، وصندوق الجنوب، إضافة إلى هندسته وإخراجه كرئيس لمجلس النواب لكل مخالفات وانتهاكات الدستور التي لا تعد ولا تحصى بدءً من إقرار رزم اتفاقات
التعاون والأخوة، مروراً بالانتخابات النيابية المفبركة وقوانينها المفصلة سورياً، والتشريعات الملفقة والمركبة، وصولاً إلى مسرحيات انتخابات رؤساء جمهورية "صور" والتمديد لهم، وانتهاءً بإقفال المجلس وتسخيف كل مقررات جولتي الحوار والتشاور وتطول القائمة!!
النبيه ومنذ أن أغلق مجلس النواب على خلفية خوف حكام "الشقيقة الشقية" من مفاعيل المحكمة الدولية، "فلقنا" بلازمة الـ "س س" مصراً باستمرار في طروحاته واحاجيجه ومحادثاته ومواعظه مع القادة اللبنانيين والعرب والدوليين على أن الحل الناجع في لبنان لن يرى النور إلا بوفاق سوري سعودي. وهو أراد أيضاً ومن خلال نفس لازمة الـ "س س"، القول أنه سفير سوريا في لبنان.
وقد يكون "الأستاذ" ومرة أخرى عن طريق لازمة الـ "س س "، أراد إيصال رسالة تحذير سورية إلى اللبنانيين الأحرار من أن الشر المستطير الذي طبل وزمر له مراراً وتكراراً فيما يخص المحكمة والحكومة والسلاح الإلهي والدور السوري ورئاسة الجمهورية والحدود وشبعا، هو بالواقع تحذيراً سورياً جديداً، بحيث تصبح فورميولا "النبيه" ثلاثية القوائم والـ "س س" هنا تعني "سم سوري"، يركب في دمشق استعداداً لتصديره إلى وطن الأرز في حال أصر اللبنانيون الأحرار على السير قدماً في نضالهم الساعي بعناد لانتزاع حريتهم واستقلالهم وقرارهم وسيادتهم على قاعدة أن لبنان في لبنان وسوريا في سوريا.
بناء على ما ذكرنا، وهو قليل نذير من انجازات وعطاءات وابتكارات صاحب لازمة الـ "س س"، الغالبية والطاغية على أقواله وأفعاله، من المستحيل أن يرى اللبناني المكوي بنار تقلباته المتكررة أية مصداقية أو جدية في مبادرته الحوارية الجديدة القديمة، لأن عوسجه السوري لا يمكن تحت أي ظرف طقسي أن يثمر تيناً أو عنباً. وحسناً فعل الرئيس السنيورة حين أعلن بجرأة وصراحة أن شيخ المعارضين لا يقدر أن يكون حكماً.
الأستاذ النبيه هو بالواقع شيخاً، ولكن عذراً من الرئيس السنيورة، هو ليس شيخاً للمعارضين الذين هم بالواقع المعاش والمحسوس بالحواس الخمسة لا وجود لهم عندنا كونهم بكافة تلاوينهم وأطيافهم وقبائلهم ودون استثناء مرتزقة يعملون بفرمانات، إما فارسية أو قرداحية.
نعم الأستاذ هو شيخ، ولكن للإسقاطيين وبامتياز. والإسقاط Projection في علم النفس يعني أن يسقط الإنسان ما فيه وما عنده من أخطاء وخطايا على غيره، واللغة اللبنانية المحكية عبرت عن هذا النمط السلوكي أجمل تعبير حيث نقول: يا فلاني بتشيلي يلي فيكِ وبتحطيه فيي".
إن دور شيخ الإسقاط هو دور "أعوج" وتخريبي بحق لبنان وكل اللبنانيين، وبالتالي من واجب الجميع العمل على تقويم هذا الإعوجاج عملاً بالحديث الشريف: "من رأى منكم إعوجاجاً فليقومه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
ونختم مع ما جاء في سفر النبي إشعيا 33-1: "ويلٌ لك أيها المخرِبُ وأنت لم تُخرَبْ، وأيها الناهب، ولم ينهبوكَ، فحين تنتهي من التخريب تُخربُ، وحين تفرغُ من النهب ينهبوكَ.". ومن عنده آذان "سميعة" فليسمع ويتعظ على قاعدة أن المؤمن بلبنان وبحريته والاستقلال لا يجب أن يلدغ من جحر صاحب لازمة الـ "س س" مرتين.
*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
تورنتو كندا في 12 نيسان 2008
عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق